ايران ..ثورة جياع أم مجرد صيّاع يريدون للبلد الضياع

الأحداث الجارية في ايران من أعمال شغب جاءت نتيجة الوضع الإقتصادي الذي أخذ في الإنتعاش نتيجة عقود الحصار الذي فرضه الغرب على الدولة الفتية,كما أن سياسات قادة ايران الداخلية لم تكن بالقدر المطلوب, فتوجهت أنظار القادة الى دول المنطقة الدائرة في فلك المستعمر الغربي الذي يريد الإطباق على كل شيء,فأتى الدعم الى الدول الصديقة وحركات التحرر على حساب رفاهية الشعب الإيراني,أحداث العام 2009 كانت مجرد التنبيه للقيادة بضرورة السعي الى الإنفتاح على العالم والفصل بين الدين والدولة من أجل سعادة الانسان.

لا أحد ينكر بأن أصحاب العمائم السوداء الذين قيل عنهم بأن ادمغتهم مقفلة قد استطاعوا احراز تقدما لا بأس به في المجال النووي,ناصبهم الغرب العداء من اليوم الأول للثورة خوفا من تصديرها الى دول المنطقة الدائرة في فلك الغرب منذ نشأتها, السنوات الأولى للثورة شهدت بعض أعمال العنف بين العلمانيين ورجال الدين الجدد لكن سرعان ما استطاعت القيادة السيطرة على زمام الأمور ,نظام رئاسي على النمط الغربي بل استنسخوا النموذج الامريكي أربع سنوات قابله للتجديد لمرة واحدة.  

بعد مفاوضات شاقة بشأن برنامجها النووي استمر لعقد من الزمن استطاعت أن تفتكّ اعترافا دوليا كإحدى الدول التي تمتلك القدرة النووية لاستخدامها في الأغراض السلمية.

الإتفاق يشمل رفع العقوبات الإقتصادية ويضمن استرجاع الأموال المجمدة التي تزيد عن المائة مليار دولار والتي حتما ستضخ في الإقتصاد المحلي ما سيحرك عجلة الإنتاج في مختلف المجالات وتحسين مستوى معيشة الشعب الإيراني الذي ولا شك صبر كثيرا في سبيل أن تتحصل دولته على مكانة مرموقة بين الدول ويكون لها دور اقليمي فعال خاصة عقب سقوط الأنظمة العربية.

دول الجوار لم تبارك الإتفاق خشية تمدد ايران والعمل على زيادة دعم نفوذها في المنطقة لكن هذه الدول تدرك انها لم تستثمر يوما مدخراتها التي تعد بالبليارات في الصناعات الاستراتيجية بل اكتفت بشراء احتياجاتها مما يسمح الغرب ببيعه. 

هنيئا للشعب الإيراني بما استطاع تحقيقه عبر السنوات العجاف, لقد أصبحت ايران دولة اقليمية بامتياز يحسب لها ألف حساب, هنيئا لمحور المقاومة الذي لم يساوم يوما في التفريط بعلاقاته, بل وقف مع ايران في أحلك الظروف, لقد أثبتت الحرب على سوريا أن المحور جد متماسك, وأن الصمود يقود الى النصر المؤزر وإن تأخر بعض الشيء, فالحرية تنتزع ولا تمنح وأن الذين منحوا الحرية سلبت منهم بأسرع وقت لأنهم لم يعملوا على صونها ,بل نراهم يداس عليهم بالمجنزرات, يقتّلون, يشردون, تنتهك أعراضهم والعالم المتمدن يتفرج, بل يمعن في الاذلال.

نتمنى على القيادة الايرانية أن تلتفت الى الإصلاحات الداخلية التي تمس مباشرة حياة المواطن وخاصة الشباب منهم وتبعد عنه خطر الضياع وتقسيم البلاد فالغرب ومن يدور في فلكه يسعون جاهدين الى إحياء النعرات الطائفية والمذهبية.وقطع الطريق على فئة الصياع الذين يمثلون مخلب العدو للانقضاض على مؤسسات الدولة,لتلحق بركب ما يسمونه بمنظومة الشرق الاوسط الجديد- الربيع العربي.وان تبتعد عن التدخل في شؤون الغير فذلك سيكون جد مكلف وله أثار عكسية على الداخل.

بقلم:ميلاد عمر المزوغي

كاتب وشاعر ليبي

mezoghi@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى