ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ – ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ (ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻟﻴﺎً) ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ – ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ (ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍً ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ) ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎء ﺃﻣﻨﻴﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻴﺮﻭﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺫﻳﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻌﻮﺩﻫﻢ ﻳﺮﻋﺐ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻒ ﺧﻂ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻌﻘﺪ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ.1 ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺑﻨﻐﺎﺯﻱ، ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﺸﻈﻲ ﺃﺻﻼً.
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻧﺸﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻅﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﻤﻮﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻓﺮﺻﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺷﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺫ. ﻭﺣﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺪﻟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﻭﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻬﺸﺔ ﺃﺻﻼً ﺑﻴﻦ ﺣﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ. ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺣﻠﻔﺎء ﻟﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻪ ﻭﻳﺮﺃﺳﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ.2015 ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎً ﻓﻴﻬﺎ.2 ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻨﻪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺃﺑﺮﻳﻞ 2019 ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﺇﺫﺍ ﻧﺠﺤﺖ، ﺃﻥ ﺗﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻭﻳﻨﺸﻄﻮﺍ.3
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻗﻤﻌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎﻣﺤﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ. ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺮﻳﺪﺓ. ﻟﻘﺪ ﻗﻴﱠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺁﺧﺮﻭﻥ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺩﻋﻤﻮﺍ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺘﺠﺬﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺑﺪﻋﻢ ﻓﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺟﻬﺎﺩﻳﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ. ﻗﻀﻴﺔ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻜﺸﻮﻓﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻔﺮﺽ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.
ﺃﺟﺮﻳﺖ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018 ﻭﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2019 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻳﻀﺎً، ﻋﺒﺮ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻭﺧﺼﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ، ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺣﻜﻮﻣﻴﻴﻦ، ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻧﺸﻄﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ، ﻭﺧﺒﺮﺍء ﻭﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﺃﺟﺎﻧﺐ. ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺒﻮﺍ ﺑﺬﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺸﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ُﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺴﺎﻣﺤﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻘﺪ.
.II ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
ﺁ. ﺃﺻﻮﻝ ﻭﻫﺎﺑﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﺩﻳﻨﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻌﺘﻨﻘﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺎﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ (ﺃﻱ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻗﻰ ﺑﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺘﻪ، ﺃﻭ ﻣﺴﺎﺭﻩ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤّ ﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ). ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻅﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﺣﻴﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﻓﺈﻥ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻛﻤﺬﻫﺐ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.4 ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﺮﻋﻴﺔ: ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ “ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ”، ﻭﻫﻲ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﺴﺎﻟﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ؛ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ، ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻧﺨﺮﺍﻁﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺷﻜﻼً ﺛﻮﺭﻳﺎً؛ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻨﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ.5 ﻧﺸﺄ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻠﺴﻠﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻧﺤﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ.
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﺳُﻤﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﻋُﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ، ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺃﺱ ﻗﺴﻢ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ – ﻅﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻛﺘﻴﺎﺭ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻟـ “ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ”.6 ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺟﺰﺋﻴﺎً ﺑﻔﻀﻞ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ﺳﻌﻮﺩﻳﺎً ﻭﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ.7
ﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ (1991-1990) ﻛﻤﺪﺍﻓﻊ ﺷﺮﺱ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ. ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻁﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ (ﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﻋﺪﻟﻪ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻩ)، ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ “ﺭﺟﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﻼﻁ”.8 ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﻋﻠﻤﺎء ﺍﻟﺪﻳﻦ (ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ)؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ.9
ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﺩﺍﺓ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺳﺒﺒﺎً ﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹٍﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻭﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﻮﺭﻳﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.10 ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺈﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺤﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ.11 ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﺄﻥ ﻣﻮﺍﻋﻈﻪ ﻭﻓﺘﺎﻭﺍﻩ ﺑﺸﺄﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﺨﺪﻡ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.12
ﺏ. ﻅﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻅﻬﺮ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻤﺘﻴﻘﻈﺔ13 ﻷﻱ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻟﻠﺘﻄﺮﻑ، ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺑﺘﺸﻜﻚ. ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺞ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻟﻘﺪ ﺩﺭﺱ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺋﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ ﻣﺠﺪﻱ ﺣﻔﺎﻟﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﺝ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻟﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ (ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺩﻳﻨﻲ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ) – ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ.14
ﺑﻌﺪ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺳﻤﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻟﻠﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ. ﺳﻴﻄﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺍﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﻛﻤﺎ ﺃﺩﺍﺭﻭﺍ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻸﻁﻔﺎﻝ، ﻭﻭﺯﻋﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺐ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ. ﻻﺣﻘﺎً، ﻭﻣﻊ ﺷﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻟﻨﺸﺮ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.15
ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ،ﺳﻤﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻟﻠﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﺜﻘﻞ ﻣﻮﺍﺯٍ ﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ. ﻓﻲ ﺧﻄﺒﻬﻢ ﻭﺃﺩﺑﻴﺎﺗﻬﻢ، ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ (ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ – ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ – ﺗﻮﺻﻠﺘﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻻﺣﻘﺎً). ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻱ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻟﻨﻈﺎﻣﻪ ﺑﻮﺣﻲ ﺩﻳﻨﻲ.16
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺪﻱ ﺑﺎﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﻭﻁﻠﺐ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺃﻁﺎﻝ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻭﺣﻠﻖ ﺷﺎﺭﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ. ﺃﻛﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻘﺐ “ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺪﻱ” ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 17.2011 ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺣﻘﻘﺖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎء ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ – ﻓﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﻭﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﺕ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ – ﻭﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ. ﻛﻤﺎ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺃﺗﺒﺎﻋﺎً ﻓﻲ ﻣﺼﺮﺍﺗﺔ، ﺛﺎﻟﺚ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﺕ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻧﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ ﻭﺍﻷﺑﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ.18
ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011، ﻅﻬﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻹﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ. ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺚ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻔﺘﻨﺔ ﺿﺪ ﺣﺎﻛﻢ ﺷﺮﻋﻲ.19 ﺃﻭﺣﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﻠﻘﺐ ﺁﺧﺮ، ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ” ﺍﻟﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ”. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ، ﺍﻧﻀﻢ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ – ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ – ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺒﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻻﻋﺒﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.20
ﺝ. ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ
ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018، ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﻛﺒﺮ ﺗﻴﺎﺭ ﺳﻠﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ.21 ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺭﺟﺎﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﺠﺬﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﺳﺒﻴﻼً ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﻲ.22 ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﻢ، ﻭﻳﻼﺣﻈﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺼﻨﻴﻒ “ﻣﺪﺧﻠﻲ” ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﻟﻮﺻﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺃﺗﺒﺎﻋﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ 2012، ﺃﻁﻠﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺃﺣﺰﺍﺑﺎً ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻣﺮﺷﺤﻴﻦ.23 ﻛﻤﺎ ﺃﺳﺴﻮﺍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ “ﻟﻸﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ” ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﻣﺪﻥ ﺃﺧﺮﻯ، ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 24.2016
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﺎً ﻧﺸﻄﺎً ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﻦ، ﻭﻫﻢ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺗﻴﺎﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺯﻫﺪﺍً ﻭﺗﻘﺸﻔﺎً ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻘﺎﻡ ﻭﻣﺴﺠﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻷﺳﻤﺮ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺯﻟﻴﺘﻦ ﻓﻲ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ 2012، ﻭﻳﺸﺘﺒﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﻭﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﻋﺪﺓ ﺑﻠﺪﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ.25 ﺩﻋﺎﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺩﻋﻤﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻫﺪﻡ ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﻣﺴﻠﺤﻲ “ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ” ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ، ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ.26
ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﻟﺪﻯ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺳﻌﻴﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ. ﻁﺒﻘﺎً ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭﻱ ﺳﱡﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017 ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻊ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ. ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺪﻡ ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﺗﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻬﺪﻡ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ.27
ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2012 ﻓﺼﺎﻋﺪﺍً، ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2013، ﺃﺛﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺯﻳﺪﺍﻥ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﻣﻊ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ. ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻗﺎﺋﻼً: “ﻛﻨﺎ ﻣﺘﺨﻮﻓﻴﻦ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ. ﻗﻠﺖ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﺃﺧﺒﺮﻭﻧﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ. ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ.28
ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﺘﻮﻯ ﺗﺴﻤﺢ ﻷﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2014 ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ 60 ﻋﻀﻮﺍً ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻭﺿﻊ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻟﺤﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ “ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻷﻋﻢ”.29 ﺃﺗﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ – ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺁﺭﺍء ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ – ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﻤﺨﺎﻭﻑ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻌﻄﻰ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﻴﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻈﻞ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ.30
ﺛﻤﺔ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍء ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ. ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎء ﻋﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً. ﻁﺒﻘﺎً ﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻳﺾ، ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ:
ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ. ﻫﺪﻣﻮﺍ ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ، ﻭﺣﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎء. ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ، ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻔﻖ ﻣﻌﻬﻢ. ﺃﻁﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﻢ. ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﺧﻄﻴﺮﺓ. ﺇﻥ ﺃﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.31
ﻟﻜﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ، ﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺩﻋﻤﻬﻢ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ، ﺳﻮﺍء ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺒﺮ ﺍﻣﺘﺪﺍﺡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﻀﺒﺎﻁﺎً ﻭﺃﻗﻞ ﻓﺴﺎﺩﺍً، ﺃﻭ ﻛﻼ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎً. ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ، ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﺪﺧﻠﻲ ﻗﻮﻱ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014، ﻗﺎﺋﻼً ﺇﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ، ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ”.32 ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ:
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﺎﻁﺮﻫﻢ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﻢ ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﻳﻠﻌﺒﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺑﻬﻢ. ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺄﺟﻨﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.33
ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﺒﺲ ﺃﻋﻼﻩ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻻﻋﺐ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﻬﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎﻣﺤﺔ ﻭﻁﻤﻮﺣﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ.34
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺗﻐﻴﻴﺮﻳﺔ ﻣﻌﺮّﻓﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ. ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ:
ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻨﺎ.ﺃﻭﻻً، ﺇﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﻟﻪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺃﺟﻨﺪﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ. ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﺟﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﻴﻦ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺣﻜﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎء ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ. ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﺴﻄﺎء. ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﺤﻤﻞ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﺎ.35
ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﺈﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻭﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﻠﻤﺨﺎﻭﻑ.36
ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺃﻣﺮ ﻣﻠﻔﺖ. ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻁﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺑﺎﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﺟﺰﺍء ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ، ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺑﻨﻐﺎﺯﻱ. ﻭﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﻫﺬﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺑﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﻔﻮﺫﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
.III ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
ﻭﻓّﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﻓﺮﺻﺎً ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ. ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ، ﻭﺷﻌﻮﺭﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﺸﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ 2013 ﻭ2014 ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﻠﺤﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ،37 ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺃﻁﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ /ﻣﺎﻳﻮ 2014 ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ.2011 ﺗﻨﺎﻏﻢ ﺧﻄﺎﺏ ﺣﻤﻠﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻒ ﻋﻤﻠﻴﺘﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ “ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ” ﻭﻭﺻﻔﻪِ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻬﻢ “ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ”، ﻣﻊ ﻋﺪﺍء ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ 38. ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺻﻢ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﻗﻮﺍﺗﻪ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﻭﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ – ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ – ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺃﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻣﺘﻌﺎﻁﻔﻴﻦ ﻣﻌﻬﻢ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺘﻪ ﻧﺸﺮﺕ ﺷﺒﻜﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ.
ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺣﻔﺘﺮ ﺃﺭﺍﺩ ﻓﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺤﺎﻛﻢ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ ﻳﻮﻧﻴﻮ 2014، ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ، ﺩﻓﻌﺖ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﺤﻔﺘﺮ ﻭﺣﻠﻔﺎءﻩ ﻹﻁﻼﻕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﺠﺮ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﺣﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. ﺃﺗﺎﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﺠﺎﻻً ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ. ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﻔﺘﺮ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ، ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺭﻛﺰﻭﺍ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﺷﺒﻜﺔ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ – ﻭﻟﻮ ﺑﻘﻠﻖ – ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﻮﺍ، ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ، ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻣﻌﻬﺎ، ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎً.
ﺁ. ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ
ﺩﻓﻊ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺪﺓ ﺳﻠﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2013 ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ – 2014 ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺑﺰﺍﺯﺓ، ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺃﻣﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ – ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍء ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺩﻓﻊ ﻣﺪﺧﻠﻴﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ، ﺑﻌﺪ ﺇﻁﻼﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2014 ﺑﻮﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺷﻜﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ.
ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﻔﺘﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ – 2014 ﻭﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018 ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭ ﻓﺘﻮﻯ ﺩﺍﻋﻤﺔ ﻟﺤﻔﺘﺮ – ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ.39 ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻳﻬﻴﻤﻨﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ.40 ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻓﺘﺎء ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻣﺴﻴﺴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﺓ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻉ، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺿﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﻔﻬﻢ ﺑـ “ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ”.41 ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺕ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺮﺽ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺻﻄﺪﺍﻡ ﺑﻌﺒﺪ ﷲ ﺍﻟﺜﻨﻲ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻬﺎ. ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2018، ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺜﻨﻲ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﺘﻬﻤﺎً ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻀﺮﺓ ﺑﺎﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ.42
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺰﻉ ﺣﻔﺘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﻢ – ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺋﺪ ﺟﻴﺶ ﻣﺤﺘﺮﻑ ﻭﺷﺮﻋﻲ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻠﻔﺎء ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ “ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ”، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ “ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ” – ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻔﺘﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺼﻤﻴﻤﺎً. ﻣﺆﻳﺪﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺼﻔﻮﻧﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ “ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ” ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺃﻭ “ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺤﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻔﺘﺮ”.43 ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺣﻔﺘﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ، ﻓﺈﻥ “ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻔﺘﺮ. ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎﺩﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ 44.” ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻟﻴﻨﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻗﺒﻠﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻝ: “ﺇﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺪﻓﻮﻋﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻔﻴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻔﺘﺮ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ”.45
ﻓﻲ ﻁﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﻴﺎﺭ ُﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﺭ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﻣﻊ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻔﺎء ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻁﺒﺮﻕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ ﻳﻮﻧﻴﻮ 2017، ﻻﺣﻈﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺒﺮﺍء ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺣﻔﺘﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ “ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ”. ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻓﺎﺩﺍﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ “ﻗﺴﻢ ﺧﺎﺹ” ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﻗﺮﻧﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺷﺤﺎﺕ، ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻀﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺣﻴﺚ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺿﺮﺏ ﻭﺗﻌﺬﻳﺐ ﺗﺠﺮﻱ ﻫﻨﺎﻙ.46 ﺭﻋﺖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺃﺟﺪﺍﺑﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﻴﻀﺎء ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺣﻔﺘﺮ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2017 ﺑﺤﻞ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻀﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻼﺕ ﺃﺧﺮﻯ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺣﺪﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺳﻤﻴﺖ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ 210، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ ﻣﺪﻳﺤﺎً ﻟﻠﻤﺪﺧﻠﻲ.47
ﺃﺗﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻞ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﺑﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ.48 ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻡ ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ 2015 ﻓﺼﺎﻋﺪﺍً، ﺳﻴﻄﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺪﺃ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ “ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺷﺮﻳﻌﺔ” ﺃﺧﺮﻯ – ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺣﺪﺕ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻟﺤﻔﺘﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺛﻮﺍﺭ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ.49 ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ، “ﺩﻋﻤﻨﺎ ﺣﻔﺘﺮ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻵﻥ ﻧﺮﻯ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺴﻠﺤﻮﻥ، ﻭﻫﻢ ﺳﻠﻔﻴﻮﻥ ﻣﺘﺸﺪﺩﻭﻥ ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻓﺮﺽ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ. ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ؟”50
ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻔﺘﺮ ﺑﺤﻞ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﻅﻬﻮﺭ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺤﻮﺭﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺗﺤﺎﻟﻔﻪ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ.51 ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻔﺘﺮ ﺗﺤﺎﻟﻔﻪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2014 ﻓﺼﺎﻋﺪﺍً، ﺣﻴﺚ ﺟﻤﻊ ﺿﺒﺎﻁﺎً ﻣﺴﺘﺎﺋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ، ﺃﻭ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻁﻘﻴﺔ ﻭﻣﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﻣﺴﻠﺤﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻴﻦ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ. ﺭﻏﻢ ﺣﻞ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﻨﻔﻮﺫﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ.52
ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻫﻲ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﻁﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ. ﻟﻔﺘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ. 2017 ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻹﻋﺪﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﺒﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ. ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2017، ﺍﻋﺘﻘﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ، ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻟﻌﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻟـ 36 ﺭﺟﻼً ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻷﺑﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ.53 ﻁﺒﻘﺎً ﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ، ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﻓﻴﺎً؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﺘﺪﻳﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﻜﻮﺵ ﺍﻟﻮﺭﻓﻠﻲ.54 ﻓﻲ ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ 2018، ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﻨﻬﺎ ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﺒﻬﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻫﺠﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ /ﻳﻨﺎﻳﺮ 2019، ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ.55 ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺩﺭﻧﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 56.2019 ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺃﺑﺮﻳﻞ 2019، ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺣﻔﺘﺮ، ﺍﻟﻤﻌﺰﺯﺓ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﻬﺪﻑ ﻅﺎﻫﺮﻱ ﻫﻮ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻋﺰﻝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017 ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ، ﻭﻫﻮ ﺩﺍﻋﻢ ﻣﺪﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ. ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﺃﻟﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺩﻋﻲ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﻧﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻣﺎﺩﻱ. ﻭﺩﻓﻌﺖ ﺧﻄﻄﻪ ﻹﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻁﺒﺮﻕ – ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻪ – ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮﻳﻦ.57
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻓﺘﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻁﻠﺒﺖ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﺠﻨﻮﺩﻫﻢ ﺑﺈﻁﺎﻟﺔ ﻟﺤﺎﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻈﻮﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ.58 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻟﺤﺎﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﻳﺤﻠﻘﻮﻥ ﺷﻮﺍﺭﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﺘﻪ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ. ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ: “ﻫﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻲ. ﻛﺎﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﻠﺤﻰ ﺃﻣﺮﺍً ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻁﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻳﺸﺠﻌﻬﺎ ﺍﻵﻥ”.59
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ؛ ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ (ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ) ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2015، ﺃﺻﺪﺭ ﻓﺘﻮﻯ ﻳﺤﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺣﻔﺘﺮ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺻﺪﺭ ﻓﺘﻮﻯ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ، ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎﺩﻳﻦ ﻟﺤﻔﺘﺮ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺛﻮﺍﺭ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ 60. ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ، ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﺘﻘﺪﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ.
ﻓﻲ ﻓﺘﻮﻯ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ 2017، ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺻﺪ “ﻋﺪﻭﺍﻥ” ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ “ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ”.61 ﺍﻧﺘُﻘﺪﺕ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016 ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﻘﺮﻫﺎ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻬﻤﺖ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺈﺳﺎءﺓ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ.62 ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻳﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻮﻩ ﺑـ “ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ”.63
ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻀﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻟﺤﻔﺘﺮ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﺽ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018، ﻭﺯﻉ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺣﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﺧﻠﻒ ﺣﻔﺘﺮ 64. ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﺑﺪﺃ ﺣﻔﺘﺮ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻠﻨﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﺣﻠﻔﺎءﻩ، ﻭﺃﺻﺮ – ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻼﺗﻪ ﻣﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ – ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺎً.65 ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺤﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻁﺮﺡ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻥ ﻭﻧﺸﻄﺎء ﻫﻮﺍﺟﺴﻬﻢ ﺣﻴﺎﻝ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ.66 ﻁﺒﻘﺎً ﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﺪﻳﺐ، ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﻔﺘﺮ:
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﺮﺣﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ. ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻻ ﻟﻠﺴﻠﻔﻴﻴﻦ، ﻭﻻ ﻟﻸﻣﺎﺯﻳﻎ (ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻹﺑﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺮﺗﺪﻳﻦ) ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ. ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ، ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ.67
ﺏ. ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺃﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺻﺒﺮﺍﺗﺔ، ﻭﺻﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ (ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺸﺮﻁﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ) ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺩﻭﺭﺍً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍً ﺑﺎﻟﺮﺩﻉ.68 ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺅﻭﻑ ﻛﺎﺭﺓ، ﺗﺎﺑﻌﺔ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ (ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎً) ﻭﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. ﻳﻘﻊ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ ﻣﻌﻴﺘﻴﻘﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻐّﻞ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺃﺻﻐﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﻄﻤﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﺒﻼﺩ.69
ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﺷﺮﻁﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻣﻬﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻴﻦ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺗﻌﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﻚ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﻣﻌﻴﺘﻴﻘﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.70 ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﻮﻥ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺘﺸﺪﺩﻩ ﻭﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻁﻼﺏ ﺣﻔﺎﻟﺔ.71 ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺗﻀﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺿﺒﺎﻁ ﺃﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ، ﺍﻧﻀﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 72.2015
ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺮﺩﻉ، ﻛﺎﺭﺓ، ﻟﻴﺲ ﻣﺪﺧﻠﻴﺎً ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﺘﺸﺪﺩ (ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء) ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ. ﻳﺸﻴﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺒﻊ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﺳﻠﻔﻴﺎً ﻣﻬﺎﺩﻧﺎً ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﻠﻔﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺳﺒﻖ ﻅﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ.73 ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺑﺸﺪﺓ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻱ ﺗﻮﺟﻪ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ. ﺿﺎﺑﻂ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﻳﻠﻮﻝ /ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018 (ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﻮﻡ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻄﺮﺩ “ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ”):
ﻳﺘﻬﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ. ﻛﺎﺭﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻌﺘﺪﻝ ﺑﺴﻴﻂ. ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ؟ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﺼﺪﺭ ﻓﺘﺎﻭﻯ. ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ؛ ﻧﺤﻦ ﻗﻮﺓ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ. ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺿﺒﺎﻁ ﺫﻭﻱ ﺭﺗﺐ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺭﺗﺒﺔ ﺭﺍﺋﺪ.74
ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻗﻮﺓ، ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ.75 ﻟﻘﺪ ﺍﺗﻬﻤﺖ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻴﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﺑﺎﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ.76 ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﻞ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺭﺟﺎﻝ ﺩﻳﻦ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻳﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ. ﺗﺰﺍﻣﻨﺖ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺛﻮﺍﺭ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﺳﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻊ ﺻﺪﻭﺭ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺮﺩﻉ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ.77
ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ – ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻠﻘﻴﻦ ﺃﺻﻼً ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ – ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻧﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ، ﻭﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎء ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻐﺮﻳﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻨﺎً، ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻒ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ.78 ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﺎﻝ: “ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﻣﺤﺘﺮﻣﺎً ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ. ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻨﺎً، ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ.79
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻳﺪّﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ (ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ)، ﺍﺩﻋﻰ ﺑﺄﻥ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻴﻪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: “ﺃﺭﺩﻧﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ”، ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺳﻼﻥ.80 ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺭﺳﻼﻥ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺃﺻﺪﺭﺍ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺗﻨﻜﺮ ﺃﻱ ﺻﻠﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﺧﺘﻔﺎء ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻠﻪ.81
ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﺃﺩﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻭﺃﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻛﻤﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: “ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ. ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ، ﻷﻧﻪ ﻣﻌﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻢ ﻣﺘﻄﺮﻓﻮﻥ”.82 ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﻘﺮﻫﺎ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺣﻈﺮﺕ ﻻﺣﻘﺎً ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺇﻣﺎﻣﺎً ﻣﺪﺧﻠﻴﺎً ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎء ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺣﻈﺮﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻭﺭﺳﻼﻥ.83
ﻟﻘﺪ ﻏﺬﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻗﻮﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺻﺪﺍﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺣﻲ ﺗﺎﺟﻮﺭﺍء ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻌﻴﺘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻟﻬﺎ. ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﻮﺭﺍء ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻜﺘﻴﺒﺔ 33 ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﻤﺖ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018، ﻗﺎﻝ:
ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻠﻬﻤﻮﻥ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ. ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻹﺑﺎﺿﻴﻴﻦ. ﻭﻫﻢ ﺿﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ. ﺇﺫﺍ ﻅﻠﺖ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻫﺬﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ، ﺳﺘﺮﻭﻥ ﺣﺮﺑﺎً ﺿﺪﻫﺎ.84
ﻣﺴﺆﻭﻟﻮ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻨﻮﺍ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺘﻴﻘﺔ، ﻣﻬﺘﻤﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﺈﻁﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻧﻬﻢ، ﻭﺍﺩﻋﻮﺍ ﺃﻥ “ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺘﺠﺰﻫﻢ. ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻧﺤﻮ 500 ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻫﺆﻻء ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﻢ ﺛﻮﺍﺭﺍً.85 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ 2018، ﻭﺟُّﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ، ﻅﻬﺮﺕ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﻣﺎﻥ ﻭﺻﺒﺮﺍﺗﺔ.86 ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺩﻋﺎءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎً ﺑﻬﺎ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺰﻋﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻹﺑﺮﺍﺯ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻛﻔﺰﺍﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﻢ ﺫﻟﻚ.
ﺑﻌﺾ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﺭﺑﺖ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺣﻠﻔﺎءﻫﺎ ﻓﻲ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻭﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018 ﺻﻮﺭﻭﺍ ﻫﺠﻮﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺟﺰﺋﻴﺎً ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻭﺍﺳﻊ. 87 ﻟﻜﻦ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﺸﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ. ﻧﺸﺮ ﻣﺴﻠﺤﻮﻥ ﻣﻘﻨّﻌﻮﻥ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ “ﻗﻮﺓ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ” ﻭﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﺇﻁﻼﻕ “ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺪﺭ” ﺿﺪ ﻣﻦ ﻭﺻﻔﻮﻫﻢ ﺑـ “ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ” – ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ.88
ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﺘﻬﻢ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺠﻠﺴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﺮﺃﺳﻬﻤﺎ ﻓﺎﻳﺰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﺑﺪﻋﻢ ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 89.2016 ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2018، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 555، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺎﺩ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺑـ “ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ” ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﺒﻼﺩ.90 ﻣﻨﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻠﺮﺩﻉ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺟﻬﺎﺕ ﻟﻴﺒﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻣﺨﺎﻭﻑ، ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ُﻧﻔﺬ ﺑﺼﻴﻐﺘﻪ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ.91
ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺮﺍﺗﺔ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺗﻘﻮﺽ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻭﻗﺎﻝ:
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻭ(ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﺼﺮﻑ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ) ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻛﺎﺭﺓ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻷﻧﻪ (ﻛﺎﺭﺓ) ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻣﺔ. ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻊ ﻛﺎﺭﺓ ﻳﻘﻮﺽ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻛﺎﺭﺓ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺑﻤﻮﺟﺐ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﻢ. ﻫﺬﺍ ﺧﺎﻁﺊ ﻭﺧﻄﻴﺮ. ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺳﺮﻁﺎﻥ ﻳﺘﻐﺬﻯ ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.92
ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻣﺖ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻷﻣﻨﻬﺎ. ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺭﻓﻴﻊ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻗﺎﻝ:
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ. ﺑﺪﻭﺍ ﻣﻨﻀﺒﻄﻴﻦ، ﻭﻗﻮﺓ ﺃﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻗﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ. ﻟﻘﺪ ﺑﺘﻨﺎ ﻧﺸﻚ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺗﻐﻠﻐﻠﻬﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ. ﺇﻧﻬﻢ ﺧﻄﻴﺮﻭﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ: ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ؟ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ؟93
ﺝ. ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﺩ؟
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺑﻨﻐﺎﺯﻱ، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻮﺳﻊ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻥ ﻭﺑﻠﺪﺍﺕ ﻭﻗﺮﻯ ﺃﺧﺮﻯ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ. ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺗﻠﻌﺐ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍً ﻣﺤﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺪﻥ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮﺕ، ﻭﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭﺻﺒﺮﺍﺗﺔ (ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻧﻔﻮﺫ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﻔﺘﺮ، ﺑﻌﺪ ﺻﺪﺍﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017). ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻣﻦ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻻﺣﻆ ﻗﺎﺋﻼً: “ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﻭﻳﺴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً”.94
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺮﺕ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﻋﺪﺓ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺤﻔﻴﻆ ﻗﺮﺁﻥ. ﻓﻲ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ 2015، ﻗﺘﻞ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻣﺤﻠﻲ ﺑﺎﺭﺯ ﺍﺳﻤﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﻟﻔﺮﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻠﻨﺎً ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.95 ﺃﻁﻠﻖ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻗﻤﻌﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ. ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﺮﺕ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﻘﻴﻖ ﺍﻟﻔﺮﺟﺎﻧﻲ، ﺷﻜﻠﻮﺍ ﻻﺣﻘﺎً ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ 604 ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ. ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ 604 ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻣﺼﺮﺍﺗﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﺷُﻜﻞ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﺕ، ﻟﻜﻦ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺍﺟﺘﺬﺑﺖ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﺹ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ 604 ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﺒﺐ.96 ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ 604 ﻻﻋﺒﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻓﻲ ﺳﺮﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ – ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ – ﻛﻘﻮﺓ ﺷﺮﻁﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﻗﺘﺎﻻً ﻣﺘﻜﺮﺭﺍً ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻭﻳﺔ (ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ) ﻭﺃﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻮ (ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻨﺎﻁﻘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻁﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺗﺸﺎﺩ). ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺳُﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺪﺧﻠﻴﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺟﺴﺮﺕ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺗﺤﺘﻮﻱ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺒﻮ – ﻓﻲ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻮﻻءﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ.97
ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017، ﺍﺗﻬﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺘﺪﻧﻴﺲ ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ، ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻴﺔ، ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻭﻗﻠﺪﺕ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ.98 ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻟﻠﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﺣﻔﺎﻟﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ.99 ﻛﺎﻥ ﺣﻔﺎﻟﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺻﺮﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻗﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻹﻟﻘﺎء ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ، ﻫﺎﺟﻢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.100 ﺃﺩﻳﻦ ﺗﺪﻧﻴﺲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎء، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺩﻋﺖ ﺃﻥ “ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻳﺮﺳﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺇﻓﺸﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ”.101
ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻴﻘﻦ ﻣﻦ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺃﺧﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺑﻨﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻭ ﺟﻴﺶ ﺃﻭ ﻗﻮﺍﺕ ﺷﺮﻁﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺣﻮﻝ ﺩﻋﺎﺓ ﺃﻭ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺸﺎﻁﺮﻭﻥ ﻭﻻءً ﻣﺸﺘﺮﻛﺎً ﻟﻠﻤﺪﺧﻠﻲ ﻭﺗﻼﻣﺬﺗﻪ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﺗﺠﻨﺒﺖ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁﻬﺎ ﺑﻔﺼﺎﺋﻞ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ – ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎً، ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻁﺒﻘﺎً ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺧﺒﺮﺍء ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻚ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻁﻬﻢ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ.102
ﺃﺩﻯ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻟﻠﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺪﻥ ﻭﺑﻠﺪﺍﺕ، ﻣﺎ ﻧﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺧﺼﻮﻣﻬﻢ. ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺃﻣﻨﻲ ﺭﻓﻴﻊ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻗﺎﻝ:
ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺻﻼً ﺑﻌﺾ (ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ) ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﺪﺍﻡ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﺎﺩﻡ. ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ (ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﻔﺘﺮ) ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺎﻟﻔﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻷﻥ ﻟﻬﻢ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺿﺪ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ.103
ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺸﺎﺩ ﻗﻮﺍﺕ ﺣﻔﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ُﻳﻄﺮﺡ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺳﻴﻐﻴﺮﻭﻥ ﻭﻻءﻫﻢ ﻭﻳﻨﻀﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ. ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺣﺪﻭﺍ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﺸﻜﻠﻮﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺣﻔﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
.IV ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺮﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻫﻮ: ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺸﺠﻊ ﻁﻤﻮﺣﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻧﺔ ﻅﺎﻫﺮﻳﺎً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻳﺮﻋﺐ ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺍﻵﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.104 ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺭﻓﻴﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻘﻠﻖ. ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺨﺮﺍﻁﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻗﺒﻀﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎء ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﺇﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺃﻱ ﺗﻴﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ.2011 ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺬﻟﻚ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻯ، ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﻗﻠﻘﻨﺎ.105
ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺃﻭﺳﻊ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻌﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻹﺣﺪﺍﺛﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ.106
ﺁ. ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﺗﻤﺨﺾ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻅﻬﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﻋﻦ ﺣﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻭﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺭﻏﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ /ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2015 ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ. ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻧﻈﻴﺮﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ (ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ (2018 ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ. ﺇﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎء ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻳﺮﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ، ﺍﻟﻤﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺗﺸﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺧﻼﻑ ﻣﻬﻤﺔ.107
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻅﻬﺮﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014، ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ (ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍً ﺑﺎﻷﻭﻗﺎﻑ) ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻓﺘﺎء. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎﺗﺎﻥ ﻧﻈﻴﺮﺗﺎﻥ ﻟﻸﻭﻗﺎﻑ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎء ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ.108 ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ، ﺗﻢ ﺗﺮﻓﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻣﺎ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻧﻔﻮﺫﺍً ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ.109 ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ:
ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻵﻥ، ﻭﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻤﺎء ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ. ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﻬﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ.110
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ.2018 ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻭﺁﺭﺍﺅﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ، ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎء، ﻓﺈﻥ ﺣﻠﻔﺎءﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻳﺘﺮﺍﺟﻌﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻀﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻭﻗﺘﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﻮﺭﻩ ﻋﺒﺮ ﻗﻨﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، “ﺍﻟﺘﻨﺎﺻﺢ”، ﻭﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻳﺤﺮﺯﻭﻥ ﺗﻘﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺩﻳﻨﻲ ﺭﻓﻴﻊ ﺳﺎﺑﻖ، ﻣﻀﻴﻔﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻘﻴﺔ ﻷﻭﻗﺎﻑ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﺎﺗﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﻮﻱ. ﻭﺃﺿﺎﻑ، “ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺖ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ. ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺣﺴﺐ. ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺜﻴﺮ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ”.111
ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018، ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﻨﻌﻮﺍ ﻓﺎﻳﺰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﺭﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ، ﻭﻫﻮ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﺘﻌﺎﻁﻔﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ، ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻷﻭﻗﺎﻑ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ. ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺤﻨﺎء ﺃﻣﺎﻡ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺪﺩﻭﻩ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻤﺤﺖ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 112.2018 ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺑﻌﺪ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ، ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺗﺮﺍﺧﻴﺺ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﻟﻘﺎء ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﺒﻼﺩ.113 ﻛﻤﺎ ﺳﻌﻰ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻣﺪﺭﺍء ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﻋﻮﺭﺿﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﺮﺍﺗﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﻮﺭﻳﺔ.
ﺏ. ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺘﺸﺪﺩﺓ ﻭﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﺹ، ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﻌﺪﺓ ﻭﺳﺎﺋﻞ. ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ 2016، ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺇﻥ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺺ، ﻛﻤﺎ ﺍﺩﻋﺖ، ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑــ “ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ” ﻭ”ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ”.114
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺣﺬﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻓﺘﺎء ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﺔ – ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎء – ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻊ.115 ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﻤﺼﺪﺭ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ.
ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ 2017، ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻓﺘﺎء ﻓﺘﻮﻯ ﺗﺘﻬﻢ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ (ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ) ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺑـ “ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ” ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ “ﻛﺎﻓﺮﺓ”.116 ﺍﺟﺘﺬﺑﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺑﺎﺿﻴﻴﻦ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ. ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺃﺻﺪﺭﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ، ﻭﺻﺤﻔﻲ ﻭﻧﺎﺷﻂ ﻟﻴﺒﻲ “ﺭﻓﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻄﻌﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ”.117 ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺃﻣﺎﺯﻳﻎ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻏﺬﺕ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺣﻴﺎﻝ ﻗﻮﻯ ﺫﺍﺕ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻣﺪﺧﻠﻴﺔ ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺩﻉ. ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻗﺎﺋﺪ ﺃﻣﺎﺯﻳﻐﻲ: “ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻳﺠﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍء ﻟﻺﺑﺎﺿﻴﻴﻦ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ، ﺃﻧﺎ ﻛﺈﺑﺎﺿﻲ، ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻤﻨﺤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ؟”118
ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ، ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺗﻤﻨﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺮﻡ؛ ﻭﺩﻋﺖ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ؛ ﻭﺃﺩﺍﻧﺖ ﺃﻱ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ؛ ﻭﺣﻈﺮﺕ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻷﻧﻬﺎ ﺁﺛﻤﺔ.119 ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2018، ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﻴﺎﻧًﺎ – ﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ – ﻳﻜﺮﺭ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ، ﻭﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ “ﺷﺮ ﻏﺮﺑﻲ”.120
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ “ﺷﺮﻁﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ”. ﻋﺪﺓ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺣﺼﻠﺖ ﻁﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017 ﺃﺑﺮﺯﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ. ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺪﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺤﻨﺔ ﻛﺘﺐ ﻣﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ – ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻟﻔﺮﻳﺪﺭﻳﻚ ﻧﻴﺘﺸﻪ، ﻭﺑﺎﻭﻟﻮ ﻛﻮﻳﻠﻮ ﻭﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ – ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺝ. ﺃﺩﺍﻧﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﻮﻩ “ﻏﺰﻭﺍً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً” ﻟﻸﺩﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﺍﺩﻋﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻣﻮﺍﺩﺍً ﺇﺑﺎﺣﻴﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ. ﺃﺻﺪﺭﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﻣﻄﻮﻻً ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ، ﻣﺘﻬﻤﺔ “ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ” ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ “ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ”.121
ﺭﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 130 ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻭﻣﻔﻜﺮﺍً ﻟﻴﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺄﻧﻬﺎ “ﺇﺭﻫﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ” ﻭ”ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﺳﻜﺎﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ”. ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ “ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ” – ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ – ﻭﺣﺬﺭﺕ:
ﺇﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﺗﻬﺪﺩ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ.122
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺻﺪﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻟﻨﺎﻅﻮﺭﻱ، ﺭﺋﻴﺲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﺃﻣﺮﺍً ﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺗﺤﺖ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺮﻡ. ﻭﺟﺎﺩﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻈﺮ ﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ “ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ” ﻭ “ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ”.123 ﺍﺗﻬﻢ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﻗﺒﻴﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺪﺧﻠﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﻹﺻﺪﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ 124. ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺤﻈﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ – ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ – ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻔﺮﺽ ﻗﻴﻮﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ، ﺫﻛﻮﺭﺍً ﻭﺇﻧﺎﺛﺎً، ﺑﻌﻤﺮ 18 ﺇﻟﻰ 45 ﻋﺎﻣﺎً، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﺃﻣﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﻓﺴﺮ ﻧﺸﻄﺎء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺣﺸﺪﻥ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺿﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﺻﻠﻲ، ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ “ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ”، ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ُﻳﻨﺘﻘﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ.125
ﻓﻲ ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ 2017، ﺃﻭﻗﻒ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً ﺑـ “ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻷﺭﺽ”، ﻭﻫﻲ ﺣﺪﺙ ﺩﻭﻟﻲ ﻧﻈﻤﻪ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ، ﻭﺍﻋﺘﻘﻠﻮﺍ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺼﻮﺭ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻂ ﺻﻮﺭﺍً ﻟﻠﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. ﺃﺻﺪﺭﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ “ﺁﺛﻤﺔ” ﻷﻧﻬﺎ ﺿﻤﺖ ﺭﺟﺎﻻً ﻭﻧﺴﺎءً ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﻭﺍﺗﻬﻤﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺑـ “ﺍﻟﺸﻴﻄﻨﺔ”.126
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺪﺧﻠﻴﺔ ﻣﺤﻮﺭﻳﺔ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﻒ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻷﺭﺽ، ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻋﻠﻨﺎً ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ. ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017، ﺍﻋﺘﻘﻠﺖ ﻭﺣﺪﺓ ﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ ﻣﻄﺮﺑﺎً ﺷﺎﺑﺎً ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺪﻳﻮﻫﺎﺕ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﺍﺗﻬﻢ ﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﺏ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ. ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﻞ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ.127 ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ، ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻋﻠﻨﺎً.128
ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014، ﺗﻌﺮﺽ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻤﻦ ﺣﺬﺭﻭﺍ ﻋﻠﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺣﻔﺘﺮ ﺃﻭ ﻧﺸﺮﻭﺍ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻬﻢ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﻁﺄﺓ؛ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻬﻢ.129 ﻧﺎﺷﻂ ﻣﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻗﺎﻝ:
ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ. ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺨﻴﻔﻮﻥ. ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺿﺪﻫﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻪ. ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻗﻠﻘﻴﻦ ﺟﺪﺍً، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﺑﻨﺎ. ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻀﺎء ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻷﻧﺸﻄﺘﻨﺎ ﻳﺘﻘﻠﺺ.130
ﺛﻤﺔ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎﺕ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺃﺟﺰﺍء ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺴﻠﺢ. ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2017، ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺍﻋﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻻﻧﺘﻬﺎﻛﻬﻢ “ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ “. ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻬﺎ، ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ “ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺗﺴﺘﻐﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ”. 131 ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2018، ﺍﻋﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﻈﻤﺎ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺳﺒﺘﻤﻮﺱ، ﻭﻫﻮ ﺣﺪﺙ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﺳﻨﻮﻱ. ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻫﻴﻮﻣﺎﻥ ﺭﺍﻳﺘﺲ ﻭﻭﺗﺶ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺎ ﻷﻥ ﺻﻮﺭ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺃﻅﻬﺮﺕ ﺍﺧﺘﻼﻁﺎً ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻛﻨﺎ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺛﻴﺎﺑﺎً ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ.132
ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺘﺸﺪﺩﺓ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﺳﻬﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﻭﻓﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ (ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ، ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ) ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﻮﻗﻒ ﺩﻓﺎﻋﻲ.133 ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻧﺸﺮﻭﺍ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ.2014 ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﺷﺒﻜﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺚ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ، ﻭﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﻢ ﻭﻟﻔﺮﺽ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻣﺸﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻱ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻟﻠﻤﺪﺧﻠﻲ، ﺃﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ.
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً، ﺗﺤﺮﻛﻮﺍ ﻧﺤﻮ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻓﺎﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﻣﻨﺎﻁﻖ ﺃﺧﺮﻯ. ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺑّﻮﻥ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺣﻮﻝ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻭﺣﻮﻝ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺿﻮء ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ. ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﺣﺬﺭ ﻗﺎﺋﻼً:
ﺇﻥ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ. ﻫﺬﺍ ﻳﻬﺪﺩ ﺃﻗﻠﻴﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻹﺑﺎﺿﻴﻴﻦ، ﻭﺑﺮﺃﻳﻲ، ﻳﻬﺪﺩ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻮﻁﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻨﺎ. ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﻮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ.134
ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2019، ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺐ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺑﻌﺾ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ.135 ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ، ﻁﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎً ﺑﻔﺘﺢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺩﻳﻨﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺜﺎﺭ ﺟﺪﻝ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ.
ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ. ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ (ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ) ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺍﻧﻮﻫﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺨﺮﻁﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﻢ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻗﺖ ﻭﺣﺴﺐ.136 ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻬﺎ.137
ﺝ. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ؟
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﻌﻘﺪ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﺭﻏﻢ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺚ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﺧﻠﻒ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎً ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﺣﻔﺘﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎً. ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ. ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻳﺾ، ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ، ﻗﺎﻝ:
ﻓﻲ ﺃﻱ ﺧﻄﺎﺏ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ: ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ. ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻔﺴﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.138
ﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺭﺳﻤﻲ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﺸﻜﻠﻮﻥ ﻛﺘﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻓﻀﺎءً ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺎً ﻣﺤﺘﻤﻼً ﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺗﺒﻘﻰ ﻏﺎﻣﻀﺔ – ﺟﺰﺋﻴﺎً ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺳﺮﻳﻮﻥ ﻭﻣﺒﻬﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻁﺮﻳﻘﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ (ﻭﻳﺜﻴﺮ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﻢ) ﺣﻮﻝ ﺃﺛﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻷﻣﻨﻲ ﻁﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ. ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺃﺻﻼً ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻋﻨﻒ.
ﻭﻳﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﻌﺪﺍء ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻺﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺃﻣﺮﺍً ﺻﻌﺒﺎً. ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻄﺮ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺩﻋﻤﺘﺎ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﻤﺖ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﺣﻠﻔﺎءﻩ. ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻁ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺰﺯ ﺃﻱ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺼﻴﻞ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻌﻬﻢ.
ﺇﻥ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎً ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎً ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﻣﻨﺘﻘﺪﻱ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻫﻮﺍﺟﺴﻬﻢ ﺣﻴﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻼﺕ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ. ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ “ﺣﺼﺎﻥ ﻁﺮﻭﺍﺩﺓ” ﻟﻠﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺗﻨﺒﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺗﻨﺰﻉ ﻋﺎﺩﺓ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻤﻮﻳﻼً ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ 139. ﺛﻤﺔ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﺘﺨﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﻴﻦ ﻟﻠﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ.140
V. ﺑﻨﺎء ﺳﻼﻡ ﺷﺎﻣﻞ
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ (ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ)، ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺎﻗﻢ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺮﺍً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻭﻻ ﻭﺍﺿﺤﺎً. ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ، ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﻢ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺻﻌﻮﺩﻫﻢ ﻧﺘﺎﺝ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ – ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻜﺎﺛﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ (ﻭﺍﻟﻌﺪﺍء ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ) ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺜﻴﺮﻫﺎ ﺻﻌﻮﺩﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ، ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ.
ﺛﻤﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻼﻡ ﺗﺪﻣﺞ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﻴﻦ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
– ﺿﻤﺎﻥ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎً – ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻤﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎء ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﻁﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪﻭﺩ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﻈﻴﺔ – ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻷﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎً ﺑﺈﺩﻣﺎﺝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎً ﻟﻤﺆﻫﻼﺗﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻁﺒﻘﺎً ﻻﻧﺘﻤﺎءﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ، ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.
– ﻓﺮﺽ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺘﻴﻦ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺃﻱ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﻐﻲ ﺃﻱ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ – ﻭﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺎً.
– ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺃﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻓﺼﻞ ﻗﺴﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ.
– ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
.VI ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻅﺎﻫﺮﺓ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻅﺎﻫﺮﺓ ﺗﺼﻮﻍ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻀﺎءﺍﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻣﻜﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺘﺸﺪﺩﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺘﺪﺣﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺰﺍﻫﺘﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﺮﺿﺔ ﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻬﻢ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﺸﻄﺎء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎء ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺜﻴﺮ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺻﻼً ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺗﺴﻠﻴﺤﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﻭﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍء ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺫ ﻟﺪﻯ ﺟﻬﺎﺕ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻫﻮ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺄﻋﺮﺍﻑ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻴﺘﻄﻠﺐ ﺇﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻀﺒﻂ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ُﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﻢ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﻁﺮﺍﻑ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺤﺪ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﺇﻥ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻀﻊ ﻣﻌﻴﺎﺭﺍً ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺩﻯ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ، ﺳﻮﺍء ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍً ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ.