الشيطان اللعوب بريطانيا…تحريك البيادق واستيلاد الدُمى

أهل البيت في ليبيا 

لا تصوم بريطانيا عن التآمر وتحريك البيادق وإستيلاد الدُمى،وما من مصيبةٍ وقعت علينا إلّا وكان الإنجليز خلفها،يعملون كشيطان،فلا يُمكن أن تستدلَّ على دسائسهم في محنة أو تشمّ لهم طبيخاً،ولا تأتي على ذكرهم نشرة أخبار أو يمكن لصحفي عليم أن يتعقّب لهم أثراً في أزمة.

يتحرّكون خلف الستائر ومن وراء أبواب السفارات ويدخلون كالعناكب من الشقوق والفلجات ولم يغفلوا يوماً عن كتابة نصٍّ لمسرحية دامية أو صناعة حدود تكون باعثاً لحرب ضروس،وإذا كتبت الأقدار لشعبٍ بالإقتتال فلا شكّ بأنّ المسدّس الأول قد ثم تذخيره في لندن .

بريطانيا شيطان لعوب تتلاعب بإرادات مَنْ يتظاهرون أمام شعوبهم بالعصمة من العمالة،وما من سفارة بريطانية إلّا وإحتوت على مطبخٍ لإعداد المؤامرات والحيلِ وتجهيز الشراك والحبائل وزرع الألغام،يُجيد دبلوماسيوها إكتشاف بوادر الشقاق والخلافات في الدول والمجتمعات.

لهذا نراهم يستعجلون إستثمارها والنفخ في نارها حتّى إذا ما إضطرمت،خرج هؤلاء الدبلوماسيون كالثعالب بفراءٍ ناعم،يدعون لما يُسمَّى بمؤتمرات المصالحة ورأب الصدع ويدّعون تقريب وجهات النظر،وفي تلك المؤتمرات تتغلّغل بريطانيا في القُصاصات والملاحظات ونقاط الخلاف والتلاقي وبالطبع في البيان الختامي الذي يعجُّ بالألغام والمصائد والشراك،وينضح بالألفاظ المطّاطة التي تحمل ألف تفسير ومعنى،وليسهل بها إناخة الجمل الهائج من أنفه.

في أزمتنا الليبية،هناك لاعبون دوليون وإقليميون ينتشون بظهورهم الفاقع في وسائل الإعلام رغم تأثيرهم الباهت في الأحداث فيملاؤون نشرات الأخبار وتقارير الإستخبارات ويتنادون لإستضافة الملتقيات والمؤتمرات ويُكثرون من إرسال الوفود وتتستّر مآربهم خلف واجهة إنسانية قوامها توزيع سيّارات الإسعاف والأمصال والحقائب المدرسية.

وهناك لاعبون آخرون دوليون أيضاً لا تراهم كاميرات التلفزيون ولا يرسلون الوفود إلى المناطق والمدن،ولا يشربون الشاي الأخضر مع المجالس البلدية،بل يمارسون الفواحش السياسية من وراء بعثة الأمم المتحدة أو من خلال سلّة كبيرة من العيون والمخبرين وأصحاب الميكروفونات والصفحات الإلكترونية،لا يستشعر ذبيبهم إلّا الفطنين،ولا يأبه بمكائدهم سوى مَنْ كانت حصانة الأوطان غايتهم ومُرادهم.


كابتن طيار:مصطفى العدولي

كاتب ومتابع ومحلل سياسي ليبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى