هل هي سطوة طالبانية قندهارية على الدولة الليبية؟

اهل البيت في ليبيا

المعترض على حراس الفضيلة هل هو من حراس الرذيلة؟ سؤال إلى العباني المهووس بالمباني وليس المعاني.
.
لا يمكن مناقشة سلفي {حقيقةً أو ادعاء} مثل السيد محمد احميدة العباني،رئيس هيئة الأوقاف،يقيم بخياله في زمن ركوب البغال والحمير،محاولاً طيلة الوقت إقناع نفسه ومحيطه أن زمن الفضيلة كان منذ 14قرناً وانتهى الآن،مردداً في الوقت نفسه وفي تناقض مع المنطق،أن الله اجتباه واختاره هو وفرقته الناجية ليجددوا لنا ديننا في هذا الزمان،ويخرجونا من ظلمات الجاهلية وعبودية الحرية،وبلاء الديمقراطية،بينما يركب حضرته وزمرته الدرجة الأولى في الطائرات،ويقتنون أفخم السيارات،وأحدث الموبايلات والساعات،ويستخدمون تقنيات التواصل الإجتماعي،ويلبسون أغلى الملابس الليبية زبونات وعباءات،وإن دعت ضرورة حضور المؤتمرات والكرنفالات لابأس من ارتداء أحدث البدل الإفرنجية،وأن يضعوا في أعناقهم الطويلة الربطات.
.
أقول إنه من رابع المستحيلات إقناع العباني ورهطه بأننا نحن غير المتسلفنين تمظهراً وتمنطقاً،يمكن أن نكون خيراً منه عند الله،وأفضل في الإلتزام بصحيح الدين كتاباً كريماً وسُنةً شريفة،وبمكارم الأخلاق التي نتجوهر بها تواضعاً جميلاً،ولا نتمظهر بها إدعاءً ورياء،أو على الأقل نكون مثلهم،أو على أقل الأقل نكون قريبين من صراطهم الذي ليس مطابقاً بالضرورة للصراط المستقيم،الذي رسمه الخالق عز وجل للإنسان حين سلّمه الأمانة بعدما خلقه في أحسن تقويم.
.
على الأقل جميع المسلمين الليبيين الوسطيين المعتدلين العابدين الله كما أراد لهم أن يعبدوه دون تزيد ولا تنطع ولا تشدد،لم يقدموا إلى العاصي جهاراً الظالم ليلاً ونهاراً حميد الدبيبة كتاب النفاق والإرتزاق،الموصوم والموسوم بالأربعين أو الأدلة الشرعية الأربعين في تحريم الخروج على ولاة أمر المسلمين،وكأن الدبيبة ليس هو سارق البلاد الذي اختلس منصبه بالرشوة في جنيف،وبقي فيه بحد السيف،والسيف هنا ليس ذلك الذي كان يتقاتل به الناس قبل عشرات القرون،بل هو البيرقدار التركية التي قتلت وروعت المدنيين الليبيين في الزاوية الغربية يوم أول أمس الخميس،دون أن يكون الرفض لهذا العدوان موضوع خطبة جمعة الأمس الأوقافية العبانية.
.
ولأن السيد العباني وجماعته التي هي في مرجعياتها وهيكلها وبرنامجها وشروطها وتراتبياتها وتدخلاتها في سياسة البلاد والعباد حزب غير معلن،مع أنهم يرفضون التحزب،ويخلطون عن عمد أو جهل بين تأويل القرآن الكريم في مقام تحريم تفريق الدين أحزاباً وشيعاً،وبين أهمية العمل العام من خلال الأحزاب السياسية المدنية في هذا العصر،وبالذات في هذه البلاد التي جميع أهلها مسلمون.
.
ولأنهم لا يقبلون الرأي المخالف،ولا يرون الشعب إلاّ مجاميع من العوام والدهماء هي أقرب للضلال منها إلى الهداية،ويعتبرون ما يصدر عن جماعتهم الحزبية الأوقافية هو الحق المبين،وفي ذلك يتفقون ولا يختلفون إطلاقاً عن خصمهم الظاهري الدكتور الصادق الغرياني مفتي الدبيبات،الذي يكاد يقول لنا أتباعه بعد أن ألحقوا بإسمه صفة رضي الله عنه،إنه والعياذ بالله لا ينطق عن الهوى،لأنّ الفرقة العبانية الناجية كذلك، فقد قررت ذات ليلة ليبية ظلماء جاهلية لا ضوء فيها سوى ما يخرج من كهوفهم الأوقافية،أن تنشيء لنا وقد رأتنا ننحرف عن الفضيلة ونهوي إلى الرذيلة،برنامجاً طالبانياً قندهارياً أسمته [حــراس الـفـضـيـلـة]،ولأنها تعتبر نفسها سلطة محمية بالقوتين المسلحة والمالية،وتحتكر منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،فقد ضمّنت برنامجها {الذي يبدو في ظاهره دعوي إرشادي تناصحي، وهو في حقيقته عنفي قسري إجباري}،آليات زجرية وقسرية وإجبارية،تبدأ من ممارسة التجسس والتتبع والتنصت على الليبيين،كما هو وارد نصاً في النقطة 2 من المادة 5،وتنتهي في الفقرة 12 من نفس المادة 5 {وتلك وأيم الله قاصمة الظهر}،بالإذن لأفرادها القيام بأي مهام تطلبها منهم الهيئة العليا الحزبية،المسماة اللجنة الرئاسية المشرفة على البرنامج،(وعبارة أي مهام) يمكن أن يدخل تحتها حسب تأويل وفهم العناصر التابعة والتنفيذية،حتى الإعتقال والتعذيب والقتل تقرباً إلى الله،كما قد يتوهم جاهلٌ برمجوه على أنه وحده على الحق وغيره جميعهم على الباطل،وهذا هو بالضبط منهج الـ..ـدواعـ..ـش الذي يزعم العباني وفرقته مخالفتهم له،وما هُم أضدادهم بل وكما يبدو من ظاهر القول وواقع الفعل..أمثالهم.
.
إنّ احتكار القيمة المطلقة في أي عنوان،كالإيمان والفضيلة والإخوان،هو افتئات مزدوج على القيمة ذاتها وعلى اللغة،فهو يحيل فوراً إلى المُرادف المُعاكس الذي يُوصف به ويُوصم المُخالف،فمن لا يقبل تنظيم حراس الفضيلة يكون تلقائياً،على الأقل في أذهان هؤلاء المنغلقين حارساً للرذيلة،وهنا لا يختلفون وعياً وممارسة عن المتطرفين الذين أطلقوا مصطلح الدولة الأسلامية على الأراضي التي يحتلونها،معتبرين من لا يقيم معهم وتحت سطوتهم ليس من أهل الحق والإيمان بل من الكافرين وإن يكونوا مسلمين،وكذلك لا يختلف المقصد المباشر وليس التأويلي لجملة حراس الفضيلة عن تسمية الإخوان المسلمين،لذلك الحزب المتأسلم الذي يرفضه ويحاربه الإخوة السلفيون،وأرفضه أنا وللإسلام السياسي أكثر منهم ألف مرة،ولا يختلف بالتأكيد عن احتكار لفظ الجلالة إسم الله تعالى عند أولئك الكاذبين في حزب لبنان الشهير.
.
وأخيراً أسأل السيد محمد احميدة العباني {أسأل الله لي وله الهداية} وأعرف مسبقاً أنه لن يجيب عن سؤالي، فأنا بالنسبة إليه من المخالفين،إن لم أكن من الضالين،وفي أقل الأحوال سوءً من ضمن الدهماء العوام:-
.
لماذا لم تحدد في قرارك ما هو مفهوم الفضيلة عندكم،وماذا تعني الرذيلة؟
.
وهل الحرية والتعددية والتنافسية والديمقراطية،والمساواة الإنسانية والقانونية بين الناس بمعزلِ عن طبيعة خَلقهم وخِلقتهم،والإنتخابات التي ترفضونها فعلاً وتقبلونها مِراءً ظاهراً،هي من الفضائل أم أنها من الرذائل؟.
.
ألاَ إنّ الجهالة هي الرذيلة،ورذيلة الرذائل هي زعم الجاهلين أنهم أهل العلم إصراراً واستكبارا،وأنا أنآى بإخوتي السلفيين ولي منهم أصدقاء وأحبّة،أن يكونوا من الجاهلين الظلاميين،أو من القساة المرعبين،ولهذا أدعوهم قبل غيرهم أن يراجعوا العباني في هرطقاته وتصرفاته،وأن يوقفوه عند حده قبل أن يهلك ويُهلك الوطن والشعب معه،وهو بإذن الله لن يستطيع.
.
أسأل الله الهداية لي وله وللجميع.

الكاتب والاعلامي مـــــحـــــمّـــــد بعيو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى