أخر الأخبار

الوهابية التكفيرية في ليبيا: هدم ضريح سيدي بوكر جريمة ضد التاريخ والدين

بين التطرف الديني والتدمير الممنهج للهوية الروحية الليبية ..

في تطور مؤسف جديد لمسلسل الاعتداءات على التراث الديني والروحي في ليبيا، قامت جماعة وهابية متطرفة بهدم ونبش ضريح الولي الصالح سيدي أبوبكر التاجوري، المعروف بـ”سيدي بوكر”، في مدينة تاجوراء.

هذا العمل لا يعد حادثة فردية، بل جزءًا من سياسة متعمدة تتبعها التيارات التكفيرية التي ترى في التنوع الديني والتراث الإسلامي “شركًا” يجب محوه. وتتجلى هذه السياسة في تدمير الأضرحة، وحرق الكتب، وتخريب الزوايا، ونسف المعالم الدينية التي تحمل إرثًا تاريخيًا يمتد لقرون.

الموقف الشرعي من نبش وهدم القبور.

بحسب الإجماع الفقهي، فإن نبش القبور وهدمها أمر محرم، كونه اعتداءً على حرمة الميت التي تعادل حرمة الحي. كما أن الأضرحة ليست مخصصة للعبادة، بل للتذكار والتبرك والتضرع عند قبور أولياء الله الصالحين الذين عُرفوا بالصلاح والعلم والتقوى.

القوانين الليبية تحمي التراث والمقدسات.

ينص القانون الجنائي الليبي على تجريم الاعتداء على أماكن العبادة والمقابر والمعالم التاريخية، ويُعاقب عليه بالسجن والغرامة، لما تسببه هذه الأفعال من زعزعة للسلم الاجتماعي وإثارة الفتن الثقافية والدينية في المجتمع.

سؤال الدولة والمجتمع: متى يتوقف هذا الاعتداء؟

يبقى السؤال: إلى متى ستظل الدولة غائبة أو صامتة أمام هذه الجرائم التي تهدد وحدة المجتمع الليبي وتدمّر مكونات تراثه الروحي والتاريخي؟

وإلى متى سيستمر هذا الفكر المتطرف في تقويض النسيج الاجتماعي الوطني؟

عائلات تنتسب إلى سيدي أبوبكر التاجوري.. نفوذ روحي واجتماعي.

نتسب إلى سيدي أبوبكر التاجوري العديد من العائلات في ليبيا، خصوصًا في مدينتي تاجوراء ودرنة، ومن أشهرها:

(عائلة أولاد أبو سعد، وعائلة أولاد صولة، وعائلة أولاد الكحيلي، وعائلة أولاد المروش، وعائلة أولاد الأسطى، وعائلة أولاد ليّاس).

وتتمتع هذه العائلات بمكانة مرموقة على الصعيدين الروحي والاجتماعي، نظرًا للنسب الشريف لسيدي أبوبكر التاجوري، الذي يُعتبر أحد الأولياء الصالحين المؤثرين في التراث الديني الليبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى