الإخوان المسلمون في ليبيا…معركة الرمق الأخير

مدخل:

عقب ثورة 17 فبراير 2011 ضد نظام معمر القذافي، بدأ تنظيم الإخوان السرى في الظهور مرة اخرى في العلن مستفيداً من تجارب نُظرائهم بمصر، بعدما شكلوا خلايا في كل من جِربة وبنغازي والقاهرة أثناء ثورة فبراير، ثم دخلوا عبر بوابة المجلس الوطني الانتقالي، وسيطروا على الحكومة، حتى بات مصطفى عبد الجليل يوصف بأنه إخواني صغير، ووفر لهم جناحهم العسكري “الجماعة المقاتلة”، حماية لظهورهم.
خليفة حفتر

المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي شرق ليبيا

 فهل ستشكل عملية ” الكرامة” التي قام بها اللواء خليفة حفتر، بمثابة بداية لتخليص ليبيا من حكم الإخوان والمتطرفين، والتي انطلقت في 16 مايو 2014، هادفةً إلى تطهير ليبيا من الإخوان والمليشيات الموالية لهم، بعد سيطرتهم على البرلمان عقب قيام ثورة 17 فبراير 2011، وإسقاط القذافي. غالبيةُ الليبيين يعارضون الإسلاميين بشدة، ويؤيدون تحالف القوى الوطنية الذي يضم أحزابًا سياسية وقوات وطنية يتزعمها حفتر، في المقابل تقف ألوية مصراتةـ التي تتخذ من المدينة التي تحمل اسمها مقرًّا، ولها ميول إسلاميةـ وتؤيد الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين مع ألوية إسلامية أخرى وحلفائها وبذلك تشكل جماعة الإخوان الجناح الأقوى الذي يواجه هذا التحرك العسكرى القوي ضدها. 
 

التاريخ والنشأة:

حسن البنا

مؤسس حركة الإخوان المرشد حسن البنا

تعد ليبيا من أول البلاد العربية التي انطلقت إليها جماعة الإخوان المسلمين بعد فلسطين والسودان في منتصف القرن الماضي، فالتنظيم تمتد جذوره منذ بدايات نشأته الأولى في مصر على يد حسن البنا، عندما عاصره عدد من المهاجرين والطلبة الليبيين بين جنبات الأزهر الشريف وفي أروقته وعلى صفحات الإصدارات الدينية. 
ويمكن إرجاع بداية حركة الإخوان المسلمين في ليبيا إلى:
1- عن طريق الطلبة الليبيين الذين كانوا يدرُسون في مصر مهد الدعوة.
2- عن طريق أعضاء هيئة التدريس المصريين من جماعة الإخوان المسلمين، والذين كانوا يدرِّسون في ليبيا.
إدريس السنوسي

ملك ليبيا السيد إدريس  بن المهدي السنوسي

وهناك واقعةٌ تاريخية تعد هي المدخل لتاريخ نشأة تنظيم الإخوان في ليبيا، وإن كانت مبتورة في بعض جوانبها وتقول الوثائق إنه في الأول من شهر يونيه عام 1949، وعندما أعلن الأمير إدريس السنوسي من قصر المنار في بنغازي استقلال برقة، ألقى الحاكم العسكري البريطاني للإقليم “دي كاندول” كلمة أكد فيها اعتراف بلاده بالأمير إدريس السنوسي رئيساً للحكومة المحلية في برقة وأعتذر عن عدم إمكان تسليم السلطة للأمير، إلا بعد زيارته للندن التي حدد لها يوم 9 يوليو.
وأن دي كاندول ذكر في كتاب له أنه في أوائل يوليو قبل سفر الأمير إدريس بأقل من أسبوع وبينما كان جالسًا في إحدى زياراته المعتادة للأمير، أخبره الأمير بأنه في مساء اليوم السابق سمع طرقاً على النافذة، فلما استوضح الأمر وجد ثلاثة شبان غرباء يطلبون مقابلته بصورة مُلحه: وحين دخلوا عليه قالوا إنهم لاجئون من مصر بعد ما اُتهموا -زوراً- بالاشتراك في جريمة اغتيال النقراشى باشا، ولم يعرف مترجم كتاب دى كاندول الشبان الثلاثة، بأنهم “كانوا من جماعة الإخوان في مصر”، دون أن يذكر أسماء هؤلاء الثلاثة.
عز الدين إبراهيم

عز الدين إبراهيم -ومحمود يونس الشربيني -وجلال الدين إبراهيم سعده

ولكن وفي وثيقة أخرى وجد تعريفاً لهم وتأكيداً للواقعة، حيث يقول دي كاندول “بدأ نشاط الإخوان المسلمين بالظهور في ليبيا منذ عام 1949م عندما لجأ إليها ثلاثة من الإخوان المصريين هم: “عز الدين إبراهيم ومحمود يونس الشربيني وجلال الدين إبراهيم سعده” حيث قاموا بالتمهيد للحركة ببث الدعوة لها بين صفوف الشعب الليبي، وقد ساعدهم في ذلك عُمر باشا الكيخيا الذي كان يعمل حينئذ رئيساً لديوان الأمير إدريس السنوسي، واستطاعوا أن يكوّنوا أول شعبة للإخوان في ليبيا تحت اسم: “هيئة الدعوة الإسلامية”
ويُكمل دي كاندول على لسان إدريس السنوسي له “لقد استجاروا بي متوسلين باسم الواجب الإسلامي، ولم أجد بداً من إجابة طلبهم لقد أجرتهم وأمرت بإسكانهم في قصر المنار”.
ويكمل دي كاندول “قلت للأمير إدريس بصراحة إن هذا التصرف يضعني في موقف حرج، إذ أنني ما زلت مسئولاً عن الأمن العام والعلاقات الخارجية، فأصر الأمير على أنه لا يملك إلا أن يجير من يلجأ إلى حماه “
ويضيف الحاكم العسكري البريطاني دي كاندول في كتابه” وحين رجعت إلى بنغازي علمت أن اثنين من كبار ضباط الشرطة المصرية قد وصلا من القاهرة جواً في مطاردة الرجال الثلاثة بعد ما تم اقتفاء أثرهم إلى حدود برقة، وكان من الغريب أننا لم نتلق أي معلومات عن الموضوع من القنصلية المصرية وبالتالي لم يكن بوسعي أن أفعل شيئاً أكثر من رفع تقرير إلى الحكومة البريطانية، وبطبيعة الحال أخفقت عملية البحث عن الأشخاص الثلاثة وعاد الضابطان المصريان إلى القاهرة”.
وثيقة طلب لجوء الإخوان

وثيقة طلب لجوء الإخوان إلى ليبيا

هذه الواقعة تعد الوثيقة الأولى التي تؤرخ لنشأة فرع حركة الإخوان المسلمين في ليبيا، ولذلك فإن دلالة لجوء الإخوان الثلاث إلى الأمير إدريس السنوسي، وموقف الأمير حيالهم رغم ما يمكن أن يترتب على ذلك من سوء علاقته بالحكومة المصرية آنذاك، يؤكد ـ وبما لايدع مجالًا للشك ـ أن اختيار الإخوان اللجوء إلى الأمير إدريس شخصياً يشير إلى معرفة مُسبقة بالحركة السنوسية باعتبارها حركة إصلاح ديني، ووجوب التزام الأمير بتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في إجارة المستجير وتأمين المُستأمِن، ثم أن موقف الأمير يشير بطرف بارز إلى تعاطفه معهم، بتأكيده للحاكم العسكري البريطاني بأنهم اتهموا (زوراً)، وقد يكون مرد ذلك موقفًا سياسيًا من حكومة النقراشي باشا، وبالـتأكيد أن الالتزام الأدبي والأخلاقي والديني تجاه جماعة الإخوان المسلمين “المصرية” كان الأكثر تأثيراً على الأمير.
 ويُكمل الحاكم العسكري البريطاني روايته واصفاً رد فعل الحكومة المصرية فيقول: وسرعان ما جاء الرد المصري على تصرف الأمير، ففي اليوم التالي مباشرةً أغلقت الحدود المصرية مع برقة كما أُلقي القبض على اثنين من الشخصيات السنوسية البارزة كانا يزوران مصر، وبعد ذلك طلبت الحكومة المصرية من حكومة بريطانيا تسليم الفارين رسميًا، ولم أجد رداً مناسباً غير الإشارة إلى فروض الإسلام، تاركاً للسفارة البريطانية بالقاهرة أن تُجادل السُلطات المصرية كما تشاء.
ويختم “دي كاندول” حديثه بقوله “وهكذا فإن أول إجراء اتخذه الأمير بعد الاعتراف الرسمي به، أقحمه في صدام مع الحكومة المصرية، وكان رأيي الشخصي أن نُسلّم الرجال المطلوبين، ولكن الأمير إدريس ظل متشبثاً بموقفه”الأمير السنوسي لم يكتف بحمايتهم، بل ساعدهم إلى الانطلاق في الدولة لنشر أفكارهم وتوجهاتهم لليبيين، عن طريق إيجاد عمل لكل عضو منهم، وبدأ ثلاثتهم العمل في “بنغازي” بحماسة وعمل “عز الدين” في مجال التعليم، وعمل “محمود الشربيني” مع “عبد الله عابد السنوسي” بالتجارة، فيما أعطى جلال سعده دروسًا خصوصية في اللغة العربية.
عز الدين

عز الدين

واعتمد عز الدين، على التدريس في المدارس الليلية، ومن خلال العلاقات التي أقامها مع الناس، أعطى صورة عن الإخوان ودعوتهم، واستقطب عدداً من الشباب الليبي، ما ساعد على هذا التنامي في الجماعة، بوفود مدرسين إخوان عملوا بدأب على هذه الدروس، وطرح الإخوان كجماعة تهدي إلى الدين.
 فرج النجار أحد قيادات

“فرج النجار” أحد قيادات الجماعة

يقول “فرج النجار” أحد قيادات الجماعة التاريخية في ليبيا “أذكر في هذا الصدد أن شباب الإخوان في مدينة بنغازي تولوا القيام بخطبة الجمعة في العديد من المساجد في المواقع المهمة من المدينة، ولأول مرة يستمع الناس إلى شباب يخطبون الجمعة ارتجالاً بلا كُتبٍ ولا أوراق مُعدة، ويعرضون لما يهمُّ الناس من أحداث في حياتهم، فقد كان أئمة المساجد يقدمون الخطب من الكتب المعدة لذلك مما ألف الناس سماعه مرات ومرات حتى كادوا يحفظون تلك الخطب، وسرعان ما قام شيخٌ يترأَّس الجامعة الإسلامية في البيضاء، بمقاومة نشاط الإخوان الدعوى من خلال استقدام عددًا من الوعاظ من الأزهر لا بغرض الوعظ والإرشاد، وإنما قطعٌ للطريق على شباب الإخوان، وأصدرت الحكومة أمرًا في عهد الملك إدريس بمنع الخطابة وإلقاء الأحاديث في المساجد إلا لمَن يعهد إليهم من إدارة الأوقاف.
 سليمان عبد القادر

سليمان عبد القادر

ويقول سليمان عبد القادر المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا عن هذه المرحلة “انتشر فكر جماعة الإخوان في ليبيا عن طريق الوافدين من المدرسين ممن كانوا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر وأيضا عن طريق بعض الطلبة الذين ذهبوا إلى مصر للدراسة حيث تأثروا هناك بفكر الإخوان المسلمين وما يرفعونه من مبادئ وقيم ونظرة لتحقيق الاستقلال بكل مجالاته وإحياء دور الأمة الإسلامية كأمة ريادية تحمل رسالة للعالمين ولعل أهم العوامل التي ساعدت على دخول فكر الإخوان إلى ليبيا هو لجوء بعض أفراد الجماعة في الخمسينيات نتيجة لبعض الظروف في مصر وطلبوا الأمان في ليبيا وكان لهم نشاط كبير وتأثير في المجتمع الليبي”.
ناظر الخاصة الملكية

ناظر الخاصة الملكية “إبراهيم الشلحي”

وسرعان ما نجح الإخوان في تكوين أول شُعبة مُنظمة للإخوان المسلمين في ليبيا ومارسوا من خلالها نشاطهم بصورة علنية في يوم 5 أكتوبر عام 1954، لتحدث واقعة في نفس العام أثرت إلى حد كبير في نشاط الإخوان في ليبيا، وتمثلت في أول عملية اغتيال سياسي، قام بها الشاب “الشريف محيي الدين السنوسي” ابن عم الملك إدريس السنوسي، بإطلاق الرصاص على ناظر الخاصة الملكية “إبراهيم الشلحي”، الأمر الذي أثار الملك بفقدانه أقرب أصدقائه ومساعديه، والقائم على خدمته منذ سنة 1913، وقد ترتب على هذا الحادث أمران:
– الأول: شرخ عميق في الأسرة السنوسية، وإصدار الملك مرسومًا، يُحظر بموجبه على جميع أفراد العائلة السنوسية ممارسة السياسة وتقلّد الوظائف الحكومية العامة.
– الثاني: صدور أمر يمنع جماعة الإخوان في ليبيا من ممارسة نشاطهم السياسي، واتخذت بعض إجراءات “حاصرت” قيادته وبعض عناصره الليبية إثر شكوك في ثبوت علاقة للقاتل “الشريف محيي الدين السنوسي” بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
استمرت جماعة الإخوان الليبية، بالرغم من حظرها، في نشاطها “العلني” من خلال طباعة بعض الإصدارات (السياسية – الدينية) المحدودة، وواصلت نشاطها التنظيمي “المصري – الليبي”، ومثل ما كانت ليبيا ملجأ ومأمناً للإخوان طيلة العشرين سنة (1949م – 1969م)، كانت بيئة سياسية واجتماعية حاضنة، وكانت مركزاً للتواصل وخط دفاع أول في مواجهة ما تعرضت له الحركة وما أصابها في مصر قبل “النكسة”. 
وقد حاولت حكومة الرئيس عبد الناصر في فترات مُتقطعة كثيرة، مُطالبة الحكومة الليبية تسليمها عناصر من جماعة الإخوان، وفي كل مرة يُعرض فيها الأمر على الملك إدريس، كان يرفض الطلب ويُحيل المسئولين في الحكومتين الليبية والمصرية إلى الحظر الدستوري الليبي الذي يمنع تسليم اللاجئين السياسيين.
 مع بداية الستنيات ركزت شخصياتٌ بارزة من جماعة الإخوان في ليبيا على عملية البحث في إمكانيّة إنشاء تنظيمٍ يجمع أكبر عدد من الأشخاص المقتنعين بأفكارهم، حتى انتهت المشاورات والاتّصالات إلى عقد سلسلة من الاجتماعات في شقة محمد رمضان هويسة، القيادي الإخواني البارز، في منطقة زاوية الدّهماني في طرابلس، وكان هويسة من أسرة معروفة، لها مكانتها الاجتماعيّة ويعمل في التجارة والمقاولات، وانتمى إلى الإخوان منذ كان طالبًا في الثانوية، كان شديد الحماسة للجماعة، فلم يخفِ انتماءه إليها، خاصة عندما كان يدرس بجامعة بنغازي، وانتهت سلسلة الاجتماعات تلك، إلى الاتّفاق على تأسيس تنظيم للإخوان في طرابلس، تولى الشيخ فتح الله محمد أحواص “الذي كان يعرف بالشّيخ فاتح أحواص” رئاسة التنظيم، ومحمد رمضان هويسة مسئولًا للعلاقات الخارجيّة، ومحمود محمّد النّاكوع لشئون التّنظيم، وعمرو خليفة النّامي عن النّشاط الجامعيّ، ومختار ناصف للشّؤون المالية ولاقت المجموعة قبولًا كبيرًا من قبل الأعضاء، وبدأت ممارسة عملها وإصدار أي مواثيق أو بيانات أو اجتماعات في سرية تامة.
في الوقت نفسه كان إخوان بنغازي الذين انطلقت منهم جماعة الإخوان، لهم تنظيم مقابل لتنظيم طرابلس، ومن قيادات بنغازي: عبد الكريم الجهاني، إدريس ماضي، مصطفى الجهاني، محمد الصلابي، صالح الغول وآخرون. قام الطرفان بتبادل العلاقات فيما بينهما عن طريق أحد الأعضاء، ونقل الأخبار والأنشطة أيضا في سرية تامة، وذلك في إطار الحرية التامة التي تركها الملك إدريس لهم، حيث بدأوا في إلقاء الخطب ونشر أفكارهم، وكذا نشر الثقافة في صورة توعية عن التنظيم الإخواني.
ورغم كل هذه الأنشطة التي مارسها أعضاء التنظيم الإخواني في طرابلس وبنغازي في العهد الملكي، إلا أنه طوال الفترة من 1952 وحتى 1969 لم يتم اعتقال أحد منهم على وجه الإطلاق، ولكن كانوا تحت أعين الأجهزة الأمنية، إلى أن توقف النشاط مباشرة عقب قيام ثورة الفاتح عام 1969، وإعلان الجمهورية الليبية.
 

عوامل انتشار الإخوان في ليبيا

عوامل انتشار الإخوان
شكلت عدة عوامل دافعا رئيسا إلى أنتشار الإخوان في ليبيا يأتي على رأسها:
1- أن الخطاب السياسي الديني لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا لم يلق صعوبة لدى سكان ليبيا نظرا لطبيعته الوعظية الدينية. 
 2- إن أكثر من 98% من سكان ليبيا مسلمون ويتبعون مذهب الإمام مالك.
3-  إن جماعة الإخوان لم تكن من أهدافهم آنذاك بناء تنظيم سياسي، له برنامجه السرّي للإطاحة بالنظام الملكي في ليبيا.
4- الطبيعة الدعوية التي اتصفت بها الشخصيات الاجتماعية والرموز الوطنية المعروفة الذين انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين هناك، وكانوا يُوصفون بالصفوة الصالحة.
 إخوان ليبيا والقذافي
 معمر القذافي

معمر القذافي

عقب قيام ثورة الفاتح عام 1969، وخلع الملك إدريس السنوسي، وإعلان الجمهورية الليبية، تولى معمر القذافي الحكم، واتخذ موقفاً عدائيًا من “الإخوان” وقلب لهم تخطيطاتهم رأسًا على عقب، على الرغم من مشاركتهم في الوزارات المختلفة التي شُكلت حتى العام 1973، ولكن في العام نفسه، قبض على قادة الإخوان وسرعان ما ظهروا تليفزيونيا وأعلنوا عن حل الجماعة.
واستمرت حكومة القذافي في مراقبة جميع حركات الإسلام، لضمان خلو الحياة الدينية من أي بعد سياسي، من خلال مراقبة المساجد وانتشار ثقافة المراقبة الذاتية بشكل عام، مع بقاء كل من رجال الدين وأتباعهم في حدود الخطوط الآمنة من الممارسات المقبولة، إلى درجة أن المساجد الموقوفة من قبل أسر بارزة قد امتثلت بشكل عام لتفسير الإسلام الذي أقرته الحكومة.
وسرعان ما ارتد الإخوان إلى التنظيم السرى مرة أخرى وعانوا من التهميش والعزلة في عهد القذافي، وكان الخبر الوحيد الذي تم نشره عن الإخوان المسلمين في التليفزيون الرسمي الليبي في منتصف الثمانينيات، عندما عُلقت جثثهم في أعمدة الإضاءة، ووصفوا آنذاك بأنهم زنادقة منحرفون، وهي الواقعة التي هرب بعدها الكثيرون منهم إلى الولايات المتحدة، حيث أصدروا مجلة “المسلم” عام 1982، وحين حاول بعض الأعضاء العودة لليبيا لإعادة بناء الجماعة هناك، كان مصيرهم إما السجن أو الإعدام، وكان مصير عديد من قادتها السجن أو المنفى.
وفي عام 1980، عاد الطلاب الليبيون الذين كانوا يدرسون في الخارج ومعهم فكر الإخوان، وأعادوا بناء الجماعة، وظلوا يعملون سرا وأعادوا تشكيل وبناء التنظيم اعتمادا على رؤية سياسية محددة تقوم في جانب منها على أن التغيير لن يأتي إلا من داخل البلاد، لأن النظام ارتبط بحسابات من المصالح مع كثير من الدول الغربية، والتي لا يهمها إلا “استقرار البلد”، لتتمكن من ضمان ضخ البترول إليها، وتحقيق مصالحها الاقتصادية وعملوا على وضع المجتمع الدولي أمام استحقاقات يطالب بها الشعب وهي التخلص من الحكم القذافى وحماية حقوق الإنسان، وإقامة دولة القانون في ليبيا.
في عام 1991م أجريت انتخابات لاختيار مجلس للشورى، ومن بين أعضائه، يختار المجلس المراقب العام. وعمل الإخوان على جمع بعض الأموال لمساعدة الفقراء، وشنت السلطات الأمنية اعتقالات واسعة في عام 1995، شملت عدة تنظيمات، لكن التنظيم ظل يعمل سرا حتى اكتشف عام 1998 اذ اعتقل أكثر من مائة وخمسين من قياداتهم كان أغلبهم من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين فيما تمكن عشرات آخرون من الفرار خارج البلاد.
وفي 16 فبراير من العام 2002 أصدرت محكمة الشعب الخاصة التي شُكلت لمحاكمتهم حكمها بالإعدام على المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا الدكتور عبد القادر عز الدين أستاذ الهندسة النووية في جامعة الفاتح ونائب المراقب العام الدكتور سالم أبو حنك رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة قار يونس في بني غازي فيما حُكم على ثلاثة وسبعين متهما منهم أعضاء من مجلس الشورى بالسجن المؤبد ولكنهم هربوا إلى الخارج.
سليمان عبد القادر
سليمان عبد القادر
وفي عام 2004 انتخب سليمان عبد القادر مراقبًا عامًّا للإخوان المسلمين في ليبيا وهو يعتبر بذلك أصغر مراقب عام عرفته جماعة الإخوان المسلمين وهو الآن معلن بعد أن ظل هذا المنصب سريا منذ 1998 وأُعيد انتخابه مرة ثانية بعد تغيير الصفة من مراقب عام إلى مسئول عام للإخوان المسلمين في ليبيا.
وظل عبد القادر يمارس نشاطه، منطلقا من مدينة زيوريخ في سويسرا كمسئول للإخوان وكداعية إسلامي ومحاضر أيضا أو خطيب مسجد وناشطا في العديد من المؤسسات الإسلامية وسط الجالية المسلمة في سويسرا التي يعيش بينها مع زوجته وأبنائه الأربعة منذ عام 1995.
واختير رئيس لرابطة مسلمي سويسرا خلفا للسيد محمد كرموص الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في سويسرا.
عاد إلى ليبيا في عام 2011 بعد غياب دام قرابة 16 سنة قضاها خارج البلاد بعد سيطرة الثوار في ليبيا على مدينة بنغازي بعد ثورة الشعب الليبي في 17 فبراير .
الإخوان المسلمين في ليبيا تم اعتبارهم من قبل العديد من المصادر كحلفاء للنظام الليبي من خلال علاقتهم الطيبة بسيف الإسلام معمر القذافي وفي بداية عام 2000م تغير موقف الإخوان داخل ليبيا من العداء لنظام القذافي إلى المهادنة، حيث تعاونوا مع سيف القذافي حين طرح مشروعه الإصلاحي عام 2005.
سيف الإسلام القذافي
سيف الإسلام القذافي
وأعلن قادة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت تأييدهم لمشروع سيف الإسلام القذافي، المعروف بمشروع “ليبيا الغد”، ودعمهم له، مشددين في الوقت نفسه على أن الإصلاح الذي يقوده نجل قائد الثورة الليبية معمر القذافي، من أجل بناء دولة القانون والمؤسسات، مهمة شاقة لا يمكن تحقيقها إلا بتضافر جميع القوى الإصلاحية الوطنية المخلصة.
وقال الكاتب والباحث الليبي في شئون الفكر الإسلامي، الدكتور محمد علي الصلابي، إن جميع قادة الإخوان السابقين داخل البلاد، ممن قابلهم، وعلى رأسهم المراقب العام السابق للإخوان الدكتور عبد الله عز الدين، والذي كان محكومًا عليه بالإعدام، والدكتور عبد الله شامية (محكومًا عليه بالمؤبد)، والدكتور عبد اللطيف كرموس (مؤبد) وغيرهم، يؤيدون مشروع “ليبيا الغد”، ويدعمونه بقوة، ويعلنون استعدادهم للمشاركة في إنجاحه مع بقية أبناء وطنهم.
وذكر أن قادة الإخوان أبلغوه بأنهم ممتنون لجهود الدكتور سيف الإسلام، التي بذلها لطي ملفهم، بدءا من إخراجهم من المعتقلات رغم الأحكام العالية التي تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد في حق أغلبهم، وانتهاء بجهوده في إرجاعهم للجامعات ووظائفهم وتعويضهم، كما قال.
ويقول سليمان عبد القادر المراقب العام للإخوان في ليبيا، آنذاك، إن العمل كان سريا داخل البلاد، لأن نظام القذافي وأجبر جميع القوى السياسية على العمل السري وتمكنا من تجميع صفوفنا بعد عام 1998 من جديد.
الإخوان المسلمون
وبنظرة فاحصة لعلاقة الإخوان مع القذافي يتضح لنا التالي:
1- دخلت الجماعة في معارك سياسية متناقضة بين التحالف مع النظام وتعاونوا مع التنظيمات اليسارية والقومية المعارضة ضده لإسقاطه.
 2- انقسموا في مواجهة النظام، فمنهم من انخرط في سلك النظام لتحقيق التغيير من الداخل، ومنهم من انسحب خارج الأراضي الليبية ليناضل من بعيد، ومنهم من انخرط في العمل السلمي أو المسلح.
3- فشل إخوان ليبيا في اختراق مجتمع القبائل الذي تقوم عليه الدولة الليبية، مثل قبائل أولاد سليمان، رفلة، ومصراتة.
 الإخوان وثورة 17 فبراير
 الإخوان وثورة 17
عقب ثورة 17 فبراير عام 2011 ضد نظام معمر القذافي، بدأ الإخوان ينتعشون، وأظهروا أنفسهم أمام الجميع وعلى الملأ، واستفاد إخوان ليبيا من تجارب نُظرائهم بمصر، حيث شكلوا خلايا في كل من جربة وبنغازي والقاهرة، ثم دخلوا عبر بوابة المجلس الوطني الانتقالي، وسيطروا على الحكومة حتى بات مصطفى عبدالجليل يوصف بأنه إخواني صغير، ووفر لهم جناحهم العسكري “الجماعة المقاتلة”، حماية لظهورهم ودعا المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان الليبية الحكومة الانتقالية المؤقتة أعْضَاءَ الجماعة وكافّة الليبيين إلى “الالتفاف حول الشرعية والديمقراطية، والتمسك بها، ورفض كل أشكال تجاوز الشرعية أو محاولة الاعتداء عليها، حفاظاً على أمن الوطن واستقراره”.
وذكر المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان الليبية أن هذه الدعوة تأتي بالرغم من”ارتباك الحكومة المؤقتة في أدائها، والحراك البطيء في قيامها بواجباتها وتحقيق متطلبات المرحلة ومُستلزمات العُبُور بالدَّولة إلى مرحلة الأمن والاستقرار.
وطالب جميع المسئولين في الحكومة المؤقتة والعلماء والدَّعاة وقيادات منظَّمات المجتمع المدني وأولياء الأمور كافةً،إلى تَحمُّل مسئولياتهم تجاه ما ماوصفها بـ”التهديدات المتتابعة التي تطال المجتمع وبخاصة فئة الشباب”، حيث قال إنها تهديدات “تَمسُّ الجوانب الأخلاقية والتربوية في الجامعات والمؤسَّسات التعليمية والمدارس”.
وشدد على مواجهة “الهجمة الشَّرسة” التي ذكر أنها تتمثل في”تَرويج المُخدِّرات والخُمُور ونَشْرِ الدَّعوة إلى التَّفسُّخ والسُّفُور، وكل ما يُهدِّدُ قِيَمنا وأخلاقنا وأعرافنا الإسلامية”، ومعلنا عن أسفه “للضحايا الذين سقطوا في مدينة طرابلس بسبب تَعَاطي الخُمُور السَّامة “ومدينا” بكل شدّة انتشار ظاهرة تعاطي الخمور المحرّمة،وكافة صور انتهاك حرمات الله تعالى ومخالفة شرعه عز وجل”.
الإخوان المسلمون
كما أدان المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان الليبية، حَادثة الاعتداء الشَّنيعة التي تَعرَّضتْ لها العائلة الإنجليزية من أصول باكستانية بإحدى ضواحي مدينة بنغازي” ومعلنا أنه يحث “وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بالاضطلاع بدورها في توعية الرأي العام بخطر هذه القضايا وأثرها السيء على صورة الدولة الليبية لدى الشعوب الصديقة والشقيقة”.
واستعرض المكتب التنفيذي للجماعة في اجتماعه تقرير المسئول العام وتقارير الأقسام والقطاعات للفترة الماضية،إلى جانب تنظيم العلاقة بين القطاعات والأقسام، واعتماد آليات واضحة للتواصل وتنفيذ البرامج الدعوية العامة،وتوسيع دائرة التواصل مع أعضاء الجماعة في القطاعات وتحفيزهم على المشاركة في العمل المجتمعي والتفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني.
شكلت جماعة الإخوان في 5 مارس 2012، حزبًا سياسيًا باسم “العدالة والبناء”، وذلك بعد ستة عقود كانوا يعملون خلالها في سرية تامة، أثناء نظام معمر القذافي، وقد تم إنشاؤه في ظل غياب القوانين بطرح عملية رسمية لإنشاء الأحزاب السياسية، وقد مثّلت الجماعة في أكثر من 18 مدينة في جميع أنحاء البلاد.
واختاروا محمد صوان رئيسًا للحزب، وهو مواطن من مدينة مصراته التي شهدت بعضًا من أسوأ درجات القتال في الحرب الأهلية التي أسقطت القذافي، وشمل الحزب أنصارًا لرجال الأعمال الأثرياء الذين عادوا إلى البلاد بعد الحرب.
وكان الغطاء الخارجي لأهداف الحزب وقتها، إقامة مجتمع عادل ووضعت على أساس قيم ومبادئ الإسلام، وقال الحكام المدعومون من الغرب في ليبيا، إن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيسي للتشريع”.
ونجحت جماعة الإخوان بليبيا، في التمكين من المؤسسات السيادية في الدولة، بداية من الحكومة، ومرورًا بمصرف ليبيا المركزي، وباقي مراكز المال الأخرى. 
 المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية أقتحم العمل العام في ليبيا حيث ناقش في أجتماعه الشهري بمدينة بنغازي في الفترة من الخميس إلى السبت 27-29 ديسمبر 2012، ما يدور من جدل حول مشروع قانون العزل السياسي، وطالب جميع الأحزاب والتيارات مناقشة المشروع بروح الحفاظ على أهداف ثورة 17 فبراير، والتخلص من أساليب ودسائس نظام القذافي، وأن رموزه يجب أن يبعدوا عن دوائر اتخاذ القرار، ولابد أن تنطلق مسيرة دولتنا بفكر ودماء جديدة لم تتلوث بأساليب النظام الدكتاتوري السابق .
وحثت المكتب الجماعة آنذاك على المصالحة الوطنية مع المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة، وضرورة تطهير جهاز القضاء من عناصر الإفساد التي شوهت صورته، وأن تفعيل القضاء سيسهم في تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة وأدانوا عمليات الاغتيالات لرجال الأمن السابقين، مطالبين باللجوء للقضاء، وفي الوقت نفسه طالبت أجهزة الأمن أن تعيد تنظيمها بالعناصر الوطنية، وقاموا بمهاجمة كل من يزج بالقيادات والرموز الإسلامية في السجون، خاصة مفتي الديار الليبية الدكتور الصادق عبد الرحمن الغرياني.
ودعوا للحفاظ على ثوابت ثورة 17 فبراير من بناء دولة المؤسسات مع الفصل بين السلطات وحرية الإعلام والصحافة وفق الضوابط الشرعية واستكمال مشروع الدستور بضوابط الشرع الحنيف، مع دور بارز وفعال لمؤسسات المجتمع المدني .
 ليرتد خالد المشري عضو حزب العدالة والبناء المنتمي لتيار”الإخوان المسلمين” عن الثورة إلى أعادتهم للحياة بالقول أن الجموع التي خرجت يوم 7 فبراير 2012 لمواجهة هيمنتهم على الحكم ما هم إلا أطفال مغرر بهم تم استغلالهم.
 

الإخوان والحكومة الليبية:

حزب العدالة والبناء

حزب العدالة والبناء الإسلامي

وفى محاولة من الإخوان لإفشال حكومة على زيدان، التي شُكلت عقب حل المجلس الانتقالي الليبي، أعلن حزب العدالة والبناء الإسلامي، الذراع السياسية للجماعة بليبيا، سحب وزرائه من الحكومة الليبية، وحاول الإخوان لأكثر من مرة أن يدفعوا حكومة زيدان إلى الاستقالة سواء من بوابة المؤتمر الوطني، أو من خلال الضغوط الميدانية وتحريك أذرعهم العسكرية وميليشياتهم.
وسرعان ما أطاح إخوان ليبيا برئيس الوزراء، لاعترافه بثورة يونيه في مصر بعد خطفه والتنكيل به وكان القرار من المؤتمر الوطني العام الواجهة الحقيقية لجماعة الإخوان وهو سحب الثقة من رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان، حيث تمكن من الفرار إلى ألمانيا في 11 مارس الماضي بعد أن توقف في مالطا لعدة ساعات، وقبيل أن يصدر قرار من النيابة العامة بالقبض عليه.
في أول تصريحات له بعد هروبه، اتهم علي زيدان جماعة الإخوان في ليبيا بأنها وراء قرار سحب الثقة من حكومته وعرقلة عمله في الفترة الماضية.
ومنذ بداية حصوله على ثقة المؤتمر الوطني الليبي في 14 نوفمبر 2012 كرئيس للحكومة، كانت جماعة الإخوان تسعى إلى إفشاله في مهام الحكومة، فظل الرجل يدور في حلقة مفرغة، ظنًا منه أنه قادر على فرض سيطرته وحكمه.
لم يكن علي زيدان يدرك منذ اللحظة الأولى أن حزب العدالة والبناء التابع للجماعة في ليبيا، قد أمسك بمعظم مفاصل الدولة، وهيئاتها ومؤسساتها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية أيضًا، لكنه أدرك بعد ذلك أن حكومته مجردة من الصلاحيات، وأنها مجرد واجهة لا تمتلك سلطة فعلية على الأرض، راهن على زيدان على أن نجاحه مرهون بالتصدي لحزب العدالة والبناء الإخواني، والذي يسيطر على البلاد عبر الميليشيات المسلحة التابعة للجماعة عندما حاول علي زيدان مع بدايات حكمه أن يفرض سيطرته، فوجئ بوزراء حكومته يؤكدون له أنهم لا يملكون أي صلاحيات داخل وزاراتهم المختلفة، حيث أكد الوزراء أن أي موظف مدعوم من حزب العدالة والبناء في أي وزارة كانت، ومهما كانت درجته الوظيفية، هو الذي كان يُسيّر عمل الوزارة، ولا سلطة للوزير داخل الوزارة على أي موظف.
علي زيدان
علي زيدان رئيس الوزارء
كان زيدان ينقل مجريات وتفاصيل عمله اليومي إلى المجلس الوطني الليبي متذمرًا وساخطًا في بعض الأحيان من هذا الوضع، ويحذر من أن ليبيا الموحدة في طريقها للزوال إذا استمر هذا النهج في العمل.
لم ييأس زيدان وواصل جهوده بمحاولة استمالة بعض الميليشيات الوطنية في ليبيا من أجل الوقوف إلى جانبه، والتصدي لمحاولات الإخوان في ليبيا، وقد حقق بعض الإنجازات المحدودة. وبعد سقوط نظام الإخوان في 30 يونيه و3 يوليو، وفور ذهاب إلى مصر بعد اختطافه بثلاثة شهور تقريبًا مساء يوم 30 وفي يناير 2014، عَقد زيدان اجتماعًا بالقيادة الجديدة، واعتبر أن ما حدث في مصر ثورة دعم حقيقي لحكمه في ليبيا، وأنه قد آن الأوان لبدء تعاون فوري وفعلي على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية والأمنية مع مصر من أجل ضبط الحدود بالدرجة الأولى والسيطرة على الوضع الداخلي الليبي.
كان علي زيدان ينظر لما حدث في مصر على أنه انتصار حقيقي له، ولكن العكس هو ما حصل تمامًا، ففور عودته من مصر يوم 1 فبراير 2014 صدر قرار إخواني ليبي بالتصدي لعلي زيدان واعتباره عميلاً لدولة جارة قمعية عسكرية، بل إن الإخوان ذهبوا إلى أبعد من ذلك في اتهامه بأن ذهابه إلى مصر كان من أجل التنسيق مع الجيش المصري لدخوله إلى ليبيا واحتلالها.  
 الإخوان وما يسمى الجيش المصري الحر:
الجيش المصري الحر
الجيش المصري الحر في ليبيا
كشف القيادى الليبي حسن صلاح الدين طاطاناكي، عن أن تنظيم الإخوان في ليبيا بالتعاون مع تنظيم القاعدة، قاموا بتدشين ما يسمى “الجيش المصري الحر” في ليبيا، الذي تموله قطر وتركيا وإيران، أن مهمة هذا الجيش، الهجوم على قيادة المنطقة العسكرية الغربية، وتدمير وحدات مصر القتالية بمطروح.
وأوضح أن الأوضاع في ليبيا الآن كارثية، فالقتل والدمار واضح للجميع في الشارع الليبي، وكل الكوارث التي حدثت في ليبيا سببها تنظيم الإخوان الإرهابي والقاعدة، ومؤخرا تم تكوين “الجيش المصري الحر”، وأقام هذا الجيش عرضًا عسكريًا في مدينة “درنة” الليبية، وشارك إسماعيل الصلابي القيادي بتنظيم القاعدة في العرض العسكري ورفع الراية السوداء.
ولفت إلى أن هذا الجيش ربما يمتد استهدافه لمناطق أخرى بمصر، مثل مطاري القاهرة والنزهة وغيرهما من الأماكن الحيوية، وأن هذا الجيش يستقطب عددا من الأفارقة ويدفع لهم الأموال للعمل كمرتزقة به، ردًا على قرار وزير الدفاع المصري بتشكيل قوات التدخل السريع.
وأضاف أن الإخوان والقاعدة أعطوا صورة سيئة للغاية عن الإسلام أمام دول العالم، مؤكدا أنهم اتخذوا من الإسلام السياسي “مطيَة” لتدمير الدول وإقامة دولة خلافتهم المزعومة، وتمكنوا من خداع الكثيرين بشعاراتهم الزائفة .
وطالب الليبيين وجموع الثوار بثورة جديدة تطيح بالإخوان والقاعدة من حكم ليبيا، على غرار ما حدث في مصر.
وأشار إلى أن الإخوان والقاعدة أعداء للدين وللوطن لا يعرفون معنى الإسلام ويسعون لدولة الخلافة المزعومة منهم، مؤكدا أنهم نسفوا منزله وقناة ليبيا أولا.

 موقف الإخوان من حفتر:

خليفة حفتر
خليفة حفتر
يعتبر الإخوان المسلمون ما قام به اللواء خليفة حفتر، انقلابًا على الشرعية كما في مصر، نظرا لتحالفهم مع الجماعات الإرهابية التي يقاتلها حفتر تحت مسمى “معركة الكرامة ” حيث أكد “محمد صوان” رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، أن منطق الانقلابات العسكرية قد ولي، والشعب الليبي لن يقبل به مرة أخري، وأنهم حريصون جدًا على نجاح المسار الديمقراطي، ونقل السلطة من المؤتمر الوطني إلى كيان آخر لابد أن يكون عبر الآليات الديمقراطية، وذلك سحب الثقة من الحكومة وتكليف حكومة أخرى يجب يكون أيضًا عبر الوسائل الديمقراطية.
وشدّد رئيس حزب العدالة والبناء الليبي على أن كل المحاولات الانقلابية التي سبقت، والتي قام بها “حفتر” أو غيره، تم التصدي لها من قبل الثوار الأبطال، متوقعًا أن ما يقوم به “حفتر” الآن سوف يتصدى له المجتمع المدني الذي يرفض العودة للحكم العسكري وادعى أن “حفتر” جزء من انقلاب “القذافي” في عام 1969، وجزء من الجيش الليبي الذي ورط الشعب الليبي في حرب تشاد والتي كانت ضحاياها عشرات الآلآف، والشعب الليبي يحتفظ بذاكرة سيئة وسلبية تجاه “حفتر” في هذا السياق، وبالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون “حفتر” أو غيره ممن يحاولون تصدر المشهد السياسي ليقدم نفسه باعتباره منقذا للشعب الليبي حتى على المستوى السياسي لو قدم نفسه لأي انتخابات، ناهيك عن أنه خارج الشرعية أصلًا.
 
وذكر أن تحركات “حفتر” تأتي عقب كل خطوة سياسية يتخذها البرلمان في صالح استقرار ليبيا، فالمؤتمر الوطني على أبواب اعتماد حكومة جديدة، ويتوقع أن يكون هناك شيء من الاستقرار في المستقبل بما يوضح ان تحركات حفتر وراءها أسباب ودوافع وجهات تحركها للقضاء على محاولات الاستقرار وبناء الدولة في ليبيا.
وشدّد على أن هناك دعم خارجي لـ”حفتر” بدون أدني شك، خاصة من بعض الدول العربية التي لا تريد أي نجاح لأي تجربة من تجارب دول الربيع العربي أو التقدم للأمام والنهوض؛ لأنها تخاف على عروشها، خاصة أن نجاح أي تجربة ربما يشجع شعوب الدول الأخرى على انتهاج نفس المنهج والمسلك، وبالتالي فهناك دعم واضح لدول بعينها أصحبت معروفة للجميع ولكل المتابعين.
 ولفت إلى أن هناك أطرافاً معروفة تقف وراء دعم حفتر، تتمثل في عناصر الثورة المضادة المتمثلة في بعض القنوات الإعلامية ورموز النظام السابق، الذين يملكون المليارات خارج ليبيا، وأتباعهم في الداخل وبعض من التبس عليهم الأمر حول وجود بعض الجماعات المتشددة داخل ليبيا. 
  ليرد عليه الجنرال المتعاقد حفتر بأن الإخوان هم سبب اضطراب المنطقة العربية، وأضاف : “إن الشعب الليبي لم يحصد أي خير خلال العامين الماضيين من حكم المؤتمر الليبي العام، والجيش الوطني الليبي لا يحصل على أي دعم من أية دولة، وتدخله في الشأن السياسي كان تلبية لنداء الشعب”.
وشن حفتر هجوماً على جماعة الإخوان المسلمين، معتبراً إياهم مصدر الأضرار في مختلف الدول، على حسب تعبيره، وأكد على تأمين الحدود المصرية – الليبية، وإحباط جميع الحركات العسكرية المنتشرة على الحدود، قائلاً: “الحدود مع مصر لا بد أن تظل آمنة” وأكد اللواء حفتر أن هذا ليس بالانقلاب العسكري، لأن زمن الانقلابات قد ولى، مشددًا على أن تحركه ليس تمهيداً للحكم العسكري، بل وقوف إلى جانب الشعب الليبي وسط الفوضى القائمة في ليبيا اليوم، باتت الحاجة ملحة إلى وضع حد للانفجار المسلّح الذي يشمل المناطق الليبية ويهددها بالانقسام والتفكك، وربما كان تحرّك حفتر خطوة أولى نحو إيقاف الانهيار.
 

المرتكزات الفكرية:

المرتكزات الفكرية
اعتمدت جماعة الإخوان في ليبيا على أفكار الجماعة الأم في مصر والتي تمثلت فيما يلي: 
1- إن الإسلام نظام شامل متكامل بذاته، وهو السبيل النهائي للحياة بكل جوانبها، وإن الإسلام قابل للتطبيق في كل مكان وزمان
2- المنهج الإخواني يتضمن برنامجًا جامعًا شاملًا، يرسي قواعد الفكر والعقيدة ويُعد للعلاقة بالأخر ويسعى لتحقيق التكامل بين الدين والدولة في إطار أحكام الشريعة الإسلامية والعودة إلى القرآن الكريم والحديث الشريف.
3- الإخوان هيئة سياسية تدعو إلى إصلاح النظام في الداخل وتُشّرع بأصول حق الولاية للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.
4- الإخوان مؤسسة اقتصادية تدعو إلى تدبير المال وكسبه وإنفاقه بما وفيما أوجبه الله في كتابه الكريم وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5- الإخوان منظمة اجتماعية تُمارس التطور والإصلاح بما يتفق ويُعزز ويؤكد الهوية ويذيب الفوارق بين الطبقات. 
6- جماعة الإخوان المسلمون تلتزم بفريضة الجهاد إذا ما توافرت شروطه المُوجبة 
7-  أن التغيير لن يأتي إلا من داخل البلاد، والنظام القذافى ارتبط بحسابات من المصالح مع كثير من الدول الغربية
8- التخلص من حكم القذافى تحت دعوى حماية حقوق الإنسان، وإقامة دولة القانون في ليبيا. أهداف الإخوان في ليبيا
9- احترام الهوية العربية الإسلامية.
10-  الاهتمام بالتعليم والتربية عن طريق تعليم الشعب وتنبيهه للمفاهيم الإسلامية الصحيحة.
11-  اعتماد الحوار والتوعية كمنهج للتغير الوضع القائم.
12- محاربة الفساد القيمى والاجتماعى.
13-  الوقوف ضد السيطرة والحصار الغربى على ليبيا.
14-  المطالبة بالحرية وإنجاز دستور يضمن الحياة الكريمة للشعب الليبى.
15-  تهيئة المناخ في ليبيا لنشر الفكر الإخوانى وفهمهم للإسلام.
16-  تحقيق نوع من الترابط مع الإخوان في مصر.
 

أهم القيادات:

سليمان عبدالقادر
سليمان عبدالقادر
سليمان عبدالقادر البغطوس المسئول العام السابق للإخوان المسلمين في ليبيا  ولقبت عائلته بالبغطوس نسبة إلى الغطس لاشتهارها تاريخيا بالغطس والصيد البحري ولد في مدينة بني غازي في ليبيا عام 1966، وتعود أصوله إلى مصراتة وأما أجداده فقد عاشوا في بنغازي تخرج من قسم الهندسة الميكانيكية من جامعة النجم الساطع التقنية بالبريقة في ليبيا واصل دراسة الهندسة الميكانيكية في زيوريخ وحصل على ماجستير في الهندسة الاقتصادية وإدارة المشاريع وعمل في شركات مختلفة في ليبيا منهالشركة العامة للكهرباء ولدى شركات سويسرية وألمانية في مجال التصميم والحسابات الهندسية، ومحاضرا في معهد العلوم الكهربائية ثم اتجه إلى التطوير وهو يعمل حاليا لدى قسم التطوير بجامعة سويسرية في مدينة زيورخ.
 
نشأ سليمان عبد القادر في ليبيا متأثر في شبابه كثيرا بالعقيد معمر القذافي بحكم ما طرحه في كتابه الاخضر ما كان يعده آنذاك كشاب مثاليات وهو شاب ناشط بما يمتلك من حماسة وجد الفرصة في حركة اللجان الثورية، وكان ناشطا في إطار الشبيبة المدافعة عن النظام وعن أفكاره وتحديداً عن الأفكار السياسية والاجتماعية والتربوية والأخلاقية التي طرحها العقيد معمر القذافي في كتابه الشهير “الكتاب الأخضر”.
في عام 1982م كان عضوا في حركة اللجان الثورية في نهاية السنة الأولى ثانوي واستمر حتى السنة الثالثة ثانوي وبالتالي اطلع على الكتاب الأخضر وحضر دورة تسمى المدرج الأخضر وغير ذلك من الدورات وساهم ذلك في زيادة معرفته بمنطلقات نظام القذافي الفكرية وما دعاه “النظرية العالمية الثالثة” التي صاغها في “الكتاب الأخضروفي الصفر الثالث الثانوي تحديدا بدأت قناعاته الفكرية تتراجع منطلقة من واقع ما حدث في عام 1984 من إعدامات للإخوان.
 
في نهاية عام 1984 م بدأ في الصلاة والالتزام وما ان حل عام 1985 الا وكان ملتزما،فقد كانت حركة التبليغ نشطة في ليبيا وبشكل علني عن طريق دروس في المساجد فتأثر ببعض دعاتهم منهم السورى عبد السلام المشيطي من مدينة جدابيا والدكتور محمد بو سدرة الذين كانا يعطيان دروسهما بشكل مؤثر.
 في نهاية 1985م كان يقام معرض في ليبيا للكتاب الإسلامي فزاره باحثا عن كتاب “فقه السنة” لسيد سابق، ووجد كتاب “فقه السيرة” للشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه فاشتراه وقرأ هذا الكتاب، وكان بداية الالتزام ثم التقى بالشيخ رجب مشوح، كان خطيبا مفوها ذو دراية وعلم، وله دور في توعية الصحوة ووضعها على الخط المعتدل، رغم انه كان مستقل الانتماء فأفاده كثيرا وتعلم منه الفقه والاعتدال في الفكر.كل ذلك كان ممهدا لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين في نهاية عام 1989.
ثم عمل مهندسا في الشركة العامة للكهرباء وتحرك فيها بنشاطه الإسلامي الذي اصبح ملحوظا فيها واستمر في عمله إلى عام 1995 حينما بدأت أحداث مدينة بنغازي تحديدا بحملة اعتقالات واسعة، وكان سجله في الجامعة وشركة الكهرباء يكفي لكي يوضع في دائرة الاشتباه الأمني وتهمة التطرف الإسلامي ويجعله مطلوبا امنيا.كان من بين عشرات الليبيين الذين تمكنوا من الفرار من البلاد قبل اكتشاف التنظيم وغادر البلاد إلى سويسرا خشية الاعتقال عام 1995.
وفي عام 2004 انتخب الاستاذ سليمان عبد القادر مراقبًا عاما للإخوان المسلمين في ليبيا وهو يعتبر بذلك أصغر مراقب عام عرفته جماعة الإخوان المسلمين وهو الآن معلن بعد أن ظل هذا المنصب سريا منذ 1998 وأُعيد انتخابه مرة ثانية بعد تغيير الصفة من مراقب عام إلى مسئول عام للإخوان المسلمين في ليبيا.
يمارس الآن نشاطه منطلقًا من مدينة زيوريخ في سويسرا كمسئول للإخوان وكداعية إسلامي ومحاضر أيضًا، أو خطيب مسجد وناشط في العديد من المؤسسات الإسلامية وسط الجالية المسلمة في سويسرا التي يعيش بينها مع زوجته وأبنائه الأربعة منذ عام 1995.
وهو الآن الرئيس الجديد (لرابطة مسلمي سويسرا) خلفا للسيد محمد كرموص الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في سويسرا
عاد إلى ليبيا في عام 2011 بعد غياب دام قرابة 16 سنة قضاها خارج البلاد بعد سيطرة الثوار في ليبيا على مدينة بنغازي بعد ثورة الشعب الليبي في 17 فبراير .
وقد عقدت جماعة الإخوان المسلمين الليبية حفلا علنيا في مدينة بنغازي يوم 162011 بمناسبة عودة مسئولها العام المهندس سليمان عبدالقادر إلى ليبيا
وفي يوم الأحد 20-11-2011م أنهى الإخوان المسلمون في ليبيا، مؤتمرهم التاسع وانتخبوا مسئولهم العام الجديد الاستاذ بشير الكبتي خلفا للاستاذ سليمان عبد القادر.
 بشير عبد السلام
بشير عبد السلام الكبتي
 بشير عبد السلام الكبتي 
 بشير عبد السلام الكبتي، المسئول العام للإخوان المسلمين في ليبيا، وُلد في يوم 12/9/1953 في مدينة بنغازي في ليبيا واصله من مدينة مصراتة في عام 1973 أنهى دراسته الثانوية في مدرسة شهداء يناير الثانوية، وفي عام 1977 تخرج في قسم المحاسبة في كلية الاقتصاد والتجارة بجامعة قاريونس في بنغازي وفي عام 1982 نال درجة ماجستير العلوم في المحاسبة المهنية من جامعة هارفورد بالولايات المتحدة الأمريكية وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية واقام فيها مدة 33 عاما وشغل موقع أمين سر المركز الإسلامي في كليرمونت بالولايات المتحدة، أسس الرابطة الأمريكية الليبية وسجلها في29/9/ 2003 وأصبح رئيسها. 
وفي يوم الأحد 20/11/2011 انتخبت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا الكبتي مسئولا عاما جديدا للجماعة خلفا للمسئول العام السابق للجماعة سليمان عبد القادر الذي رفض ترشحه لفترة ثانية لقيادة الجماعة جاء ذلك في ختام مؤتمر الجماعة التاسع الذي استمر لأربعة أيام في مدينة بنغازي والمنعقد علانية لأول مرة في ليبيا منذ أكثر من 50 عامًا، بعد ازاحة نظام جاء هذا الاختيار الجماعة قيادة جديدة لها ‘لمواجهة متطلبات’ مرحلة ما بعد معمر القذافي .
عز الدين إبراهيم
عز الدين إبراهيم
ولد الدكتور عز الدين إبراهيم في عام 1928م، بالتزامن مع تأسيس الإخوان في الإسماعيلية ونشأ عز الدين إبراهيم مع الإخوان في القاهرة أثناء دراسته الجامعية في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) وأثناء دراسته كان مواظبًا على حضور حديث الثلاثاء لحسن البنا. 
وعمل الدكتور عز الدين في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر وليبيا وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، ففي قطر عمل مساعدا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل كأستاذ للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض.
كان عز الدين أول من دخل ليبيا من تنظيم الإخوان، وكان له الدور الكبير في تأسيس الجماعة هناك، فعقب أعتقاله عام 1949م، في معتقل “هايكستب” والطور، استطاع عز الدين واثنان منهم أن يغادروا مصر عن طريق الصحراء إلى ليبيا، وقابلوا الملكَ السنوسى، فمنحهم اللجوء السياسيَّ بعد أن سمع خطبةً من عز الدين، وبعد هدوء الأحوال في مصر رجع عز الدين إليها وأسَّس مع بعض إخوانه لجنة الشباب المسلم.
 

الانتقادات الموجهة لجماعة الإخوان في ليبيا

 

 الانتقادات الموجهة
1- امتلاك الإخوان لقوة مسلحة تقف خلفها عائلات وعصبيات كبيرة يجعلها معوقًا في عملية التحول الديمقراطي، بعدما أثبتت التجربة في مصر عدم قدرتها على مواجهة متطلبات المرحلة المقبلة .
2- تعد جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا امتدادا للجماعة الإسلامية التي تأسست في 1968، وهو مادفعها إلى عقد صفقات مع سيف الإسلام نجل القذافي، تحت دعوى الإصلاح وهو في حقيقته كان محاولة للتقرب إلى السلطة من أجل المراهنة على رغبة النظام في الإصلاح
3- المساندات الخارجية للجماعة وخاصة من قطر، قد يدفع الليبين إلى إقصاءها من السلطة، واستئثار الليبراليين على ليبيا الجديدة.
4- يجب أن تعمل الجماعة على ضرورة تغليب الصراع السياسي على العنف، والعمل على ترسيخ الدولة المدنية، في ظل بيئة ليبية معتدلة ومتجانسة.
5- الحرص على طمأنة الخارج على مستقبل ليبيا،من قبل الجماعة يقلل كثيرا من مصداقيتها امام الشعب الليبي 
6- سعى الإسلاميون إلى ضرورة أن تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للحكم القادم في ليبيا، يدفع الإخوان إلى الصدام مع التياريين الإسلامى والمدنى نظرا لتناقض الأهداف والوسائل 
7- التنافس الكبير بين الحركات الإسلامية قد ينتهى في النهاية إلى الصدام بين الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية للتغيير، والتجمع الإسلامي.
8- الإصرار من قبل عدد كبير من الميلشيات الإسلامية على الاحتفاظ بسلاحهم، رغم انتهاء الحرب، وإصرارهم على عدم تسليم السلاح إلا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، والشروع في عملية سياسية ديمقراطية، وهو ما يثير تخوفات نحو نياتهم من قبل الأطراف الخارجية والداخل الليبي    
9- علاقة الإخوان بأطراف خارجية وقوى إقليمية، أو حتى غربية، وهو ما يجعل البلاد مخترقة على الدوام، ويصعّب من تحقيق عملية سياسية شفافة وذات مصداقية لليبيين في الداخل. 
———————————————————————————–
بوابة الحركات الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى