قصيدة (علم الهدى) للشاعر جابر جلغاف

صلى عليك الله يا علم الهدى … ياصاحب الخلق العظيم المقتدى
جئت البرية مرشدا ومعلما … وشعاع نورك في الدياجر مرتجى
بدأت حياتك بالطهارة والتقى … وتكفل الباري فأرشدك الهدى
ومشيت بالقيم الرفيعة بينهم … تفشي السلام مبادرا من قد جفا
متبسما متواضعا ومؤكدا … للضيف حقا في البشاشة والقرى
ابن السبيل اذا أتى لاقيته … بالبشر والكف الندي وما حوى
وتداعب الشيخ الكبير برقة … وتهديء الطفل الصغير اذا بكى

أوصيتنا بالجار كي نرفق به … إن جار يوما أو تبرم واشتكى
أوصيت خيرا بالنساء جميعهن … هن الكرامة من أهان فقد هوى
طلق المحيا دائما متسامحا … مع من يسيء ولا تلين لمن بغى
أنت الذي جمع النفوس على الصفا … رغم التشاجر والتباين في الرؤى
فتعانقت كل القلوب وهللت … أنت الأمين كفانا رأيك مبتغى
وبدأت باليمنى برؤية ماهر … تتناول الحجر الكريم لمنتهى
سعدوا برأيك مدركين بأنهم … غنموا السلام مباركين لمن سعى
هو للبرية منهج يسمو بها … نحو الكمال فتستجيب لما دعا
استبشرت كل الخلائق عندما … رأت الأمين بنوره يمحو الدجى
من نور مشكاة النبوة عمهم … هذا الضياء به تجذرت العرى
وتشابكت أغصانها بمحبة … وغراسها من فيض حبك ارتوى
قد كنت نبراسا تنير عقولهم … وعقول كل العالمين الى الهدى
فتبارك الرحمن أودعك الغني … بكماله أوحي اليك و ما قلى
سبحانه أسرى بأكرم خلقه … في ليلة كشف الحجاب لكي ترى
هذا بيان اهلل في تنزيله … قد جاء “ماكذب الفؤاد ما رأى”
بهت الذي قد بات يجهد نفسه … بالشك في قول الحبيب المجتبى
هذا عطاء الله أكرم عبده … بالمكرمات بها تدرج وارتقى
الكل يفخر حين يذكر اسمه … طه المبجل والبشير المصطفى
يا رب اسألك الوسيلة والعلا … لمحمد كنز المكارم في الورى
ندعوك دوما أن تمن بصحوة … تحمى العقيدة من شياطين الهوى
إنا لفي زمن تضاءل فكره … فبنى لأقزام منابر تعتلى
فيه الجهالة زينت لعقولهم … سوء الفعال والفضائل تزدرى
وتطاول الجهال فيه وارتضو … فسق الصحافة منهجا كي يحتذى
وتأبط الشيطان معول هدمه … وعثى فسادا في النفوس إذ انبرى
تبا لمن رسم الرسوم ولعنة … ترميه في الدرك السحيق من الردى
ولمن تواطأ أو تجاهل جرمه … خزى يلاحقه وتصليه لظى
ولأخرين تقولوا في عرضه … نزلا لهم نار الجحيم ومنتدى
وسيظل نورك مبهرا لعيونهم … ولنا ضياء نستبين به الخطى
والله نسأل أن يتم لقاءنا … بشفيعنا وبأله ومن اهتدى

******************************************************************

الشاعر: جابر عبدالمولى جلغاف

مدينة جالو – ليبيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى