اعلان بداية العد التنازلي للوهابية تمهيداً لدفنها إلى الأبد
تصريح بن سلمان عن دعم السعودية للوهابية وتبنيها بأوامر غربية ورعايتها لم تكن مفاجئة فى حد ذاتها بل المفاجيء هو الإعتراف بدعم الوهابية ولو أنه جاء متأخرا فماذا يحمل فى طياته هل تبرؤ من الوهابية السلفية أو اعلان بداية العد التنازلى لها تمهيدا لدفنها إلى الأبد؟ .
وهل هكذا بكل بساطه وبإشارة أو أمر! يمحى تاريخ من الإرهاب الفكري والجسدي واللفظي لعشرات السنين وهل بهذه البساطة يستطيع الغاء شريحة لم تعد صغيرة بكل علمائها ! وكتبها ومؤلفاتها التي وصلت مائتي مليون مطبوعة واعلامها وأموالها وأتباعها لمجرد أن بن سلمان أراد التغيير أو إرضاء الصهاينة والبدء في تبني ادلوجيا جديدة تناسب المرحلة ! .
نعم يستطيع فلقد فعلوها بالسلفية الفرع الجهادي فلاقت سجناً وتقتيلاً وتشريداً ووصفو بالخوارج !! بعد انتهاء مهمتهم ووظيفتهم الجهاديه فى أفغانستان لصالح الغرب .
لكن السؤال الملح والأهم ماذا جنى الغرب من تبنى ودعم أو على الأقل غض الطرف عن الوهابية وتركها تتمدد وتتكاثر وتتنشر ولماذا فعل ذلك وما مصلحة آل سعود في ذلك التبنى المشترك للوهابية بمختلف فروعها ؟ .
ففي فترة الخمسينات الستينات وفي قمة النشاط الناصري القومي وتمدد المعسكر الاشتراكي الشيوعي في الوطن العربي وظهور أحزاب شيوعيه اشتراكيه وأحزاب ناصرية قومية بعثية تهدد وتزمجر وتبث الرعب والخوف في الأنظمة الرجعية الملكية المرتجفة أمام هذا التيار الهادر من جانبيه على اختلافهما قومي وشيوعي ! .
هنا تلاقت مصالح الغرب الرأسمالي الإمبريالي المتصهين وعروش الرجعية العربية أمام عدوين لكل واحد منهم فالغرب يخشى تنامي المعسكر الإشتراكي الشيوعي من جهة كما يخشى المد القومي من جهة أخرى على ربيبته اسرائيل .
فى ضل الحرب الباردة والحروب بالوكالة على غرار فيتنام وأفغانستان أما العربان فقد شكلت القومية الناصرية لهم مصدر رعب وتهديد وجودي لعروشهم المتهاوية مع زحف وصل إلى اليمن لحد الحرب ما اضطر آل سعود ومن ورائهم من عربان لدعم الامام!!(إمام اليمن) الإمتداد الطبيعى للحوثيين عدو اليوم باعتباره زيدى ! كل ذلك خشية من تطويقها قوميا وتنامي الشعور القومي لسكان الجزيرة ,معركة هزم فيها الجيش المصري حليف اليوم لأل سعود ! بأسلحة وأموال آل سعود ! .
ظروف المرحلة كانت تفرض على آل سعود والغرب الإستثمار في الوهابية كأدولجية مقابل الادولجية الثورية القومية والماركسية!وصل الإستثمار لإنفاق أكثر من ثمانين مليار دولار وسمح للوهابية فتح المساجد وتمويلها في اوروبا والغرب بصفة عامة استطاع الوحش الوهابي الوقوف إلى حد ما في وجه التيار القومي القليل الدعم والمُحارب من الغرب كذلك نجح بسهولة في محاربة الشيوعية التي لم تلاقي رواجا كبير لدى العرب .
كان الإنتصار الأول للوحش الوهابي في أفغانستان فقد برهن على قوة اقناع وجذب للأتباع المبهورين والطامعين في أموال آل سعود والواقعين تحت تأثيرات اعلامهم .
وبطرد الروس من افغانستان وانهيار الاتحاد السوفييتى وانتهاء الحرب الباردة وتوجه دول الإتحاد السابقة مهرولة إلى اوروبا والرأسمالية وسقوط كل أنظمه العرب القومية الناصرية مع حصار أخر قلعة للقومية فى سوريا .
يمكن القول أن الوهابية بكل فروعها هذه المرة وليس الجهادية فقط قد أنهت مهمتها وحان وقت رميها في مزبلة التاريخ بأيدي صانعيها ومموليها !! مع بقاء بعض المهام القذرة لبعض جالياتهم الفكرية المتلونة هنا وهناك .
مصباح الهدى الفيتوري
كاتب ليبي