ميلشيا سلفية تفض مهرجانا في العاصمة طرابلس وتعتقل المنظمين
ونفذ عمليات الاعتقال قوة الردع الخاصة (ردع) وهي جماعة مسلحة يقودها سلفيون وتسيطر على قاعدة معيتيقة وسط العاصمة الليبية طرابلس وتتبع شكليا وزارة الداخلية ويتقاضى أفرادها رواتبهم منها ولكنها تعمل بشكل مستقل وتنفد أجندة المشروع السعودي في ليبيا الساعي لبسط سيطرة التيار السلفي الوهابي الموالي له على حكم ليبيا.
ونما نفوذ السلفيين في أنحاء ليبيا على مدى السنوات الماضية وجرى تنفيذ الاعتقالات الجمعة في اليوم الثاني من الدورة الثانية لمهرجان “كوميك كون” السنوي، الذي كان من المقرر عقده على مدى ثلاثة أيام، وهو مهرجان معني بالفنون والقصص المصورة والرسوم المتحركة والألعاب.
وهاجمت صفحات السلفية والمواقع التابعة لهم إقامة هذا المهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي قائلين إنه لا يتماشى مع الإسلام ويشبه احتفالات عيد الهالوين.
وقال المنظمون في صفحة المهرجان على فيسبوك إن المهرجان لا علاقة له بالهالوين.
وقالت قوة الردع الخاصة في صفحتها على فيسبوك إن مثل هذه المهرجانات “مستمدة من الخارج استغلت ضعف الوازع الديني وانبهارهم بثقافات خارجية”.
وأضافت “تم إلقاء القبض على منظمي ومشرفي هذا المهرجان لتقديمهم للنيابة العامة لقيامهم بأفعال خادشة للحياء والآداب العامة”.
وقالت “بات من الضروري التصدي لهذه الظواهر الهدامة، ومحاربتها، التي تدفع باتجاه نشر الإباحية وتغذية عقول المراهقين وتحفيزهم على القتل واستعمال الأدوات الحادة لقطع الأطراف من خلال رسومات كرتونية مشهورة.
من جهتهم دعا القائمون على المهرجان، إلى الدفاع عن الفعالية ضد من أسموهم، “الجهلة والمتعصبين”، مقدّمين في الوقت نفسه اعتذارهم للجمهور عن حادثة الاقتحام.
وأقيم المهرجان للسنة الثانية على التوالي، حيث كان مقره العام الماضي داخل معرض طرابلس الدولي، فيما ارتأت الجهة المنظمة العام الحالي نقله إلى منطقة ذات العماد.
وشدد المنظمين للمهرجان على نفي اتهامات ميلشيا الردع السلفية، وقالوا إن “المهرجان لا يهدف قطعياً لتشويه الدّين وتمجيد ديانات أخرى، و لا يمكن أن يسمحوا بذلك” وأن مهرجان كومك كون، إنما هو “معرض لتجميع المهتمين بالرسم و الألعاب الإلكترونية ومحبي القصص المصورة ومن أهدافه الارتقاء بهذا النوع من الثقافة”.
ويعتبر مهرجان “الكوميك كون” من أشهر الفعاليات المفتوحة في العالم، وتختص بأنشطة تفاعلية ومسابقات عديدة، مثل تقديم فعاليات حول القصص المصورة (comics) ورسوم الأنيمي والمانغا، التي تشتهر بثرائها التعبيري وتنوع عوالمها، بالإضافة لاستضافتها المشاهير من مختلف القطاعات في منصات حوارية مفتوحة، واحتوائها على أنشطة لألعاب الفيديو.
#متابعات
تعليق واحد