الإباضيةُ وسام يُنيرُ تاريخَ الإسلام

أهل البيت في ليبيا

علي بن يخلف التميجاري الذي أدخل كل دولة غانا في الإسلام سنة 1179م إباضي ليبي وفخر نساء ليبيا الحافظة المحدثة الفقيهة الصالحة أم يحيى (توفيت قبل 1202م) إباضية ليبية والمؤرخ الكبير أحمد الشماخي صاحب كتاب السير(ت1522م) إباضي ليبي والمؤرخ الأديب أسد الجهاد الهصور البطل سليمان الباروني(ت1940م) إباضي ليبي. …..وغيرهم كثير.

ترعرع المذهب الإباضي في أحضان الأسرة النبوية الشريفة إذ تلقى مؤسسه التابعي المحدث الفقيه جابر بن زيد الأزدي العلم عن أُمِّ المؤمنين السيدة عائشة وابن عباس وخيار السلف من أهل بدر وعموم الصحابة رضي الله عنهم جميعا وإن اشتهر منذ القرن الثالث الهجري باسم تابعي آخر هو عبد الله بن إباض التميمي.

والإباضية في ليبيا رمز كريم قويم لشمائل ديننا الإسلامي الحنيف وشعار نبيل لكل منقبة ومكرمة لم يؤثر عنهم في تاريخها الحديث فتنة ولا مؤازرة فريق على آخر رغم ما نشب بالبلاد لقرون من حروب أهلية وسياسية وما تعاقب عليها من دول فتكت كل منها بالأخرى .

وقد امتزجوا في ليبيا بالمذهب المالكي امتزاجا تاما حيث الإختلافات في الفروع الفقهية بين المذهبين لا تكاد تُذكر أصلا،وجاورني بعضهم في الحج فكانوا يستفتونني وأفتيهم بالفقه المالكي ويعملون بالفتوى ، وكل من عرفته من علمائهم تلقى علومه عن نفس كتبنا وشيوخنا المالكية والعلامة المجاهد الكبير سليمان الباروني أحد أشهر أعلامهم المعاصرين هو تلميذ علامة مدينة العجيلات الكبير الشيخ عبد الله بن فضل (ت1915م) كما درس في الزيتونة 5 سنين ثم الأزهر 3 سنين وهما معقلا مذاهب أهل السنة والجماعة ووالده عبد الله الباروني زيتوني أزهري أيضا وجده يحيى الباروني زيتوني كذلك.

وبغض النظر عما جاء في بعض مصادرهم القديمة جدا من مقالات لا تخلو من أمثالها وأكثر منها بعض مراجع غيرهم فالإباضية لا يكفرون أحدا قط من المسلمين ولا يستحلون الدماء والفروج والأموال قط ولا ينشرون سخافات التكفير والتبديع والشرك والضلال وصكوك دخول الجنة والنار.

كما لا ينتسب لهم ولا فرقة واحدة ممن يُسمون بالإسلام السياسي أو الجماعات المتطرفة بأسمائها المختلفة وهذه مكرمة ستنحني لها قامة التاريخ احتراما،حتى تورط بعض شبابهم في مغامرات فبراير ليس بباعث مذهبي إباضي وإنما هو وباء عام يجتاح كل البلاد.

الإباضية أشقاؤنا وأهلنا نتصاهر ونتواد ونتزاور ، نحن هم وهم نحن ، يجمعنا وإياهم القرآن العظيم وسنة نبينا الكريم وأوامر شريعتنا ونواهيها نصلي خلف بعضنا البعض ونترافق إلى بيت الله الحرام معا ونصوم ونفطر معا ونتقاسم الحياة بحلوها ومرها وأواصر الحب الصادق الأكيد والمواطنة الأصيلة … فلنحذر جميعا لعنة إيقاظ الفتنة النائمة كفانا ما أصابنا من لهيب فتاوى الفتن المنهال علينا من كل حدب وصوب.



بقلم / د. أحمد القطعاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى