يا أبطال غزة…قولوا لنا

أهل البيت في ليبيا

قولوا لنا يرحمكم الله ..كيف حفرتم أنفاقاً بلغت الخمسمائة كيلو مترا ً تحت الأرض بعد أن ضاق علي مقاومتكم سطح الأرض ..؟ كم إستغرقتكم من الوقت ؟ أين وضعتم الرمل والحجارة والصخر دون أن ينتبه عدوكم …؟
.
أصدقونا القول ..هل حدثت المعجزة،وأرسل الله طيراً أبابيل ترمي عدوكم بحجارة من سجيل …؟
قولوا لنا بحق من رفع السماوات السبع ..هل كررتم دعوة نوح عليه السلام : ” فدعى ربه إني مغلوب فانتصر “فنصركم
الله وثبّت أقدامكم …؟
.
قولوا لنا صراحة..من أين لشعبكم هذا الصبر وهذا الثبات وهذا الإيمان ؟ رغم المجازر والقصف المدفعي والبوارج البحرية،والقنابل التي تدك الناس والمباني والبنى التحتية لمدة تربو عن المائة يوم ، لم نسمع كلمة ضدكم من شعبكم المكلوم، بل العكس هو الصحيح ! الجميع يدعون على عدوكم،ويدعون لكم بالنصر والإصرار والثبات والمقاومة حتى آخر رجل …؟ .
.
هل هذا هو الجيش الذي لا يُقهر،الذي سحق جيوش ثلاثة دول عربية العام 1967,واحتل أراضيها في ستة أيام ؟ أم أن الخيانة والتهاون في تحمل المسؤولية هما سبب النكبة ولا شيء غيرهما …؟ .
.
فعلتم خيراً بعدم طلب المعونة من إخوانكم في الدين والعروبة ، فما ميّع قضيتكم سوى هذه القمم الإستعراضية الهزيلة وقراراتها التي لا تساوي الورق الذي طُبعت عليه ..
.
بعد هذا الصمود والتصدي لمدة تزيد عن المائة يوم لأقوى خامس جيش في العالم ، ببضع مئات من المقاومين الذين تدربوا سراً، يملكون أسلحة بدائية وبعضها صُنع من بقايا أسلحة عدوكم ،أصبحتم أيقونة المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي ، وتجاوزتم نضال الشعب الڤيتنامي العظيم الذي كان تسانده قوى عظمى لم تحظوا أنتم بمثلها …
.
تجاوزتم الدعايات المغرضة والأبواق المأجورة والخطابات المحبطة التي حاولت ولازالت تحاول زرع اليأس والقنوط في أنفسكم مؤمنين أنه : ( طالما هناك إحتلال ، فهناك مقاومة ) مهما كانت التضحيات ، وهو حق مشروع لكم لا ينازعكم فيه عميل أو خائن أو مطبّع ..
بالله قولوا لنا .. هل لديكم الوقت لشرب القهوة ، وتناول الطعام ، واداء الصلوات ، وحلق وجوهكم ، والإطمئنان على عائلاتكم وأحبائكم ، ودفن رفاقكم ؟ أم أن مقارعة العدو شغلتكم عن كل ذلك …؟
.
دافعتم عن الرهائن بأجسادكم ، ومن قُتل منهم ، قتلهم جيشهم المرتجف ، فيا لسخرية القدر ..! كيف إستطعتم إخفاءهم كل هذه المدة والتنقل بهم وسط هذا الركام والجتث المتحللة والقصف العشوائي ، وقلة بل وندرة المأكل والمشرب ..؟
.
قولوا لنا ..هل تساعدكم الملائكة غير المنظورة …؟
قولوا لنا بالله عليكم .. هل أنتم بشر مثلنا ، تأكلون وتشربون وتثكاثرون …؟
قولوا لنا برب الكعبة .. هل تنتمون لذات الأمة الخانعة التي ننتمي إليها …؟
.
شعب الجبارين … إن ينصركم الله فلا غالب لكم …

نجاة المهدي الحجاجي
السفيرة/المندوبة الدائمة لبعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة بجنيف والمنظمات الدولية بسويسرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى