«السلفية المدخلية» تخرج من الجحور في ليبيا


بعد سقوط القذافي، ظهر أتباع الشيخ ربيع المدخلى في ليبيا، والمعروفون باسم السلفية المدخلة وهدموا تراث الصوفية في ليبيا زواياهم ومقاماتهم، واستفزوا أتباع الطريقة السنوسية على وجه الخصوص، نظرًا لقوة السنوسية وكثرة أتباعها ونفوذها الكبير منذ عهد الملك إدريس السنوسي وشيخ المجاهدين عمر المختار، وشكل المدخلية دوريات ضد الرذيلة التي ركزت على مكافحة تهريب المخدرات، واستهلاك الكحول، وغيرها من الأنشطة التي تعتبر غير إسلامية، وتجسد ذلك بشكل بارز في قوة الردع الخاصة والجماعات المرتبطة بها.

ومع اندلاع الصراع بين تياري الكرامة والفجر في صيف 2014، انضمت جماعات المداخلة المسلحة للفصائل المتحاربة واليوم، مازالت تواصل القتال إلى جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر في الشرق، وأيضا مع كوكبة من الجماعات المسلحة المتحالفة مع مجلس الرئاسة في طرابلس.

لكن مقابلات في طرابلس ومصراتة وسرت وبنغازي، والبيضاء من أواخر 2015 إلى منتصف 2016 تكشف عن القلق العميق بين حلفاء المداخلة في كل من الشرق والغرب، سواء من قبل خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي أو القادة الميدانيين في مصراتة (سواء بالزي الرسمي أو المدني)، ووزارة الداخلية من الجانبين، بشأن القوة المتنامية لهذا التيار وأهدافه الخفية، وهو اشتباه يجد أسبابه في تقارير عن تمويل جهات خارجية لهذا التيار.

تقول مصادر ليبية أن تنامي الجدل حول أهداف هذا التيار، جعل خليفة حفتر يقدم على حل “كتائب التوحيد”السلفية، وأصدار قرارًا بتوزيع الضباط والمقاتلين على وحداته العسكرية الأخرى، لكن هذا الأمر أدى إلى انتشارهم أكثر، وأصبحوا يسيطرون على الكتيبة 302 التابعة إلى “الصاعقة”، بالإضافة إلى القوات الخاصة البحرية والكتيبة 210 مشاة، وكلها في بنغازي، وبعد مقتل العقيد كمال بزازة، الذي كان يعتبر أبرز قادة المدخلية مطلع 2015، برز أشرف الميار والنفاتي التاجوري وغيرهما، من المنتمين إلى التيار المدخلي، كأبرز أركان قوات الجيش الليبى، وأعطى قتال أتباع التيار المدخلي إلى جانب حفتر لمعاركه بعدًا عقائديًا، حيث اعتقد المداخلة أنفسهم الأمر الناهى في ليبيا مما جعل، “حفتر” يحذرهم كثيرًا من الأسلوب الخاطىء الذى يتبعونه.

ورغم التململ والقلق الذي يسود الشارع الليبي في شرق البلاد، وتزايد المخاوف غربها من تنامي نفوذ هذا المدخلي وأهدافه الغامضة، يواصل هذا التيار تحركاته وعملياته التخريبة، إذ دعا أسامة العتيبي، الذي يعتبر أحد أبرز دعاة التيار المدخلي، إلى زيارة ليبيا، ونشر فكر التيار، ونظم العتيبي، بموجب الدعوة، لقاءات، خلال الأسبوعين الماضيين، في أجدابيا شرقًا والزنتان غربًا، ودعا أنصار المداخلة الى هدم القبور الوثنية التى يعبدها الناس اعتقادًا منهم أنها تنفع وتضر على حد وصفه، مما جعل أتباع المداخلة تساندهم «كتائب سبل السلام السلفية»، بالانقضاض على ضريح محمد المهدي السنوسي والد ملك ليبيا الراحل “ادريس السنوسي”، حيث قاموا بنبش القبر وإخراج الرفات ووضعها في مكان غير معلوم.


موقع:أمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى