ما هو الحكم الشرعي للتطوع لأجل تحرير فلسطين وهل من يُقتل يكون مشركا ؟؟

 أهل البيت في ليبيا 

استفتى جمع من المؤمنين سماحة العلامة الشيخ الطيب بن طاهر المصراتي الإدريسي الحسني، حول جواز جهاد الليبيين دفاعا عن فلسطين وما رأيه فيمن يقول ان التطوع لأجل تحرير فلسطين لا يجوز ومن مات منهم مات مشركا، فكان جواب سماحته عن السؤال كما يلي:-

سؤال: ما قول سادتنا الكرام وعلماءنا الأفاضل في اشتراك أبناء ليبيا المجاهدين في الدفاع عن فلسطين العربية بمالهم ورجالهم هل هو سائغ شرعا أو ممنوع لا يجوز؟؟ وما رأى ساداتنا أيضا في رجل يثبط الناس ويحل بعزائمهم بقوله إن التطوع لأجل فلسطين لا يجوز ومن مات منهم مات مشركا ومن عاش منهم عاش شقيا عاصيا أفيدونا بجواب واضح ولكم جزيل الشكر ووافر الثناء؟.

جواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن هذا الإشتراك الميمون وهذا الدفاع المبارك وهذا الإهتمام العجيب من أعظم الطاعات وأجل القربات وهو سائغ شرعا بل هو مندوب إليه ومرغب فيه وهم بصنيعهم هذا قد أحرزوا الفوز والنجاح وبلغوا بذلك قمة الصلاح والفلاح وهؤلاء هم الذين أجابوا نفير الحرب وداعي القتال هؤلاء هم الذين لبو نداء الباري جلت قدرته حيث يقول ﴿انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (التوبة:41).

هؤلاء الذين باعوا نفوسهم ابتغاء مرضاة الله وبذلوا رقابهم في سبيل الله ثمنا للجنة ونعيمها مصداقا لقوله جلت قدرته ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (التوبة:111).

هؤلاء صفقتهم ناجحة وتجارتهم رابحة قال الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين (الصف:10).

كيف لا يجوز شرعا والله سبحانه وتعالى يقول﴿لا يستوي  القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما درجات منه ومغفرة وكان الله غفورا رحيما (النساء:95).

كيف يمتنع هذا الجهاد والرسول عليه السلام يقول {جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم}(1) وقال عليه السلام{ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار}(2) وقال عليه صلوات الله وسلامه {من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزى ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزى}(3) وقال عليه السلام{لا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم}(4).

وبعد أن سمعت الترغيب في فضيلة الجهاد السامية على سبيل الإجمال فاعلم أن العلماء قالوا إن جهاد الكفار لإعلاء كلمة الله هو فرض كفاية كل سنة فيجب على الإمام أو جماعة المسلمين إن لم يكن لهم إمام أن يجهزوا جيشا لغزو العدو,وقد يكون فرض عين في بعض الأحوال وذلك بأن يعين الإمام أحداً من الناس أو يقيما العدو محلة قوم فيجب عليهم جميعا وعلى من بقربهم وجوبا عينيا.

ولا شك أن مسئلة فلسطين هذه هي من هذا القبيل وذلك أن اليهود لعنهم الله قدموا محلة المسلمين ومثلوا بهم وفعلوا معهم جميع المنكرات الإنسانية أضف الى ذلك أن غالب الأجانب واقفون في صفهم ويؤيدون في دعواهم الواهية فيجب على المسلمين أينما كانوا أن يقفوا صفا واحداً وأن يبذلوا كل ما في وسعهم لنصر فلسطين لأن بفوزهم فيها يفوزون في جميع نواحيهم وبفشلهم فيها يقضى عليهم قضاءً مبرما فليس في امكان عاقل ومفكر مستنير أن يقول بمنع الإشتراك في ذلك بعد هذا اللهم إلا اذا كان يجهل الموقف الراهن والحالة الحاضرة,وراجع نصوص العلماء في ذلك ليطمئن قلبك وتزداد يقينا وايمانا وتعلم أن الموقف يحتاج لجميع المسلمين المستطيعين أينما كانوا.).

     


  • عن أنس رضي الله عنه رواه أحمد وأبو داوود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم على شرط مسلم.
  • صحيح البخاري رقم (2656) عن عبدالرحمن بن جبر.جامع السنة وشروحها كتاب الجهاد حديث رقم (2811).
  • عن زيد بن خالد ,متفق عليه,فتح الباري شرح صحيح البخاري حديث رقم (2688).
  • مسند البزار حديث رقم (2722) عن عبادة بن الصامت ونص الحديث,{لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف امريء مسلم}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى