مسجد وجامع سيدي مخلوف في مدينة صرمان
أُسِّس مسجد سيدي مخلوف في الرويات وعلىٰ الأغلب في حقبة 1800م وما بعدها وكان المسجد في البداية عبارة عن مصلىٰ للأوقات وهو بذلك أول مسجد أُسِّس في مدينة صرمان وألحقت بهِ مقبرة خاصة بقبيلة القرارضة ورعايها ويعتبر ثاني مسجد تقام به صلاة الجمعة بعد مسجد سيدي زكرياء.
ومن الرواد الذين قاموا على مسجد سيدي مخلوف تباعا خلف عن سلف:-
-الشيخ الفاضل الله الشيخ إمحمّد بن بلقاسم المحجوبي رحمه الله،وهو من أولاد راشد بالمحاجيب وأبنائه السيد: الهادي والسيد: الطيب،والذي جاء للمسجد بعد تعلمه للقرآن والفقة على يد الشيخ المربي محمد بن بلقاسم رحمه الله في مدينة طرابلس وبعد وصوله إلـى صرمان وإقامته للصلاة في مسجد سيدي زكرياء أستدعاهُ الشيخ عبدالسّلام النّاكوع رحمه الله شيخ قبيلة القرارضة أنذاك (والذي في فترة توليه لشئون القبيلة تمت توسعة المسجد الأولى) على أن يتولى صلاة الأوقات والجمعة والأعياد والتراويح في مسجد سيدي مخلوف،فستأذنه الشيخ إمحمّد بأن يستشير شيخهُ الشيخ محمد بن بلقاسم رحمه الله والذي نصحه بدوره بأن يقيم ويتولى مسجد سيدي مخلوف لأن قبيلة القرارضة وأهلها أهل للاحترام والتقدير والبركة وأنهم محبين لأهل العلم والصالحين والقرآن الكريم ومجالس الذكر ومند ذلك الحين تولى الشيخ امامة المسجد إلى زمن طويل جداً.
-الشيخ الفاضل الصَّادق الميساوي رحمه الله أخ الشيخ الطيب الميساوي رحمه الله ووالد الشيخ أبوبكر الميساوي.
-الشيخ إمحمّد الدرويش والذي تولىٰ المسجد زمن طويل من صلاة الأوقات إلى صلاة الجمعة والتراويح والأعياد وتقريباً إلى سنة 1985م تقريباً.
وكان من المهتمين بالمسجد من حيث الأذان والنظافة الحاج الشيخ:خليفة بن رحومة رحمه الله وكان كذلك شاوش الطريقة العروسية والحاج عبدالسلام القراضي رحمه الله وكانت الطريقة العروسية وشيخها الشيخ عبدالله إمحمد مسعود الرك القراضي رحمه الله ومعه عدد من شيوخ القرارضة مثل الشيخ بن عمار رحمه الله جد الشيخ عبدالله بن عمَّار والحاج الشيخ مصطفىٰ المجدوب القرّاضي والحاج حسن البوسيفي رحمه الله والحاج طموم رحمه الله والحاج محمد الصغير شفاه الله والحاج سالم بن أحمد رحمه الله والحاج المبروك شوشان والحاج زايد أبو لسان والحاج سالم والحاج إبراهيم الجاموس والحاج عياد قالا والحاج مولود الجهمّي والحاج ارحومة بن زياد وعدد من المريدين من أهل الذكر.
وأيضاً هناك:زاوية بجانب المسجد وهي الزاوية العيساوية:-
والذي يتولاها الشيخ:علي عبدالله القرّاضي ويعلِّم فيها الشيخ الفقه المــالكي والسيرة النبوية والإجتماع علىٰ الذِّكْر.
ثم توالى على المسجد مشائخ لصلاة الجمعة والأعياد مثل:-
-الشيخ سالم بن مفتاح القراضي.
-الشيخ أحمد رجب الرك القراضي.
-الشيخ مصطفى المجدوب القراضي.
-الشيخ موسى مسعود برنوبة.
-الشيخ أبوبكر الصادق الميساوي.
-الشيخ بشير حسن أبوشعفة.
-الشيخ امّحمد بلقاسم الدرويش المحجوبي.
-الشيخ محمد شميلة من أولاد شيخ زليتن وتولى كذلك المدرسة القرءانية.
وحالياً يقوم بصلاة الجمعة:
-الشيخ نجمّي موسىٰ النّاكوع القرّاضي.
-إمامة الأوقات الشيخ صالح أبوشعفة القرّاضي.
أمّا علىٰ صلاة الأوقات فكان العديد من الشيوخ في سنوات التسعينات وبعدها.
ويقام في المسجد الإحتفال بالموالد النّبوي الشريف سنوياً.
يعتبر مسجد سيدي مخلوف من المعالم المهمة لمدينة صرمان بشكل عام وهو دليل على إهتمام أهل صرمان بالعبادات،ومهم وذا هيبة وأحترام ومَعْلَمٌ ورمز لقبيلة القرارضة بشكل خاص فهو شاهد على عُمق وتاريخ هذه القبيلة.
إن مقابر هذه القبيلة بدأت:-
1-مقبرة القرارضة الأولى: وهي في محلة سيدي زكرياء من الجهة الغربية وبجانب حوش الجامع حيث كان هناك منزل وقف لمسجد سيدي مخلوف في الطريق الرابط بين وسط السوق والأنقار وتقع هذه المقبرة شمال شرق المنزل الذي قامت هيئة الأوقاف ببيعة لمواطن دون أن ترجع إلى قبيلة القرارضة التي تتولى شئون المسجد في ظروف كانت غير عادية،وأنني شخصياً رأيت الحاج محمد الأخضر القراضي رحمه الل يدافع ويتكلم مع الجهات العامة عن هذا المنزل وأهميته ورمزيته للقبيلة،ولكن بعد وفاة الحاج محمد الأخضر القراضي رحمه الله لم ينتبه أي شخص من القبيلة ولا من لجنة المسجد لهذا الإجراء المخالف للشرائع السماوية كونهُ وقف وللقانون والتشريع الليبي.
2-المقبرة الثانية وهي في مقام الولي الصالح الشيخ سيدي غريب المشهور بالبعاج جد قبيلة القرارضة شمال قبيلة ماقورة حيث كانت محل سكن القبيلة (وشاهد على ذلك القصر المدفون بجانب ضريح الشيخ) لعدد من سنوات بعد أن تم إجبار أهالي القبيلة من حكَام ذالك الزمان بعدد من الأساليب منها التجويع والقبض واستخدام القوة المفرطة مما جعل أهل القبيلة يتنازلوا بالبيع أو تنازل عن أملاكهم وانتقالهم إلى أرضهم في الجنوب القريب للسوق.
3-المقبرة الثالثة والمشهورة بمقبرة سيدي صالح الزوام وحدودها شرقاً طريق معبد السوق الانقار وشمالاً سانية ماء بمشتملتها (مجر) لعائلة الرك وغرباً سانية أرض لعائلة الرك تم بيعها للحاج عبدالسلام وجنوباً أرض الزوبيك.
4-المقبرة الرابعة وهي الحالية مقبرة سيدي مخلوف ويحدها من الشمال أرض لـأبناء علي أبوصبع من التباسكية وبوشيبة أبناء أبو صبع القراضي ومن الغرب طريق ترابي وأرض القمودي والرك والمشهورة بأسم (قرصانة) ومن الجنوب أرض أبناء رحومة القراضي ومن الشرق سانية الرك والتي تم بيعها للقمودي القراضي ثم إلى بن زائد الحمادي، وبجانبها مسجد سيدي مخلوف وجنوبها غرباً قصر القرارضة المشهور حتى سنة 1990 وما قبلها تقريباً تم ردمه.
وهذه القصور والمقابر تدل على ثقافة وتحضر وأهتمام أهل قبيلة القرارضة بدينهم الاسلامي وقدسيته وأن أهل هذه القبيلة هم من المتحضرين والمثقفين لقوة أرتباطهم بالأرض وأسباب العيش المنظم.
ثم في سنة 1988م تقريباً أنشأة الزاوية العيساوية والتي أهتمت بدروس الفقية والعبادات والذكر ثم بتدريس القرآن الكريم في المنزل المجاور للمسجد الحالي والذي هو أيضاً وقف على المسجد ولا زالت الزاوية تمارس في مهامها للتوعية وتحفيظ القرآن الكريم.
نأمل قد وفقنا في نقل بعض المعلومات والتي تم تجميعها من الآباء والأجداد منها من تمت محادثته ومنهم من تم النقل عنه،ونسأل الله العلي العظيم أن يغفر لنا إذ نسينا أو أخطئنا وكذلك نستسمحكم عذراً إن قصرنا في دقة النقل أو السرد ولكم كل الاحترام والتقدير والشكر.
هذا اجتهاد والاجتهاد من عمل الانسان وأي عمل إنساني لابد أن يشوبه شيئ من التقصير.
والله ولي التوفيق.
بقلم الدكتور: حامد مولود علي الرك.