يُعد مسجد (أوجلة العتيق) أحد المعالم التاريخية في واحة أوجلة بالصحراء الليبية جنوب اجدابيا 250كم و قد بني في بداية الفتح الإسلامي وأنشئ له تسعة أبواب أحدها يطل على ميدان قصر أورومان أحد المعالم الأثرية القديمة.
ينقسم إلى خمسة أروقة مقسمة من الوسط بعدد من الأعمدة المتلاصقة وبمجموعة أقواس تحمل القباب الّتي يبلغ عددها العشرين، وهذه القِباب المدبّبة مهمّتها تشتيت أشعة الشّمس المنعكسة على السّطـح و مياه الأمطار في فصل الشتاء، كما تساعد على تجميع أكبر قدر من الهواء البارد في تجويف القبّة من الداخل، و تمنع تجمَع مياه الأمطار على السطح نظرًا إلى شكلها المخروطي الذي يحول دون استقرار المياه والحفاظ على سقف المسجد من الانهيار أو تسرب المياه دخل المسجد وبناء المسجد على هيئــة شبـه مستطيـل منفرج الزوايا طوله 24 مترا وعرضه 19 مترًا ويُحيط به على جهاتــه الأربع فناء عرضـه 4 أمتار تقريباً.
على الرغم من عوامل الطبيعة المختلفة التى مرت على المسجد إلاّ أنه ظل متماسكاً كأنه قد تمّ بناؤه بالأمس القريب، ويرجع ذلك إلى الجهود المبذولة من المهتمين والجهات المسؤولة التي تتوالى على المدينة في الحفاظ على التراث والأماكن التاريخية داخل المدينة، وقد كان لهذا المسجد أهمية خاصة إبّان ازدهار تجارة القوافل من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب حيث الدول الإفريقية، حيث كان المسافر يجد بين أروقة هذا المسجد وفنائه المأوى والمأكل والمشرب والطمأنينة والرّاحة .
والمسجد العتيق بمدينة أوجلة يعد من أقدم المساجد في شمال أفريقيا، كما يتميز بأسلوب تسقيف فريد من نوعه من خلال طراز القباب المخروطية، وهو الطراز نفسه الذي ميز معمار المساجد في أوجلة دون غيرها من الواحات الأخرى بليبيا كما قُسّم المسجد إلى خمسة أروقة في تفصيله، وحدد هذا التقسيم بعدد من الأعمدة المتلاصقة بمجموعة أقواس.
ويستقبل المسجد العديد من الزوار يومياً من عامة الناس والجهات التعليمية مثل المدارس والمعاهد والجامعات كما يوجد فريق متخصص من جمعية التراث يستقبل الوفود لشرح ما يحتويه المسجد وإعطاء نبذة عن تاريخ إنشائه، وقامت جمعية التراث بترميم المسجد لعدة مرات بالتعاون مع الجمعيات التراثية من بنغازي والبيضاء وشحات بنفس المواد التي جرى بها بناء المسجد.
مراقد ومزارات اسلامية