كنيسة جستنيان
الكنيسة البيزنطية في منطقة قصر ليبيا بالجبل الأخضر ، تقع في بلدية الساحل وهي منطقة قروية صغيرة وسط طبيعة خلابة تحوطها مزارع موشحة بغطاء نباتي كثيف رفقة وديان وسهول مترامية الأطراف, يندرج معظم سكانها من قبيلة الدرسةأحد فروع قبائل بني سليم وتقع في شمال المنطقة التي سميت قديما باسم ” ثيودورياس” معالم أثرية عديدة تعود للحقب الإغريقية و البيزنطية.
منطقة قصر ليبيا أو (قصر أوليبيا) مصطلح كان يطلق في العصر الروماني أو البيزنطي على تلك الحصون المنيعة التي استخدمت للدفاعات الرومانية والبيزنطية ضد هجمات القبائل الليبية التي كان أهمها قبائل ” الناسمونيس و قبائل الاوسترياني ” في منطقة اقليم ” كيرينيكا ” الممتد من كتباثموس شرقا السلوم وحتى اوتمولاكس غرب العقيلة بمسافة 34 كم أي حتى خليج سرت وقد ثم بناء قصر اوليبيا في فترة الإمبراطور جستنيان وهو ذات الامبراطور الذي بنى كنيسة آيا صوفيا الشهيرة في إسطنبول وقد أطلق اسم تيودورا على المكان تيمناً باسم زوجته ثم تغير الاسم إلى اوليبيا وهو اسم ابنته.
تغير المذاهب:
الكنيستان كانتا تمثلان مايعرف قديماً بالبزيلكا و التي تعرف بدار العدالة او القضاء في فترة الوثنية و الرومانية وبعد تغير الفترة الوثنية بالفترة المسيحية و اعتناق الإمبراطور ” قسطنطين ” للديانة المسيحية للإمبراطورية الشرقية والتي انقسمت عام 395 على يد “ثوديوسيوس” أصبحت هناك امبراطورية رومانية في الغرب و إمبراطورية رومانية في الشرق الامبراطورية التي في الغرب تدين بالمذهب المسيحي الكاثوليكي و الامبراطورية التي في الشرق تدين بالمذهب الارثودكسي وهذا هو السبب في تسمية الكنيستين كنيسة غربية وشرقية ليس المكان و لكن نتيجة انقسام المذهبين المسيحيين.
بنيت في قصر ليبيا كنيستين الأولى الكنيسة الشرقية والتي اكتشفت في عام 1957م والثانية الكنيسة الغربية التي اكتشفت في عام 1964 م كما شرع في نهاية ستينات القرن العشرين بناء متحف أثري صغير قرب الكنيسة الغربية عرف باسم ( متحف الفُسيفساء البيزنطة ) أفتتح في عام 1972 م حيث يعرض مجموعة الأرضيات الفُسيفًسائية التي كانت تزين الكنيسة الغربية و قد لا يعرف الكثير من المارين بقرية قصر ليبيا انها تحتوي على آثار رائعة و فُسيفساء حيرت مشاهدتها الدارسين لها.
داخل متحف قصر ليبيا الذي يتألف من قاعة فسيحة تتوسطها أرضية فسيفسائية كبيرة و حوالي 50 لوحة فسيفسائية نزعت من أرض الكنيسة القديمة للحفاظ عليها من عوامل التعرية والزمن وعلقت على جدران المتحف تحاكي حقبة تاريخية تمثل أشكال حيوانات و مخلوقات أسطورية ومعالم قديمة وغيرها وتعد من أجمل قطع الفسيفساء النادرة في العالم.