قصيدة:(أيا فقراء الله) الشيخ عمر بن جحا
هذه مرثية من المريد على شيخه ومعلمه لمن أراد معرفة مقام السلطان الشيخ سيدي عبدالسلام الأسمر الإدريسي الحسني رضوان الله تعالى عليه (ت981هـ) على لسان تلميذه وخليفته من بعده وقال فيه انه باب من أبواب الله الشيخ عمر بن محمد بن جحا رضي الله عنه قال في رثائه:
أيَا فُقَــــرَاءَ اللَه حُقَّ لَنَــــا البُكـــا *** لِمَــــوتِ إِمَـــــــامٍ عَظَّــــــمَ اللهُ مَنْشَاهُ
وَأَعْنِي بِهِ شَيْخَ المَشَايخِ كُلهــــــا *** إمَــــــامٌ عَظيمٌ أكــــــــرمَ اللهُ مثـــــواهُ
شَهِيرٌ بعـــــابِدِ السَّـــــــلام نِدَاؤهُ *** سَلِيــــــلُ سَلِيــم الليثُ ظاهرُ مسمـــــاهُ
جَرَتْ قُدْرَةُ الرَّحْمنِ في كُلِّ خَلْقِهِ *** بمـــــوتٍ وهــــــذا حُكمُـــهُ وقَضَــــاهُ
لَقَد رُجَّتِ الأرضُونَ في يومِ مَوْتِهِ *** وكُفَّتْ عيـــــونُ العــــاشقين لِرُؤيـــاهُ
فَخَطْبٌ عظيمٌ يا لَهَــــا مِنْ مُصِيبةٍ *** وَرِزءٌ عَظيمٌ يا لَهَـــا مِــــــنْ رزايــاهُ
وَمَنْ لِكتَابِ الله والشّـــَرعِ بَعْـــــدَهُ *** وَمَـــــنْ لِأحَـــــادِيثِ النَّبِي وَمَسْـــرَاهُ
وَمَنْ لِلفَتـــَاوَى وَالعُلُــومِ بَأَسْرِهَـــا *** وَمَنْ لِتَصَارِيفِ الكَـــــــلَام وَمَعْنَــــاهُ
وَمَنْ لِعُلُــــومِ النَّحْوِ والفِقْهِ ثُمَّ مَــنْ *** لِتَوحِيدِ رَب العَالَــــــمينَ وَذِكْـــــــرَاهُ
وَمَنْ لِصَلاحِ المُفْسِــــدَاتِ إذَا عَتَتْ *** ومَنْ لِصَــــــلاحِ الأَمـــْرِ دينًا ودُنْيَاهُ
وَمَنْ لِقُلــــُوب قًدْ قَسَـــتْ بجهــــالةٍ *** يُوَعِّــظُهَا حَتَّــــــــى تَلِينُ وتَهْـــــوَاهُ
ومَنْ يأمُر المعروفَ أو يَنْهى مُنْكَرا *** ومَـــنْ يَتَّقِ مـــــَوْلَاهُ سِـــرًّا ونجواهُ
هُوَ العَـالِمُ العَـــلاَّمَةُ الفَـــاهِمُ الفَطِـنْ *** وَلِيٌّ كَــــــــريمٌ لَا تُعَــــــدُّ مَــــزَايَاهُ
هُوَ البَدْرُ نُـــورًا لا يَزُولُ ضِيَـــــاؤُهُ *** هُوَ البَحــــرُ جُودًا لا تحولُ عَطَايَاهُ
أَيَا مَجْمَـــعَ الزُّهـــادِ وَحْشَتُنَا بِمَــــنْ *** تَلُوذُ بِهِ غَوْثًا بِمَـــــنْ قَــــــدْ فَقَدْنَــاهُ
وهَيْهَــــات للــــدُنْيَا تَجُــــــودُ بمثلـهِ *** وَهَيْهَاتَ أنْ ينشـــا مكافٍ لحُسْنَـــاهُ
جَعَلْنَاكَ يَا كَنْزَ العُلُـــــومِ وَسِيــــــلةً *** وَقُدْوَتَنـَا لله فــــــــي يَوْمِ نَشْـــــــراهُ
أَلَهْـــــفِي عَليهِ ثُـــــــــمَّ لَهْفِيَ دَائمــاً *** أُوَاهٌ أواهٌ ثُــــــــــــــــــــمَّ واهٍ وأُوَاهُ
فَلَوْ تُفْــــدِهِ الأنفاسُ والمــــالُ والوَلَدْ *** لَهَــــانَ عَلَيْنَـــا كُـــلُّ شَيْءٍ مَلَكْنَــاهُ
وَلَوْ تَبْكِهِ أُفقُ السَّمَــــاءِ وأرضُـــــهَا *** وَمَـــا فيهمَا : إنسٌ وجــنٌ وأُمْـــوَاهُ
لَمَــــا قَــــــدَرُوا مِقْدَارَه فَبُكَــــــاؤُهُمْ *** قَلِيلُ ]وَمَا [ بِالقَوْمِ ]صَبْرٌ [لِمَبْكَاهُ
فَصَبْرًا عَلَى مَــــــا قَدَّر اللُه ربُّنــــــا *** وَصَبْرًا عَلَى مَـــا قَدْ قَضَـاهُ وسَوَّاهُ
فَيَا رَبِّ ارْحَمْــــهُ وَوَسِّــــعْ ضَرِيحَهُ *** واجْعَلْ لَــــهُ في جَنَّةِ الخُلـــْدِ مَأْوَاهُ
واجْعَـــلْ إِلهِي مِــــنْ بَنِيهِ خَلِيفَــــــةً *** تُوَفّقُهُ فــــي مَـــــا تُحِبُّ وَتَرْضَـــاهُ
فإنَّكَ ذُو فَضْــــلٍ وَخَيْرٍ وَرَحْمَــــــةٍ *** فَمَا خَــــابَ مَنْ يَدْعُوكَ في مَا تَمَنَّاهُ
وَبَعْــــدَ صَلَاةِ الله ثُــــــمَّ سَلامِــــــهِ *** عَلَــــــى مَنْ أَتَانَا بِالقُــــــرَانِ قَرَأْنَاهُ
سلام على الإخوانَ طــرًا ومن تلا *** رِسَالَة نَظْمِي ثُـــــــــــمَّ يَفْهَمُ مَعْنَــاهُ
فَقَدْ قُلْتُ هَـــذَا النظم في يوم مـــوته *** في عَـــــــــامِ افْغَ وَالإلــــهُ حبـــــاهُ
فيا ربِّ إني خـــائفٌ منك وَجِــــــل *** وَعَبْدُك يَرْجُـــــو العَفْوَ مِنْكَ وَمَنْجَـاهُ