ترجمة الإمام محمد المهدي السنوسي

السيد محمد المهدي بن السيد محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي الحسني: ولد عام 1844م (في الزاوية البيضاء) بمدينة البيضاء في ليبيا أبوه هو الإمام السيد محمد بن علي السنوسي المعروف والمشهور بالسنوسي الكبير وله أخ أصغر منه بعامين اسمه السيد محمد الشريف يصل نسبه إلى ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي.

محمد المهدي السنوسي هو والد الملك الليبي محمد ادريس السنوسي(أول ملك لليبيا بعد الإستقلال).

لما توفي والده كان محمد المهدي السنوسي لا يزال حدثاً، فأقيم مجلس وصايا من عشرة من الشيوخ، ليعنى بأمر السنوسية إلى أن يبلغ المهدي رشده. ولما تم ذلك اعتنى هو بإدارة السنوسية وتوجيهها، وانصرف أخوه محمد الشريف إلى الشؤون التعليمية وكان يضرب به المثل في قوة الحفظ والذاكرة حتى أنه يحفظ الورقة التي يقرأها من أول نظرة.

عائلته:

حكمه (1859 م – 1902م):

في زعامة محمد المهدي السنوسي (1859 م – 1902 م) وصلت السنوسية إلى ذروة قوتها وانتشارها، ومما عمله محمد المهدي السنوسي، في سبيل التمكن من الإشراف المباشر على هذه الامبراطورية الواسعة، نقل مركز السنوسية من الجغبوب إلى الكفرة (1895). التي أصبحت “المركز التجاري الرئيسي” الذي تلتقي فيه القوافل من جميع أنحاء أفريقيا الوسطى والشمالية، وكان هؤلاء التجار وقوافلهم سبيلاً لنشر الإسلام في الجهات النائية، ومركز الإدارة السنوسية كان في “التاج” ومنها وصلت الدعوة السنوسية، حاملة الإسلام إلى بلاد كور وتبيستي وبركو واندي ودارفور ووادي وكانم وتشاد وأزقر وبغرمي. كما أسس بها مكتبة الكفرة.

بعد وفاة أبيه تمت مبايعته من كبار العلماء والشيوخ في الحركة السنوسيه فكون مجلساً أعلى من كبار الشخصيات، وكان يعين في كل زاوية تتبعه خليفة يدير شؤونها، ويقوم بتعليم الأولاد، ورعي الماشية، والزراعة وينفق منها على الزاوية وما يفيض عنه يرسله إلى الشيخ السنوسي، فأصبح يجبي أموالا ضخمة.

بدأت الحركة السنوسيه في عهده تاخذ طريقا لإقامة دولة ليبيا الحديثة فرتبت أمور التعليم والصناعة والزراعة والتجارة واستصلاح الأراضي والنقل والتموين والبريد.

خاف السلطان عبد الحميد الثاني عاقبة أمره، فشعر الشيخ بذلك فرحل سنة 1312 هـ إلى واحة الكفرة وانتقل منها إلى وداي حتى توفي فيها يوم الأحد 24 صفر 1320 هـالموافق 2 يونيو 1902 م. وخلفه ابن أخيه واسمه: أحمد الشريف السنوسي بن محمد الشريف السنوسي.

وخطب ود السيد محمد المهدي السنوسي غير مرة، فقد رغب المهدي السوداني في محالفته، وطلب العرابيون مساعدته 1882 وتقدمت إليه إيطاليا راغبة في الاتفاق معه على مقاومة التقدم الفرنسي في تونس (1881) وحتى السلطان العثماني طلب منه العون في حربه ضد الروسيا (1876- 1878) وجرب الألمان أن يحصلوا منه على عون ضد فرنسا في أفريقيا (1872) لكن السيد محمد المهدي السنوسي رفض جميع هذه العروض والطلبات، وفضل أن يظل بمنأى عن النزاع الدولي، ليتم له نشر الإسلام وإصلاح أحوال المجتمع المسلم الذي نذر نفسه له، شأن أبيه من قبل.لكنه اضطر هو وخلفه إلى محاربة الفرنسيين، لما تقدم هؤلاء إلى أواسط أفريقيا، رغبة منهم في سبق السنوسية إلى السيطرة على تلك الأصقاع، كما اضطر خلفه، السيد أحمد الشريف إلى محاربة إيطاليا لما غزت ليبيا سنة 1911م وصدر له مرسوم من السلطان العثماني ينيبه عنه بمنصب نائب السلطان في أفريقيا وخاض معارك الجهاد أيضا ضد الاحتلال الإنجليزي في مصر.

وفي الوقت الذي توفي فيه السيد المهدي (1902) كانت السنوسية قد بلغت الذروة في الإنتشار، والباحثون متفقون على أنه كان لها آئنذ 146 زاوية موزعة على النحو التالي:

برقة 45، مصر 21، الحجاز 17، ايالة طرابلس 18، فزان 15، الكفرة 6، السودان 14

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى