أبواقٌ لا تخجل من عَلمنَـــــة أرض الحَرَمين

قريباً: شيوخ الحجاز ونـــــــجد، أبواقٌ لا تخجل من عَلمنَـــــة أرض الحَرَمين … بقلم / محمد الامين

لن يكون صمتُ علماء وشيوخ بلاط آل سعود، الذين يعتبرُون شركاء في حكم المملكة، عن شعيرة أساسية في بلادهم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وصمتُهِم عن حفلات الغناء.. وعن تسونامي العلمانية الزاحفة.. وعن الهرولة نحو صهيون.. وعن تهويد ثالث الحرمين.. وعن تقتيل الفلسطينيين منذ أكثر من أسبوع.. وعن ابتلاعهم ألسنتهم عن سجن وإخفاء زملائهم من المشائخ والعلماء الذين لم يوافقوا هوى السلطان.. لن تكون هذه “الخطايا” كلها أكبر ما سيقفون به بين يدي المولى من ذنوب.. فهنالك ما هو اكبر وأشدّ..

هنالك آلاف من الشباب التابعين والمريدين المندفعين من سائر أرجاء أقطار الأمة قد هلكوا وماتوا على آثام وجرائم زيّنتها لهم فتاوى هؤلاء المنافقين.. وهنالك الآلاف ممّن تاهوا عن الفطرة السلمية وانحرفوا عن جوهر الدين بسبب اتّباع مشائخ البلاط السعودي الذين تأبى إرادة الرحمن إلاّ أن تكشفهم وتميط عن وجوههم ما كانوا يخفُون من مكر ونفاق..

هؤلاء الذين شحنوا شباب الأمة وأججّوا في نفوسهم ما حوّلهم إلى آلات قتل وتدمير وفتكٍ.. وشيطنوا كل شيء في بلدان الإسلام لمجرد حسابات طائفية ومغالبة مذهبية أغرقت ملايين المسلمين في الدم والخراب.. هؤلاء يواجهون اليوم حقيقتهم فانكشف ما كانوا يخفون.. فتبيّن أخيرا أنهم ليسوا سوى شراذم من المتكسّبين والمتربّحين.. وفي الحدّ الأدنى مجرد جبناء آثروا الجاه والمال وتزلّفوا السلطان، واستباحوا ما حرّموه على غيرهم من المسلمين عبر العالم..

اليوم تبين لعلماء وشيوخ بلاط آل سعود أن الغناء حلال..حلال.. والرقص والاختلاط لا ضير فيهما ولا جُناح على من يأتيهما.. وأن القدس قضية فلسطينية محض.. وأن الكيان الصهيوني الغاصب ليس بغاصب.. وليس بعدوّ.. وأن موالاة النصارى واليهود حلالٌ.. حلالٌ.. وأن إمدادهم بالمليارات وإنعاشُ خزائنهم، وارتهان مقدرات الأمة بين مخالب الكفار: حلالٌ.. حلالٌ.. 

اليوم تبيّن لهؤلاء أن وليّ الأمر الموالي للكفار المبدّد لثروات الأمة حاكمٌ صالحٌ، وشرعيّ، ويستحقّ البيعَة، وأن طاعته واجبة والخضوع إليه فرض عين، والتنصّل من بيعته إثم مبين.. أما من سواه من حكام المسلمين فهم كفار ومغتصبون للعروش، ومخالفون لأحكام الدين، الخروج حلال، وقتلهم..حلال.. والتنكيل بهم حلال..حلال..

ما سيقف به هؤلاء أمام المولى هو إفساد أجيال بأكملها بعقائدهم التي انكشف أنهم أقلّ الناس التزاما بها.. وتخريب أمصار وأقطار وبلدان ربّما كانت مفاسدها أقلّ مما يوجد اليوم بأرض الحرمين..

سيخرج عليك شيوخ وعلماء البلاط قريبا مرحّبين بالمغنّين والمغنيات.. وسيجتهدون في توسيع صلاحيات “هيئة الترفيه” ونطاق عملها فيشمل شعاب مكة ورحاب المسجد الحرام..

سيخرجون عليك قريبا رافعين لواء المملكة العلمانية –الإسلامية!! وقد يبلغ إخلاصهم درجة ترويج النموذج الانفتاحي التطبيعي المهرول…. وتنكشف سوءاتُهُم أكثر فأكثر… إلى ما لا نهاية، مادام لا نهاية لنفاقهم، ولا قدرة لديهم على كبح جماح ولي الأمر المتصهين..

سيُبتلُون بخزي الدنيا والذّلة والمهانة.. ويسبّهم التاريخ.. وتلعنهم الجموع..أما عذاب الآخرة، فرُبّما كانوا أعلم الناس به، وأكثرهم جُرأة عليه.. وللحديث بقية.

 ————————————————————————————————————-
بقلم: محمد الأمين محمد
رئيس تحرير موقع ايوان ليبيا
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى