مسجد عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى في مدينة الرجبان الليبية

أهل البيت في ليبيا 

مسجد الإمام عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى، إمام الدولة الرستمية في زمانه,هذا المسجد موجود في جبل نفوسة بمنطقة ميري “الرجبان” حاليا وهو من الأثار الاسلامية الهامة جدا في جبل نفوسة غرب ليبيا. 
سمي هذا المسجد على هذا الإمام الجليل لأنه مكث فيه سبع سنوات عندما كان في طريقه لحج بيت الله الحرام،فطلبو منه أهالي جبل نفوسة ألا يذهب إلى الحج خوفا من بطش الدولة العباسية الظالمة التي لم يكن تحت نفوذها وتحت حكمها هو والأقطار التي يحكمها من ضواحي طرابلس مرورا بجبل نفوسة إلى القيروان ثم إلى عاصمة الدولة الرستمية تيرت “تيهرت”.
فأرسل الإمام عبدالوهاب إلى الإمام والقائد الأول أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي في البصرة سؤالا بخصوص الحج في ظل تلك الظروف وهل يسقط عليه أم يجب أن ينيب غيره،ومكث في جبل نفوسة طيلة سبع سنوات في هذا المسجد يدرس ويفتي ويقضي بين الناس ويحل مشاكلهم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
*معلومات فنية:
-الموقع : وسط الرجبان على ارتفاع 725 م فوق مستوى سطح البحر.
-طول السور الخارجي : 126.2م.
-أبعاد مبنى المسجد الرئيسي (المسجد و المبنى الملحق) : 11.7 م * 20.8م.
-عدد الأروقة : 3 أروقة رئيسية داخل المسجد مع رواق ملحق من الناحية الجنوبية الغربية.
-عدد أعمدة مبنى المسجد الرئيسي: 28 عمودا.
-عدد أعمدة المبنى الملحق الذي تفصله كوة مربعة عن المبنى الرئيسي (مصلى خاص بالنساء ؟) من الناحية الشمالية الشرقية : 20 عمودا.
-العدد الكلي للأعمدة 55 عمودا.
-ارتفاع سقف المسجد عن الأرضية الحالية : 3.5م.
-نوعية الزخرفة : توجد بعض الكتابات البارزة (يصعب قراءتها) و أشكال راحة الكف وبعض الأشكال الهندسية البسيطة التي تتشكل من سلسلة خطوط نقاط بارزة متتالية على جدران أروقة المسجد و فيما بين الأقواس،جميعها مصنوعة من قوالب الملاط ومن المرجح أنها ترجع لعمليات ترميم لاحقة.
-كما أنه يوجد صهريج لتجميع المياه من الناحية الجنوبية الشرقية داخل سور المسجد.
-الأعمدة و التيجان الحجرية المستخدمة: الأعمدة في اغلبها اسطوانية مع وجود بعض الأعمدة على شكل مستطيل بوسطها فتحات مربعة أو دائرية (ربما تكون أجزاء من معاصر زيتون قديمة ) كما أن التيجان المستخدمة تختلف عن بعضها اختلافا كبيرا مما يوحي بأنه قد تم جلبها من أماكن مختلفة عند بناء المسجد. كما أن الزخارف التي تحتويها هذه الأعمدة بسيطة وغير متقنة كمثيلاتها البيزنطية و الرومانية المستخدمة في بناء الكثير من مساجد الجبل.أما بالنسبة لقواعد الأعمدة فهي غير ظاهرة بسبب تراكم التراب داخل المسجد.
-حالة المبنى: مازال هنالك رواقان قائمان من أصل 4أروقة و إجمالا فان أقل من 40% من المبنى لا يزال قائما مع وجود تصدعات خطيرة بالسقف تنذر بقرب وقوعه ما لم تتم عملية ترميمه و صيانته في أقرب وقت،مع العلم بأن وزارة الثقافة في الحكومة المؤقتة أصدرت قرارا بترميمه سنة 2015 ولكن هذا القرار لم يتم تنفيذه إلى يومنا هذا بكل أسف.
 
*نبذة عن الامام عبد الوهاب بن رستم:
هو إمام وحاكم عاصمة تيهرت ضمن دولة الرستميين -وهي بالمغرب الأوسط والجزائر حاليًا-، امتد حكمه بين سنتي 784 و832، بويع إثر وفاة والده بشهر ومعه ستة رجال من أصلح الرجالات المقربة من أبيه عبد الرحمن بن رستم،واستقر الأمر على توليه الإمامة،وهو من أعلم علماء الإباضية في وقته،وقد كان عالمًا متضلعًا في علوم الشريعة،وله فتاوى ورسائلُ جمعها في كتابه: “مسائل نفوسة”.
واشتهر بقوة الشكيمة والدهاء السياسيّ والحزم والثروة الطائلة،وكان أول ما قام به من الأعمال السياسية،أن عمل على موادعة أمير القيروان روح بن حاتم وربط صلته به،فاطمأن الناس إلى ذلك،وتأكّدوا من رسوخ قدم الدولة الرستمية في المُلك.
وربما أكثر ما عرف في عهد عبد الوهاب رستم هو كثرة تصدّيه وإخماده لمحاولات الانقلاب،والثورات،فقد خرجت عن الطاعة جماعة أخرى من الإباضية والتفوا حول زعيمهم يزيد بن فندين،وقيل إنّ ابن فندين خرج على أفلح.
وقد خلف الإمام عبد الوهاب رستم في الإمامة ابنه أبو سعيد أفلح بن عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن رستم الإمام الثالث في الدولة الإباضية في تيهرت بويع له بالإمامة،وقد كان الإمام أفلح بن عبد الوهّاب فقيها،كما كان أديبًا له نثر ونظم،وممّا قال الإمام أفلح:
للّه عصبةُ أهلِ العِلمِ إنّ لَهم = فضلًا على الناسِ غـيّابًا وحُضّارا
العلمُ علمٌ،كفى بالعلمِ مَكرمةً = والجهلُ جهلٌ،كفى بالجهلِ إدبارا
للعلمِ فضلٌ على الأعمالِ قاطبةً = عـن النـبيّ رُوينا فـيه أخـبارا

 


#مؤسسة أهل البيت في ليبيا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى