قصيدة:(سر باب الوصول) الشيخ أحمد البهلول

أِذُوبُ اشْتِياقاً وَالْفُؤَادُ بِحَسْرَةٍ . . . . . وَفي طَيِّ أحْشَائِي تَوَقُّدُ جَمْرَةٍ

مَتَى تَرْجِعُ الأَحْبَابُ مِنْ طُولٍ سَفْرَةِ . . . . . أَحِبَّةَ قَلْبي عَلّلُوني بِنَظْرَةٍ

فَدَائي جَفَاكُمْ وَالْوِصَالُ دَوَائي

رَحَلْتُمْ وَخَلَّفْتُمْ فُؤَادِي مُعَذَّبَا . . . . . يَهيمُ بِكُم بَيْنَ الْمَرَابعِ والرُّبَا

وَفي كَبِدِي نَارٌ تَزِيدُ تَلَهُّبَا . . . . . أَحِنُّ إلَيْكُمْ كُلَّما هَبَّتِ الصَّبا

فَيَزْدَادُ شَوْقي نَحْوَكُمْ وَعَنَائي

عَدِمْتُ نَعِيمي فِي هَوَاكُمْ وَرَاحتي . . . . . عَسَاكُمْ تَجُودُوا أَوْ تَرِقُّوا لِحَالَتي

وَمَا كَانَ بُعْدِي عَنْكُمُ مِنْ إرَادَتي . . . . . أُكَابِدُ أَحْزَاني وَفَرْطَ صَبَابَتي

وَلَم تَرْحَمُوا ذُلِّي وَطُولَ بُكَائي

نَزَحْتُ دُمُوعِي مِنْ بُكاَئي عَلَيْكُمُ . . . . . وَلَمْ تَنْظُرُوا حَالي وَذُلِّي لَدَيْكُمُ

أسر فؤادي بالهوى في يديكم . . . . . أرعى نجوم الليل شوقا إليكم

وذاك الرغبي في الهوى وشقائي

إذا ما ذكرت الجدع اللبان واللوى . . . . . يهيم غرامي بصبابتي والهوى

إلَى اللهِ أَشْكُو مَا أُلاَقي مِنَ النَّوى . . . . . أيَا صَاحِبي كُنْ لي مُعِيناً عَلى الْهَوى

فَعُمْري بِهِ ولّى وعَزَّ عَزائي

تكدّر عيشي بَعْدَ بُعْدِ أَحِبَّتي . . . . . وَفَارَقَني مَنْ كَانَ سُؤْلي وَمُنْيَتي

أيَا عَاذِلَ الْمُشْتَاقِ دَعْني بِحَيْرتي . . . . . أعِرْني جُفُوناً لا تَجِفُّ فَمُقْلَتي

رَقَا دَمْعُها فَاسْتُبْدِلَتْ بِدِمَاءِ

عَلِقْتُ بِأَحْوى مَالَهُ مِنْ مُمَاثِل . . . . . حَكَى غُصْنَ بَانٍ مَائِسٍ فِي غَلاَئِل

إذَا رُمْتُ أسلو عَنْ حَبيبٍ مُمَاطِل . . . . . أبَى الْقَلْبُ أَنْ يصغي إلىَ قَوْلِ عَاذِل

وَلَوْ لَحَّ بي فِي غُدْوَتي وَمَسَائي

تَرَى الْعَيْشَ يَصْفُو بَيْنَ تلْكَ المَرَابِعِ . . . . . وَيُطْفى لَهِيبٌ قَدْ ثَوَى فِي الأَضَالِعِ

وَقَدْ مَرَّ عُمْري ضَالِعاً فِي المَطَامِعِ . . . . . أُرَجْي وِصَالاَ مِنْ حَبيبٍ مُمَانِعِ

يُخَيِّبُ عَمْداً بِالْبعَادِ رَجَائي

حبيبٌ مٌقِيمُ فِي فُؤَادٍ مُشَرَّدِ . . . . . وَشَوْقي إلَى خَيْرِ الأْنَامِ مُحَمَّدِ

أُنَادِي وَدَمْعُ الْعَيْنِ فِي الخَدِّ مُسْعِدِي . . . . . أمَا دَانَ غَيِّي أنْ يَزُولَ فَأَهْتَدي

إلى خَيْرٍ دَانٍ فِي الأْنَامِ وَناَءِ

نَبيٌّ شَفِيعٌ حَازَ كُلَّ الْفَضَائِلِ . . . . . بِهِ افْتَخَرَتْ أصْحَابُهُ فِي الْقَبَائِلِ

وَقَدْ ظَهَرَتْ رَايَاتُهُ بِدَلاَئِلِ . . . . . أجلُّ الْوَرى قَدْراً وَأَصْدَقُ قَائِلِ

غَدَا عُدَّتي فِي شِدَّتي وَرَخائي

فُؤَادِي الْمُعَنَّى يَشْتَكِي فَرْطَ صَبْرِهِ . . . . . وَجَفْنِي يُرَاعِي مَطْلَعاً فِي سُحَيْرِهِ

مَشٌوقاً لِمُخْتَارٍ يَسِيرُ لِسَيْرهِ . . . . . إمَامٌ إذَا ضَاقَتْ شَفَاعَةُ غَيْرهِ

لَدَى الْحَشْرِ أَلْفَيْنَاهُ رَحْبَ فِنَاءِ

أمِيلُ إلى ذاك الْحِمَى وَطَرِيقِهِ . . . . . وَأَهْفُو لَحِيِّ الْمُنحَنى وَفَرِيقِهِ

مَنَازِلَ بَدْرٍ هَدى بِشُرُوقِهِ . . . . . أشَارَ إلى الْمَاءِ الأُجَاجِ بِرِيقِهِ

فَعَادَ فرأتا فِيهِ كُلُّ شِفَاءِ

لِبُعْدِ المَدى قَدْ أَوْ قَدَ الْبَيْنُ جَمْرَةً . . . . . يُجَدِّدُ وَجَداً كُلَّ يَوْمٍ وَحَسْرَةً

وَطُولَ اشْتِيَاقي لِلَّذِي حَلَّ حُجْرَةً . . . . . أَمَا كَلَّمَتْهُ ظَبْيَةُ الْوَحْشِ جَهْرَةً

أمَا أَتْحَفَ الأَْعْمى بِمُقْلَةِ رَاءِ

سَأَلْتُكَ عُجْ نَحْوَ الْعَقِيقِ مَعَ الْحِمى . . . . . وَسَلَّمْ عَلَى الْمَبْعُوثِ إنْ كُنْتَ مُغْرَمَا

نَبيَّ كَرِيمٍ لاَ يَزَالُ مُعَظَّمَا . . . . . أَمَا نَحْوَهُ جَاءَ الْبَعِيرُ مُسَلِّمَا

وَشَاهَدَ نُوراً مُشْرقِاً بِضِيَاءِ

مُنَائِي مِنَ الدُّنْيَا أفُوزُ بِقُرْبِهِ . . . . . عَسَى الْقَلْبُ يَبْرَا مِنْ حَرَارَةِ كَرْبهِ

سَلاَمٌ عَلى آل النَّبيِّ وَصَحْبِهِ . . . . . أَطَاعَتْهُ أَهْلُ الأرْضِ وَاسْتَبْشَرَتْ بِهِ

مَلاَئِكَةٌ حِينَ ارْتَقى لِسَمَاءِ

مَكاَرِمُهُ تُنْيسكَ عَنْ طِيبِ أَصْلِهِ . . . . . وَرَاحَتُهُ تُغْنِيكَ عَنْ سَحِّ وَبْلِهِ

وَظُلْمَةُ أهْلِ الشِّرْكِ زَالَتْ بِعَدْلِهِ . . . . . أَقَرَّتْ جَمِيعُ المُرْسَلِينَ بِفَضْلِهِ

وَنَاهِيكَ عَنْ فَخْرٍ وَحُسْنِ سَنَاءِ

هَدَمْنَا بِهِ سُورَ الضَّلاَلِ وَرُكْنَهُ . . . . . وَقَدْ فازَ عَبْدٌ فِيهِ حَقَّقَ ظَنَّهُ

مُحَيَّاهُ مِثْلُ الْبَدْرِ تَنْظُرُ حُسْنَهُ . . . . . أتِيهُ بِهِ عُجْباً وَأَسْمُو لأَنَّهُ

بِهِ شَاعَ شِعْرِي فِي الْوَرى وَثَنَائي

يَبيتُ فُؤَادِي الْمُسْتَهَامُ بِهَمَّهِ . . . . . وَلاَ رَاحِمٌ يُبْرِيهِ مِنْ دَاءِ سُقْمِهِ

وَكُلُّ شِفَائي أَنْ أُنَادِيَ بِاسْمِهِ . . . . . أتَيْتُ لَهُ مُسْتَشْفِعاً بِابِنِ عَمِّهِ

وَبضْعَتِهِ وَالْفِتْيَةِ النُّجَبَاءِ

إلِهي يَدُ الْعَاصِي لِنَحْوِكَ مَدَّهَا . . . . . وَكَمْ خَلَّةٍ مَقْصُودَةٍ لاَ تَرُدُّهَا

وَتُبْدِي لَهُ نَعْمَاءَ لاَ يُحْصى عَدُّهَا . . . . . إلَيْكَ يَدِي مَبْسُوطَةٌ لاَ تَرُدُّهَا

مِنَ الْعَفْوِ هَبْ لِي يَا سَمِيعُ دُعَائِي

دَعَوْنَاكَ بالْهادِي الشَّفِيعِ مُحَمَّدِ . . . . . نبيِّ الْهُدى يَنْجُو بِهِ كل مُهْتَدَ

مَحَبَّتُهُ ذُخرِي وَسُؤْلي وَمَقْصِدي . . . . . أجِرْنَا جَمِيعاً مِنْ عَذَابِكَ سَيِّدي

وَكُنْ مُستَجيباً سَامِعاً لِدُعَائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى