Site icon اهل البيت في ليبيا

الفرقة الناجية أم الفرق الناجية

أهل البيت في ليبيا

لم يكن هذا المصطلح معروفاً ولا متداولاً لدى علماء الحديث إلا بكونه مستنبط من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم””ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحده”” ولا يخص فرقه معينه أو جماعة معينه!!

ورغم كونه حديث أحاد وصحيح لغيره ويأتي في أقل درجات الصحة لدى علماء الحديث إلا أنه كان ولا زال مثار جدل عند كثير من المسلمين ولم يمنع اضطرابه سنداً ومتناً بعض الفرق من تبنيه وتصحيحه واتخاذه ميزان وشعار لها بل وتجييره لصالحها وعلى رأسهم الفرقه الوهابيه النجديه!.

فلا تجد وهابي إلا ويحفظ هذا الحديث وكأنه من شروط الإيمان والاسلام! بل لعله لا يحفظ شيء غيره سواء أحاديث أو نصوص قرانية
بل أول شيء يقارعك به هذا الحديث في اشاره لنفسه أنه هو وجماعته هم الفرقة الناجية وكأن هذا الحديث صار ملكية خاصة بهذه الفرقة وحكراً عليها إن صح سنداً ومتناً !!!.

ويخالفون كل أهل القبلة مما سبقهم وعاصروهم من علماء وفقهاء منهم من أعطى لهذا الحديث مفهوم أوسع حيث يشمل كل من عمل بالشريعة وكل علم مجتهد يقتدى به يكون من هذه الفرقة الناجية المنصوص عليها.

ولم يخصصو هذا الحديث لفرقة معينة بغير هذا المعنى الواسع الشامل لكل مسلم ومصلح ومجتهد متمسك بالشريعة.

غير أن هذه الفرقة الحكومية الوهابية لا تكل ولا تمل وهي تبحث عن أي شيء تسوق به نفسها وتجيره لصالحها حتى وإن كان حديث أحاد يرمي جل الأمة في النار! وربما هذا ما يعجبهم في الحديث أنه يرمي غيرهم في النار رغم أن كل علماء الحديث شككو عالأقل في هذه العباره واعتبروها زيادة من الفرق المتنافسة لإقصاء غيرها ورميها في النار كما يفعل الوهابية اليوم!


والشيء المطمئن ليس في ضعف الحديث ومتنه أو عدم تضييقه وجعله أوسع ليضم السواد الأعظم من الأمه .بل المطمئن حقاً أن هذه الفرقه لا تمتلك مفاتيح الجنة ولا صكوك الغفران ولا حق رمي غيرها في النار!! .


بقلم: مصباح الهدى الفيتوري

كاتب ليبي

Exit mobile version