مصادرة الكتب في ليبيا وقمع أصحاب المكتبات
البيان وصف الحادثة بـ”الإرهاب الفكري وتكميم الأفواه ومصادرة الفكر والرأي”، مُديناً “كلّ محاولات مصادرة الكتب، والحجر على الرأي، والتضييق على الفكر مهما كانت المبرّرات”، كما استنكر كافّة دعوات التكفير وترهيب الكتَّاب من على منابر المساجد.
وطالب الموقّعون على البيان بضرورة إعادة شحنة الكتب إلى أصحابها وإطلاق الحريات الفكرية وإفساح المجال لذوي الرأي والقلم.
كانت مديرية أمن المرج، التي تعتبر قاعدة عمليات حفتر، قد نشرت صورة أمس الأحد لشحنة كتب قامت بمصادرتها، وقالت بأنها “تدعو إلى التشيُّع واليهودية والنصرانية والصوفية والإخوان المسلمين والعلمانية والإباحية والإلحاد”.
وظهر خلال الفيديو المنشور رجل دين يؤكد أنه وأنصاره “اتخذوا قراراً بمصادرة الكتب لأنها تمثّل غزواً فكريّاً”، ما دعا نشطاء ليبيين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إطلاق هاشتاغ: “الكتب تُقرأ ولا تُصادر”، ليعكس الانتقادات المتواصلة حيال أوضاع الكتّاب والمثقفين في شرق البلاد.
من جهته، قال الكاتب الليبي منصور بوشناف إن “ما حدث مؤشر خطير إلى أن الصراع في ليبيا هو بين تيارات فاشية دينية وإن ارتدى بعضها ربطات عنق”، مضيفاً في تعليقه الذي حمل عنوان “القبض على دواعش بالمرج” أنه “من ضمن المقبوض عليهم: “شياطين” دويستوفيسكي و”بروتوكولات حكماء بني صهيون” وكتب دان براون، و”سأخون وطني” لـ محمد الماغوط”.
ورأى الشاعر عبد الوهاب قرينقو أن “ما حدث في المرج عار آخر لو سكتنا عنه سيتحوّل إلى كارثة، فالذين من المفترض أن يكونوا حماة لأمن المواطن وأمانه يصادرون كتباً أدبية ومعرفية هي تماماً عكس ما يزعمون. ومن الواضح أنهم لا يقرؤون؛ هي كتب روائية وشعرية ونثرية لا علاقة لها بتهم المتطرّفين المتزمّتين المتطفّلين على عناصر الشرطة”.
وتابع “حادثة المرج تؤشّر على أنموذج للجهل معادٍ لكل ما هو معرفي وثقافي من دون تمييز أو حتى إدراك، ما يذكّرنا بمنتصف الثمانينيات يوم أحرق نظام القذافي الآلات الموسيقية، وفي الفترة نفسها أحرقت في مصر آلاف النسخ من الكتاب الأدبي التراثي ألف ليلة وليلة.