Site icon اهل البيت في ليبيا

مواجهات “باردة” بين الطرق الصوفية والحركة الوهابية في ليبيا

أهل البيت في ليبيا

قامت الطرق الصوفية الليبية بتنظيم مظاهرات عدة في ميدان الشهداء بطرابلس إحتجاجا على قيام مجموعات مسلحة تنتمي للحركة الوهابية (نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب إمام ومؤسس الحركة الوهابية في السعودية 1703 -1791) بنبش قبور عدد من الشيوخ والأولياء ورجال الدين  سواء في المساجد أو في المقابر ودفنها في أماكن مجهولة .

وكانت عمليات نبش القبور وهدم الأضرحة قد بدأت نهاية أكتوبر 2011  في مدن المناطق الشرقية وامتدت إلى مدن الغرب الليبي إلا أنها تراجعت قليلا بعد موجة من الإحتجاجات.

وتجمع مئات من أنصار الصوفية أمام زاوية “سيدي نصر” القادرية في قلب العاصمة الليبية حيث يرقد شيخان من أتباع  الطريقة القادرية “سيدي نصر” و أحمد الزوي (وهو من رجال الدين المحدثين في ليبيا) واللذين تعرض قبريهما للنبش في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء – الأربعاء على أيدي مسلحين ملتحين يعتقد أنهم من الوهابيين بحسب شهود عيان .

وندد المحتجون في هتافاتهم بعملية نبش القبور وتعهدوا في اللافتات التي رفعوها “بالحرب على الوهابيين” وأعلنوا رفضهم “للحركة الوهابية في ليبيا”.

وتوجه المحتجون بعد ذلك إلى مبنى الإدارة العامة للأوقاف واقتحموا بعض المكاتب فيها وعبثوا بمحتوياتها مطالبين المسؤولين في السلطة الليبية الجديدة بالتدخل لمنع ما سموه “بالتطاول على رجال الدين والعلماء” ووقف نبش القبور مؤكدين في ذات الوقت أن الإسلام بريء مما تروج له الحركة الوهابية .

وقال أبوبكر منصور التركي(30 عاما) ويعمل في إحدى شركات التأمين بطرابلس وهو من أتباع الطريقة القادرية إن الحديث المنسوب للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم والذي يستند إليه “الوهابيون” لنبش القبور مشكوك في صحته مؤكدا في ذات الوقت أن الإسلام يحرم نبش القبور .

ويخشى المراقبون في طرابلس من تبعات هذه “المواجهات الباردة” حتى الآن بين أتباع الطرق الصوفية في ليبيا وأنصار “الحركة الوهابية” خاصة في ظل إنتشار السلاح في البلاد بعد سقوط نظام العقيد القذافي الذي قتل يوم 20 أكتوبر 2011م .

يُشار إلى أن الحركة الوهابية  في هذه البلاد الواقعة في شمال أفريقيا – والتي يتبع أغلب أهلها مذهب الإمام مالك- كانت مجمدة طيلة العقود الأربعة من عمر النظام السابق في ليبيا كما كان أتباعها تحت “المراقبة الأمنية المستمرة” وعمد النظام السابق إلى إنشاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية لتطويق الأفكار التي كانت تروج لها الحركة الوهابية الوافدة من السعودية في السر .

وقد لوحظ خلال صلاة عيد الأضحى يوم الأحد الماضي أن العديد من “الوهابيين” أموا المصلين في صلاة العيد في الساحات وبثوا  من خلال خطبة العيد جملة من أفكارهم منها “تحريم الأنترنت ولعبة الشطرنج والتلفزيون وخروج المرأة إلى الأسواق وتحريم حلق اللحية إلى غير ذلك من منهج الوهابية” الأمر الذي أثار حفيظة المصلين الليبيين الذين تعودوا على مدى تاريخهم على خطبة التسامح والتراحم في العيدين . 


موقع بانا برس

Exit mobile version