فتوى الشيخ محمد عبد الرحمن بن نصر بوجوب الجهاد في فلسطين

أهل البيت في ليبيا

فتوى وجوب الجهاد في فلسطين للعلامة المجتهد الشيخ محمد عبدالرحمن بن نصر: أقول إن بعض الطلبة لضعف في قلبه أو جهل في سياسة وقته وحكم ربه وسنته في خلقه يقول إن جهاد فلسطين ليس مطلوبا من الليبيين لعدم قدرتهم على الألة الوقتية(1) والبعض يقول ليس لنا سلطان فكأنه يرى أن الفرائض الشرعية مبنية على امارة السنوسي أو سلطة بني عثمان والبعض يضعف المسلمين ودول العربان ويثبطها عن جهاد العدو وينتصر لليهود والطليان وهؤلاء لا شك أنهم من حزب الشيطان فباؤا بالخسران ولا يختلف في كفرهم اثنان كما أفتى به علماء الأزهر الأن(2).

قلت:

كايطاليا لم ترعوي عن جهالة – وصايتها تبغي فللمال تمنح

حمايتها كفر وحبها ردة – بذلك أهل العلم نصوا وصرحوا

وبالجملة فالجهاد في سبيل الله فريضة والتولي يوم الزحف كبيرة كما قال ابن أبي زيد(3) فالجهاد في فلسطين الآن أو في ليبيا فرض عين إذ العدوان أتى بلاد المسلمين يجب قتاله عليهم فان عجزوا عن قتاله وجب عن من يليهم من المسلمين فهنا عجز عرب فلسطين بل ودول العرب أجمعين فيجب الجهاد في اليهود على الليبيين وعلى بقية المسلمين ولذلك أرسلت نجدات ليبيا والتونسيين ولا يوهن ذلك ترجيعهم من المصريين لأنها مسألة جزئية وقتية عربية لا تُسقط الوجوب.


(1)- الألة الوقتية: يقصد بها استخدام المعدات التقنية والأسلحة الحديثة والتي يتفوق بها الغرب والدول الأجنبية على العالم العربي والإسلامي.

(2)-فتوى علماء الأزهر عام 1947م: بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية المسجد الأقصى؛ حيث قام علماء الأزهر بتوجيه ندائهم إلى أبناء الإسلام بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية الأقصى، وذلك بعد قرار تقسيم فلسطين الذي وافقت عليه الجمعية العموميَّة للأمم المتحدة في 29 /11/ 1947م والذي يقضي بإقامة دولة يهوديَّة وأخرى فلسطينيَّة على أرض فلسطين، وهو القرار الذي يُعدُّ اليوم أساساً لما يسمى بقرارات (الشرعية الدولية) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقد وقَّع على هذه الفتوى (26) عالماً من علماء الأزهر، كـان مـنهـم: الشيـخ محمـد حسـنين مخـلوف، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد دراز، وغيرهم من أهل العلم والفضل والدين وممَّا جاء في هذه الفتوى قول العلماء: (إنَّ قرار هيئة الأمم المتحدة قرار من هيئة لا تملكه، وهو قرار باطل جائر ليس له نصيب من الحق والعدالة؛ ففلسطين مُلك العرب والمسلمين بذلوا فيها النفوس الغالية والدماء الزكيَّة، وستبقى إن شاء الله مُلك العرب والمسلمين رغم تحالف المبطلين، وليس لأحد كائناً من كان أن ينازعهم فيها أو يمزقها).

(3)- ابن أبي زيد القيرواني: هو عبد الله أبو محمد بن عبد الرحمن أبي زيد القيرواني، ولد بالقيروان في تونس سنة 310هـ الموافق 922م وهو من أعلام المذهب المالكي وقد لُقِّب بـ “مالك الأصغر”، وكان إمام المالكية في وقته، وأشهر مصنفاتهكتاب الرسالة،وتوفي سنة 386هـ الموافق 996م وعمره 76عاماً وقد قال ما نصه في الرسالة باب الجهاد ص 346:( والفرار من العدو من الكبائر اذا كانوا مثلي عدد المسلمين فأقل فإن كانوا أكثر من ذلك فلا بأس بذلك ويُقاتل العدو مع كل بر وفاجر من الولاة).

ترجمة: الامام المجتهد الفقيه المالكي الشريف الشيخ محمد عبدالرحمن بن نصر أحد كبار علماء ليبيا والعالم الاسلامي (1902-1983م) من مواليد مدينة مصراتة الليبية وبها توفي رحمه الله تعالى وله عدة أعمال ومؤلفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى