حوادث وأطماع…نشاط عناصر جهاز المخابرات الأمريكية في ليبيا

أهل البيت في ليبيا 

محاولات التغلغل الأمريكي وايجاد موطيء قدم في ليبيا قديمة والمواجهات المباشرة والغير مباشرة ظلت سيدة الموقف ومند أن صعدت الولايات المتحدة الأمريكية على مسرح صنع القرار العالمي عقيب انتصار دول الحلفاء على المحور في الحرب العالمية الثانية وانسحاب الانجليز العلني والعسكري من غالب مستعمراتهم والإكتفاء بتنصيب حكومات وممالك تابعة لهم يديرون مستعمراتهم بالنيابة عنهم والتنسيق معهم وهي تحاول باستمرار أن تتبث أقدامها وعملاءها في ليبيا لما تتميز به من موقع استراتيجي وترواث نفطية هائلة هي الأكبر في القارة الأفريقية.

*قاعدة ويلز

استخدمت المطار والقاعدة القوات الجوية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية في معركة شمال أفريقيا،واستخدمتها القوات الجوية الأمريكية بدأ من يناير 1943م،ليعاد في 1945م تسميتها باسم قاعدة ويلس العسكرية (بالإنجليزية Wheelus Air Base) وبعد استقلال ليبيا سنة 1951م وقيام المملكة الليبية تم عقد اتفاقية تشغيل لمدة 20عام مع الحكومة الليبية مقابل عقد ايجار سنوي وكانت ليبيا قبل اكتشاف النفط دولة فقيرة تعتمد على المساعدات الخارجية وتم تطوير القاعدة وانشاء مساكن للجنود والشخصيات المهمة من المسؤولين وضباط جهاز المخابرات الأمريكيين ومنشآت ضخمة ليقيم بها أكثر من 4600أمريكي ووصفها سفير سابق للولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا بكونها “أمريكا مصغرة على ضفاف البحر المتوسط..”وقد رفض التمديد لهم النظام الملكي وتنتهي مدة عقد الايجار سنة 1971م بعد اكتشاف الثروة النفطية رغم محاولات الجانب الأمريكي التمديد.

*قاعدة الوطيا الجوية

الاسم الرسمي قاعدة ” عقبة بن نافع ” بناها الأمريكان عقب الوصاية الدولية الثلاثية بين بريطانيا وفرنسا وأمريكا علي ليبيا “المستعمرة الايطالية السابقة “عام 1942م تقع القاعدة جنوب مدينة العجيلات وتتسم بموقع استراتيجي هام حيث انها تغطي كافة المنطقة الغربية وتستطيع تنفيذ عمليات قتالية جوية أو محلاحقة ارهابيين في كافة المنطقة والدول المحيطة بليبيا وبها بنية تحتية عسكرية ممتازة حيث تستطيع القاعدة الجوية استيعاب وايواء 7ألاف عسكري وهي مركز عمليات لأسطول مقاتلات الميراج في سلاح الجو الليبي.

في يوم الخميس الموافق 17-12-2015م هبطت طائرة عسكرية أمريكية نوع سي130 في قاعدة عقبة بن نافع الجوية (قاعدة الوطيا) غرب ليبيا ونزل منها عناصر تابعين لمشاة البحرية الأمريكية يرافقهم مترجم سوداني دون أخذ الإذن من أي جهة رسمية في ليبيا,وفور نزولهم طوقتهم قوات كتائب ثوار الزنتان المتواجدة بالقاعدة كقوات مساندة للقوة العسكرية وغالبها من سلاح الجو المتمركزة بها وأرسلت لهم مندوب يسألهم عن هويتهم وماذا يفعلون وأبلغهم المترجم السوداني عن هويتهم وأنهم تابعين للجيش الأمريكي وحدرهم من اطلاق الرصاص أو التسبب في أذى أي عسكري أمريكي فطلبوا منه المغادرة فوراً ويمنع عليهم البقاء والتواجد أو الهبوط مرة اخرى دون تنسيق مسبق مع الجهات المختصة بقت هذه القوة مدة 45دقيقة تم غادرت وظلت أهداف نزولهم المفاجيء ومغادرتهم مجهولة حلل البعض أنها لقياس ردة فعل الجيش الليبي والقوة المساندة له من وجودهم وقد عاينوه أنهم رافضين لتواجدهم الغير شرعي.

*محاولة تسلل وتنفيد أعمال تخريبية

في مدينة العجيلات غرب ليبيا وذات مساء يوم الجمعة الموافق 27-12-2013م تسلل عنصرين تابعين لجهاز المخابرات الأمريكية وتم القبض عليهما وخلال تفتيش السيارة التي يستقلونها كانت المفاجأة للمحتويات.

وجدت في حوزتهما أجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية ومسدسات بكواتم للصوت وحقائب متفجرة عن بعد تستعمل في العمليات التخريبية والارهابية تم نقلهم الى جهة غير معلنة والتحقيق معهم بشكل عاجل قبل أن تنتشر الأخبار وتتدخل القوة الأمريكية للافراج عنهم وبعد انتهاء التحقيقات أحرقت سيارتهم والتهمتها النيران بالكامل وتم تسليمهم الى وزارة الداخلية بالعاصمة طرابلس والتي بدورها سلمتهم للسفارة الأمريكية ومندوبين عن الحكومة الأمريكية.

*مقتل السفير الأمريكي

إن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز في 11سبتمبر 2012م بمدينة بنغازي كان اخفاقا كبيرا وضربة قوية للمخابرات الأمريكية وخاصة مجهوداتها في تعقب وجمع المعلومات حول العناصر الاسلامية في بنغازي تحديداً وشرق ليبيا والشمال الأفريقي بشكل عام ووصف ضباط أمريكي ما حدث أنه كارثة استخبارتية فبعد اجلاء عشرات العاملين بالسفارة وعدد أخر من عملاء الاستخبارات الذين كانوا يقومون بجمع المعلومات من بنغازي والمناطق القريبة منها فان عيونهم قد طعنت علي حد تعبيره ان ما حدث في بنغازي كان نكسة إلا أن المخابرات لم تصل لحالة – -العمي التام في بنغازي وشرق ليبيا – -علي حد تعبيره حيث أنهم يقومون بالتجسس علي الاتصالات الهاتفية بكل أنواعها و يقومون بالتصوير عبر الأقمار الصناعية وقد علق الملحق العسكري النمساوي في ليبيا عن الحادث فقال:قائلا ان ايجاد مكان آمن لأفراد القنصلية أو الاستخبارات في بنغازي هو شئ بعد المستحيل.

كانت حصيلة الهجوم على مبنى القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي شرق ليبيا والذي تم انزال العلم الأمريكي من ساريته واحراقه واستعملت فيه الأسلحة المتوسطة والثقيلة وضرب المبنى بالصواريخ والقوادف ما أدى إلى اشتعال النيران فيه واجتاحته جموع  المواطنين الغاضبة واخترقتهم مجموعات متطرفة وعصابات اجرامية مسلحة أدت الى مقتل السفير الأمريكي وجنديين من مشاة البحرية الأمريكية وموظف أمريكي في السفارة.

*ذريعة التدريب ومحاربة الارهاب

أفضل غطاء وتبرير لتواجد القوات الأمريكية في أي بقعة في العالم ومنها ليبيا دائما شعار تدريب القوات المحلية ومحاربة وملاحقة الارهابيين الذين يزداد عددهم وجرائمهم مع وجود القوات الأمريكية!!وليس العكس وقد صرح مصدر مسؤول في قيادة القوات الأمريكية العاملة في أفريقيا (أفريكوم)إن مشاركة قوات أمريكية في تأمين عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في ليبيا أمر وارد إذا طلبت السلطات الليبية الحصول على دعم أفريكوم” وأوضح المصدر أن جانبا من المحادثات التي أجراها وفد أمريكي ضم الجنرال توماس فالدهاوسير قائد “أفريكوم”،والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية ستيفاني ويليامز مع فائز السراج رئيس ما يُسمى حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس ولاحقا مع مسؤولين من حكومته ناقش إمكانية تقديم “أفريكوم” دعما لوجيستيا لقوات الأمن التابعة لحكومة السراج لتعزيز قدرتها على تأمين الانتخابات.

في وقت سابق كشف مركز دراسات أمريكي عن وجود قوات أمريكية ومركز تدريب تابع للجيش الأمريكي في الجنوب الليبي، تستخدم فيما أسماها بحربها على الإرهاب ضد تنظيم داعش،حيث نشر معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون الأمريكية دراسة عن الحرب الأمريكية على الإرهاب منذ العام 2001 وحتى سبتمبر،وقال المعهد إن نفقات الولايات المتحدة على العمليات في الخارج منذ 2001،ستصل إلى 5.6 تريليون دولار؛بحلول نهاية العام المالي (30 سبتمبر) 2018 كما وضع خارطة للقواعد العسكرية الأمريكية ومراكز التدريب التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أو المشارطة في إنشائها حول العالم والتي تنتشر في 76دولة حول العالم من بينها ليبيا وتظهر في الخريطة التي نشرها معهد واتسن قاعدة عسكرية ومركز تدريب في وسط الجنوب الليبي.


اعداد:مؤسسة أهل البيت في ليبيا

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى