تجريم ومنع الإنتماء للدعوة السلفية في ليبيا..ضرورة انسانية
“الحركة الوهابية” هي الأُم التي أنجبت كافة الحركات الاجرامية والارهابية في العالم فمنذ بداية ظهورها في القرن التاسع عشر، وتحالفها الشيطاني مع “السلطة” المتمثلة في آل سعود اتخذت وسائل عنفية تشابه وتطابق طرق وأساليب “داعش” اليوم، فتنظيم القاعدة،وداعش،وجبهة النصرة،وجيش الإسلام،وأنصار السنة،وجيش المجاهدين،وكتائب ثورة العشرين،وأنصار الشام،وحركة شباب المجاهدين الصومالية،وحركة طالبان،وجند الله في باكستان،وبوكو حرام في نيجيريا،وأبو سياف في الفلبين،وكتيبة التوحيد في ليبيا وغيرها من التنظيمات الإرهابية هي حركات وهابية الفكر والعقيدة والانتماء والولاء.
وما تشهده مدن ليبيا من تدمير للمساجد والزوايا والمنارات الاسلامية والكنائس والمقابر المسيحية والمزارات والأضرحة الصوفية والقبض على المشايخ والفقهاء المالكية الأشاعرة وعلماء الاباضية واطلاق فتاوى التكفير ومنع وتحريم الصلاة خلفهم وإعدامات جماعية وجتث تلقى في الشوارع (شارع الزيت)،كل ذلك يتماهى مع أفكار وتاريخ الحركة الوهابية السلفية وما قاموا به في ليبيا قام به سلفهم في بلاد الحجاز حيث جرى هدم مقامات أئمة أهل البيت عليهم السلام ومزارات الصحابة والتابعين وتخريب المساجد وبيوت الصالحين ودكوا كل التاريخ والأثار الاسلامية وتم تسويتها بالأرض ولم يعد اليوم شيء في الحرمين سوى ما يؤرخ لملوك وأمراء آل سعود وتحول الحرم الى سوق عالمي للتجارة تفتتح فيه الماركات العالمية فروعا لها وفقد الجانب الروحي فيه.
ظهور (داعش) بالصورة الوحشية أطلق ردود فعل سياسية والحرب الدولية ضد هذا التنظيم هي أبرز النتائج التي أفرزها ظهور تلك العصابات الإجرامية وسط حواضن اجتماعية داعمة بموازاة ذلك تمخضت دعوات لمراجعة فكرية وفقهية وتاريخية لأسس الوهابية، بعد أن باتت الوهابية خطر يشوّه صورة الإسلام ويهدد السلام في العالم.
فقد أكد مفكرون من عدة دول اسلامية وأجنبية أن الخطر الإرهابي كامن في الحركة الوهّابية ويتضح ذلك جلياً عبر المقارنة بين مواقف وسلوكيات “داعش” مع ما جاء في كتب الوهابية،فمقارنة تعتمد على إيراد نصوص وآراء فقهاء،ثم عرض كل ذلك على القرآن والسنة،وآراء وفتاوى علماء من مختلف المذاهب الإسلامية، ينتج عنها استنتاج الذي مفاده أن الوهابية ومرجعيتها الأولى (أحمد بن حنبل)،ومرجعيتها المباشرة (ابن تيمية)، هي حركة تكفيرية متطرفة إرهابية، وأن”داعش” بتطرفه ووحشيته وإرهابه امتداد لـ(الوهّابية).
ومن عقر “بلاد الوهابية”، خلص مثقفون الى أن “الوهّابية” وصلت إلى مرحلة متأخرة من شدة المرض، فهي أشبه ما تكون في العناية المركزة دون علاج،وإن الوهابية اليوم باتت في سجن الاتهام، بل هي في سجن السقوط والإدانة،كما أن عموم المسلمين ينسب حركات التطرّف والإرهاب الى الوهّابية.
إن الأعمال الإرهابية التي وقعت في أكثر من بلد،والتي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها،وأبرزها تفجيرات في بغداد،ومذابح في أفغانستان،وإسقاط الطائرة الروسية،وتفجيرات برج البراجنة بالضاحية الجنوبية في بيروت،ثم تفجيرات باريس،كل ذلك،ينبغي أن يحفز المجتمع الدولي للعمل على تجريم الوهابية – والدول الداعمة لها – كالتجريم العالمي للنازية.
فالواقع المثخن بالدماء والخراب والمتخم بالألم والرعب،لم يعد أمامه أي فسحة للصمت أو الصبر على هذه الأعمال الوحشية التي تنفذها التنظيمات التكفيرية، فكل تأخير عن ردع الفكر الوهابي الإجرامي ووليده تنظيم داعش الإرهابي سيكون وبالاً على حساب أمن الناس وحياتهم ومصيرهم،في جميع أنحاء العالم.
أصل العنوان والموضوع لشبكة نبأ وتم تكييفه على الواقع الليبي