اغلاق دار الفقيه حسن
قامت العصابات السلفية الوهابية الأرهابية المسلحة يوم الثلاثاء الموافق 05-09-2017م بإغلاق دار الفقيه حسن التاريخية بالمدينة القديمة في العاصمة الليبية طرابلس ورجح رئيس الجمعية الليبية للآداب والفنون إبراهيم حميدان، أن يكون اغلاق دار الفقيه جاء على خلفية حملة التشهير ضد رواية أحمد البخاري (كاشان)، التي نشر منها فصلين ضمن كتاب (شمس على نوافذ مغلقة)، بدعوى أن هذا المحتوى (لا يتفق مع القيم والذوق) في المجتمع الليبي.
موجز عن دار الفقيه حسن:
يقع مبنى القنصلية الفرنسية سابقاً بالشمال الشرقي للمدينة القديمة طرابلس وبالقرب من الميناء القديم ويطل المبنى على أهم المباني المعالم التاريخية بالمدينة القديمة آلا وهو القوس الروماني المعروف بقوس ماركوس أوريليوس وبالقرب من جامع مصطفى قرجي التاريخي ،كما يقع وسط أغلب القنصليات الأوربية المعتمدة أثناء الفترة التركية في ليبيا ( 1551م-1911م ).
ومن الناحية المعمارية فيمثل القنصلية الفرنسية سابقاً معمار منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وهو مزيج من التأثيرات العربية الأندلسية والمسيحية الأوربية، فيعتبر فناء المبنى ظاهرة معمارية عربية أما بالنسبة لمدخل القنصلية الفرنسية سابقاً فهو رحب وإما بالنسبة للحجرات فتمثل المعمار الأندلسي خصوصا في الطابق الأرضي .
وقد انتهت وظيفة المبنى كقنصلية لحكومة فرنسا بطرابلس عقب نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1943م ،حينها باع الفرنسيين المبنى لأحد السكان الوطنيين بعدها أستغل المبنى كسكن العزاب قي فترات وقبل الشروع في صيانته وترميمه كان مستغلا كسكن للبحارة وخلال هذه الفترات تعرض المبنى إلى الكثير من الإهمال وفي إطار أهداف مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة إطرابلس سابقا ، (جهاز إدارة المدن التاريخية) حاليا الرامية إلى إعادة تأهيل المباني التاريخية قام بترميم وصيانة مبنى القنصلية الفرنسية لإعادة توظيفه خلال الفترة من سبتمر 1993م حتى سبتمر 2001 م ، ليكون دارا للفنون تحت اسم (دار حسن الفقيه حسن للفنون ) بها مكتبة للفنون ومكتبة سمعية وبصرية وكذلك مكتبة مقرؤه وقاعة عرض للعروض المرئية والفنون التشكيلية ومراسم للفنانين التشكليين للنهوض بالحركة الفنية في ليبيا.
ويعتبر أحمد الفقيه حسن (الجد) الذي سميت بإسمه الدار أحد الشخصيات الثقافية والشعرية في ليبيا ولد في طرابلس سنة 1843م وبها توفي سنة 1886م. زار مصر والحجاز وتركيا وباريس. تلقى تعليمه بطرابلس في مدرسة عثمان باشا، وفيها شغل وظيفة كاتب بقصر الولاية «القلم العربي» ليس له ديوان مطبوع، وما يعرف من شعره جمعه ودرسه وحققه: محمد مسعود جبران، ونشره تحت عنوان شامل: (أحمد الفقيه حسن – «الجد» وتحقيق ما تبقى من آثاره ووثائقه) – مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية – ط1 – طرابلس الغرب 1988، وله سفينة في الموشحات فقدت في السنوات الأخيرة.