تركيا الأطلسية وليست الإسلامية في سياستها الخارجية

أهل البيت في ليبيا

لا نتمنى لأي بلد من بلاد المسلمين إلا الخير ولكن السياسة الدولية تقول أن تركيا اليوم هي جزء من الحلف الأطلسي يحرصون على دورها في شرق وجنوب الحلف وكذلك العلاقة مع أهم شريك للحلف في الشرق الأوسط الكيان المحتل لفلسطين (اسرائيل).

فطالما أن تركيا ترى وتعمل من خلال النظرة الانسانية للفلسطينيين فلا مشكلة معها في التنسيق لأي موقف ولكن اذا قررت تركيا محاولة تحرير فلسطين والخروج من الحلف الأطلسي يمكن أن نحلل موقفها بشكل مستقل,فنائب رئيس أمريكا الذى أوقف مغامرة اردوغان ذهب الى الكيان الصهيوني المحتل مباشرة بعد انهاء مهمته في تركيا.

وكل ما فعله ترامب خطة واضحة سوف يستفيد منها من نسق معه أو مستقل عنه كما هو محور المقاومة الذي يعلن أن وجود المحتل هو المشكلة وأن الحلف الأطلسي ليس حياديا والروس والصينيون يعلمون ذلك ويحاولون ايجاد نفوذ داخل تركيا (قيل أن الصين في أحد المؤتمرات الشيوعية قدمت سؤال الى الاتحاد السَوفيتي انذاك وهو لماذا تتعاونون مع ظباط مصر (عبد الناصر) وأنتم تعلمون أنهم أمريكيون فأجاب الاتحاد السوفيتي نحن نعلم ذلك ولكننا نريد أن نوجد أرضية شيوعية في مصر للمستقبل) وليس عيبا أن تبحث عن أرضية لمشروعك من خلال خصمك.

كانت فترة الخمسينات مختلفة وتزعمت أمريكا دعم العديد من حركات تحرر الشعوب َوخاصة ضد الاستعمار القديم بريطانيا في مصر أنذاك ولم يكن الوجه الأمبريالي الأمريكي في الشرق الأوسط أنذاك واضح للشباب والضباط الصغار فأمريكا وبريطانيا وفرنسا لهم وجه امبريالي توسعي كبير بالرغم من أن السياسة المؤقته الآن لأمريكا أولاً وبريطانيا جزيرة خارج اوروبا.

ولا يعني هذا سرعة الاستعمار القديم في ترك أماكنهم بالمنطقة بل التقليل من الخسائر نتيجة ثورة الشعوب ومن أهمها الثورة الاسلامية في ايران ومن تأثر بها كالربيع في تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا على التوالي بالرغم من محاولة الانحراف بالثورة أو تغيير وجهتها أو تلميع بعض رموزها دون الآخر لجرهم الى صراعات محلية واضعافهم جميعا ناهيك عن الحفاظ على الغدة السرطانية (اسرائيل) وتمددها.

ومن ذلك ما حدث في سوريا من مخطط بريطاني لغزوها ووقع أهلها في الفخ وكان لتركيا الأطلسية دَور عملي واضح حيث هي الممر الرئيس للمشكلة وخلط الأوراق بين عوام العرب والمسلمين في السياسة الدولية والمخططات الكبرى فالثورة هي الاسراع بخطوات الشعوب لنيل مرادها في الاستقلال والتنمية وقد يتعتر هذا الاسراع بالعوامل الداخلية والخارجية سلبا وايجابا ومكانا وزمانا.


بقلم: السيد مصطفى بن نصر بعيو

كاتب ومحلل سياسي ليبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى