العلامة الشيخ القطعاني يوجه كلمة للحاكم العسكري

أهل البيت في ليبيا

مع شكرنا الجزيل لسيادة الفريق عبد الرازق الناظوري على رسالته المنصفة الشجاعة بإعادة فتح الزوايا الصوفية وأملنا بألا يكون لهذا التوجيه علاقة بالتغييرات العسكرية المرتقبة ، أو بمحاولات الإستقطاب التي تدور بين الجماعات الإسلامية بمختلف مسمياتها.

إلا أنني أعلِمُ حضرته والجميع أن الزوايا الصوفية هي مقام الإحسان المشار إليه في الحديث الشريف (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وأننا لا ننتظر إذنا من أحد لنكون من المحسنين،سمحت أو منعت حكومات ليبيا الثلاث أو الأربع الأمر عندنا سواء.

التصوف هو روح الإسلام المعتدل المحب المتسامح طاهر القلب واليدين من الدماء والعنف،وهو ليبيا منذ الفتح الإسلامي سنة 21هـ، وهو كتاتيبها ومدارسها وعلماؤها وأدباؤها وأخلاقها وحضارتها ومسرحها وموسيقاها وجهادها وأسماء شوارعها وأسرها وكل تاريخها،هو الشعاب وأحمد زروق والقديدي والمحجوب وعبد الواحد الدوكالي وسيدي عبدالسلام الأسمر ومراد آغا وحامد الحضيري وبوصلاح العوينات ومحمد بن علي السنوسي وملك ليبيا إدريس السنوسي وعمر المختار والفضيل بو عمر وصالح الزنتاني وسليمان الباروني وجمال الدين الميلادي.

هؤلاء هم نحن منذ مئات السنين أي قبل أن تظهر هذه الجماعات المتطرفة الإقصائية المتجهمة التي تدعي كذبا الإنفراد بالتوحيد والسنة المشرفة وتعيث في الدنيا فسادا.

وللعلم سيادة الفريق نحن لا نقطع أورادنا وأذكارنا واجتماعاتنا ولا نهجر زوايانا رغم تفجير بعضها واغتيال بعض شيوخها.

وألف شكر مجددا على توجيهكم الرشيد،متمنين ألا يسبب لكم صداما أو احتقانا مع المتسعودين والمتقطرين وأشباههم.


بقلم / د. أحمد القطعاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى