سيدك الله جملة لم ترد في كتاب ولاسنة ولا في أسماء الله الحسنى اسم السيد أصلا،وإنما هي وسيلة يوهمون بها الناس أن الله منعهم تسييد من يستحق التسييد من الخلق.
وإذا ما قلت سيدنا محمد سيبادر إليك شخص مقطب الجبين يرى نفسه موحدا دون مليار مسلم غرر به السعوديون وأغرم بلسانهم وهرطقاتهم ليتقرب إلى الله بتغيير المنكر المزعوم قائلا بغلاظة سيدك الله،ويخالف المسكين بهذا القرآن الكريم الذي أطلق لفظ السيادة على الصالحين من الخلق،فقال عن سيدنا يحيى (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا) وعن زوج زليخا (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ).
ووصفُ الصالحين والأخيار بالسيادة هو أدب قرآني وسنة نبوية شريفة،قال صلى الله عليه وآله وسلم:(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة -رواه مسلم) وقال:(أنا سيد الناس يوم القيامة-متفق عليه).وقال:(إن ابني هذا سيد – يقصد حفيده سيدنا الحسن رواه البخاري) وقال:(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة – الترمذي والحاكم وغيرهما).وقال : (قوموا لسيدكم – يقصد سعد بن معاذ رواه الشيخان).وقال لابنته سيدتنا فاطمة: (أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ – البخاري)،وقال:(إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلِ الأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ – الترمذي).وتسييد الصالحين هو أدب تعلمه الصحابة الكرام من نبيهم.
حتى الأيام والشهور المفضلة لها مزية وسيادة ، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يوم الجمعة سيد الأيام – ابن ماجة والطبراني والبيهقي) وقال في حديث ضعيف:(سيد الشهور رمضان- البزار والديلمي وابن عساكر).
أقول لك:لا تغفل عن اطلاق لفظ السيادة على نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الأطهار وعلى الأولياء والصالحين وكبار أسرتك وقرابتك فبنشرك أدب المخاطبة تطيع ربك وترتقي ببلدك.
بقلم / د. أحمد القطعاني.