اردوجان تركيا وحلم امبراطورية العصملي!
هذا الاردوغان التركي المتهوّر الحالم بعودة امبراطورية اجداده، الا من احد ينبهه ويزجره عن سيئات اعماله بتدخلاته السافرة في الدول العربية؟! للأسف وبكل مرارة نحن نعلم انه لولا العملاء والخونة باعة الوطن عديمي الضمير من أبناء جلدتنا، لما وجد الى اقطارنا سبيلا! هو اليوم يتصرف وكأنه الوصي على العرب في بعض دويلاتهم، بعد ان استطاع بخبث ودهاء كبير الضحك على الكثير من حكامهم واهما إياهم بأنه نصير الإسلام والمسلمين ودرعهم الواقي ، فأتبعه البعض المغفّل مثل حكام قطر ومن يدور في فلكهم التائه منسلخين عن اطارهم الجغرافي والاجتماعي.
اني لا اجد في هذا الزعيم التركي الا عنصرية مقيتة لقومه، واندفاعا نزقا نحو الوصول الى الشهرة والمجد من خلال سدة الحكم! فهو يسعى واهما لحكم اكبر عدد من الدول والشعوب البائسة التي يحاول بعض أبنائها استغفالها بسم الدين، ولذلك فهو يقدم بسخاء كل الأموال اللازمة لتمكينه وزبانيته، من حكم العالم الإسلامي، رافعا شعارات فضفاضة، مستغفلا الكثير من العقول الراكدة، التي وجدت نفسها مهمشة وغير فاعلة في بلدانها، حيث عجز حكامها على توفير العيش الكريم لهم من خلال فرص العمل الشريف الذي تفرَغ فيه طاقاتهم الكامنة، فوقعوا صيدا ثمينا لمغامرات اردوغان ورهطه ليسخّرهم أدوات طيّعة لتحقيق حلمه الكبير في زعامة العالم الإسلامي وعودة امبراطورية العصملي!
ان سياسة التمكين التي تنتهجها بعض التيارات الإسلامية المتشددة، بحجة الدولة الإسلامية الواحدة ودولة الخلافة الواحدة وأمة المسلمين، كلها تجد الدعم من زعيم الترك “اردوغان”، الذي يطمح ان يكون ولي امر المسلمين، وخليفتهم ومرشدهم الآوحد، وهذا ما يدفعه الى التواصل مع زعمائهم وقادتهم، ويوفر لهم اقامات مريحة في بلده تركيا، وهو ما يدفعه للتخطيط والتنسيق معهم لتهيئة الظروف لإعلان الدولة الإسلامية المزعومة!، ولقد تكشّفت هذه الحقائق بعد ثورات ما يسمى “الربيع العربي ” في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا، اذ تولّى اردوغان تركيا علنا دعم الثورات، وتدخل ماليا عسكريا وسياسيا حتى اطيح بأنظمة تلك الدول ماعدا سوريا ولا يزال يتدخل.
أيها الليبيون وانتم جزء من حلم اردوغان، لا تصدّقوا ان اعانات وصدقات اردوغان لكم وكلامه المعسول عن نصرة الاسلام والمسلمين صحيحا، فهو يدس لكم سما زعافا في عسل مغشوش، ان حرصه على أموال شركاته في ليبيا تسيل لعابه، لكنه لا يرعوي ان يبيدكم جميعا في سبيل نصرة اتباعه من بني جلدتكم، من الاخوان المسلمين وغيرهم من التيارات الإسلامية المتشددة، الذين يحاولون ان ينهبوا ما تبقى من ثرواتكم، ليفقروكم ويتسنّى لهم من بعد التحكم فيكم تحت ضغط الفقر وعوز الحاجة.
أيها الليبيون ان جولات “اردوغان تركيا” الأخيرة في كل من السودان والجزائر وتونس تهدف الى انشاء طوق يحاصركم به، بعد ان عجز عن اختراق مصر التي وجّهت له ضربة قاسية في الصميم، وجعلته يلهث وراء كسب ود دول أخرى للضغط عليها ومحاصرتها، ان قضية السفينة المحمّلة بالمواد المتفجرة والقادمة من تركيا قاصدة ليبيا، ترسّخ في الاذهان حقيقة الدور الاوردغاني التركي الخبيث!، الذي صار يتكشّف كل يوم جديد، قصد زعزعة استقرار بلدنا من خلال دعمه المباشر للعناصر المتشددة التي تعمل على ارهابنا، وهو بذلك يلزمنا بالوقوف في وجهه، والتصدي لسياسته التدخليّة في شأننا الخاص.
لكن وجب علينا ايضا ادراك، ان اردوغان وغيره من الذين يتدخلون في شأننا الداخلي، ويعملون على استمرار الفوضى بيننا، ما كان لهم ليفعلوا ذلك لولا وجود أدوات ليبية يستعملونها من بين أبنائنا، ويستغفلونها بدواعي دينية تارة وبدواعي ماديّة تارة أخرى، وهو ما يدفعنا الى محاربة هذه الزمر وقطع الطريق عليها لتحقيق أهدافها الخبيثة ، وإذا ما ثبت صحة تورط اردوغان تركيا في قضية السفينة المحتجزة في اليونان، فإن الأمر يتطلب الاسراع في تحريك ورفع دعاوي قضائية امام محاكم ليبية ودولية، في كل من يشتبه في تورطه في قضية السفينة، ابتداء بالليبيين ومرورا بالجهات الدولية المتعاونة معهم، وصولا الى السلطات الاوردغانية التي ترعى ذلك عن سبق إصرار.