الإمام الحسين شهيد الحرية

أهل البيت في ليبيا

في مثل هذا اليوم يستعد الإمام الحسين لمواجهة جيش جرار من جيوش الطاغية يزيد لإصلاح ما أُفسد من دين جده، وهو الجزء السياسي من الاسلام،لرد الشورى التي كانت تتداول بها السلطة بين المسلمين،حيث أُخذت البيعة ليزيد بالسيف ودون مشورة الأمة.

يحارب من أجل الخلافة والتخلص من الملك العضوض الذي ادخل على الشريعة الاسلامية ، يحارب من أجل أموال المسلمين التي أصبحت تتداول بين الأغنياء، وأقرباء السلطة، أموال المسلمين التي توزع حسب الولاء، خرج مجاهدا متبعا كلام جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل جهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر، وأي جور أكبر من تغيير سنة الخلافة الإسلامية التي حولت إلى وراثة قيصرية.

لقد مُنع عنه الماء وهو على مرمى بصره، لم يرحموا الأطفال والكبار، هذه أفعال الطغاة بأمر كبيرهم يزيد، كان هو وآل البيت النّبوي عطشى، والماء الزلال يخر أمام أعينهم، وحوصروا بجيش جرار في مقابل نيف و 80 شخصا بما فيهم الأطفال والنساء، لكن الإمام كان يعلم ما يقدم قربة إلى الله تعالى يقدم نفسه وباقية آل بيت النبوة لكي يعلم من يجيء بعده بأن فرضا على العلماء أولا والمسلمين أن لا ينصاعوا لسلب حقهم في تداول السلطة، ويعلم ويُعَلّم الأجيال جزيل ثواب الوقوف في وجه الطغاة .
قدم الإمام هو ومن معه من المجاهدين أرواحهم من أجل حرية الإنسان، من أجل القيم الإسلامية، من أجل القيم الإنسانية، من أجل ( المساواة في الحقوق، المساواة في العطاء، المساواة في الواجبات) من أجل العدل الإنساني من أجل ذلك قدم دمه ودم آل بيته وأخوته الست وأحرار المسلمين قربانا كي يعطر به الدنيا إلى قيام الساعة، وينزل اللعنات على من قام بقتله ورفقائه إلى قيام الساعة، يلعنهم المخلصون للعدل وللحرية ومن تهمه الحياة الإنسانية الحقة من كل البشر باختلاف مذاهبهم ومللهم، وتلعنهم ملائكة الله إلى قيام الساعة.
هنيئا لك يا إمام المجاهدين يا ابن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم، يا نبتة حيدرة فارس بدر.
نصوم يوم عاشوراء فرحا بنجاة سيدنا موسى عليه السلام والمسلمين معه،ونصومها حتى يذكِّرنا عطشنا عطشك، ويوقد فينا جذوة الجهاد من أجل الحرية،من أجل محاربة سراق السلطة،وأن يحثنا تقديم نفسك وآل بيتك قربانا،والجهاد من قيم الإسلام العظيمة والتي أنزلت على جدك صلى الله عليه وآله وسلم ليبشر بها ويقيمها.
سلام عليك يا مولاي الحسين وعلى من أستشهد معك.

دكتور علي جوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى