دروس ومواعظ من وحي عاشوراء

أهل البيت في ليبيا 

حين عزم الإمام الحسين عليه السلام على الخروج من المدينة المنورة إلى مكة قام بزيارة قبر جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتوديعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه،ثم ودع أهل بيته ممن لم يخرجوا معه وودع الصحابة والتابعيين من المهاجرين والأنصار، وقبل خروجه كتب وصية إلى المسلمين في المدينة وفي غيرها وختمها بختمه الشريف وسلمها إلى أخيه محمد ابن الحنفية وهذا نصها:

((هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية، أنّ الحسين يشهد أنّ لا إله إلا الله،وحده لا شريك له،وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عنده،وأن الجنة حق والنار حق،وأن الساعة آتية لا ريب فيها،وأن الله يبعث من في القبور، وأني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً،وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين)).

وقد ارتكز الامام الحسين عليه السلام على ثلاثة مرتكزات في وصيته:

 1- بيان المرتكزات الأساسية للدين الاسلامي والتزامه بها.

2- اثبات ما بشرت به الرسالة المحمدية وكونه حقا لا شك فيه.

3- تحديد الهدف من خروجه ورفضه مبايعة الحاكم الفاسق.

*استشهد الإمام الحسين ثلاث مرات:

-الأولى: على يد اليزيديين بقتله جسداً وتقطيعه انتقاما منه ومن جده ورسالته ودين الله.

-الثانية: على يد أعدائه الذين شوّهوا سمعته وأساءوا لمقامه،وحاولوا أن يحطوا من قدره ومكانته ويرفعوا من شان أعداءه وعوام الناس.

-الثالثة: عندما استشهدت أهدافه على يد البعض من أهل المنابر والخطباء، وكان هذا هو “الاستشهاد الأعظم” فقد أساؤا اليه وهم يظنون أنفسهم أنهم ينصرونه.

فالإمام الحسين عليه السلام ظُلم بما نسب له من أساطير وخرافات وروايات قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يألفه أو يقبله العقلاء ظُلم لأن تلك الروايات عتمت على أهداف ثورته ومقاصدها…ظُلم على يد الخطباء ومن اعتلوا منبره ونسبوا له ولأهل بيته عليهم السلام.

إن الامام الحسين نهر متجدد يتطلب منا المراجعة الدائمة والتدبر والتأمل لكل كلمة قالها أو قيلت عنه ومع مرور السنين والأعوام يتضح لنا مدى قصورنا عن فهم عميق وباطن كلامه عليه السلام وتنكشف لنا الحجب والأستار ولا نملك إلا الاستمداد من روحه الطاهرة ان تفيض علينا بأنوارها لتشرق قلوبنا وأفهامنا لتعيها أذن واعية.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى