Site icon اهل البيت في ليبيا

زكاة الفطر نقداً لا فولاً وحمصاً وعدساً

أهل البيت في ليبيا

حكمة زكاة الفطر هي إغناء الفقير في يوم العيد عن التسول،قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : {أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم} والإغناء لا يتحقق في عصرنا إلا بالمال.

فالطعام متوفر بحمد الله وهناك موائد رمضان عامرة طوال الشهر الكريم يقيمها المحسنون للفقراء،والجار والصهر والقريب وذووا الرحم يساعدون أيضا كما لا أعتقد أن تاجرا أو صاحب مخبز يسأله إنسان فردة خبزة أو علبة تن فيطرده.

مشكلة الفقير الحقيقية اليوم خصوصا في غياب السيولة وغلاء الأسعار هي اسطوانة الغاز وحليب الأطفال ولوازم أبنائه المدرسية وكسوتهم خصوصا البنات منهم وأجرة السكن خصوصا إن كان نازحا وفاتورة عيادة الطبيب وثمن الدواء وسداد ما عليه من ديون وسواها مما يقصم ظهره ولا ينفعه حيالها إلا المال ولا شيء غير المال.

لا شك أن مصلحة الفقير في خلافة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث ندرة النقود وعدم توحد وانضباط قوتها الشرائية وغلبة البيوع بالمقايضة تجعل زكاة صاع من الطعام مُشبع متفق على مقداره الموحد بين الجميع أفضل وأيسر على الاثنين وأنفع للمزكى عليه وأضمن لحقه ولكن مصلحة الفقير في عصرنا اختلفت.

الحكم الشرعي يدور مع العلة لذا فإخراج النقود في الزكاة للحاجة القائمة والملموسة للفقير اليوم هو الأصح والأيسر وتجاهل هذا الواقع هو تفريط في أحكام الشريعة وخروج عن مقاصدها كيف ونحن نراه يأخذ ما يُعطى له من أغراض ليبيعها نقدا لتاجر يعيد بيعها بسعر أغلى فيكون هو المستفيد الحقيقي لا الفقير ، كما من حق أسرة الفقير ألا نفرض عليها نوع وجبة الطعام التي تتناولها.

أما تعلل البعض أن إخراجها تمرا أو شعيرا هو ما كان عليه كل السلف فهو قول مردود إذ كان الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأخذ العروض في الصدقة من الدراهم ، وكان سفيان الثوري والحسن البصري والخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وهم من التابعين وأئمة علماء السلف أيضا يرون اخراجها نقدا ،أما التابعي أبو إسحاق السبيعي فقال بوضوح تام : أدركتهم وهم يؤدّون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام… وبما أنه تابعي فإنه يعني بكلامه الصحابة بلا شك ولا ريب.

وقول البعض بأن ذلك مذهب أهل الحديث هو أيضا مردود فالبخاري إمام أهل الحديث قاطبة يجيز بكل صراحة ووضوح إخراجها نقدا أما من يتمسك من اخواننا المالكية بأقوال ساداتنا قدماء المذهب فأدعوه للاطلاع على كتاب {تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال} للحافظ الشيخ أحمد الغماري رحمه الله وهو من علماء مذهبنا المالكي فقد أشفى الغليل في هذه المسألة.

السُنة هي التيسير في الزكاة وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا معاذاً رضي الله عنه حين خرج إلي اليمن بالتيسير على الناس فكان معاذ يأخذ في الزكاة الثياب مكان الذرة، لأنه أهون عليهم ، فاخرجوها مالاً أثابكم الله.


بقلم / د. أحمد القطعاني.

Exit mobile version