الزهايمر السياسي
ينبغي علينا تذكير من أصابه الزهايمر السياسي أن كتلة الوفاء للشهداء في المؤتمر الوطني، هي الجهة التي كانت وراء خلق عبدالله الثني من العدم والمجيء به إلى المشهد السياسي.
واستنادًا على التهديدات التي أطلقها منذ فترة رئيس الحكومة الإسلامية الوهّابية المؤقتة “عبدالله الثني” باعتقال وسجن كل موظفي الإدارات التي تحاول توحيد الجهود مع حكومة الوفاق، فإننا نُحمّل تلك الحكومة المسؤولية الكاملة عن سلامة كل المُختطفين، كما نحمل الأجهزة الأمنية التي لا يجيد أفرادها سوى إطلاق اللحى فوق البزات العسكرية وتلاوة الآيات وأحاديث السلف، المسؤولية عن موجة الخطف والإخفاء القسري التي ضربت الجبل الأخضر.
ونقول لكم لا تختبروا صبر الناس على الظلم أكثر من ذلك، فوقائع التاريخ القريب لن تعجز عن تكرار نفسها.
تتمثل وظيفة الشرطة في الحراسة المدنية، وتنظيم تطبيق القانون الوضعي، ومكافحة الجريمة. وليس من شأنها التنقيب عن عقائد المواطنين واحتجاز المثقفين، وإلا أصبحت شرطة للعقيدة، وصار رجالها زبانية في هيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل دولة الخلافة الإسلامية.
نستطيع فهم أسباب انتشار مظاهر الإسلام الشعائري بين أفراد المجتمع وأوساط الدعاة ورجال الدين. ولكن ما نعجز عن إدراك كُنْهه، هو انتشاره وغزوه لأجهزة الأمن التي تُقدّم للمواطن عناصر من الشرطة المُلتحين الذين يكفرون بالقوانين الوضعية، ويُسوّقون للشريعة الإسلامية والمذهب السلفي في غرف التحقيق، وعبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
عندما أراقب نشاطات ورسائل الجهات الأمنية المُلتحية التي تُرفق بياناتها بالآيات والأحاديث؛ وعندما أرى موجة الأسْلَمة المُرعبة وهي تدوس كل ما يصادفها، أدرك تمامًا أن داعش نجحت إيديولوجيا حيث فشلت عسكريا.
تبدو دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي تحارب الإرهابيين في حالة تماه معهم وسط مناخ نَشِط من عناصر التأثير المتبادل، ويبدو الجميع في حالة خوف وحرج دائمين من تهمة محاربة الشريعة الإسلامية، وهم يحاربون الجماعات الإسلامية التي تروّج للشريعة الإسلامية.
إن كل القوى المُناهضة للجماعات الإسلامية الإرهابية التي أفرزتها المجتمعات العربية الإسلامية، تدَّعي محاربتها للإرهابيين، ولكنها قطعا لا ولم تحارب الإرهاب؛ فالفارق بين المعنيين جوهري عند الحديث عن ظاهرة الإرهاب.
خليل الحاسي