ليبيا المالكية تطلق معركتها ضد التشيع

قالت مصادر مطلعة إن الحكومة قررت منع الاجانب والعرب الذين يدخلون اراضيها وعلى جوازاتهم أختام تشير إلى زيارتهم إلى ايران في إجراء احترازي على ما يبدو للتصدي لحملات التشيع التي انتشرت بقوة في البلاد مستغلة ضعف الدولة وأجهزة رقابتها في الفترة التي أعقبت سقوط نظام القذافي. ولم تؤكد طرابلس أو تنفي خبر منع زوار إيران من الدخول إليها، لكن المصادر التي تقول إنها استقت معلوماتها من السفارة اللبنانية في ليبيا، أكدت أن السلطات المختصة في مطار طرابلس “شرعت في تطبيق إجراءات المنع على اي أجنبي أو عربي من دخول البلاد اذا تبين لها أن المسافر حامل جواز السفر سبق ان دخل إيران بموجب تأشيرة دخول مثبتة على صفحة من الجواز”.

واعلنت السفارة اللبنانية أن عددا من اللبنانيين الذي كشفت جوازات سفرهم عن زيارات سابقة لهم إلى إيران منعوا من دخول التراب الليبي. ويرتبط لبنان الذي تعيش فيه طائفة شيعية كبيرة العدد ومتنفذة أبرزها حزب الله الحليف القوي لطهران بعلاقة قوية مع إيران تجعل من السهل على اللبنانيين الشيعة على وجه الخصوص السفر منها وإليها دون عقبات تذكر، ولعل هذا ما جعل أكبر عدد من الممنوعين من دخول ليبيا يكون من اللبنانيين إلى حد أثار معه انتباه السفارة اللبنانية لقرار المنع.

وتخوض ليبيا التي يدين جميع مسلميها بالمذهب المالكي، منذ سقوط نظام القذافي، معركة مفتوحة مع التشيع الذي ينتشر بشكل سريع فيها ما جعل عددا كبيرا من رجال الدين فيها، إلى إطلاق صيحة فزع من المارد الطائفي القادم إليها من إيران الشيعية الصفوية مع ما يمثله ذلك من خطر على التجانس المذهبي في البلاد. وفي كانون الاول 2012، ذكرت وسائل إعلام ليبية، أن آلاف المواطنين يتركون المذهب السني ويعتنقون المذهب الشيعي في ظاهرة غريبة انتشرت في المجتمع الليبي بشكل كبير جدا بعد سقوط القذافي.

وقال البعض من تلك المصادر الإعلامية إن حوالي 5 آلاف شاب ليبي مراهق اعتنقوا المذهب الشيعي، بعد غياب الرقابة التي مكنت عددا من الشيعة في ليبيا من التبشير والدعوة لمذهبهم في ليبيا بلا رقيب. ويتركز الشيعة في طرابلس، وفي شرق البلاد وخاصة في مدينة بنغازي وضواحيها، فيما ذكرت مصادر أن المئات من الشباب الليبي سافروا الى ايران لتعلم المذهب الشيعي. وأكدت رئيس لجنة الأوقاف بالمؤتمر الوطني الليبي، محمد الوليد في تصريحات صحافية نقلت عنه نهاية العام 2012 أن “بعض الدعاة إلى المذهب الشيعي يقومون بشراء أراضي باسم الحوزة الشيعية في ليبيا، مشيرا إلى أنهم يهدفون إلى تأسيس مؤسسات ومراكز للتشيع”.

وقاطعت إيران ولبنان ليبيا القذافي منذ نهاية سبعينات القرن العشرين بسبب أزمة قضية الإمام الشيعي موسى الصدر الذي اختفى بعيد زيارة له إلى ليبيا بتاريخ 25 آب/ أغسطس العام 1978 برفقة الشيخ محمد يعقوب والصحافي اللبناني عباس بدر الدين ولم يعرف عن مصيرهم شيئا منذ ذلك الحين وإلى حد الآن. وكان الامام الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع العقيد معمر القذافي لكن السلطات الليبية التي اعترفت فعلا بزيارة الصدر ومرافقيه إلى طرابلس نفت لقاءه بالقذافي وقالت بعد حوالي اسبوع من اختفائه إنه غادر ليبيا في اتجاه العاصمة الإيطالية روما. ولم يكن وعلى خلفية هذه الازمة مع ايران وحركة أمل وحزب الله اللبنانيين ان يسمح القذافي بأي نشاط تشييعي في البلاد كما لم تكن ليبيا من الوجهات المحبذ السفر إليها من الإيرانيين او اللبنانيين الشيعة، وهم الذين مايزالون يطالبون ليبيا بكشف حقيقة الإمام موسى الصدررغم سقوط النظام ومقتل القذافي على ايدي المحتجين العام 2011.

ويقول مراقبون إن حملة التشييع المسعورة في البلاد، ربما تأتي في سياق “الانتقام” الشيعي من ليبيا ومجتمعها السني واخذا بثارات الصدر وحتى يقولوا له في النهاية “إننا حولنا الأرض التي قتلت فيها إلى حاضنة لمذهبنا”. وفي يونيو/حزيران 2012، حذَّر رئيس المجلس الأعلى للإفتاء بليبيا من محاولة الإيرانيين التدخل في الشأن الليبي الداخلي بمحاولة نشر التشيع في البلاد.

وقال الشيخ الصادق الغرياني في طرابلس إنه تم ملاحظة نشاطات مشبوهة ومشينة من قبل إيران والإيرانيين داخل ليبيا حيث يتم نشر الكتب والكتيبات وإقامة المعارض ودعوات مستمرة للتشيع. واشار إلى أن الإيرانيين يستدرجون الشباب الليبي وعامة الناس لدعوات مجانية لزيارة طهران ومنحهم إقامات في فنادق فخمة بزعم أن إيران تساعد ليبيا. وأكد أن عائلات ليبية قد اتصلت بدار الإفتاء تحذر من أن يتحول أبناؤها إلى “مذاهب ملحدة مثل المذهب الأحمدي أو غيرها من المذاهب التي لا أصل لها”. كما حذَّر العديد من خطباء المساجد في ليبيا من خطورة ما تقوم به إيران من نشر التشيع في ليبيا، داعين أولى الأمر والأسر الليبية إلى التصدي لهذه “الألاعيب الإيرانية من تدخل في الشأن الليبي الداخلي ونشر الفتنة بين أبنائه”.

————————————————————————————————————

موقع عين ليبيا الإخباري التابع لجماعة الإخوان المسلمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى