Site icon اهل البيت في ليبيا

تاريخ المذهب المالكي في ليبيا

أهل البيت في ليبيا

تذهب بعض الروايات إلى أن زياد بن عبد الرحمن الأندلسي المتوفى سنة 204 هـ هو أول من أدخل المذهب المالكي إلى الأندلس، وبواسطته انتشر هناك،ثم نقلت بذور المذهب المالكي من الأندلس إلى فاس بواسطة طائفة من العلماء أما كتاب الموطأ فالذي حمله إلى المغرب هو عامر بن محمد القيسي الأندلسي ذلك فيما يتعلق بالأندلس والمغرب الأقصى،غير أن القاضي عياض ذكر أن علي بن زياد الطرابلسي،هو أول من أدخل الموطأ وجامع سفيان إلى المغرب وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه وكان قد دخل الحجاز والعراق في طلب العلم وهو معلم سحنون الفقه.

وعن طريق تلاميذ علي بن زياد،سحنون،وأسد بن الفرات،والبهلول بن راشد أخذ المذهب ينتشر في شمال أفريقيا،انطلاقا من القيروان ليعم كافة الأقطار الأفريقية شمال الصحراء وجنوبها،حيث وضع الإمام سحنون المدونة التي تجمع فقه المدرسة المالكية من أقوال الإمام مالك وابن القاسم وتعليقات سحنون عليها،كما ألف أسد بن الفرات كتاب أطلق عليه اسم “الأسدية” وهو مزيج بين فقه مالك وآراء مدرسة العراق .

ثم ما لبث أن تطور المذهب وزاد في الإنتشار على يد علماء أجلاء،جاءوا بعد الرواد الأوائل عكفوا على دراسة تراث المذهب وساهموا في تطويره وبحثه عن طريق تدريسه ووضع مؤلفات جديدة عليه،تلقفها بالقبول سكان الأندلس وشمال أفريقيا وجنوبها تلك الجهود والمؤلفات هي التي ساهمت في الحفاظ على المذهب وبقائه إلى الوقت الحاضر .

ومن أشهر رجال المذهب المالكي الذين ساهموا في خدمة المذهب على مر العصور بالإضافة إلى جهود علي بن زياد الطرابلسي وعبد الحميد ابن أبي الدنيا الطرابلسي هناك علماء آخرون منهم على سبيل المثال لا الحصر :-

-الشيخ أبو جعفر أحمد بن نصر الداوودي الطرابلسي الذي عاش في طرابلس ووضع فيها كتابه “النامي في شرح الموطأ” المتوفى بالجزائر سنة 402هـ .

-الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الزليطني القروي المعروف بـ حلولو،له مجموعة من المؤلفات القيمة تولى القضاء بطرابلس ثم انتقل إلى تونس وفيها توفى عام 898هـ .

-الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد التاجوري،العالم الفلكي الشهير له مؤلفات كثيرة في هذا المجال،وقصته مع قبلة جامع القرويين بفاس مشهورة،توفى عام 960هـ .

-الشيخ محمد بن علي الخروبي الطرابلسي،العالم الكبير،له مؤلفات في العقيدة والتفسير والتراجم وغيرها المتوفى بالجزائر عام،963هـ .

-الشيخ أحمد بن محمد المكني مفتي طرابلس المتوفى عام 1100هـ .

-العالم الجليل الشيخ محمد بن محمد بن مقيل مفتي طرابلس تميز بفتاواه الجيدة واجتهاداته في الفقه من خلالها المتوفى عام 1101هـ .

-الشيخ عبد السلام بن عثمان التاجوري له عدة مؤلفات من أشهرها “تذييل المعيار” وهو كتاب في الفتاوى يقع في ستة مجلدات توفي عام 1139هـ .

-الشيخ أبو عبد الله محمد المسعودي له عدة مؤلفات من بينها “لوامع الغرر على نظمه اللآلئ والدرر في مصطلح علم الأثر” المتوفى سنة 1288هـ .

-الشيخ عبد الرحمن البوصيري له مؤلفات منها كتابه “اللآلئ والدرر في المحاكمة بن العيني وابن حجر” وهو كتاب في الحديث المتوفى عام 1354هـ .

-الشيخ محمد بن محمد بن عامر ،مؤلف كتاب “ملخص الأحكام الشرعية على المعتمد من مذهب المالكية” المتوفى عام 1381هـ .

وغيرهم الكثير.


بقلم: د جمعة زريق

Exit mobile version