من معالم المشروع الأمريكي في ليبيا تسليط السلفية ضد الصوفية (1)

أهل البيت في ليبيا 

الحرب الأمريكية والدول الإستعمارية الإستكبارية ضد الإسلام والمسلمين في العالم هي سنة من سنن الله تعالى في المدافعة بين الحق والباطل وقد أمر فيها الحق سبحانه وتعالى المسلمون بالإستعداد وأعدوا وبالصبر وصابروا والرباط ورابطوا ووعدهم بالنصر والتمكين في الأرض والعاقبة للمتقين.

فكل حق ضده باطل وكل باطل ضده حق ويستحيل أن يجتمع الضدان وهذا التدافع أمر لابد من وقوعه فلا يمكن بقاء أحدهـما إلا ويغالبه الآخر,قال تعالى:{ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته} [الشورى:24]،ويقول سبحانه:{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} [الأنبياء:18]،ويقول سبحانه:{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} [الإسراء:81].

ولطالما كان الصوفية وأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام والسادة الأشراف أحفاد ودرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم مند زمن دولة الأدارسة التي تأسست في فاس – المغرب سنة 172هجري وامتدت إلى باقي المناطق هم حصن الإسلام المنيع ضد الغزو الصليبي والأطماع الاستعمارية في القارة الأفريقية بنشرهم رسالة الإسلام بين القبائل وتأسيس الدول واقامة العدل وتحقيق مقاصد الشريعة واعلاء كلمة الله وأن لا حكم إلا لله,وبناء الزوايا والرباطات وتعليم الناس فلاقت دعواهم قبولا واسعا ودخلت إلى القلوب فاستوطنتها قبل سُكنى الدور والديار وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

*التمهيد:

تكليف الدول العربية والمشيخات في الخليج التابعة للمحور الأمريكي وخاصة السعودية باستقطاب مجموعات من المواطنين الليبيين واستيعاب أكبر عدد ممكن وتجنيدهم بشكل غير مباشر عن طريق رجال الدين التابعين لأجهزة المخابرات والذين يتلقون توجيهاتهم منها,وهذه الخطوة قد تم العمل عليها مند عقود طويلة ولكن تضاعف نشاطهم بعد سقوط النظام الليبي وغياب الرقابة الأمنية وضعف الدولة المركزية والأجهزة الأمنية التي كانت مكلفة بمتابعة نشاطهم خاصة قسم – مكافحة الزندقة – في جهاز الأمن الداخلي.

*المشروع:

1- التوطين والتمكين والسيطرة على مفاصل الحكم والمؤسسات الرسمية والأهلية في دولة ليبيا.

2- تدمير كافة الزوايا والمنارات والشواهد والمشاهد والتراث والتاريخ الإسلامي في ليبيا.

3- تحويل أنظار المجتمع الليبي من قضايا جوهرية داخلية لبناء نظام سياسي واقتصادي مقاوم ومستقل واجتماعي عادل إلى قضايا هامشية ورفاه معيشي استهلاكي معتمد على قرارات الإدارة الأمريكية.

4- ربط مفهوم وكلمة الاسلام في وجدان المواطن الليبي بالدولة السعودية ومكة المكرمة بالنظام السعودي وأن أي خطر تتعرض له مملكة آل سعود هو خطر مباشر ضد الاسلام وأرض الحرمين مع البون الشاسع والفرق الواسع بين المفهومين بل العكس هو الصحيح.

5- اكفاء نظر واهتمام المواطن الليبي المسلم واشغاله بمعيشته وتأمين حاجياته وخلق الأزمات له ليبتعد عن قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة.

6- غزو الفكر النجدي المتصحر والمتطرف ومنع كتب العلم والعلوم والوسطية الاسلامية ورفع ثمنها ونشر كتب التاريخ والدين تحت غطاء ودعاية نشر تعاليم الشريعة والتوحيد أولاً وطرح المواضيع الجدلية التي تزيد من انقسام وتفتت النسيج الاجتماعي الليبي. 

7- السيطرة على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والتوسع في استعمال الراديو وتأسيس اذاعة في كل مدينة وقرية ليبية يتم من خلالها ربط كافة العناصر التابعة لهم وتلقي التعليمات والدروس من خلالها.

*الهدف النهائي:

تحويل دولة ليبيا إلى نظام المشيخة المشابه لأنظمة الحكم في دويلات الخليج واستنساخ تجاربها الإبهارية وبما تمتلكه ليبيا من امكانيات اقتصادية وترواث طبيعية هائلة وموقع جغرافي استراتيجي سوف يدر على الولايات المتحدة الأمريكية وبارونات النفط والبنوك الدولية مئات المليارات من الدولارات ويخرج ليبيا من ساحة الصراع الإسلامي ضد الاستعمار والاحتلال الغربي والصهيوني وهذا يسرع في وتيرة الخطى نحو اقامة دولة اسرائيل الكبرى من النهر الى البحر ومن النيل الى الفرات والهيمنة الاقتصادية على مقدرات كافة دول المنطقة وبالتالي التبعية السياسية لمن يملك مفاتيح الاقتصاد والمال.

*الخلاصة والتوجيهات:

على أبناء الشعب الليبي المسلم بكافة مكوناته الإجتماعية وانتماءاته السياسية وتوجهاته الفكرية أن يعي حقيقة خطر المشروع الأمريكي في ليبيا والمنطقة والأدوات التي يستخدمها ويعيد استخدامها في كل بلد احتلوه بشكل مباشر أو غير مباشر ولا يغتر بالشعارات التي يروجوها التنمية والاقتصاد والحرية فكلها شعارات زائفة ولكم في الدول العربية التابعة لهم رغم ما تدعيه من عمار وإعمار وتطاول في البنيان خير معبر ومثال,فما يعانيه المواطن في هذه الدول من دكتاتورية ومظالم وسوء توزيع الثروة وتعذيب وحرمان الحقوق ما يخجل القلم عن ايضاحه واللسان عن افصاحه.

إن تحقيق نهضة حقيقية في ليبيا أمر ممكن وبناء مشروع سياسي مقاوم للهيمنة الخارجية مطلب شعبي وجماهيري لا يتطلب سوى الإرداة الصلبة والإدارة الصحيحة ووضع الخطط المناسبة والتعاون الاسلامي وفتح خطوط الإتصال والتواصل ومد جسور التعاون والإستفادة من التجربة المتراكمة الطويلة لدى بعض الدول المسلمة والإسلامية والتي حققت نجاحا باهراً وانتصاراً حقيقيا في الإستقلال بما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

 


اعداد:القسم الثقافي لمؤسسة أهل البيت في ليبيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى