إدانة حقوقية لوصف العصابة الوهابية إحياء مناسبة المولد الشريف بـ الفتنة
بداية الجدل، كانت عندما أصدرت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية التابعة لحكومة الوفاق الوطني[يسيطر عليها الفكر الوهابي]،تعميما،قبل أيام قليلة،لإدارة المساجد تحت رقم 12 لسنة 1441 هجرية،2019م،بشأن خطبة الجمعة،عن الموضوع.
*تحذير من الاحتفال:
وجاء في ذلك التعميم،المنشور عبر حسابها الرسمي على «فيسبوك»، تحذير من الاحتفال، حيث قالت الهيئة فيه نصا: «ويقال لكن من يزعم أنه سيحتفل بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تفعل، ألا تخاف أن تقع في الفتنة؟ وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها السلف الصالح».
ونقلت الهيئة في تعميمها قولا منسوبا للإمام مالك جاء فيه: «ومن ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم، خان الرسالة». وختمت الهيئة بيانها الموقع باسم مدير إدارة المساجد محمد عياد المدني: «فلا تغتروا بما عليه الناس من تحسين البدع، وتمسكوا بما كان عليه السلف الصالح».
*ردود فعل غاضبة:
في المقابل،أثار تعميم الهيئة ردود فعل غاضبة، وجدلا كبيرا بين مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي الليبية، وكان أغلب تلك الردود، يشدد على تمسكه بعادة الاحتفال بالمولد النبوي،وكتب أحدهم، تعليقا على صفحة الهيئة: «من الأولى أن تصدر مناشير وخطابات أن قتل النفس حرام والاتجار بالألعاب النارية وبيع الدخان حرام… يعني نبدأ بالمحرمات والمضرات قبل أن نتطرق لموضوع البدع»، بينما نشر الكثيرون عمدا صور أهم ملامح الاحتفال بالمولد،وهي أكلة «العصيدة» الشعبية.
وبلهجة غاضبة،أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، بيانا، بشأن تحذير الهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة الوفاق الوطني من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وأعربت اللجنة في بيانها المنشور عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن «إدانتها واستيائها» حيال التعميم الصادر عن الهيئة، والذي حذرت فيه من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
كما أعربت عن «رفضها وإدانتها كافة دعوات التحريض والعنف اللفظي والإرهاب الفكري الذي تمارسه الهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة الوفاق الوطني،من خلال منابر المساجد،أو من غيرها،واستغلال حالة انهيار وغياب مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية،لنشر وتعميم هذا التوجه الخطير بما يحمل من تداعيات خطيرة على حرية الفكر والتعبير والتنوع الثقافي في البلاد».
ورأت اللجنة أن «هذه الممارسات تعد انتهاكا لما نص عليه العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والثقافية، بالإضافة إلى كونه مخالفا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يكفل لكل إنسان حق تأدية شعائره الدينية دون منع أو تقييد».
*احتفالات شعبية:
على المستوى الشعبي، تداولت المحطات التلفزيونية ووسائل الإعلام،ومواقع التواصل الاجتماعي،مقاطع فيديو وصورا، لاحتفالات شملت أنحاء ليبيا كافة،شارك فيها آلاف المواطنين،على إيقاع الزغاريد والمزمار والدفوف،مرددين عبارات مديح للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكانت الزاوية الصغيرة بالمدينة القديمة في طرابلس،أبرز الأماكن في تلك الاحتفالات.
ومن العادات والتقاليد الشعبية للاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا،انتشار جلسات الذكر والمدائح للنبي الكريم في المساجد والزوايا الصوفية، بالإضافة إلى أكل العصيدة التي تعد صباح يوم المولد، والتي تتكون من: دقيق، ومياه، وبعض الزيت، وبعد طهوها يمكن إضافة العسل أو دبس التمر (الرُّب)، حسب الرغبة.
وفي صبيحة «يوم الميلود» كما يطلق عليه الليبيون، تخرج مواكب المحتفلين، حيث يجوبون الشوارع وصولا إلى الساحات الرئيسة ويخرج الأطفال حاملين القناديل (الفوانيس) مرددين أهازيج المديح في حين يلجأ بعضهم إلى إطلاق المفرقعات للاحتفال.
ومنذ سنوات أخذ احتفال الصبيان والشباب بيوم المولد منحى آخر، حيث يجري استخدام المفرقعات والألعاب النارية، المستورد أغلبها من الصين، بشكل مبالغ فيه أحيانا، مما أدى إلى عديد إصابات حروق بين الأطفال والشباب، إضافة إلى بعض الحرائق جراء سوء تخزين هذه الألعاب.
صحيفة بوابة الوسط