Site icon اهل البيت في ليبيا

شيعني أستاذي بدعاء كميل

أهل البيت في ليبيا

(الاخوة القائمين على صفحة شيعة ليبيا وفقكم الله تلك هي قصة استبصاري واعتناقي لمذهب أهل البيت عليهم السلام أرجو نشرها على صفحتكم كما وعدتموني وقد جزئتها الى حلقات نزولاً عند رغبتكم وأعتذر سلفا لطول القصة وبامكان الاخوة متابعي صفحتكم الكريمة أن يتجاوزوها اذا ما كانت ستتعبهم قرائتهاكما اعتذر عن كل خطا املائي كان أو طباعي) أختكم عفاف الورفلي.
.
الجزء الأول

منذُ نعومة أظافري أدخلني أهلي حلقات تحفيظ القرآن الكريم على يد المشايخ وقد كان من بينهم عدد ممن كنت أراهم متشددين اذا لم أقل متطرفين وبالإضافة الى دروس التحفيظ كانوا يعطونا محاضرات عقائدية ومن بينها التعريف بالمذاهب الاسلامية وكانوا يذكرون جميع المذاهب الأربعة ولا يقولون لنا ان في ما بينها اختلافات وان ذكروا بعض الاختلافات فلا يقفون عندها ويصوروها لنا بانها مسالة اجتهادات ليس إلا وذات مرة سالت الشيخ زميلة لي في الدرس عن الشيعة وكنت حينها أول مرة اسمع بهذه التسمية فغضب الشيخ على الفتاة وقال لها (سكري فمك) اغلقي الموضوع واياك ان تتكلمين في هذا مرة ثانية وعاد ليعلمنا التلاوة مرة ثانية وبعد قليل عاد الى الفتاة وسالها من أين عرفتي الشيعة انت ؟ فاجابته الفتاة من جدي فقد كان في الحج هذا العام وقد كان روي لنا ذات مره بعضا مما حصل لهم وشاهدوه في رحلتهم الى الحج كما روي لنا ان جارنا الحاج العم عثمان الذي كان معه بنفس الحملة قد تعرض الى ازمة صحية خطيرة ولولا انه كان بالقرب منه حاج طبيب من ايران (تبين فيما بعد انه شيعيا) اسعفة لكان العم عثمان قد فارق الحياة ثم بعد الانتهاء من المناسك قاموا الحجاج الليبين بدعوة ذلك الحاج الشيعي وعددا من رفاقة على الغداء ليشكروه على ما فعله مع العم عثمان واستمرت الفتاة بسرد القصة كاملة وكانها تروي لنا احداث فلم او مسلسل شيق وكان الشيخ يستمع لها بكل اصغاء فقال لها (باهي) طيب اكملي وماذا قال جدك بعد ذلك … قالت فحضر الحاج الشيعي ورفاقه على الموعد المحدد لهم وبيدهم باقة من الزهور قدموها للعم عثمان وقضينا يومها بعد ان تناولنا الغداء ساعات ممتعه ومفيدة وكان جدي كل ما يذكرهم يقول والله (اخير منا) عندهم اخلاق (مش عادية) ولكنه كان يتبسم كثيرا وهو يحكي لنا قصته فقال له ابي لكني اراك تضحك وانت تتكلم عن الشيعه ما السبب اعلمنا به. فقال لنا وقد أزداد حجم ابتسامته على وجهه (ياودي كنا بالسيف نفهم على دوتهم) يقصد بصعوبة نفهم كلامهم لأن لغتهم العربية مكسرة وانتهت الفتاة من سرد قصة جدها فرد عليها الشيخ والله يا بنتي هذا غريب كنا نسمع غير هذا عنهم وبان لنا ان حتى الشيخ الذي كان يحدثنا عن الشيعة لم يرهم ولم يعرف حقيقتهم وكان هو الاخر قد سمع فقط ويقول لنا كلاما عن ان الشيعة يسبون السيدة عائشة ويطعنون بشرفها ووووو وغيرها من الامور التي كان يقشعر لها بدني كما يقشعر لها بدن كل مسلم واقول كيف يسبون زوجة رسول الله وكيف يطعنون بشرفها ووصل بي الحال الى ان لو كان امامي شيعيا في حينها لقتلته ثأرا لحرمة الرسول وزوجاته امهاتنا.

وفي عام 1998 عينت جامعتي (جامعة الفاتح) وهي الجامعة الأولى في ليبيا آنذاك استاذا عراقيا اسمه (قيس المختار) وهو لا زلت اتذكر انه (من العاصمة بغداد ومن مدينة تسمى الثورة) وبعد ايام من مباشرته بعمله في جامعتنا وقبل ان يدخل لنا في اولى محاضراته عرفت انا وبعض من زميلااتي (صديقاتي) انه شيعيا وقد استفزنا ذلك كثيرا لما نسمعه عن الشيعة فقررننا ان لا ندخل محاضراته التي كان يعطيها لنا لكونه شيعيا.

وبعد عدة ايام من الغيابات صادفني ذات مرة في ممر القسم وهو خارجا من المحاضرة والقى علية تحية الاسلام بعد ان قالت له احدى زميلاتي تلك هي عفاف فقـــال (السلام عليكم) ولم ارد عليه السلام فقال لي ابداء السلام مستحب لكن الرد عليه واجب ومن لم يجيب فهو آثم ولا اريد ان تؤثمي بسببي ثم سالني بكل ادب وقال لي (كيف حالك باهي) ثم قال لي بلهجته العراقية الجميلة (ليش مجاي) دخلين محاضراتي هل من سبب لعلي اذا عرفته اساعدك بايجاد حلا له قلت له بعصبية لا ولكني اختلف معك بالعقيدة فاستغرب وقال واين الاختلاف انا مسلم وانتى مسلمة اليس كذلك قلت له كلا انت شيعي كما عرفت من زميلاتي . فتبسم واجابني في منتهى الادب عزيزتي ان هذا المكان هو لطلب العلم وليس لطرح مثل هكذا امور وان اي مكان لطلب العلم علينا ان ندخله ونخرج منه بالفائدة العلمية فقط على اقل تقدير كي نخدم بلداننا وشعوبنا حتى وان كان من يعلمنا يهوديا اونصرانيا ناهيك عن انني مسلم مثلك.فعجبني كلامه هذا وقررت ان ادخل محاضراته فيما بعد وبعد ايام اصبحت المادة التي يحاضر لنا بها هذا الاستاذ احب المواد الي.وبعد اكثر من شهر عدت للتفكير بالامر مرة اخرى اي انه شيعيا وانا مسلمة وان الشيعة اعداء الدين والرسول والدليل انهم يسبون ام المؤمنين والصحابة , فقررت ان اساله عن ذلك ذات يوم فذهبت الى حجرة الهيئة التدريسية لاسأله فوجدته يصلي فقلت هي فرصة ان ارى صلاتهم كيف هي وماذا يقول بها . فجلست على احد المكاتب انظر له دون ان يعرف بوجودي وتفاجأت بان صلاته هي اربع ركعات وثماني سجدات كما حسبتها كصلاتنا ثم تشهد وسمعته يقول بتشهده (اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وآل محمد) واستمر بالتسليم وفي الاخر قام بالضرب على فخذية ثلاثا فاستغربت من تلك الحركة وتذكرت ان معلمي في الثانوي قال لنا ذات مرة ان الشيعة عند نهاية صلاتهم يقومون بالضرب على ارجلهم وهم جالسون ويرددون خان الامين خان الامين خان الامين وان ذلك يعني كما اتذكر انه قال لنا انهم يقصدون بها ان جبرائيل خان امانتهه ونزل الرسالة على محمد وكان من المفروض ان ينزل بها على (علي ابن ابي طالب) فخرجت من الغرفة مسرعة كي لا يقوم من مكانه ويراني . فذهبت الى نادي الطلبة وجلست في احدى زواياه لاكون لوحدي ولا ياتي احد لمجالستي ويقطع عليا سلسلة من التفكير الذي يكاد راسي ينفجر منه وبعد ساعة حملت حقيبتي وكتبي وخرجت مسرعة الى البيت حتى من دون ان أخذ اذن ادارة القسم . وبقيت طوال ذلك اليوم مرتبكة وكانني اخفي شيئا او اضعت شيئا مطالبة به لاخرين . وفي صباح اليوم التالي وكان ذلك اليوم هو يوم خميس وموعد وقت محاضرة الاستاذ العراقي في الساعة الحادية عشر وحينما حان وقت المحاضرة دخلت القاعة وجلست في آخر مقعد بالقاعة بعد ان طلبت من زميلة لي ان اجلس بمقعدها وتتقدم هي للامام لتجلس بمقعدي متحججتا بان صداع قد اصابني . فدخل الاستاذ وكان كعادته متانقا وعطره الـ (ديور هوم سبورت الرصاصي – كما قال هو ذات مرة عندما سالته احدى الطالبات بجرأة عن اسم عطره الذي يستخدمه) قد ملأ القاعة وراح يسترسل بحديثة الشيق وطريقته المميزة بايصال المادة للجميع وقد كان حريصا كل الحرص على ان يوصل المادة بشكل جيد للجميع وكان من عادته داخل القاعة ان يسير ذهابا وايابا بين مقاعد الطلبة بوجهه الباسم الذي جعل جميع الطلبة يحبونه لتواضعه وعلميته وقوة شخصيته التي كنت اشبهها بشخصية احد القادة العرب . وقبل ان تصبح الساعة الواحدة بخمسة دقائق وهو موعد انتهاء المحاضرة قال بعد خمســـة دقائــــق ستنتهي المحاضــرة هــــل عنــــد احدا منـــــــكم اي ســــوال حـــــول المـــادة التي القيتهـــا عليكـــم فكـــان رد الجميــــع وبالهجـــة اليبيــــة (صحيت دكتور ماقصرت) وانتهت المحاضرة وخرج الاستاذ وهو يسير بخطواته الواثقة في ذلك الممر الطويل فجريت خلفه مسرعتا كي الحق به لانني كنت قد تاخرت قليلا بالخروج من القاعة وعندما اقتربت منه ناديت عليه بصوت خافت واعتقدت بانه سوف لن يسمعني الا انه سرعان ما ادار بوجهه عليا وقال اهلا عفاف كيف صحتك (باهية) جيدة ان شاء الله فاجبته (يسلمك دكتور باهية) جيدة والحمد لله فقلت له ولكني عندي مجموعة اسالة اود ان اطرحها عليك فقال الم اقل في القاعة هل من سؤال فلماذا لم تسالي فقلت له صحيح دكتور لم يكن عندي سؤال بخصوص المحاضرة لكن عندي اسالة خاصة فاحمر وجهه وانحرج قليلا ثم استدرك نفسه وقال لي اوكي يا عفاف انا الان عندي التزام وان شاء الله ساسمعك المرة القادمة واجيبك عن كل اسالتك ثم قال لي بالمناسبة اليوم خميس اليس كذلك فقلت له نعم قال لا تنسيني في دعائك بعد صلاة المغرب ولم اعرف لماذا بعد صلاة المغرب بالتحديد آنذاك (وتبين لي فيما بعد ان بعد صلاة المغرب المسلمين الشيعة يقرأون دعاء كميل ويزورون الامام الحسين عليه السلام) ثم اخرج كتيب صغير من حقيبته وقدمه الي وقال اقرأي هذا الدعاء بعد صلاة المغرب فنظرت الى الكتيب وكان مكتوب على غلافة دعاء كميل اخذته من يده ثم استاذن وذهب . وبقيت انا اسير بخطوات ثقيلة بين ان افتح ذلك الكتيب او اخفيه عن اعيين زميلاتي لان مثل هكذا كتب كانت غير مسموح بها في بلادنا واعتقدت انه ربما لم يكن له علما بذلك وبقيت داخل الجامعة حتى انتهت المحاضرة الاخيرة ثم انصرفت الى البيت وما ان دخلت بيتنا حتى رميت حقيبتي وكتبي على الطاولة التي في مدخل البيت واسرعت لارمي بنفسي على سريري كي اقرأ ذلك الكتيب فبدأت اتصفحه وقرأت الصفحة الاولى والثانية والثالثة وكانت كلماته تحسسني براحة نفسية لم اعيشها من قبل ثم قررت ان اتركه لانني تذكرت انه قال لي اقرأيه بعد صلاة المغرب فقلت اكيد عندما طلب مني ان اقرأه بعد صلاة المغرب فان في ذلك سرا او ان في ذلك الوقت سيكون له شأنا اخر وروحانية اخرى فتركته . وخرجت من غرفتي وقضيت بعض اعمال البيت ثم تناولت شيئا من الطعام واخذت (القايلة) القيلولة ثم صحوت وانا نشطة جدا ولا اعرف سبب ذلك النشاط الذي كان على غير عادتي . وبعد آذان المغرب صليت والكتيب الى جوار سجادة صلاتي وما ان انتهيت حتى بادرت لاقرأه من جديد ونسيت نفسي تماما واذا بي ابكي بكاءا شديدا نتيجة تفاعلي وتاثري بما قراته من كلمات يتفطر لها القلب خشوعا لله وكانت كل كلمة فية هي لوحدها شهادة بتوحيد الله جل جلاله وبنفس الوقت احسستني باني فعلا عبدا لله . حتى دخلت عليا (حنايتي) جدتي بعد ان سمعت صوت بكائي وهي تقول بسم الله بسم الله (خيرك بنيتي خيرك يحضرك محمد وعلي) وعند سماعي كلمت يحضرك محمد وعلي صعقت بها وقلت لها (حناي) جدتي (مني علي هذا الي قوليلي يحضرك ونبي حناي قوليلي مني علي) وكنت اقسم عليها بالنبي ان تخبرني عن علي هذا من يكون مع العلم اني اعلم انها تقصد علي ابن ابي طالب ولكن اردت ان اتاكد ليس الا لانني بدأت اربط بعض الخيوط ببعضها (الشيعة والدكتور ودعاء كميل الذي كلماته فطرت قلبي والذي هو اصلا للامام علي ولكنه علمه لصاحبة كميل ابن زياد) وبقي فكري مشوش لأيام عديدة حتى سمحت الفرصة بان اقف مع الاستاذ في الجامعة بذلك الممر الطويل ولكن على جانب منه فاتحة كتاب لا على التعين بيدي كي يكون لــــــي (سبلة) أي عذر امام زميلاتي للوقوف مع الاستاذ كي اساله عن موضوع ما وهو الآخر كان محرج ايضا فسالته عدة اساله على وجه السرعة الاول لماذا انتم الشيعة تسبون ام المؤمنين عائشة والثاني لماذا تسجدون للتربة والثالث لماذا تقولون ان جبرائيل خان الامانه وانزل الرساله على محمد واسالة اخرى فضحك ضحكة لطيفة وقال (حيل حيل حيل) لا زلت اتذكر تلك الكلمات التي كان يرددها امامي ويقول حيل كل هذه الاسئلة تريدين مني ان اجيبك عليها الان فلا يمكن ان يحصل ذلك وبهذه الطريقة. فقلت له لك الحق اذن انتظر اجابتك عليها في وقت آخر فرد عليا وقال لا لي اقتراح وهو انك تكتبين كل ما عندك من اساله على ورقة وساجيبك عليها ايضا مكتوبة فاستحسنت الراي وودعنا بعضنا وذهبنا .على امل ان اكتب كل ما عندي على ورقة واعطيها اليه في المرة القادمة .


الجزء الثاني
أمسكت ورقة وقلم ذات ليلة وجلست على طاولة مطالعتي في البيت ثم تناولت هاتفي النقال بيدي وبدات اتصل بصديقاتي اللواتي يحملن نفس الفكرة عن الشيعة أو لأكون صريحة اكثر اللواتي يشاطرني الحقد والكره للشيعة بسبب ما نسمعه عليهم فاتصلت بصديقاتي (ليلى – وايمان – و عائشة – ومباركة – ونسرين- واخريات) وطلبت من كل واحدة منهن ان تكتب ما سمعت به عن الشيعة في مسج وترسله لي خلال نصف ساعة على نقالي لانني بالحقيقة كنت متحمسة للموضوع بشكل غير عادي وكأن هناك من يدفعني لمواصلت البحث.
وبعد اقل من نصف ساعة بدأت مسجات صديقاتي ترد الي تباعا وبعضها بعد النصف ساعة التي حددتها لهن وقبلها كنت قد بدأت ادون على الورقة ما كان في بالي من شبهات ثم تصفحت المسجات التي وردتني تباعا وادون ما جاء بها على ورقتي حتى دونت ما يقارب الثلاثة وعشرون شبهة وكنت اردد في داخلي (ربٍ يعينك يادكتور على كل هل الأسئلة) وبعد ان انتهيت من تدوين كل الاسئلة وضعت الورقة في مظروف وأغلقته.
وفي صباح اليوم التالي ذهبت للجامعة ولم يكن يومها لدينا محاضرة لمادة الاستاذ العراقي التي كان يدرسها لنا فدخلت محاضرتي الاولى في ذلك اليوم وبعدها ذهبت للقاعات الاخرى باحثة عن الأستاذ فعثرت عليه وكان جالسا على طاولة ويكتب على ورقة بيده فقلت له صباح الخير دكتور رفع رأسه وقال صباح الخير اهلا عفاف (ابتسم بابتسامته الطيفة المعهودة وقال بس ليش مو السلام عليكم الظاهر (بعدك غيرمقتنعه بانني مسلم) فقلت له ليس بالضبط ولكني اتيت اليك لاعطيك ورقة الاسئلة التي اتفقنا عليها فقال لي احسنتم وانا ان شاء الله عند وعدي لك سوف اجيب على كل ما ورد بورقتك وبمجرد من ان انتهي من الاجابة عليها ساعيدها لك .فقلت له اتمنى ولكن كيف اذا لم اقتنع باجابتك ابتسم ثانية وقال أسال الله ان يوفقني للاجابة بما يقنعك فغادرته دون ان نحدد مدة زمنية معينه لاستلام الرد على اسألتي .
وبعدها مرت اكثر من خمسة أيام والاستاذ لم ياتي لي بالاجابة التي وعدني بها وانا احترق من طول الانتظار وكانني على صفيح من النار وكثيرا ما لمتُ نفسي عن سبب عدم تحديد مدة زمنية لاستلام الاجابة لكني بقيت انتظر ولم يكن في اليد حيلة غير الانتظار ثم انتهى الاسبوع ولم ياتيني بالاجابة فقلت لصديقاتي ونحن في طريقنا من الجامعة الى البيت بعد ان اكملنا محاضرات ذلك اليوم قلت لهن ساذهب اليه في بداية الاسبوع القادم واطالبة بالاجابة (وان تحجج بشي ساقول له بانني كنت متاكدة من ان كل ما نعرفه عنكم هو حقيقة والدليل بانك لم تجيب على اسئلتي) ثم افترقنا انا وصديقاتي كل الى بيتها ونحن متفقات بانني ساذهب الى الاستاذ في بداية الاسبوع القادم.
وجئت يوم السبت الى جامعتي وكنت حينها مصابه بالزكام ووجع الراس الشديد فحضرت محاضرتي الاولى وانا متعبة وبعد انتهاء المحاضرة خرجت وبصحبتي صديقاتي ذاهبين الى نادي الطلبة لتناول قهوتنا كالمعتاد فجلسنا نشرب وناكل وكنت قد جلست على طاولة النادي وظهري الى باب الدخول وبعد فترة من الزمن واذا بصديقاتي ليلى و ايمان ينادينني بعجل عفاف عفاف هذا الاستاذ  قيس المختار وكان اسمه اذا أراد أحد أن يردده مع الاخرين كان لابد وأن يردده هو واللقب الذي عرف به لهذا كانت تقول لي ( استاذٌ قيس المختار) فقلت لها اوكي سأذهب اليه فردت عليا وقالت أصلا هو قادم علينا فوصل الأستاذ الى طاولتنا وكان يحمل بيد فنجان من القهوة وفي الاخرى كتاب وقال السلام عليكم بنات فرد البعض عليه وعليكم السلام فقال لي يا انسة عفاف ممكن لحظة من وقتك عن اذن صديقاتك فسار خارج النادي وسرت ان خلفة دون ان يحدثني وما ان خرجنا باب النادي حتى قال لي انسة عفاف تفضلي هذا الكتاب وستجدين بداخلة الاجابة عن كل اسالتك التي سالتيها وقد وضعتها داخل هذا الكتاب كي لا أحرجك امام الطالبات فتبسمت بوجه وتبسم هو الاخر وقال اعتذر عن التاخير وقد كتبت لك على الورقة اسباب تاخيري بالرد حتى اليوم ثم ودعني وذهب وعدت لصديقاتي فرحة دون ان اهتم لما ستكون عليه اجابته المهم اردت ان اقول ان الاستاذ كان مهتما بما طلبت منه وكان ذلك بالنسبة لي امام صديقاتي شيئا في غاية الاهمية كما ان ذلك احسسني بان الاستاذ كان يحترمني جدا فقالت لي صديقتي ليلى (هيا نشوف شنو كاتب) فقلت لها شنو فيــك يا ليلى وقالت لها ايضا مباركة خيرك ليلى (متشبحيش) متشوفيش نصــف اعضاء ( المثابة) بالنادي والمثابة لمن لا يعرفها هي حلقات بصراحة لا اعرف كيف اوصفها لمن هو غير ليبي ولكن باختصار هي مجموعة من المناصرين او الموالين لنظام معمر القذافي فردت عليا صح كلامك صح اسفة ثم اقترحت عليهن ان يتفضلوا بزيارتي بعد العصر في بيتي لنرى جميعا ما كتب في اجابته الينا .
وبعد العصر من نفس ذلك اليوم حضرن صديقاتي لزيارتي في البيت واستقبلتهن في غرفتي الخاصة خلاف لما يستقبل به الضيوف في الصالون فاتيت لهن بالقهوة واغلقنا الباب علينا وكأننا في تنظيم سياسي سري (كانت لحظات جميلة احسستنا بقيمتنا كنسوة يبحثن في قضية مهمة وان كانن لسن معنيات بها ففتحت المظروف الذي كان قد وضع الاستاذ اجابته بداخله وتبين ان فيه مجموعة اوراق فرحتُ اقرا ما كتب عليها وكان قد بدأها بتحية الاسلام ثم الاعتذار عن تاخير الرد وبيان اسبابه حيث كتب(ان سبب تاخيري بالاجابة على اسالتك انستي هي انني كنت ابحث عن اجابتها بالادلة من كتب اهل السنه وصحاحهم حيث ليس من المنطق ان اجيب على اسالتك بردود تكون مصادرها كتبي ومراجعي الشيعة لذا كنت حريص كل الحرص على ان بكون ردي على كل سؤال من اسئلتك الطيبة (والكلام لا زال للاستاذ) مصحوبة بدليل من الكتب التي تؤمنين بها وفق معتقدك. (انتهى كلام الأستاذ) وقد كان سؤالي الاول الذي كتبته له على ورقتي هو لماذ يسجدون الشيعة في صلاتهم للتربة .
انستي لقد كان سؤالك الاول هو:
س1-لماذا يسجدون الشيعة للتربة؟:
ج1 – أولا : ان الشيعة لا يسجدون للتربه وانما يسجدون عليها وهناك فرق بين من يسجد للشي ومن يسجد على الشي…ثم اننا نعتقد وهذا ما عرفناه من سيرة ائمتنا اهل البيت وجدهم رسول الله صلى الله عليهم وآله وسلم ان اعلى مراحل التذلل والتواضع لله هو في لسجود وتمريغ الجبين بالتراب اعترافا بالعبودية ثم اننا لم نأتي بجديد فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسجد علىى التراب ومن المعروف لكل المسلمين ان كل فعل او قول قام به الرسول هو سنة وقد سجد رسول الله على التربة ومن بعده الائمة عليهم السلام وها نحن نستن بسنته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله والدليل على ما اقول هو ما ذكره مسلم في صحيحة بالحديث رقم 1389/513 م (حدثنا يحيى بن يحيى التميمي،اخبرنا خالد بن عبدالله؛ح وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال،حدثنا عباد لن العوام كلاهما عن الشيباتي عن عبد ابن شداد قال – حدثتني ميمونة زوج النبي قالت:كان رسول الله ص يصلي وأنا حذاءه وربما اصابني ثوبه اذا سجد وكان يصلي على خُمرةٍ) أي التربة.صحيح مسلم طبعة دار الفكر لبنان صفحة 303(انتهى).
س2- لماذا ترفعون ايديكم بعد الانتهاء من قراءة السور في الركعة الثانية وما تسموه بالقنوت والذي نعرفه هو ان الدعاء بعد الصلاة وان أي حركة زائدة في الصلاة تبطلها.
ج2- ان قنوتنا في الصلاة هو ايضا من سنن النبي وآله صلى الله عليهم وسلم وقد جاء ذلك ايضا في صحيح مسلم ص 310 حديث رقم 1434/677 م – حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وابو كريب قالا حدثنا ابو معاوية عن عاصم عن انس قال سالته عن القنوت قبل الركوع او بعد الركوع ؟فقال: قبل الركوع. صحيح مسلم طبعة دار الفكر لبنان صفحة 303 (انتهى)
فرفعت راسي عن الورقة وقلت لصديقاتي هل ترن ما اراه انا لقد كتب الاستاذ في اجوبته عن كل سوال حتى الهمزة التي جائت في نقل الحديث في صحيح مسلم وكانه يريد ان يقول لنا انه دقيق جدا بالاجابة وانه متاكد مما يكتبه ولم نكمل قراءة باقي الاجابات ساعتها وقررنا ان نذهب في اليوم التالي الى دار الكتب في ابراج ذات العماد في طرابلس لنشتري كتاب صحيح مسلم ونفس الطبعة لنتاكد من صحة اجوبته وساعتها لكل حادث حديث ثم انصرفن صديقاتي الى بيوتهن.

الجزء الثالث 
بعد ان انتهى لقائنا يوم أمس أنا وصديقاتي في بيتي واتفقنا على الذهاب لشراء كتاب صحيح مسلم والذي يعتبر من اهم كتب الصحاح عند اهل السنه التقينا اليوم في الجامعة وقبل دخولنا باب القاعة قالت لي صديقتي ايمان لا تنسين موعدنا اليوم لنذهب لشراء صحيح مسلم وفعلا بعد ان انتهينا من محاضراتنا خرجنا من الجامعة قاصدين ابراج ذات العماد لشراء الكتاب وفي الطريق قالت صديقتنا نسرين (شني رايكم بعد ما نشري الكتاب نمشو ناكل نفاص مفروم تقصد – سندويشات لحم مفروم – من شارع هايتي في واحد يدير مفروم مش عادي وناخذ معاه مشروب فانتا – لاوكل هذا اني الي عازمتكم ) فضحكنا جميعا وقلنا لها انت أحلا صديقة 100% ووصلنا الى ذات العماد وفعلا اشترينا الكتاب كما اشترينا كتاب صحيح البخاري وهي المرة الاولى التي نشتري بها كتب الصحاح لاننا كنا نسمع فيها ونعتقد باننا لسنا بحاجة اليها لان المشايخ كثيرا ما يتحدثون بها ونعتبرها من اصح المصادر بل احيانا اذا في احد ذكر لنا حديثا وقال قرأته في صحيح البخاري كنا نصدقه على طول من دون حتى ان نشك فيه او ننقاشه.
بعدها ذهبنا الى شارع هايتي ودخلنا محل المفروم وكان محل صغير لكن حقيقة كان اكله لذيذ للغاية وكان المحل نظيف جدا وذلك ما شجعنا ان تأكل كل واحدة منا اثنين او ثلاث سندويشات من الحجم الصغير ثم غادرنا المحل واتفقنا ونحن نسير في الشارع باتجاه شارع الاول من سبتمبرالى ان يكون لقائنا القادم يوم الجمعة في بيت نسرين لانها كانت تسكن في حوازة كبيرة (مزرعة) ثم افترقنا وذهبت كل منا الى بيتها وفي اليوم التالي ذهبت للجامعة وكانت لنا محاضرة للاستاذ العراقي وبعد انتهاء المحاضرة قال الاستاذ لزملائي تفضلوا خذوا راحتكم يقصد ممكن ان تخرجون من القاعة وبقي هو جالس على كرسيه وقال لي يا اخت عفاف تعالي دقيقة فخرج الجميع ثم قال لي سبق وان اعطيتيني مجموعة من الاسئلة وقد اجبت عليها فهل اقنعتكي اجابتي عليها قلت له بصراحة انا قرأة جزءا منها وكانت اجابات دقيقة وبسببها اشتريت كتاب صحيح مسلم لأرى بنفسي ما استشهدت به منه وكذلك اشتريت كتاب صحيح البخاري فقال لي اها هذا شي عظيم طيب انا هذه المرة ساعطيك اسئلة واريد ان تجيبي عليها ولكن بشرط ان تكون اجابتك من مسلم والبخاري وانا سأساعدك في سهولة الوصول اليها في الصحاح فاتفقنا على ان اخذها منه عندما يجهزها …ثم قال ولكن اتمنى ان تخبريني الان من اي مكان اشتريتي كتب الصحاح فقلت له من ابراج ذات العماد فشكرني وقال اوكي اذا على اتفاقنا فقلت له ان شاء الله وانا ايضا ساكمل مراجعة اجاباتك لي فودعته وخرجت من القاعة فوجدت صديقاتي بانتظار في ممر القسم وعلى طول سألني ماذا كان يريد منك الاستاذ فاخبرتهن بما اراد فردت نسرين عليا وعلى طول وقالت ( بالمناسبة هذا الاستاذ خطييير يعرف كيف يوصل ما يريد او مايحمل من رسائل انا اعتقد بانه سيعطيك اسئلة وهي بنفس الوقت اجابة عن تسائلات لم نطرحها نحن عليه وهو يعتقد باننا لا بد ان نطلع عليها وانا بصراحة شايفة ان الامر بدأ يدخل مرحلة جديده قد يغير فينا الكثير وسكتت !!! .
وبعد انتهاء محاضراتنا خرجنا الى البيت وما ان اكملت واجباتي الدراسية في البيت حتى اخرجت اوراق الاستاذ واكملت قرائتها وكان لكل سوال من اسالتي فيها جواب واكثر وكان كل جواب مدعوما بأدلة من كتب السنة ككتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري / وكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر / وكتاب حلية الأولياء وطبقات الاصفياء للاصبهاني / وكتاب موسوعة تاريخنا ( ليبيا ) / وغيرها من الكتب كما انه كتب كل جواب وعليه مصدره بالجزء والفصل والصفحة والطبعة.
ومن ساعتها بدأ صدى الحقيقة يدوي في راسي حتى قبل ان اطلع شخصيا على ما ذكر من مصادر ولكن تعصبي كان مسيطرا عليا فقلت ربما هذا الاستاذ يريد ان يستغل جهلي بتلك المصادر وربما يعلم انني لم امتلكها فراح يكتب من جيبه كيف ما يحلو له المهم انه يريدني ان اقتنع بأي طريقة كانت فاتصلت بصديقتي نسرين والتي نعتبرها نحن جميعا (شيطانة) واكثر واحدة بنا تحمل ذكاءا عاليا وبنفس الوقت ان اخوها كان امام مسجد وقلت لها في اتصالي بها ان الاستاذ قد ذكر الكثير من المصادر وانا بدات اشك انها غير صحية او يريد ان يوهمنا بان اجابته كلها بالدليل من كتب السنة كي يوقع بنا فقالت ارسلي لي اسماء المصادر بمسج لاسال عليها اخي فارسلتها اليها وفي اليوم الثاني في الجامعة قالت لي نسرين ان كل ما كتبه الاستاذ من مصارد هن من امهات الكتب عند السنة ولكن كيف نتاكد من ان اجابته كانت منها فربما قد ذكرها واتى بارقام الصفحات والاجزاء اعتباطا وكان يعتقد باننا سنقتنع بمجرد ان نرى ارقام الصفحات وسنقول ان الرجل صادق معتقدا باننا سوف لن نبحث عن التفاصيل قلت لها وما الحل؟ قالت انا منذ ليلة امس وبعد ان سالت اخي عن تلك المصادر واكدها لي وانا اسال نفسي هل ان الاستاذ حافظ كل هذه الاجابات بتلك الدقة من مصادرها وكانه مختص بهذا الشأن ام ماذا ولم اصل الى نتيجة . لكن شنو رايك (والحديث لا زال لنسرين) لو انك تسالين الاستاذ من باب التعجب والاستغراب كيف انه حافظ كل هذه التفاصيل التي كتبها باجابته للحد الذي يذكر بها الجزء والصفحة فقلت لها والله انك لشيطانة حقا كيف فكرتي بها السؤال فضحكت نسرين بصوت عالي وقالت(سويحليه عاد) وهي تتفاخر بنسبها وعلى طول ذهبت الى الاستاذ وسالته بنفس الطريقة التي رسمتها لي نسرين فتبسم الاستاذ وقال ليش ( كالولك عني كامل الدباغ ) ولم افهم ماذا يعني بكامل الدباغ ثم ضحك ثانية وقال كامل الدباغ كان مقدم برنامج علمي اسمه ( العلم للجميع ) على التلفزيون العراقي في عقد الثمانيات وكنا نحن العراقيين اذا ما احد تبجح بانه يعرف كل شي فنقول له قابل انت كامل الدباغ فضحكنا نحن الاثنين وقلت له لا اسفة دكتور بس حبيت اسال لان ما ذكرته من معلومات دقيقة للغاية شيء غير عادي فقال لي سادلك على تلك المصادر وهي مجانية من غير ان تشتريها لكنها للمطالعة فقط فقلت له ياااا الله وكل هذا في ليبيا فقال لي نعم في ليبيا وفي طرابلس بالخصوص فقلت له طيب هيا اخبرني بمكانها فقال لي ولكنك ستتعبين لو اطلعتي عليها لانها ستجعلك لا تنامين ليلك فمن يعرف حقيقة امور كانت غائبة عنه او مغيبة فسيتعب ويبقى في حيرة من امره ويبقى يفكر طوال وقته هل يتبع طريق الحق الذي غيبوه عنه ام يخضع لضغوطات التعصب والظغوطات الاجتماعية والنفسية والقبلية الاي تحكمه ويبقى على ما هو عليه فاجبته المهم الان دلني على تلك المصادر ولكل حادث حديث.. فقال لي هل تعرفين المركز الثقافي ال….. ( اعتذرمن القاريء الكريم عن ذكر اسم المركز الثقافي هذا كي لا يستهدف من قبل اعداء الحقيقة في بلدي بهذا الوقت ) ولكنه مركز ثقافي تابع لسفارة دولة من الدول .
ثم شكرت الاستاذ على هذه المعلومة المهمة وغادرت المكان على وجه السرعة وذهبت لصديقتي نسرين قلت لها اقسم انك لشيطانه وانا اضحك فضحكت نسرين وقالت هل نجحت الخطة قلت لها نجحت والاهم من كل هذا ان بامكاننا ان نطلع على كل تلك المصادر ونصور منها ما نشاء ومجانا . فتفاجئت نسرين وقالت هيا لنخبر البنات بذلك وذهبنا لصديقاتنا وقلنا لهن ما حدث بالتفصيل فاستغربن من كل ذلك وفاجئتنا ايمان اذ بكت فقلت لها ما بك ايمان فيك شي قالت لا لكن اعتقد ان الله سبحانه وتعالى يريد ان يمتحننا ولكنه امتحان عسير ولم نفهم ما تقصد ايمان بكلامها لانها تعبت جدا فذهبت عائشة واتت لها بكاس من الماء فشربت وسالتها مباركة ماذا تقصدين بالامتحان يا ايمان قولي لنا فاجابت وقالت ماذا سنفعل لو اتضح ان كل ما قاله الاستاذ صحيح !!!!؟ صدمتنا ايمان بكلامها هذاوالذي لم يكن في الحسبان ولم نتمالك انفسنا انا ونسرين حينها حيث كنا واقفات على ارجلنا فجلسنا وكأن احدا اخبرنا بوفاة عزيزا لنا . وبقينا بدوامة من التفكير حتى انتهى وقت الجامعة وخرجنا ونحن لا نكلم بعضنا البعض الا ما ندر بسبب شلل ادمغتنا عن التفكير بما قالته ايمان فافترقنا وذهبت كل منا الى بيتها.

الجزء الرابع

في مساء نفس اليوم الذي اخبرنا به الاستاذ بمكان تواجد جميع المصادر التي اعتمدها في الاجابة عن اسألتي وبعد ان صدمتنا ايمان في الجامعة بما قالته عن ماذا لو كان كل ما قاله الاستاذ صحيح فماذا سيكون حالنا بعد ان نقف امام حقيقة لم تكن في الحسبان.جلست بعد ان انتهيت من صلاة العشاء في غرفتي واتصلتُ بصديقتي نسرين وكانت هي الاخرى لا زالت مشوشة التفكير وسالتها مالذي يخطر ببالك اقصد ماهي خطوتنا المقبلة بخصوص موضوع الاستاذ فقالت بصراحة لا ادري وانا مثلك لا زلت مصدومة ليس بما توصلنا اليه من نتائج مبدئية باجابات الاستاذ ولكن الذي صدمني اكثر هو ماقالته ايمان وها انا اعيد عليك نفس كلامها يا عفاف ماذا لو ان كل ماقاله الاستاذ صحيح ورحنا كلا منا تسال الاخرى ولم نصل الى نتيجة ولكننا اتفقنا قبل ان ننهي الاتصال ان نلتقي يوم غدا في الجامعة وساعتها نعيد التفكير بما سنفعل.
في صباح اليوم التالي التقينا جميعا في الجامعة قبل دخول اول محاضرة وتوصلنا الى اتفاق باننا ننهي المحاضرة الاولى ونخرج الى المركز الثقافي الذي وصفه لنا الاستاذ وانتهت المحاضرة في الساعة العاشرة والنصف وغادرنا الجامعة متجهين الى المركز الثقافي وما ان وصلنا الى بوابته الخارجية حتى استوقفتنا ايمان وقالت سالتكم يوم امس ماذا لودخلنا وراجعنا المصادر وتبين ان كل شي صحيح واليوم اعيد نفس السؤال فلم تجيبونني فعجزنا على الاجابة عن سؤالها ثم قالت انا لي رأي قلنا لها وماذا تنتظرين قولي لنا ماهو واخرجينا من تلك الحيرة القاتلة التي نعيش بها فقالت انا اقترح ان نعود الى الجامعة ونترك هذا الامر وكاننا لم نخوض فيه … ثم سرعان ما قالت وقبل ان نجيب على مقترحها لكن ذلك من الجُبن وسنبقى نحتقر انفسنا طوال الحياة لو تركناه فقالت نسرين والله ان معاك بهذا الكلام ثم حتى اذا تركناه هل سنتمكن من ان ننام ليلنا ونحن لا نفكر فيه وكونو على يقين بانه سيكون موضوعنا الرئيسي والاهم في كل لقاء نلتقي فيه كل هذا الكلام يدور ونحن لا زلنا واقفات على بوابة المركز الثقافي وبعد ان طُرحت العديد من الآراء بين تاركين للامر وبين مواصلين به للآخر قالت مباركة طيب نصوت على من مع المواصلة ومن مع تركه فقلنا فكرة جيدة فقالت نسرين انا مع المواصلة ومن غير اي تردد الجميع قال انا مع المواصلة فدخلنا المركز الثقافي وجلسنا على طاولة كانت منفردة في احدى زواياه وكنا ننظر الى اعداد الكتب الهائلة التي تملا المكان فقالت نسرين فلنسئل المشرف على تلك المصادر فقمنا واعطيناه الورقة التي كتبنا بها جميع المصادر وقام معنا من مكانه ودلنا عليها فاخرجناها كلها دفعة واحدة ووضعناها على الطاولة وقسمنا الادوار كل واحدة منا تبحث في مصدر وكان الامر سهلا للغاية لان الاستاذ كان قد ذكر ادق التفاصل عن المصدر وكنا على طول نفتح الكتاب ونذهب للصفحة التي اشار اليها في اجابته فنجد ما قال عنه ثم قالت نسرين انا ساقوم بنسخ كل ما اشار له الاستاذ فقامت من مكانها وبدات تنسخ على جهاز التصوير كل ما اردناه وكان المشرف على قاعة المكتبة يساعدنا في ذلك ثم قال هل عندكم بحث تريدون تقديمه ام تحتاجون هذه المصادر لكتابة رسالة دراسات عليا فقالت له نسرين لا عندنا بحث نريد كتابته فقال ممكن ان اساعدكم فقالت له نسرين وكيف ستكون مساعدتك لنا قال ساسمح لكم بان تاخذوا تلك المصادر لمدة ثلاثة ايام فقط ثم ترجعوناها فقالت له نسرين ياريت استاذ تعمل فينا معروف لو سمحت لنا باستعارتها وسنترك لك بطاقة تعريف الجامعة حتى استرجاعها . فاخذناها وخرجنا واتفقنا على ان نلتقي في اليوم التالي بعد الانتهاء من الجامعة في بيت نسرين لمناقشتها ثم تناولنا وجبات خفيفة من الطعام وافترقنا .
وفي الساعة العاشر من مساء نفس اليوم اتصلت بي نسرين وقالت لي شاهد اخي تلك الكتب وسالني من اين اتيتي بكل هذه الكتب فقلت له من المركز الثقافي ( **** ) وبدا يتصفحها وقال من الضروري ان تكون في (حوش) كل مسلم مثل هذه الكتب ثم سالته و(الحديث لا زال لنسرين ) عن قصد وقلت له وهل كل ما جاء بتلك الكتب هو صحيح ومتفق عليه قال بالنسبة للصحيحن نعم لذا سميت بالصحاح واما الباقي فاذا كان ماجاء به على شرط الشيخين ويقصد البخاري ومسلم فهو ايضا صحيح بالاضافة الى رواة اخرين هم من الثقات فافرحني ما قاله لان ذلك سيجعلنا نواصل البحث ونحن مطمئنين لكل ما قاله الاستاذ . ثم قالت لي نسرين يا عفاف ما رايك لو نشرك اخي بالموضوع فهو كما تعرفين شيخ وله خبرة ودراية بالكثير من الروايات والاحداث التاريخية فاجبتها ولكنه ربما ( يدير ) يخلق لنا مشكلة فقالت لا وتعالي لنرسم خطة بحيث نجعله يقر بكل ما بها من غير ان ينتبه لنفسه قلت لها كيف قالت بعد ان نجلس قليلا لوحدنا نحن البنات ونقرأ كل ما اشار اليه الاستاذ اقوم انا وانادي على اخي بحجة اننا نتفاجا بما ورد بهذه المصادر حول بعض الامور فقلت لها فكرة جميلة وساتصل انا الان بالبنات واتفق معهن على هذه الخطة وانتهى الاتصال بيني وبين نسرين ثم على طول اتصلت بالبنات واتفقت معهن على ما دار بيني وبين نسرين كما واتفقت معهن على ان نذهب يوم غد الى بيت نسرين بعد خروجنا من الجامعة وقد ابلغت كل واحدة منا اهلها بانها يوم غد ستذهب مباشرة بعد الجامعة الى بيت نسرين لتذاكر محاضراتها معها . وفي اليوم الثاني خرجنا من الجامعة معا الى بيت نسرين وكانت ام نسرين الطيبة قد اعدت لنا ( الكسكي باللحمة ) على الغداء وما ان انتهينا من الغداء حتى شرعنا بقراءة الكتب ثم نادت نسرين على اخيها الشيخ (*** ) وكانت نسرين تمتاز بعلاقة طيبة وقوية ومميزة جدا مع اخيها فدخل وسلم علينا وجلس فسالته نسرين قائله ( معليش شيخنا ماذا تعرف عن الشيعه (وتفاجئنا نحن بطريقة سوال نسرين لاخيها لاننا لم نتفق ان يكون السؤال بهذه الطريقة المباشرة ) استغرب الشيخ لسؤال نسرين وسرح قيلا ثم قال ومالذي جعلك تسالين هذا السؤال فاجابته نسرين بصراحة شيخنا انت انسان مؤمن وواعي وقد علمتني ان اكون صريحة معك وقد ربيتني على ان اكون قوية في مواجهة كل شي وانا اليوم اواجه اشكالا فكريا او ربما عقائديا في هذا الموضوع ومعي كل صديقاتي اللواتي تراهن امامك ونريد منك ان تكون عونا لنا وسنقول لك ما حصل معنا بكل صراحة فهل ستساعدنا وتقف الى جانبنا لترشدنا الى الطريق الصحيح فانحرج الشيخ من سؤال نسرين ولكن على ما يبدو ان نسرين عرفت كيف تلعب على وترا جعل الشيخ يتقبل السؤال عندما قالت له امامنا انك واعيا وعلمتني ان اكون صريحة واواجه الامور بقوة فتبسم الشيخ بعد ذلك وقال لها صحيح يا اختي لكن ( مش الشيعة ) فقالت له هذا ما حصل معنا وهناك فريق اخر يقابلنا من الشيعة بهذا الموضوع فاما ننتصر عليه او ينتصر علينا فرد عليها الشيخ انا معكم وسننتصر ان شاء الله لكن ما الذي دار بينكم فقامت نسرين واعطته ورقة الاسئلة التي كتبتها انا الى الاستاذ خالية من الاجابة فقال الشيخ لنسرين ما شاء الله هذا شي جميل وطالما سالتموه بهذه الاسئلة فستنتصرون عليه فقالت له نسرين ولكن يا شيخ الاستاذ اجابنا عليها بكل قوة فقال الشيخ ما اكثر من ينفي امور هي فيه متهربا منها ثم قالت له نسرين شيخنا ولكن قد تغير من كلامك هذا فيما بعد قال لها ولماذا اغيره قلت لك انكم قدمتم له اسئلة مهمة ويصعب ان يبطل صحتها ( وكنا انا والبنات ننظر الى نسرين واخيها وهم يتناقشون وننتظر الى اين سيصل النقاش وماذا ستكون نتائجة ) ثم اخرجت نسرين الاوراق التي كتب عليها الاستاذ اجاباته واعطتها لاخيها وقالت له هذه اجابات الاستاذ على اسئلتنا فاخذها وبدأ يقراها وراح يتغير لون وجه الشيخ وكان كل ما يقرا شيئا ينظر الى الكتب التي امامنا ( وكانه عرف ان كل ما اشار له الاستاذ وجدناه في الكتب) وبعد ان انتهى سألنا وهل وجدتم كل ما ذكره الاستاذ في هذه الكتب قالت له نسرين نعم وبادق التفاصيل . ثم قال طيب لنراجعها معا وبدأنا نتصفح الكتب مرة اخرى ثم قال بعد ان انتهينا من المراجعة والان ما المطلوب مني؟ فقالت له ايما شيخنا نريدك ان تخرجنا من هذا الذي نحن به فقد بدأت عقيدتنا تهتز فرد عليها الشيخ طيب ولكن لي شرط سالته نسرين وما هو شرطك يا اخي قال انا سادعو الشيخ رجب الورشفاني ونلتقي مع الاستاذ نناظره بحضوركم فقالت له نسرين ياريت شيخنا وانا متاكدة بانكم ستهزموه فقال اذاً حددي لنا معه موعدا للمناظرة وادعوه باسمي هنا في (حوشنا ) وربي يقدم الي فيه الخير.
ثم استاذن منا الشيخ وخرج وبقينا نحن نتباحث بامر المناظرة فقالت مباركة بصراحة يا بنات اني اشك بنصر جماعتنا في المناظرة اذا حصلت … بعدها بقليل شكرنا ام نسرين الطيبة على حسن الضيافة والطعام الشهي فغادرنا البيت ثم افترقنا بعد ان اتفقنا انني سابلغ الاستاذ بدعوة الشيخ له للمناظرة.

الجزء الخامس

بعد ايام من لقائنا الاخير في بيت صديقتي نسرين ومراجعة المصادر التي اشار لها الاستاذ في اجاباته على اسألتنا ومشاركة الشيخ (****) شقيق نسرين لنا في ذلك وتوجيهه دعوة للاستاذ العراقي استمرت لقائاتنا اليومية في الجامعة وكنا كل يوم نلتقي يكون موضوعنا الرئيسي فيه هو الشيعة وما تشوب حولها من شبهات غير التي اجاب عليها الاستاذ من قبل محاولين جمع اكبر عدد ممكن من تلك الشبهات كي نجعلها موضوع المناظرة بالاضافة الى ما سيبديه مشايخنا الذين سيشاركوننا قبالة الاستاذ العراقي .حتى هيئنا عددا لا باس به من الشبهات وبعد الانتهاء من تحضيراتنا طلبن مني صديقاتي ان ابلغ الاستاذ دعوة اخ نسرين له للمناظرة وفعلا في اليوم التالي التقيت الاستاذ وقلت له دكتور هل لي بان اقول لك سرا فقال لي مستغرب سرررر!!!؟ قلت له نعم وارجو ان لا تؤاخذني عليه فبدأ حائرا بعض الشي ولكن كان لابد له من ان يعرف ذلك السر فقال طيب وما السر يا عفاف قلت له ان هناك عددا من الصديقات يعرفن بما يدور بيننا من حوارات ومواضيع حول الشيعة فقال لي اصحيح ذلك ؟ لم اكن اتمنى ذلك لا سيما بعد ان عرفت ان مثل هكذا مواضيع غير مسموح بمداولتها ومناقشتها في بلادكم ولم اتمنى ذلك حرصا عليكم انتم وليس خوفا من شيء ثم قال عموما لا بأس عليك ولكن كونوا على حذر فقلت له لا اطمئن فنحن حذرات جدا ولكن هناك شيئا آخر اريد ابلغك به فقال وهوضاحكا ماذا (الاخ القائد) هو الآخر يعرف فضحكنا معا ثم قلت له لا ولكن هناك شخصا وجه دعوة لك لزيارته في بيته وسنكون نحن ايضا من المدعوين معك وسيكون هناك ايضا من بين المدعوين شيخ آخر فقال من هو صاحب الدعوة وما هي هي المناسبة قلت له صاحب الدعوة هو الشيخ (*****) شقيق زميلتي نسرين واما المناسبة فهي من اجل المناظرة وسيكون موضوع المناظرة الشيعة وما عليها من شبهات سكت قليلا الاستاذ ثم قال (اوكي) دعوته وصلت وسازوره في وقت آخر ولكن المناظرة ستكون في بيتي انا لاسباب تخصني ولا احب الافصاح عنها بالوقت الحاضر فابلغي سماحة الشيخ سلامي وقولي له موعدنا الجمعة القادمة ان كان وقتهم يسمح وابلغيه ايضا بان المناظرة سنبدأها بعد الغداء مباشرة لان غدائهم سيكون عندي ايضا بعد صلاة الجمعة واتمنى ايضا ان تساليه بأي مسجد هو يكون اماما للصلاة؟. فقلت له ولكن يا استاذ هو طلب ان تزوره انت في بيته هو.. فقال لا باس في المرة القادمة سازوره وبكل سرور فقلت له انشاء الله سابلغه بذلك بعدها ودعته وانصرفت لصدياقاتي واخبرتهن بما دار فمنهن من فرحت وقالت هي فرصة نتعرف على (المدام ) زوجته الاستاذ ونتذوق الاكل العراقي ومنهن من قالت ( نتحشم ) نستحي فقلت لهن لتخبر نسرين اخيها ونرى ماذا سيكون رده على ذلك اولا . وبعد ان عادت نسرين الى بيتها اخبرت اخيها فيما قاله الاستاذ وبعد ناقش دار بينهم (كما قالت لي نسرين فيما بعد) وافق اخيها على ذلك فاتصلت بي بعد صلاة العشاء واخبرتني بموافقة اخيها على دعوة الاستاذ وطلبت مني ان اخبر الاستاذ بذلك وفي اليوم التالي وكان يوم الاثنين اخبرت الاستاذ بموافقة الشيخ على قبول الدعوة في المكان والزمان كما اخبرته بان الشيخ هو امام الجماعة في مسجد (***** ) في منطقة (**** ) بطرابلس شكرني الاستاذ على ذلك وشكرته انا ايضا مسبقا على الدعوة وبقينا على ذلك حتى يوم الجمعة.
اتفقنا يوم الخميس في الجامعة انا والبنات على ان يكون لقائنا يوم الجمعة في بيت عائشة ونصلي عندها ومنها نذهب الى بيت الاستاذ لانه كان قريبا بعض الشيء منهم وفي مساء يوم الخميس خرجت انا وابي الى الاسواق واشتريت هدية بسيطة لتقديمها الى زوجة الاستاذ بمناسبة تعارفنا عليها.وعند الساعة الحادية عشر صباحا غادرتُ بيتي قاصدة بيت عائشة كما اتفقنا فوصلت ووجدت البنات قد حضرن قبلي بدقائق وانتظرنا حتى صلينا وبقينا بانتضار اتصال هاتفي من الشيخ بنسرين ليخبرنا بالتوجه الى بيت الاستاذ وبعد الصلاة اتصل بنا الشيخ وقال اذهبوا الى بيت الاستاذ وسنكون عندكم بعد قليل فخرجنا من بيت عائشة ووصلنا الى بيت الاستاذ وما ان طرقنا الباب حتى فتح واستقبلتنا زوجة الاستاذ بابتسامة جميله وقبلتنا واحدة واحدة وهي تردد اهلا وسهلا شرفتونا اهلا وسهلا تفضلوا ودخلنا البيت وكان بيت جميل يبعث على الراحة والطمأنينة حال دخولهُ فقدمنا الهدية البسيطة لزوجة الاستاذ وكانت تردد كلمات جميله باللهجة العراقية (أي ليش ياعيني زحمتوا نفسكم ما كان اكو داعي لهذه الهدية هذا بيتكم تتفضلون به بأي وقت) ولم يكن الاستاذ متواجدا في البيت ساعتـــها وبعد قليل رن جرس الباب فقالت يبــدو ان (قيس) قد وصل فغادرت الصالة ثم عادت وهي ترتدي العبائة العراقية والتي ابهرتنا بجمالها كما ابهرتنا بسحر احتشامها فدخل الاستاذ وهو يردد تفضلوا تفضلوا واذا بالمشايخ برفقته استغربنا مزامنة دخولهم فجلسنا جميعا ثم بدأت سندس بتقديم اخيها والشيخ رجب الى الأستاذ فقال لها الاستاذ أعرفهم جيدا فقد سبقناك بالتشرف بهم في المسجد فضحكنا جميعا وقلنا (واللهِ كيف حصل هذا) فقال الاستاذ في المسجد صليت الجمعة خلف سماحة الشيخ الله يحفظه وتعارفنا (وفي الحقيقة صدمنا الاستاذ بكلامه هذا لنا ولكن المكان لم يكن يسمح بنقاش الموضوع حيث اشتغربنا كيف ان الاستاذ شيعي وذهب ليصلي خلف شيخ سني!!) وبعد لحظات استأذنت زوجة الاستاذ وقالت اسمحو لي اجهز الطعام فقالت لنا نسرين هيا لنشاركها اعداد الطعام وخرجنا معها الـى (الكوجينه) المطبخ وقالت لا داعي لا تتعبوا انفسكم انا مجهزة كل شي فقد اضعه على الطاولة فحملت اطباق الطعام وكانت قد وضعت عليها اغلفة لتحافظ على سخونتها وكنا نشاركها بحمل الاطباق معها ولا نعرف على ماذا تحتوي تلك الاطباق الا ان رائحتها الزكية اعجبتنا جدا فوضعت كل طبق في مكانه وما ان انتهت حتى رفعت الاغلفة عنه ونادت على الاستاذ يا ( قيس ) يلا عيني تفضلوا نعم هكذا كانت تناديه يلا عيني فجلسنا على المائدة جميعا كان اخي والشيخ رجب والاستاذ في الجانب الايمن منها وكنا نحن وزوجة الاستاذ في الجانب الاخر اي لم نكن مقابلين للرجال. فقال الاستاذ هيا سمو بأسم الله وتفضلوا واكلنا بكل شراهه وكاننا لم ناكل طعاما من قبل لِما للطعام الذي اعدته زوجة الاستاذ من مذاق لم ناكله من قبل وقد كان سيد المائدة السمك ولكن بطريقة لا يمكن وصفها فسالناها عن تلك الطريقة فقالت تلك الطريقة التي يشتهربها البغداديون وتسمى (السمج المسكوف) كما كان الى جنبة الأرز الاصفر والذي اضيف اليه شيئا من (الكشمش كما اسمته هي) الزبيب المجفف واشكالا اخرى كانت حقا مائدة عامرة رافقتها نفوس طيبه باعدادها ثم انتهينا من تناول الطعام وعدنا الى الصالة لنشرب الشاي والذي كان هو الآخرعلى الطريقة العراقية… وفي الوقت الذي كنا فيه نشرب الشاي رن جرس الباب فقال الاستاذ يبدو ان المهندس (مشتاق) قد وصل فقام وفتح الباب ثم عاد معه رجل قدمه لنا انه الاستاذ المهندس ( مشتاق عراقي من مدينة البصرة في جنوب العراق) وكان ينتظرونه كما يبدو فقالت له زوجة الاستاذ يا اخ مشتاق الظاهر ( ان حماتك ما تحبك ) فرد عليها ايضا بالهجــة العراقية الجميلة( هي غير تجي وعود بعدين خليها لا تحبني ) وواصل يقول لها… وهو يضحك وهسه انطيني غداي اهم من حماتي وابو حماتي ترً اني ميت من الجوع وجاي قاطع ميتين كيلو متر) وما فهمناه من كلام المهندس مشتاق وهو يتحدث باللهجة العراقية الا انه لم يتزوج بعد وانه جائع جدا وقطع مسافة 200 كيلو متر كونه يقيم في مدينة جادو وهي مدينة جبيلة.
وماهي الا ساعة حتى قال الاستاذ انا مستعد للحوار فهل تحبون ان نبدا فرد عليه الشيخ ان شاء الله وقبل ان نبــدا باول موضـوع قال الاستاذ مازحا (لو انتم تحولوننا الى سنة او نحن نحولكم الى شيعة) ثم قال وان كان ما في فرق فالاثنين ان شاء الله مسلمين … وعندما بدأت المناظرة قال الشيخ رجب للاستاذ العراقي بماذا تحب ان نبدا هل نبدا من الاسئلة التي سبق وان اجبت عليها للاخوات ام ماذا فقال الاستاذ اذا تسمحون لي ان نبدأ من سورة الفاتحة فتعجب المشايخ كما تعجبنا نحن من طرح الاستاذ فرد عليه الشيخ رجب متعجبا من سورة الفاتحة!!!!! قال الاستاذ نعم من الفاتحة لانها اول سورة في القرآن ولأن الصلاة لا تصح الا بقرائتها اليس كذلك قال له الشيخ رجب نعم صحيح فقال اذاً نبدا منها وانا ساطرح السؤال اذا لم تكونا انتم مستعدون لذلك او لم يكن في بالكم مثل هذا السؤال وسنناقش سورة الفاتحة في اول مناظرة فاجابه الشيخ شقيق (**** ) نسرين بصراحة نعم لم يكن في حساباتنا هكذا سؤال لان سورة الفاتحة لا شي فيها من الممكن ان نختلف عليه فقال الاستاذ العراقي كلا فيها الكثير وساسالكم انا اذاً قال له الشيخ رجب تفضل هات ما عندك فقال الاستاذ بالمناسبة انا ايضا لم يكن في بالي مناقشتكم في سورة الفاتحة ولكني بعد ان صليت الجمعة خلفك يا شيخ(*****) صار لزاما عليا ان اناقشكم فيها وسؤالي هو بماذا تسمى سورة الفاتحة عند المسلمين او بماذا تعرف بغير اسم الفاتحة فقال له الشيخ تسمى بالسبع المثاني رد عليه الاستاذ عظيم ولماذا تسمى بالسبع المثاني قال الشيخ هكذا تسمى ثم سكت الشيخ فقال له الاستاذ وكم هو عدد آياتها قال له سبعة آيات قال له الاستاذ سبعة آيات قال الشيخ (****) نعم سبع قال الاستاذ طيب ممكن ان تقرأها لي ياشيخنا… تضايق الشيخ من هذا السؤال وكان واضحا على وجه واعتقد ان الاستاذ يسخر منه فقال للاستاذ ألم تكن تصلي خلفي الجمعة قال له الاستاذ نعم قال الشيخ أولم تسمعني اقرأ سورة الفاتحة قال له الاستاذ نعم سمعتك وكنت تقرأها باحسن حال وبصوت جميل لانني كنت في الصف الاول وخلفك تماما لهذا كنت استمع اليك جيدا فقال الشيخ طيب طالما سمعتني اقرأها وبتلك الصورة التي توصفها ما الداعي لهذا السؤال فقال له الاستاذ هذا من حقي لانني انا مناظر اليك ويحق لي ان اطرح أي سؤال اليس كذلك سكت الشيخ قليلا ثم قال نعم لك الحق وراح الشيخ يقرأ سورة الفاتحة باحسن ما عنده وكنت انا انظر الى الاستاذ وأراهُ يعد على اصابعه الايات التي يقرأها الشيخ من سورة الفاتحة حتى أكملها فقال الاستاذ صدق الله العلي العظيم و ( كنا اول مرة نسمع احدا يصدق بهذه الطريقة ) فقال الاستاذ اذا ً سبعة آيات من القرآن في سورة الفاتحة كما عددتها انا على اصابعي وانت تقرأ قال الشيخ نعم سبع آيات فقال الاستاذ طيب اذا كان احد يصلي وينقص اية من سورة الفاتحة في صلاته عمدا هل تُعد صلاتة صحيحة فقال له الشيخ طبعا كلا غير صحيحة فقال الاستاذ ( يا شيخنا معليش تحملني شوية ) رد عليه الشيخ وقال له لا.. تفضل انا استمع اليك جيدا فقال الاستاذ اذاً يا شيخنا وفقا لما تفضلت به بان من اسقط آية من الفاتحة عمدا فصلاته باطله قال له الشيخ نعم باطلة متفق معاك بذلك فقال الاستاذ ولكنك يا شيخنا في صلاة الجمعة اليوم اسقطت آية من سورة الفاتحة وقد اسقطتها عمدا لانك في الركعتين لم تقرأ تلك الآية تعجب الشيخ من قول الاستاذ والتفت الشيخ ( *****) للشيخ رجب وساله هل حقا انا اسقطت آية من الفاتحة ولم اقرأها في الصلاة فقال له الشيخ رجب كلا لم يحصل هذا واستدار الشيخ رجب للاستاذ وقال له متى حصل ذلك وكيف انا كنت اصلي خلفة فقال الاستاذ للشيخ رجب لقد اسقط الشيخ (***) آية البسملة من الفاتحة في الصلاة ولم يقرأها فرد عليه الشيخ (****) البسملة ليست آية فقال الاستاذ لو لمن تكن آية لكانت سورة الفاتحة (6) ست آيات فحصل في المجلس شبه ارتباك وراح كل اثنين يتحدثون بينهم ويقولون لبعضهم ان مايقوله الاستاذ صحيح لو لم تكن البسملة آية لأصبحت الفاتحة ست آيات وقام الاستاذ من مكانه واتي بمجموعة كتب ومنها المصحف الكريم ففتح المصحف واخرج سورة الفاتحة وقال للشيخ اقرأ بعد ان وضع يده على البسملة ورقمها وراح يعيد تسلسل الايات بقلم من الرصاص على كل آية يقرأها الشيخ (*****) حتى وصل الى ولا الضــــالين فكتب عليها بقلم الرصاص رقم 6 وقال اليس صحيح هذه الاية تكون رقم 6 بعد ان جعلنا البسملة خارجه عن الحساب قال الشيخ ( *****)) نعم صحيح وسكت وكان وجهه قد تغيرت الوانه فقام الاستاذ بتغير الموضوع لانه رأى الشيخ (****) قد انحرج فطلب من زوجته ان تأتينا بالشاي ثم راح يحدث صاحبه المهندس ( مشتاق ) عن اخباره وكانه يريد ان يخرج الشيخ من الاحراج الذي وقع فيه امامنا ثم فتح مواضيع اخرى مع الشيخ رجب لا علاقة لها بالموضوع كل ذلك لاخراج الشيخ (****) من الاحراج الذي وقع فيه وعجز عن الرد عليه وقد كان الاستاذ العراقي بتصرفه هذا في قمة الخلق والذوق وبعد قليل عاد وسأل الشيخ ( ********** ) ها يا سماحة الشيخ كما كان يناديه فقال الشيخ( **** ) ولكن علمائنا لهم رأي آخر في البسملة ويعتبروها لسيت آية … فقال الاستاذ هذا قرآن وليس اي امراً آخر فيقبل الاجتهاد.

الجزء السادس

ثم واصل الاستاذ تأكيده على ان البسملة آية من كل سورة كما انها آية من سورة الفاتحة وقد قالوا والحديث لا زال للاستاذ(قال عاصم وقالون والكسائي وابن كثير: بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا سورة براءة, وقال حمزة: بعد قراءتها بين السورتين :وسئل نافع عن قراءة البسملة في أول سورة الفاتحة فأمر بها وقال:أشهد أنها آية من السبع المثاني وأن الله أنزلها) وقد استدل القائلون بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا براءة بما روي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل (بسم الله الرحمن الرحيم) كما استدلوا على ما ذهبوا إليه بثبوتها في المصحف بين جميع السور ما عدا سورة براءة.اما اراء الفقهاء فقد رأي الشافعية والحنابلة (أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة) وقالوا : إن مجرد تنزيل البسملة يستلزم قرآنيتها..كما استدل الشافعية والحنابلة على أن البسملة آية من الفاتحة بما يأتي: عن قتادة رضي الله عنه قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه وآله الصلاة والسلام فقال : كانت مدا ثم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.
وهذا الحديث يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يمد قراءته في البسملة وقد استدل بهذا الحديث القائلون بقراءة البسملة في الصلاة,لأن كون قراءته على الصفة التي وصفها أنس تستلزم سماع أنس لقراءة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما ذكره أنس يدل على مطلق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارجها.واستدلوا أيضا بما روته السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) وعد البسملة آية من الفاتحة. كما أن الصحابة أثبتوا البسملة فيما جمعوا من القرآن وكتبوها في المصحف من غير أن ينكر عليهم أحد صنيعهم فدل ذلك على أن البسملة آية من الفاتحة.لذا نرى ان الصلاة تبطل عندنا بسبب ترك البسملة وعند الشافعي وأحمدبن حنبل. وان كانت عند مالك وأبوحنيفة لا تبطل الصلاة بسب ترك البسملة.وعلى ما تقدم فان الترجيح في هذه المسألة هو القول بقرآنية البسملة وأنها من القرآن الكريم بقطع النظر عن كونها آية من الفاتحة أو آية من كل سورة وأن القول بعدم قرآنية البسملة قول باطل ويمكنكم اخوتي الرجوع الى (كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي تأليف الدكتور صبري عبدالرّءوف محمد عبدالقوي ص179-190) . ثم قال الاستاذ للمشايخ انا انتهيت تفضلوا السؤال لكم.
ثم بدأ الشيخ رجب بطرح سؤاله وهو لماذا تعتقد الشيعة بان جبريل اخطأ بنزول الرسالة ؟؟؟ ولماذا تقولن عند إتمام الصلاة وانتم تضربون بأيديكم على أفخاذكم (خان الأمين، خان الأمين، خان، الأمين…)؟فابتسم الاستاذ وسأل الشيخ رجب وهل رأيت ذلك بنفسك يا شيخنا !!؟ فاجابه الشيخ لا ولكن هذا ما نعرفة منذ زمن بعيد.
فقال الاستاذ انا ساجيبك على سوالك هذا بنص اجابة (للعلامة الشيخ جعفر السبحاني)حيث يقول يثبت بطلان الشبهة التي أثيرت ضد الشيعة بما يلي:الاستناد إلى الدليل القرآني في أسباب محذورية من يعادي وحي الله « من كان عدواً لله و ملائكته و رسله و جبرئيل و ميكائيل فإن الله عدو الكافرين».وثبوت نبوة محمد (ص) عن طريق القرآن الكريم « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» « وما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين» و « ومبشراً برسول يأتي من بعدى اسمه احمد» .(ثم يقول العلامة جعفر السبحاني مكملا حديثه في الرد على تلك الشبهة) لا يخفى على رواد العلم،أن ظمأ العالم البشري لمعرفة الحقائق في عصرنا الحاضر لا مثيل له. وعلى كل طالب علم أن يسعى ويجد من اجل المعرفة الحقيقية التي توصله في أخر المطاف إلى ساحل الأيمان. والمعرفة هي أساس الحياة وروحها ـ فمن لا معرفة له لا حياة له وكأنما هو ميت يمشي بين الأحياء. وبالمعرفة الحقيقية يتم الأيمان و يزداد بزيادتها. وإنها تأخذ حيزاً كبيراً من الحياة الإنسانية بكل أبعادها وجوانبها. حتى في الشريعة المقدسة، التي هي عبارة عن مجموعة قوانين شرعية،فالمعرفة لها حظ وافر على مستوى الأصول والفروع والأخلاق.
وإنما يفضل البشر بعضهم على بعض، في المقياس الإلهي،بالمعرفة ولوازمها كالإيمان والتقوى والعلم (أفضلكم إيمانا أفضلكم معرفة)([ بحار الأنوار، ج3، ص14[)بل لا يمكن الحط من قيمة المعرفة و الاستهانة بها مطلقاً، حتى قال أمير المؤمنين علي (ع) لكميل بن زياد (يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة) ([ميزان الحكمة: الحديث رقم (7421)]) . فالمعرفة لا تتم إلا بادراك القضايا ومنها يقول الإمام محمد الباقر لولده جعفر الصادق عليهما السلام (بني !اعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية) ([الاسرار الفاطمية، محمد المسعودى، ص11، ط،أمير/قم.]) فالرواية نقل الحديث الشريف عن المعصومين (ع) ، والدراية تفقه الحديث وفهمه. وبالدرايات للروايات،يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان.فالواجب على كل متفقه ساعٍ للمعرفة الحقيقية،أن يفهم القرآن الكريم والروايات بوعي وتدبر وتفكر. ولا بد لكل ذي لب لبيب أن يعرف الأشياء على ماهيتها الأصيلة. ولا ينعق وراء كل ناعق.وأن لا يتمسك بعصبية أقوام سلفوا،راحوا يشوهون الحقائق ويلفقوا التهم والأباطيل التي ما انزل الله بها من سلطان (مالهم به من علم و لا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إنْ يقولون إلا كذباً) ([الكهف/آية5]) ومن جملة التهم والأباطيل ،اتهام الشيعة بأنهم يقولون بخيانة جبرئيل الأمين (ع) في مسالة إيصال الوحي إلى محمد (ص). يا له من افتراء تندي له جبهة الإنسانية.أيحسبون انهم يتحدثون عن أمة بائدة قد أكل عليها الدهر وشرب، فلم يبقى لها من يدافع عن شرفها و عقيدتها. وما كانوا يحسبون أن المستقبل سوف يكشف أباطيلهم. وإلا أسألك بالله كيف يجرؤ أن يعادي جبرئيل من يقرأ في القرآن (من كان عدوا لله و ملائكته ورسله و جبرئيل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين)([ البقرة آية 98.]) و متى خالج شيعياً الشك في نبوة محمد (ص) ، أو هجس في مخيلته نبوة علي (ع) حتى يحكم بغلط جبرئيل، وهو يقرأ أناء الليل و أطراف النهار قوله تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلقت من قبله الرسل)([ آل عمران آية144.]) وقوله تعالى (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين([الأحزاب آية 33.])) و قوله تعالى (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد)([ الصف آية61.]).
وبعد كل هذا كيف تعتقدون ان الشيعي يرى ،أن جبرئيل قد غلط في الوحي وهو يشهد الشهادتين في كل فريضة و نافلة وفي الأذان والإقامة. وما علي (ع) إلا عبدٌ من عبيد الله عز وجل. و مسالة خيانة جبرئيل،أقبح و أوبق، لأن الإمام على (ع) كان صبياً و عمره لا يتجاوز الست أو السبع سنوات ، وعمر النبي (ص) كان يقارب الأربعين عاماً حينما بعث بالرسالة والوحي؛ فكيف يا ترى يخطئ جبرئيل ولا يفرق بين محمد (ص) الرجل، وبين على (ع) الصبي.واريد ان ازيدك علما شيخنا،إن الشيعة هي الفرقة الوحيدة من بين كل الفرق الإسلامية الأخرى،التي تقول بعصمة الأنبياء والأئمة فإذا كان أئمتنا سلام الله عليهم معصومين عن الخطأ وهم بشر مثلنا فكيف بجبرئيل وهو ملك مقرب سماه رب العزة (الروح الأمين).
ثم هل تعتقد يا شيخنا العزيزأن الله سبحانه و تعالى جعل ذلك الغلط يمضي لمجرد اشتباه جبرئيل بنزولة على محمد وهو يريد أن يبعث علي ابن ابي طالب؟ و هل يقول بهذا معتوه! أو بربري عزب عن العلوم والمعارف كلها.ألم يطالع أحد منكم او مشياخكم الكبار كتبنا في الأصول والعقائد ؟ ألم يقرأ أحاديث أئمتنا (ع)؟ فهل وقعت عين على كتاب أو حديث يروي هذه الخرافة؟ فما لهؤلاء القوم الذين اوصلوا كل تلك الشبهات اليكم لا يكادون يفقهون حديثاً.والعجب كل العجب ونحن في عصر الحداثة والمعرفة، لا زلنا نسمع تلك الاسطوانة البالية.وأخيرا أخوتي المشايخ واخواتي الفاضلات ! أدعوكم وادعوا كل مسلم أن يطالع على كتبنا كما نفعل نحن. لنقف وإياكم على حقيقة واحدة تجمعنا على جادة الصراط القويم.وأن لا تقف دون مسعانا عصبية أقوام سبقوناً. و الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها. وأن يكون المسعى عن معرفة،فلقد جاء عن الإمام جعفرالصادق (ع) (لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة. و لا معرفة إلا بعمل. فمن عرف دلته المعرفة على العمل. و من لم يعمل فلا معرفة له).

إن المطالع لكتب مذهب الشيعة الإمامية في الفقه والأصول والعقائد يجد أن كتبنا تشرقُ بنبوة نبينا محمد (ص) و تنزيهه من كل زيف و انحراف وعصمته في كل شئ على عكس كتب غيرنا الذين يقولون بعصمة النبي في أداء الرسالة فقط. فهل اكتفيتم بما قلت اخوتي أم ازيد ؟. فقال الشيخ (***** ) لقد اجبت عن السؤال بما يكفي وأجدت الاجابة.فرد عليه الاستاذ شكرا لجميل كلامك ونحن مستعدون لسماع باقي اسئلتكم تفضلوا ثم نادى الاستاذ على زوجته (آبلة نحتاج قهوة كي تاخذين دورك بعد المهندس ( م  بالاجابة) فضحك الجميع.


الجزء السابع

القول بتحريف القرآن ومصحف فاطمة … عند الشيعة ..( رَمَتْنِي بدائها وَانسَلَّتْ)

بعد ان شربنا القهوة التي طلبها لنا الاستاذ من زوجته اللطيفة بطريقة مؤدبة ومعها شيئا من المزاح المؤدب ايضا في نهاية النقاش بالجزء الاول من المناظرة التي كان موضوعه (البسملة بالصلاة)…. عدنا مرة اخرى للمناظرة بسؤال أو بالأحرى بسؤالين طرحمها هذه المرة الشيخ رجب على الاستاذ العراقي … الاول هو (اننا نعرف بان الشيعة تقول بتحريف القرآن زيادة او نقصا. والسؤال الثاني هو والكلام للشيخ رجب ( نعلم ايضا ان للشيعة قرآن يسمى مصحف فاطمة وهو غير قرآن المسلمين فماذا تقول في ذلك يا استاذ) فاجاب الاستاذ قيس المختار ساترك الاجابة على هذين السؤاليين لاخي المهندس (مشتاق) كي يجيب عليهما واني لواثق من انه سيكون اكثر مني جدارة بالاجابة الوافية عليهما فأتمنى له الموفقية ثم التفت اليه وقال له تفضل مهندس (مشتاق) فتحدث المهندس (مشتاق) وقال … قبل ان أجيب على أسئلة سماحة الشيخ رجب أحب أن أقول بانني اقف صغيرا بين هكذا قامات في العلم والادب مثل سماحة الشيخ (****) وسماحة الشيخ رجب والاخوات الفاضلات وبين الاستاذ قيس المختار وزوجته المحترمة ولعلي سوف لن أصل الى مستوى الوعي والدراية التي كان عليها الاستاذ قيس المختار باجابته عن اسئلتكم وكل ما تم طرحه بشكل عام لكن يقيني بقضيتي وولائي لمحمد وآل محمد لهُوا جدير بأن يوفقني في الاجابة على اسئلة سماحة الشيخ رجب ثم قال: يعتبرالقرآن الكريم عند الشيعة كما هو عند عامة المسلمين هو الأصل الأول للتشريع، بل هو الحبل الممدود بين السماء والأرض كما وصفه النبي (ص) لأنه كتاب الهدى الذي أوصله المولى عز وجل إلى العباد عن طريق سفيره المصطفى(ص)،فهو يحوي كليات العقيدة وأطر الشريعة مع تفاصيل منها كثيرة،إضافة إلى الأطر العامة للتعامل مع الكون والتفكرّ والحوار والحرية والعدل والعفو والرحمة والمحبة والعمل والتقوى والإحسان، وكلها لا تنفك عن الإيمان الحقيقي. كما أن القرآن الكريم هو الذي أسس لمرجعية النبي(ص) من خلال الأمر بالخضوع إلى أوامره ونواهيه وجميع ما يأتي به ((فما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) (الحشر/ آية 7) وذلك لأنه ((لا ينطق عن الهوى.إن هو إلا وحي يوحى)) (النجم/الآية 3-4)، إلى درجة ربط الإيمان الحقيقي بالتسليم الكامل، الظاهري والقلبي، لما يحكم به النبي(ص) ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليماً)) (النساءالآية 65) – كل ذلك منعاً للتطفل والتحكم ممن لم يصطفيه الله تعالى لهذه المسؤولية الكبرى. ولأن القرآن الكريم هو كتاب الهداية النهائي فلا بد من تحقق الاطمئنان التام لنصوصه، ولأن البشر – من خلال الأمم السابقة لأمة الإسلام – أثبتوا أنهم يحرفون ويغيرون ويبدلون، فإن المولى عز وجل تعهد بحفظ كتابه الكريم بقوله تعالى ((إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون)) (الحجر/ الآية 9)، وهو ما فهمه المسلمون أنه صك ضمانة لأي تغيير في القرآن مهما حاول الأعداء.
وعليه، فإن من يشكك في القرآ ن الكريم، كلاً أو جزءاً، فإنه يشكك، بل يرد،هذه الضمانة التي تعهد بها المولى عز وجل، وهذا يعد خروجاً عن الملة.كما أن من يشكك في القرآن الكريم،كلاً أو جزءاً، فإنه يسقط الإسلام كله من خلال إدخال الشك على مرجعية النبي(ص) وعلى الكليات والجزئيات والأطر العامة الواردة في القرآن، ما يؤدي إلى الشك في أساس الرجوع إلى الأصل الثاني وهو السنة النبوية.
بالجملة،أن إلقاء الشك في القرآن هو هدم في العقيدة الإسلامية بشكل مباشر وغير مباشر.وهذا الذي جعل أعداء الشيعة يجدون في اتهام الشيعة بخصوص القرآن الكريم أفضل التهم التي من شانها ان تبني الجدران المنيعة المطلوبة لهم من أجل قطع أي لحمة ممكنة بينهم وبين اخوتهم المسلمين من أتباع المذاهب الأخرى وقد تبنى أعداء الشيعة في هذا الجانب الخطير تهمتين:
-الأولى – هي أن الشيعة يعتبرون أن القرآن الذي بين أيدينا محرف.
-الثانية – هي اتهام الشيعة بأن لهم قرآناً آخر غير هذا الذي بين ايدي المسلمين اسمه (مصحف فاطمة).
وسُأعرف بكل من التهمتين الفريتين والرد عليهما،ومنه سيتضح لكم اخوتي هل أن كتب الشيعة حوت من أحاديث التحريف أكثر من كتب غيرهم أم العكس؛ كما ايضا سنعرف حقيقة مصحف فاطمة.
التهمة الأولى – القول بتحريف القرآن:
يُتَّهَمون الشيعة أنهم يعتقدون أن القرآن الذي بين أيدينا محرف وذلك برفع أسماء أئمة أهل البيت(ع) أو اسم الإمام علي(ع) على الأقل، إضافة إلى رفع أسماء أعداء الإسلام (على الرغم من الإبقاء على اسم أبي لهب عم النبي (ص ) . وقد ذهب بعضهم الى اتهامنا باننا نقول أن الآية الكريمة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس))(آل عمران/ آية 110) هي كانت ((كنتم خير أئمة أخرجت للناس)).كما يفترون علينا ايضا باننا نقول ان الاية الكريمة ((وكفى الله المؤمنين القتال)) (الأحزاب:25) قد حذف منها كلمة “بعلي” لتصبح ((وكفى الله المؤمنين القتال بعلي)).
وسأرد على تهمة التحريف بالاتي :
اولا – أن الروايات التي تتحدث عن حذف أسماء الأئمة(ع) أو حذف أسماء أعداء الله ورسوله(ص) ويتهموننا بها هي مردودة جملة وتفصيلاً بآية حفظ القرآن كما ذكرتها قبل قليل وهي ((إنا نحن نزلنا الذكر،وإنا له لحافظون)) والتي لا يوجد شيعي واحد، عالم أو غيره، لا يؤمن بها،نصاً ومعنى. كما أن الله تعالى جعل تشخيص الأئمة (ع) في القرآن بطريقة أكثر نجاحاً من خلال الآيات الكثيرة فيهم كآية التطهير والولاية والمودة وغيرها الكثير من آيات أقل صراحة ولكنها تنطبق عليهم، إما بشكل خالص أو كمصداق من بين مصاديق كثيرة.أما أعداء الله ورسوله كأبي جهل وأمية بن خلف وأبي سفيان فإنهم ما حذفوا من القرآن تماماً لأن بعضهم نزلت فيه آيات أوضحها النبي(ص). أما ذكر اسم عمه أبي لهب فهو أولاً لأنه كان – وزوجته – من أشد أعداء النبي(ص)، وثانياً لأنه كان ينبغي أن يكون من أنصار ابن أخيه(ص) لمعرفته بصدقه،وثالثاً كطريقة من طرق القرآن لتأكيد انفصال القرآن الكريم عن النبي(ص) تماماً بحيث يذكر عمه ولا يذكر غيره من عتاة قريش،الأمر الذي كان ينبغي أن يكون حافزاً لهم لإعادة التفكير،إضافة إلى كونه حافزاً للتفكر لكل من يريد من الملل الأخرى عبر العصور… أن القرآن لو كان من تأليف النبي(ص) فلعله كان سيأتي على ذكر آخرين غير عمه. ولعل هناك نقطة أخرى،وهي أن ذكر العم الكافر فرصة للمسلم للمقارنة بينه وبين العم الكافل والمدافع والحامي،أعني أبا طالب الذي كان حظه التكفير من قبل اخوتنا أهل السنة (دون علمهم أن هذا ليس لكفره – حاشاه – بل لكونه أبا علي(ع) ليس إلا).
اما الروايات التي أوردت اسم علي(ع) ويحاول البعض ان يحتج بها علينا في مسالة تحريف القرآن إنما هي نصوص تفسيرية، أي أوردت الآية مع تفسيرها، فإن الله تعالى كفى المؤمنين القتال يوم الخندق بأمرين: الأول هي الريح التي أرسلها فأطفأت قدور جيش الأحزاب وهيجت الرمال، والثاني هو قتل علي(ع) لعمرو بن عبد ود بطل الأحزاب وهو ما أحدث ضربة نفسية هائلة في نفوسهم، فجاءت قراءة “((وكفى الله المؤمنين القتال)) بعلي” كتفسير للآية (ولعلها من قراءة الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود). (وهذه تشبه قراءة ابن عباس وابن مسعود لقوله تعالى ((فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن)) (النساء:24) بإضافة كلمة “إلى أجل مسمى” بعد كلمة ((منهن)) لتفسير أن الاستمتاع هو لمدة محددة، أي الزواج المؤقت.)
كما ان هناك ردود كثيرة من علمائنا على تهمة تحريف القرآن الكريم وذلك بالإعلان بشكل صريح ومباشر أن القرآن الكريم لم يتعرض للتحريف وأن القرآن الذي بين أيدي الشيعة هو نفسه الذي بين أيدي السنة هو نفسه الذي نزل على خاتم النبيين(ص) بلا زيادة حرف واحد أو نقصان حرف واحد. وقد صرح بذلك علماء كبار بعضهم من مراجع الشيعة المشهورين في كل زمان من الأقدمين وحتى المعاصرين، في فتاوى منشورة معروفة للجميع.
كما أن الله تعالى عندما تعهد بحفظ القرآن في الآية المعروفة، فأنه يعني حفظه بين المسلمين في كل زمان ومكان لأنه لو كان المقصود حفظه عند النبي فقط لما استفاد منه المسلمون ولكان ذلك عبثاً ولا يعد حفظاً، لاسيما وأن الله تعالى يعلم بما ستؤول إليه الأمورلانه علام الغيوب.
كما أن فقهنا الشيعي يفرض علينا قراءة سورة كاملة بعد الفاتحة في ركعات الصلاة،فلو كانت هناك سور ناقصة في القران الكريم لما تحقق ذلك،كما ان لوكانت تلك السور الناقصة معروفة عندنا فيما اذا كانت هناك سور ناقصة لكان على علمائنا أن يحذرونا من قراءتها في الصلاة كي لا تكون صلاتنا ناقصة مثل ما يحذرونا من قراءة سور العزائم التي تحوي السجدة الواجبة كيلا نضطر إلى السجود عند قراءتها وبالتالي ستكون في الصلاة ثلاث سجدات بدلاً من اثنتين).
أن إعجاز القرآن في آياته وكلماته وتعبيراته وعلومه وإخباره (ومؤخراً في الإعجاز العددي) لا يمكن العبث به لأن مثل هذا العبث سيفتضح بشكل أو بآخر.
ويمكنم في المستقبل ان تقرأون مناقشات المرجع الديني الأعلى في الفترة الماضية السيد أبي القاسم الخوئي رحمة الله عليه في كتابه (البيان في تفسير القرآن) حيث كتب مقدمة رائعة حول التحريف والقراءات (قبل بدئه بتفسير فاتحة الكتاب)، وفيها الرد الكافي والوافي على شبهة التحريف.وانا اعدكم ان شاء الله بان اتيكم بنسخة منه.

أما التهمة الثانية – والقول بوجود مصحف آخر للشيعة،وأن اسمه هو مصحف فاطمة.
فاقول ان رد الشيعة على هذه التهمة الفرية هو ماسياتي:
-اولا أن القرآن الكريم لا يسمى مصحفاً، فإن الذين أطلقوا عليه اسم المصحف هم الناس؛وذلك لأن القرآن قد سمى نفسه أسماء مختلفة ليس من بينها المصحف: فهو القرآن ((قرآناً عربياً غير ذي عوج)) (الزمر/ آية 28) والعديد من آيات غيرها، وهو الفرقان ((وأنزل الفرقان)) (آل عمران/ آية 4)، وهو الذكر ((وأنزلنا إليك الذكر)) (النحل/ آية44)، وهو الكتاب ((ذلك الكتاب لا ريب فيه)) (البقرة/ آية 2). وعليه، فأي شيء اسمه مصحف ليس بالضرورة له علاقة بالقرآن الكريم.
ثم أنه لوحقا كان للشيعة قرآن آخر فأين هو؟ ولا بد أنه توجد منه نسخ في جميع مساجدنا وحسينياتنا ومراكزنا وبيوتنا لأنه هو كتابهم المزعوم،او على اقل التقاديران تكون هناك نسخ منه عند العلماء فقط وإلا كيف يتعبدون بكتاب غير موجود بين ايديهم ؟!!!. ثم اسأل الم يتمكن اي واحد من أن أعداء الشيعة، قديماً وحديثاً، أن يحصل على نسخة واحدة من هذا الكتاب المزعوم كي تكون لهم حجة علينا،فعلى الرغم من غياب التقوى في التعامل مع الخصم عندما يكون الشيعة هم الخصوم،وعلى الرغم من أن مساجد الشيعة ومراكزهم وبيوتهم قد استبيحت – ولا تزال – في مناطق كثيرة من العالم، وعلى مر التاريخ (ولا سيما في العراق ولبنان أيام الحرب الأهلية وأفغانستان والخليج)،ومن ضمنها بيوتات مراجع الدين، فلماذا لم تظهرلنا نسخة واحدة من مصحف فاطمة،أو ورقة واحدة على اقل تقديرمن هذا الكتاب المزعوم؟
أن مصحف فاطمة الذي ورد في الروايات يا اخوتي واخواتي واضح من اسمه ووصفه أنه غير القرآن، فقد ورد في الروايات الصحيحة أنه كان كتاباً فيه علوم لدنية وشرعية،أو هو القرآن الكريم نفسه مع تفسير بسيط في الحواشي كتبته فاطمة الزهراء(ع) أو كتبه زوجها علي(ع) لها. أما قول الإمام جعفر الصادق(ع) أن ليس فيه من القرآن شيء اذا كنتم سامعين بهذا الحديث ، والذي يتخذ حجة لإثبات وجود قرآن آخر لدى الشيعة، فهو على العكس من ذلك – هو حجة لإثبات أنه غير القرآن تماماً! ذلك، أنه لو كان الإمام الصادق (ع) يعني قرآناً آخر كيف يقول أن ليس فيه من القرآن شيء، فما هو هذا الشيء، ثم كيف يقرأ الشيعة في صلواتهم ودعائهم وجميع شؤونهم سوراً وآيات من القرآن الذي بين أيديكم وهاي هي نسخة منه اضعها بين يدكم لتطلعوا عليها (فقدم الاستاذ نسخة من القراآن كانت ببيته والتي جعل المشايخ يقرأون فيها سورة الفاتحة عندما كان يناقشنا بالبسملة في الصلاة ) وقارنوها مع جميع نسخ القران التي بيد المسلمين فستجدون اننا لا نقرأ ولا حرف من واحد شيء آخر مزعوم( مصحف فاطمة)؟ ثم هل ان احاديث التحريف هي من مختصات الشيعة فحسب.وهل ان فقد فاطمة عليها السلام كان لها مصحف ام ان هناك غيرها من كان له مصحف وقد اتى بآيات لم نجدها اليوم في مصاحفنا كما تذكر كتب الصحاح والسيرة والتاريخ هذا ما ساناظركم به في جلستنا القادمة ووشكرا لكم على حضوركم وتشريفكم لنا بهذه الزيارة المباركة وموعد الجلسة القادمة ساترك لكم حرية تحديد وقتها وبيتي مفتوح لكم احبتي. فرد عليه الشيخ(*****) بارك الله فيك استاذ وكانت جلسة مباركة كما نشكركم على حسن الضيافة . ثم شربنا الشاي وودعنا الأستاذ وزوجته والمهندس (مشتاق ) على امل اللقاء في المرة القادمة.
———————-


الجزء الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم اخوتي واخواتي واصدقائي متابعين قصتي في رحلتي بانتقالي من المذهب المالكي الى المذهب الجعفري الامامي الاثنى عشري الشريف (الشيعة) والتي نشرت (صفحة شيعة ليبيا الحبيبة) في الايام السابقة الاجزاء السبعة منها ثم توقفت بسبب عدم ارسالي بقية الاجزاء الاخرى اليهم لانشغالي وكما ذكرت سابقا في جلسات نقاش طويلة ومتعبة جدا جدا والتي بحمد الله اتت بثمارها الطيبة ببركة دعائكم مع عدد من الاخوات والتي انتهت باستبصار بعضهن وهن الاخت هيام والتي تعمل مدرسة والاخت نجية  وتعمل هي الاخرى في قطاع التعليم والاخت زينب  واما الاخريات فانهن حتى الان في حالة من التفكير بالامر اتمنى من الله ان يوفقهن لكل خير وان يجعلهن ممن يرن الحق حقا فيتبعنه والباطل باطلا فيجتنبنه.واليوم اخوتي واخواتي اعود اليكم لأكمل ما بقي من قصتي وأنا شاكرة لكم انتظاركم لي وقد ابلغني الاخوة في صفحة شيعة ليبيا الطيبين ان المئات من الرسائل التي ترد اليهم على الخاص سائلين بها عني وعن اخباري وانتظارهم لنشر بقية الاجزاء لقصتي.وها انا ارسل الى تلك الصفحة المباركة الجزء الثامن من القصة اتمنى نشرها.وهي:-

بعد ان اكملنا جلسة مناظرة الاستاذ قيس المختار ورفيقه في بيته لعدد من الشبهات كمصحف فاطمة وغيرها أواصل اليوم كتابة ما طرحه الأستاذ وفريقه على الشيخ ( **** ) والشيخ رجب وصديقاتي وهو موضوع في غاية الأهمية بل يمكنني ان اقول عنه انه القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال في المثل لما للموضوع من اهمية خطيرة لم يكن الكثير بل اغلب اهل السنة منتبهين اليها وهي (مصحف عائشة) نعم لقد ارعبتنا تلك التسمية حينما نطق بها الاستاذ وكنا في بداية الامر نعتقد انه يستفزنا بها او يريد ان يلصق باهل السنة تهمة تقابل ما يتهم به اهل السنة الشيعة بمصحف فاطمة ولكن ما ان بدأ يسترسل بحديثة واذا بنا امام حقيقة هي في امهات كتبنا نحن اهل السنة فلم يعد باستطاعة المشايخ الذين بفريقنا ونحن ايضا إلا ان نبقى صاغين لكل حرف يقوله الأستاذ لعلنا نمسك عليه شيئا لنرد به على ما يقول كي نسكت صوته الهادر الذي كان لا يخرج عنه الا ماهو حقيقة وحجة دامغة علينا ومن مصادرنا وكان وفياَ بعهده لنا بان لا يحتج علينا بشي إلا وهو من امهات كتب السنه. واليكم ماقاله الاستاذ :-

( هل أحاديث التحريف من مختصات الشيعة فحسب؟)

من يرمي الآخرين بتهمة ما لا بد أن يكون بريئاً منها وإلا كان في غاية الصلف وقلة الإنصاف، فكيف إذا كانت التهمة بهذا الحجم والخطورة – تحريف القرآن الكريم؟ فهل أن من يرمون الشيعة بالقول بتحريف القرآن لا يقولون بذلك؟لا يوجد سنّيّ واحد – فيما اعلم – يؤمن بتحريف القرآن، فالكل يعتقدون أن القرآن الذي بأيدينا هو الذي نزل على النبي(ص) دون زيادة أو نقيصة – هذا عن العوام. أما العلماء والباحثون، فبعضهم يذهب إلى وجود اختلاف في بعض الكلمات ولكنهم يجعلونها من باب تعدد القراءات. وعلى الرغم من أن هذا ليس حلاً لبعض الروايات التي تصرح باختلافات واضحة، إلا أن المسلم، إذا كان منصفاً ويقدم حسن النية ومصلحة الإسلام العليا والكتاب العزيز بالذات، عليه أن يقبل بهذا التفسير لمثل تلك الروايات.
وهذا هو ايضا واقع المسلمين الشيعة،أي أننا – كما أسلفت –نعتقد بأن القرآن الذي بأيدينا اليوم هو نفسه الذي نزل على النبي (ص) ولم يتعرض للتبديل أو التغيير أو التحريف. وان من يتهم الشيعة لا يملك دليلاً واحداً على أن الشيعة يقولون بالتحريف ولكنه يذهب إلى تلك التهمة استناداً إلى روايات في كتب الشيعة لم يقصد بها ان القران محرف او فيه زيادة او نقيصة.

كما اتسائل هنا …. هل أن كتب السنة خالية من روايات التحريف؟

ولأني لا أريد ذكر روايات التحريف الان،ولأن الرد يحتم عليا ذلك، فسوف اذكر بعض الروايات من كتب أهل السنة التي تصرح بوقوع النقص والزيادة، علماً أن أكثر الروايات هي في وقوع النقص. ولكن هناك ايضا في كتب السنة من يقول بوقوع الزيادة:

ومنها أن آية سورة الليل ((وما خلق الذكر والأنثى)) (الليل:3) هي ((والذكر والأنثى)) بل أن البعض ذهب إلى أن المعوذتين،الفلق والناس، ليستا من القرآن،وبالتالي هناك زيادة سورتين كاملتين،ونسب ذلك حتى إلى ابن مسعود الذي هو من أكابر علماء القرآن من الصحابة (أكدها البخاري في صحيحه في باب تفسير سورة الناس ولكن على طريقة أن ابن مسعود كان يقول “كذا وكذا” وذلك دفاعاً عن الصحابي والقرآن معاً،مع أن الواجب أن يرفض الرواية، هذا إذا كان المطلوب هو نفس الحرص المطلوب من الشيعة) وأما من روايات وقوع النقص، أي الحذف أو النسيان أو الإهمال وسمه ما شئتم يا شيخنا الفاضل:فسقوط آيات،منها آية الرجم المروية لا كادعاء فحسب بل بنص، وذلك برواية عمر الذي صرح بها على المنبر… أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة،وهذا يعني ذهاب أكثر من مائتي آية من القرآن الكريم بل أن هناك سورتين كاملتين سقطتا من القرآن،إحداهما تسمى سورة الخلع والثانية سورة الحفد،وأن بعض الصحابة كعمر كان يقنت في الصلاة بهما بل سقطت سورة طولها كطول سورة التوبة/براءة، ليس كادعاء فحسب، بل ذكروا – برواية أبي موسى الأشعري – أن فيها آية “أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم” وهي كما ترى ليست ببلاغة القرآن وكلامه الذي يعلو ولا يعلى عليه (ولكن ذلك مبلغهم من العلم والذوق الأدبي) فإذا أضفت روايات تتحدث عن أن سورة التوبة/براءة سقط ثلاثة أرباعها بحيث لم تدع أحداً إلا ونالت منه (وأن البسملة سقطت بسقوط أولها)، فلك أن تتصور السورة التي سقطت!بل إنهم قالوا بذهاب “قرآن كثير” ولا سيما يوم اليمامة (حيث استشهد ألوف المسلمين في قتال مسيلمة وجماعته) أكثر من ذلك، برواية عمر أن القرآن كان أكثر من مليون حرف،ولما كان القرآن الذي بين أيدينا حوالي ثلاثمائة حرف فإن أكثر من ثلثي القرآن قد سقط.

وهنا اقول حقاً انها “رمتني بدائها وانسلّت”…ثم ماذا تعرفون يا شيخ رجب ويا سماحة الشيخ (****) ويا ايتها الاخوات عن مصحف عائشة؟!فسالت نسرين الاستاذ قيس المختار باستغراب مصحف عائشة ؟ !!!! فأجابها الاستاذ نعم يا اخت نسرين مصحف عائشة ألم تسمعوا عنه يبدوا انكم لا تعرفون الكثير مما ورد بكتبكم المعتبرة.
ان الذين يتهموننا انه يوجد لنا قرآن اسمه مصحف فاطمة كبديل للقرآن الكريم هل لديهم الجرأة وشيء من الإنصاف بحيث يعترفون بوجود شيء عندهم اسمه مصحف عائشة؟ اعرف انها صدمة لكم ولكن تلك هي الحقيقة وهذا ليس كلمة قيلت فحسب،بل ذكرت فيه آيات أنها كانت في مصحف عائشة أم المؤمنين، منها ما يختص بالرضاعة أنها قالت أن القرآن نص على عشر رضعات ثم أنقصها إلى خمس، ونحن نعلم أنه لا ذكر لا لعشر ولا لخمس في القرآن الذي بأيدينا. ومنها ايضا قولها أن آية ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى)) (البقرة:238) سقط منها “وصلاة العصر” بعد كلمة “والصلاة الوسطى” مؤكدة أنها سمعتها من النبي(ص).
ودخل ذلك في الفارق بين الكلمات على أساس خطأ الكتّاب الذين نسخوا القرآن.من ذلك أن أم المؤمنين كانت ترى أن آية ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ)) (المائدة:69) ينبغي أن تكون “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ” أي أنها معطوفة على ما قبلها فتكون مجرورة بالياء (في حين أن الصحيح هو الرفع لأنه استئناف للكلام من جديد)، وأن آية ((قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)) (طه:63) ينبغي أن تكون “قَالُوا إِنَّ هَذَينِ لَسَاحِرَانِ” أي أن “إنْ” هي “إنَّ” الحرف المشبه بالفعل وعليه تكون “هذين” إسمها منصوب بالياء،ولكن النّسّاخ أخطئوا.وهذه الروايات – وغيرها مثلها عن عائشة – لو صحت لدلت على عدم معرفة من أم المؤمنين،لا بالقرآن ولا بالبلاغة، وهو ما أشك فيه بلحاظ كونها من نفس البيئة ذات اللسان العربي الفصيح وأنها كانت متعلمة مقارنة بغيرها وأنها كانت قريبة من نزول الوحي.
فهذه وأمثالها في مصحف عائشة، مع أن هذا المصحف يتضمن النص صراحة على تحريف القرآن في حين لم يقل الشيعة أن مصحف فاطمة (الذي هو بالاساس لا وجود له على ارض الحقيقة) فيه زيادة أو نقيصة في آيات القرآن بل هو شيء آخر، ومع ذلك التهويل كل التهويل دائماً على الشيعة.

انتهى الاستاذ من كلامه وهو مستاء مما يُفترى به على مذهبه ثم تناول كأس من الماء فشربه كله على ثلاث جرعات وهذا ما اتذكره جيدا حتى هذه الساعه ثم قال بصوت خافت (السلام عليك يا ابا عبدالله) فسألته من هو ابا عبدالله؟ فقال لي لم افهم ما تقصدين بسؤالك أعدت السؤال عليه بطريقة أخرى وهي (عندما انتهيت من شربك للماء قلت السلام عليك يا ابا عبدالله فمن هو ابا عبدلله) فدمعت عينا الاستاذ وصديقه وزوجته بنفس الوقت فاعتقدت بأن أحداً قريب منهم قد وافاه الأجل بوقت سابق فتذكروه وبكوا.

وبعد لحظات من الصمت قال لي الأستاذ والعبرة تخنقه انه سيدي وسيدك وسيد كل مؤمن !!!! انه ابا عبد الله الحسين بن علي ابن ابي طالب سبط الرسول الاكرم لذي قتل وهو عطشانا بيوم عاشوراء وقطعوا رأسه فقلت له الذي تلطمون الصدور عليه قال نعم هو ذلك وان له قولا شهيرا عند الشيعة قبل استشهادة حيث قال سلام الله عليه (شيعتي مهما شربتم عذب ماء فأذكروني) فهكذا هو حال كل شيعي عندما يشرب الماء يتذكر عطش الحسين وعيال بيته واصحابة ثم يسلم عليه …. فتأفف الجميع بحزن على ما سمع من كلمات يتفطر لها القلب.ثم استرسل الاستاذ قائلا هذا ما موجود بكتبكم يا احبتي (ويقصد مصحف عائشة) فاجابه الشيخ ( ***** ) يا استاذ بصراحة لم نطلع على هذا ولم يمر بنا او لعلنا سمعنا به ولكن لم نقف عنده ولكنك اليوم جعلتنا نقف متحيرين ونسال انفسنا انا والشيخ رجب ونقول اذاً ماذا كنا ندرس ونحن ندعي اننا مشايخ فكيف بعامة الناس من اهل السنة.
ثم واصل الاستاذ قائلا بالمناسبة تذكرت مقال للدكتور عبد الرضا أسيري الأستاذ بجامعة الكويت نشرت له في صحيفة الوطن الكويتية في الثمانينيات،رد فيها على مقالة للدكتور أمير الحداد اتهم الشيعة فيها بأنهم يعتقدون بتحريف القرآن.من ضمن رده قال بأن هناك حوالي 120تفسيراً للقرآن، منها ما هو موجود ومنها ما لا يوجد ذكره إلا في الفهارس، ولكن حوالي 80 تفسيراً هي للشيعة الإمامية الإثني عشرية.وهذا يعني أن أهل السنة قدموا للأمة 40 تفسيراً،أي نصف ما قدمه الشيعة،وبما أن عدد أهل السنة إلى عدد الشيعة حوالي 4 أضعاف فإن اهتمام الشيعة بالقرآن يعادل 8مرات اهتمام أهل السنة.فهل يعقل بأن الشيعة لو كانوا لا يؤمنون بهذا القرآن الذي بأيدينا كانوا سيبذلون كل هذا الجهد عبر العصور في حين أن الذين يتهمونهم بالتحريف لا يبذلون إلا القليل نسبتة الى ما بذلوه؟! فعلى علماء اخوتنا اهل السنة ان يتقوا الله في القرآن الكريم:
وكما قلت في أول كلامي،إن القرآن الكريم هو أهم ما في أيدي المسلمين، وهو نصف تركة النبي(ص)، والنصف الأكبر حيث سماه “الثقل الأكبر”، وأكد ذلك الإمام علي(ع) عندما قال: ((ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر)) يعني بالأكبر القرآن والأصغر الحسن والحسين عليهما السلام. فيجب على المسلمين جميعاً أن يتقوا الله تعالى في هذا الكتاب العظيم، الذي فيه ليس هداهم فحسب بل أيضاً هدى الناس جميعاً وفي شتى العصور، بإعجازه اللغوي والعلمي والتاريخي والتشريعي وكل شيء.
وإنه لمن أعظم الآثام – في عقيدتي – أن يُستغل هذا الكتاب،وهو العهد بين الله وخلقه والتنزيل على خاتم رسله، الفصل ليس بالهزل، في ساحة الصراعات المذهبية والطائفية، فإنه سيؤدي إلى ضرب عقيدة المسلمين في الصميم، فيعود جميع الخصوم بالخسارة وهم يقدمون بأيديهم معاول الهدم إلى أعدائهم. فاليتقوا الله وليتقوا يوماً يرجعون فيه إلى الله.
——————————————
( يتبع في الجزء التاسع )
ملاحظة في الجزء ساذكر جميع المصادر من كتب السنة التي توكد كل ما قاله الاستاذ وما سيقولة بالصفحةوالجزء ورقم الحديث وصور فوتغرافية لبعض ما قاله واحتج به من روايات عن مصحف عائشة وغيرها . 
عرض أقل

الجزء التاسع
وقد اضاف المهندس (مشتاق) على ما تقدم من كلام الاستاذ (قيس المختار) في الحديث عن مصحف عائشة وسط ذهول لم يسبق لنا ان عشناه لما نسمعه من حقائق تاريخية لم نكن نتوقعها أبداً ومن امهات كتب السنة قائلا وماذا تعرفون يا شيخ رجب وشيخ (****) ويا أيتها الاخوات الفاضلات هل تعلمون ان هناك نساء اخريات ايضاً كانت لهن مصاحف مثل مصحف عائشة فقد كان هناك مصحف أم سلمة ومصحف حفصة التي كان لها ناسخ ينسخ لها القرآن .. ولقد عنون ابي بكرعبدالله بن أبى داود سليمان بن الأشعث السجستاني لهذا المصحف(مصحف عائشة) باب في كتابه كتاب المصاحف في ص 83- 85 وهذه نسخة منه وقد طبع هذا الكتاب في مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع شارع الخليفة الأندلس بالهرم بمصر،وروى فيه عن مولىً لها ( عائشة ) أنّها أمرتْهُ أنْ يكتبَ لها مصحفا،وأنّها أمرتْه إذا بلغَ آية:(حافظوا على الصلوات..)أن يُؤْذِنَها،فلمّا بلغَ آذنَها، فأملتْ عليه:(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) ثمّ روى أنّهم وجدوا ذلك في مصحفها.كما ونسبوا مثل ذلك إلى اُمّ سلمة (المصاحف للسجستاني ص98). ورووا عن مصحف عائشة أيضا: أنّ فيه إضافةً على آية الصلاة على النبيّ، قولها: ( وعلى الذين يصلّون الصفوف الاُولى ). (الإتقان للسيوطي 3/ 73).
ولكن رغم انفراد عائشة بهذه الزيادات،وعدم وضوح دورٍ لها في كتابة القرآن في عصر النبوّة ولا بعده،وإنّما أوكلتْ الأمرإلى ناسخه وهو غلامها، فإنّ مخالفة ما جاءتْ به للنصّ المتواتر تكفي لردّها وردّ ما جاءت به !.والقصّة المثبتة في مصحفها تتفّق مع قصّة مصحف حفصة تماما في أنّها أمرتْ إنسانا أنْ يكتب لها مصحفا وقالت:إذا بلغتَ تلك الآية فآذني، فقالتْ:اكتبوا:( وصلاة العصر).(المصاحف للسجستاني ص95- 97). والعجب أن تكون مصاحف أزواج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كلّها متوافقةً في شكل الرواية وقصّتها، وموضع الزيادة ولفظها!.
أحاديث عائشة التى كانت قرآنا وللسيدة عائشة أحاديث اُخرى ترتبط بالقرآن كقولها:نزلتْ آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا،ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلمّا مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتشاغلنا بموته، دخل داجنٌ فأكلها. (رواه ابن ماجه في سننه).فمع أنّ حديث ( آية الرجم ) يوحي ما كانت عليه عائشة من مسايرة عمر في التزاماته،وسيأتي أنّ آية الرجم من أهمّ ما نسب إلى مصحفه، فإنّ انفرادها بحديث الصحيفة المأكولة، وغموض تاريخ هذه الصحيفة وكاتبها، كافيان للريب فيها، ولو كانت قرآنا معترفا به لكانت ممّا لا ريبَ فيه، ولم تنحصر نسختها بهذه التي أكلتْ !وهنا نسأل هل ان من الشأن في نسبة مصحفٍ إليها بهذه الزيادة؟ وهل قامت بذلك من أجل إثبات اسمها في مثل هذا المعترك المهمّ، كما تدخّلت بنفسها في معارك الحروب الداخليّة بين المسلمين؟ أم للتسوية بينها وبين ضرّتها حفصة التي كان لها مصحفٌ هي الاخرى ؟ولا يبعد هذا، لأنّ القصّة المثبتة في مصحفها تتفّق مع قصّة مصحف حفصة تماما في أنّها أمرتْ إنسانا أنْ يكتب لها مصحفا وقالت: إذا بلغتَ تلك الآية فآذني،فقالتْ: اكتبوا: (وصلاة العصر). (المصاحف للسجستاني ص95- 97).
والعجب أن تكون مصاحف أزواج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كلّها متوافقةً في شكل الرواية وقصّتها،وموضع الزيادة ولفظها!أفلا يرتابُ الناظرُ في هذا؟ لكنْ مثلُ كل هذا لا يهم أصحاب الحديث وأهل السنّة، لأنّ القصص قد بلغتهم هكذا بالأسانيد الكثيرة!فيجبُ قبولها!!.ولا يبعد أنْ تكون هذه المصاحفُ كلّها افتُعِلَتْ ليقابل بها (مصحف فاطمة عليها السلام)؟ فكيف يكون لابنة الرسول مصحفٌ، ولا يكون لأزواج النبيّ مصاحف؟ ظنّا من اُولئك الواضعين لمصاحفهنّ أنّ لفاطمة عليها السلام مصحفا يعني قرآنا خاصّا!
فافتعلوا لهنّ ما يُرضيهنّ، ويُساوي بينهنّ.
بينما مصحف فاطمة عليها السلام لم يحتو على شيءٍ من القرآن،وإنّما محتواهُ أمورٌ أُخرى.(الكافي للكليني 1/ 187) وتسميته بالمصحف تسميةٌ لغويةٌ بحتةٌ، فكلّ مجموعة وَرَقيّة تقعُ بين دفّتين تُسمّى (مصحفا). (الإتقان الجزء 1/صفحة 58).
( يتبع في الجزء العاشر ) ومصحف عمر بن الخطاب.

الجزء العاشر

في الجزء التاسع الذي سبق هذا الجزء تحدث الاستاذ (قيس المختار) والمهندس (مشتاق) عن مصحف عائشة وقد قدم الاستاذ والمهندس أدلة دامغة من أهم كتب السنة على ذلك واليوم ساكتب في هذ الجزء وهو العاشر من سلسلة اجزاء قصة استبصاري ما تحدث به الاستاذ (قيس المختار) عن مصحف عمربن الخطاب نعم مصحف عمر فعمر هو الاخر اتضح لنا انه كان له مصحف خاص ايضا وفي مصحفة ما لم نجده اليوم في مصحفنا نحن المسلمين سنة وشيعة كما كان في مصحف عائشة.وبدأ الاستاذ  حديثة قائلا:
لقد عنون السجستاني لهذا المصحف،باب خاص ولكنّه أورد تحته رواياتٍ مضمونها أنّ عُمَرَ قرأ آياتٍ على خلاف المصحف المعروف،وليس في واحدٍ منها أنّ ما ذكر واردٌ في ما يُسمّى (مصحفا) لعمر!ومع كثرة ما روي عن عمر في دعاويه حول الآَيات المفتعلة، فلم ينسبْ فيها لنفسه مصحفا، وهي:
رواية الرجم. (رواها البخاري ومسلم وأحمد)ووافقته عائشة، كما سبق .
ورواية (لا ترغبوا). (رواها البخاري ومسلم).
ورواية الجهاد. (رواها السيوطي في الاتقان 3/ 84 والدرّ المنثور 1/ 106).
ورواية الفراش. (رواها السيوطي في الدرّ المنثور 1/ 106). وقد زعم عمر فيها أنّها كانت في المصحف تُتلى، لكنّه لم يجدها بعد ذلك!.
وبينما يعترفُ في حديث الرجم،أنّ إضافته لها على المصحف يسمّى زيادة عند الناس،ويؤكّد:(والذي نفسي بيده لولا أنْ يقول الناسُ:زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتُها).(فتح الباري شرح البخاري 3/ 127).
ولو كان عنده مصحفٌ خاصٌ،وكان جازما بقرآنيّة ما ذكر، لأضافها عليه من دون تحرّج،وأمّا ما كان عند حفصة،فقد صرّحوا بأنّه الصحف التي أمر أبو بكر بكتابتها، فكانتْ عند أبي بكر في حياته حتّى مات، ثمّ عند عمر حتّى مات،ثمّ عند حفصة فأرسل إليها عثمانُ فأبتْ أنْ تدفعها إليه، حتّى عاهدها ليردّنها إليها، فبعثتْ بها إليه، فنسخها عثمانُ في هذه المصاحف،ثمّ ردّها إليها،فلم تزلْ عندها حتّى أرسل مروان فأخذها، فأحرقها. (المصاحف للسجستاني ص15- 16).
نعم،ذكروا أنّ عمر هو أوّل من جمع القرآن في المصحف.(المصاحف للسجستاني ص16- 18 لكن ليس لهذا المصحف ذكرٌ ولا أثرٌ بعد ما زُعِمَ من جمعه،وإنْ سجّلواله هذه الفضيلة!وحتّى لو لم يكن عمر صاحب مصحفٍ.
فإنّ الغلاةَ من أهل السنّة،لم ينقصوا من كيل فضائله شيئا حتّى على حساب القرآن الكريم، فقد رتّبوا له ما هو أهم من مصحف يُجمع على يديه.

(سيتبع في اجزاء اخرى اذا ابقانا الله تعالى ) وستكون فيها مناظرات وأحاديث أخرى حول مواضيع خلافية جديدة غير تلك التي ذكرناها وانتهينا منها اليوم.دعواتكم لنا اخوتنا فنحن اليوم في أمس الحاجة لدعائكم ليثبتنا الله على طريق محمد وآل محمد.

Exit mobile version