نداء استغاثة من الأشراف الأدارسة ضد همجية وجرائم السلفية
الفكر السلفي المتطرف يحاول اشعال الفتنة بهدم أضرحة الصالحين والأماكن التاريخية لآل البيت في ليبيا
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد الروؤف الرحيم وعلى آله من حازوا أعلى مراتب الشرف والتكريم
نحن أحفاد وذرية آل بيت النبي الأشراف الأدارسة بليبياالحرة نتقدم بطلبنا هذا إلى سادتنا أصحاب المقام العلي والفخر الجلي أصحاب السيادة أهل السبق والريادة أعضاء المجلس الأعلى للسادة الأشراف الأدارسة في ليبيا الحرة وغيرها من البلدان وإلى رئاسة المجلس الإنتقالي بليبيا الحرة وإلى اللجنة الأمنية بالمجلس الإنتقالي وإلى المجالس المحلية وإلى وزارة الأوقاف والمساجد وإلى كل من يهمه الأمر:
نحن أشراف ليبيا الحرة كافة نستنجد بالله والرسول ثم بكم نشتكي ونقول لا لطمس تاريخنا ولا لطمس هويتنا ولا للاسأة للأشراف والأولياء والعلماء ولا لهدم أضرحة أجدادنا حيث انه قام مجموعة من أهل الفجور بالتجري على الله والرسول وقاموا بما لم يقم به غيرهم من أعلاج دول غزتنا واحتلت أراضينا من أتراك أو أسبان أو جنود الدولة الفاشستية مع انهم تفننوا في تعذيبنا ومحاولة اهانتنا واذلالنا بشتى الطرق ولكن ما قاموا بما قام به أبناء جلدتنا واخوتنا في الوطن والدين من نبش قبور أجدادنا واخراج رفاتهم وحرقها بالنار ورميها في المزابل وتهديم الزوايا والمدارس والمساجد الملحقة بهم وكل ذلك تحت مرأى ومسمع المجالس المحلية مما ينحرف بالثورة المباركة عن مسارها وأهدافها وقد أصبحنا كمن استجار من الرمضاء بالنار خرجنا من حكم ظالم طاغي هتك الأعراض ونبش القبور واستهان بالمقدسات كما لا يخفيكم ما قام به من نبش مقام شيخنا وسيدنا الإمام محمد بن علي السنوسي الادريسي ونبش قبور زوجاته وأولاده ونبش قبر سيدي الإمام محمد الشريف السنوسي الادريسي و سيدي الشريف عمران بن بركة الفيتوري الادريسي وهدم المسجد الجامع والزاوية بالجغبوب ونبش قبر سيدي عثمان الضعيفي الفيتوري الادريسي ونبش قبر سيدي هاشم ونبش قبر سيدي امقرب ونبش قبر سيدي احمودة بطرابلس وهدم مسجده ونبش قبر سيدي الهدار الحسيني بباب البحر بطرابلس ونبش قبر سيدي محمدالشريف بمدخل ميناء طرابلس ومحاولة تهديم مقام سيدي علي الزرقاء السراري الادريسي ببني وليد ولكن الله أباد دولته وكسر شوكته وأفشل حيلته وانكس رايته حيث أصابته و من تبعه دعوة الملك الصالح سيدي محمدادريس السنوسي الادريسي رحمه الله وقد أمهله الله ولم يهمله لمحاولته اهانة وطمس آثار آل بيت النبي وتشويه تاريخهم وصورتهم والسخرية منهم وكان الله له بالمرصاد.
وقد قال جدنا الامام علي كرم الله وجهه (نحن آل بيت ما عادانا بيت إلا وخرب ولا نبح علينا كلب إلا وجرب) وذهب مدمر إلى مزبلة التاريخ ولكن أذياله وعبيده اندسوا بين صفوف الثوار وكونوا طابورا خامس ليكملوا ما ابتداه الطاغية الهالك فعاتوا في الأرض فسادا وجمعوا العدد والعدة ودبروا بليل لا بصبح واجمعوا رأيهم على نبش القبور وهدم الزوايا والمساجد المجاورة لأضرحة آل بيت النبي من أجل أن يقطعوا ذكرهم ويطمسوا تاريخهم ويكبتوا حيهم ويذلوا حرهم فقاموا بنبش قبر سيدي عبدالرحمن المصري بطرابس ونبش قبر سيدي عبدالكبير الادريسي بجنزور ونبش قبر سيدي أحمد ابورقية الفيتوري الادريسي بزليتن ونبش قبر سيدي حامد المغربي بقرقارش ونبش قبر سيدي محمد الامام السراري الادريسي بمنطقة الظهرة بطرابلس ونبش قبر الشيخ العالم سيدي عبدالله القراضي الادريسي بغوط الشعال بطرابلس مع أنه مدفون بمنزله الخاص ونبش قبر سيدي سالم أبوسيف بطرابلس ونبش قبر سيدي علي الزرقاء السراري الادريسي ببني وليد والتهديد بنبش قبر سيدي عبدالله الشعاب ابن اخت الامام مالك بطرابلس وبنبش غيره من المقامات الطاهرة الشريفة.
أترون أن ذلك جاء عن حسن نية حيث قالوا نريد أن نجعل البلد بلد ايمان وتوحيد قبحهم الله متى كانت بلادنا بلد كفر وشرك ؟ ما عهدناها كذلك وقد وجدنا شريعتنا الاسلامية تحرم نبش القبور والتعدي عليها وعلى حرمتها لأن الله تعالى جعل حرمة المسلم من أكبر الحُرمات ، وأوجبها صوناً على المسلمين والمسلمات ، وهذا ما فهمه السلف قبل الخلف ؛ فقد روى ابن حبان و الترمذي بإسنادٍ حسن أن عبد الله بن عمر نظر يوماً إلى الكعبة فقال : ( ما أعظمَكِ و أعظمَ حُرمتِكِ ! و المؤمنُ أعظم حُرْمةً مِنْكِ ) .
و حرمة المسلم غير مقيدة بحياته،بل هي باقية في الحياة و بعد الممات ويجب صونها والذب عنها في كلّ حال ،وعلى كلّ حال .
روى البخاري أن عبد الله بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما شهد جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها بِسَرِفَ فَقَالَ 🙁 َذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلا تُزَعْزِعُوهَا وَ لا تُزَلْزِلُوهَا وأرْفُقُوا ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله [ كما في فتح الباري ] : يُستفاد من هذا الحديث أنَّ حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته وفيه حديث (كسْرُ عَظْمِ المؤمن ميْتاً كَكَسرِهِ حياً ) أخرجه أبو داود و ابن ماجه و صححه ابن حبان . اهـ .
ولا شك أن في نبش القبور و نقل ما فضل من آثار الموتى في الألحاد، انتهاك حرمةٍ أوجب الله تعالى حفظها وصيانتها والدفاع عنها وأما استدلالهم بحديث يرويه اَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ فقال علمائنا الأعلام ان القبور المأمور بها كانت قبور المشركين وليس قبور الصحابة وأموات المسلمين لأنهم كانوا يدخلون البلدان للفتح فيسوون ما بها من قبور جعلت لطواغيتهم والهتهم ولم يكن بها قبور قائمة للمسلمين فلا تجعلوا الأحكام التي شرعت في حق الكفار والمشركين تطبق على اتباع النبي الخاتم وأمة التوحيد وإن كان هذا صوابا لكان فعله من كان قبلنا من العلماء والمشايخ الا يكفكم دليلا على استحباب اشهار قبور أهل الفضل والصلاح ما أمر به النبي من اشهار قبر عثمان بن مظعون رضي الله عنه فعن المطلب بن أبي وداعة قال : لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا أن يأته بحجر ، فلم يستطع حملها فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحسر عن ذراعيه, قال المطلب : قال الذي يخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين حسر عنهما، ثم حملها فوضعها عند رأسه،وقال : أعلم بها قبر أخي ، وأدفن إليه من مات من أهلي. رواه أبو داود وكذلك ما فعله إمام اهل التوحيد سيدي محمد بن علي السنوسي الادريسي حيث أشهر مقام الصحابي الجليل سيدي رويفع الأنصاري ولم يكن مشهورا قبل قدوم الإمام ابن السنوسي رضي الله عنه.
وكما لا يخفيكم ما لهذه المقامات من المقاصد الحسنة وخصوصا قبور آل بيت النبي حيث لولا هذه المقامات لانطمست تواريخ وتراجم أهلها ولولا هذه المقامات لم يكن للقبيلة مرجع يجمعها ولولا هذه المقامات ماكانت مواسم الزيارات واجتماع الأحفاد والتواصل فيما بينهم في موسم سنوي ولولا هذه المقامات ماكانت حرمات يلجاء لها الخائف والهارب ولولا هذه المقامات ماكانت جلسات الذكر والعلم للخاص والعام ولولا هذه المقامات ماكانت موائد الفضل والصدقات.
ولكن نقول لهذا الطابور الخامس أو الخائس كفاية تمشدق وتلاعب بالدين ونحن كاشراف وذرية الأئمة من أهل البيت نقول لكم لا تنتهكوا حرمات الأموات ولا تنبشوا قبور أجدادنا وراعوا مشاعرنا كأبناء يروا قبور أبائهم تنبش وعظامهم تسرق وترمى اتقوا الله فينا كاحياء واتقوا الله في الأموات وها نحن نصرخ صرخة مدوية تشق عنان السماء صرخة مدوية تسمع الصم وتدمي القلوب صرخة مظلوم ليس دونها ودون الله حجاب صرخة نحاسب عنها كل من سمعها ولم ينصرها امام الله يوم القيامة وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
واختم قولي بكلام جدنا الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:
أمــــا والله إن الظـــــــلم شـــــــــــــؤمٌ . . . ولا زال المــــســـيء هو الظلـــــــــومُ
إلــــى الديــــــان يوم الديـــــن نمضــي. . . وعنـــــد الله تجـــــتمع الخـــــصـــــومُ
ســـتعلم فــــي الحســــاب إذا التــقينـــا. . . غــدا عنـــد المليــــك من الملــــوم؟
مقدم الطلب نيابة عنهم
الدكتور الشريف طارق بن علي القاضي السراري الحسني الادريسي
مستشار الرابطة العالمية للاشراف