دأب السلفية الوهابية على رفع هذا الشعار “فهم السلف” وترويجه وقذفه فى وجه كل من يخالفهم الرأي في الفقه والعقيدة وسائر الأحكام في أي نقاش أو حوار معهم وكأن هذا الشعار حقيقه مطلقه لا جدال فيها ولا حياد عنها.
والحقيقه التى يعرفها كل المسلمين باختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم وكل مطلع ولو بشكل جزيء على أساسات وقواعد الفقه الإسلامى يعلم أنه مجرد شعار أجوف لا قيمة علمية له !! وأنه مجرد وهم يسوقونه تدليساً وكذباً في محاولة بائسة لطمس المدارس الفقهيه واختزال الفقه فى هذا الشعار! .
فهو لا يصح ولا يستقيم فمن المعروف أن الأمة تفرقت وتقسمت طوائف ومذاهب وفرق وحتى تنظيمات !! مما يدل على أن فهم الدين أو النصوص ليس بالضرورة أن يكون موحداً لدى الجميع بنفس التفاسير والقراءات.
وهذا الإختلاف لم يكن مصدره ظهور المدارس الفقهية وتنوع المذاهب بل هو شيء متأصل وموجود بإختلاف الأفهام طبقاً للتركيبة البشرية ففهم هذا يختلف عن ذاك .
فمنذ زمن الصحابه اختلفو في كثير من النصوص من حيث الفهم والتفسير لها حتى والنبي موجود بينهم فكان يقر هذا ويصوب ذاك ومن أشهرها قصة صلاة العصر في بنى قريضه فكل قسم من الصحابة فهمها حسب مقاييسه وفهمه واستنباطه ففهمها البعض دلالة على الإستعجال والبعض فهم ألا يصلى إلا في بني قريضة فقط ! .
وليس غريبا تفاوت الفهم والإستباط بين الأشخاص أين كانو ومن المنطق أن تختلف الأحكام طبقا لإختلاف الأفهام اختلاف وصل للخلاف بل وصل للاقتتال والحرب بين السلف أو الصحابه أو من يحاول الوهابية فهم الدين بفهمهم ! .
ولا نعلم حتى اليوم من هم السلف الذين يطالب الوهابية باستنساخ فهممهم للنصوص وتطبيقه!
هل هم الذين امتنعو عن دفع الزكاة أم هم الذين حاربوهم بقيادة خالد بن الوليد !أم هم الذين حاصرو عثمان بن عفان أم الذين دافعو عنه!هل هم الذين كانو أنصار علي بن أبي طالب عليه السلام أم الذين كانو أنصار معاويه! هل هم الذين صمدو مع الحسن أم الذين مالو إلى معاوية أم هم من وقفو مع الإمام الحسين أم هم جيش يزيد! هل من قالو أن القرآن مخلون أم الذين قالو إنه غير مخلوق! أم انهم من يقرون برؤية الله أم من لا يقرون رؤيته !! هل هم من يجسم الله ويشبه أو من ينزهه !!! .
وهل وهل وهل وألف هل, وخلاف واختلاف يسقط شعار الوهابية الذى لا أراه إلا لقصد هدم المدارس الفقهية ومحاولة الغائها وترويج فهم الوهابية لا فهم السلف بزعمهم !!
#مصباح الهدى الفيتوري