حقنا..حقنا..حقنا…هتاف المتظاهرين ضد البشير

أهل البيت في ليبيا 

شاهدتُ للتوِّ قُصاصة فيديو لسودانيين غاضبين وهم (يفركسون) خزانة ملابس البشير وصحونه وملاعقه وأحذيته وما حاز من رُتبٍ ونياشين وعصي (شرف)،وما حَذَفَ على صدره من أنواط،مردّدين صراخاً (حقّنا ، حقّنا ، حقّنا) ومتباكين على دنانير البترول وما أتت به حنّة التاج والصمغ العربي من أموال إلى بنوك الخرطوم وجيوب الأحزاب وكيف أُبتلعت.

رمى أحدهم بجسده على أريكة متواضعة لطالما قاست وزرَ جثّة كاملة الدسم لحاكم أفريقي يسمّونه في نشرات أخبار قنوات خصومه بالمطلوب للعدالة،حاكمٌ يفوق مؤشِّر كتلة جسمه مؤشر النمو الإقتصادي لبلاده،ويولي عناية خاصة لقوائم الطعام على موائده أكثر مِمّا يوليه لقوائم الحروب الصغيرة والكبيرة التي تجتاح ولاياته،وهو مشغولٌ بحياكة التحالفات المشبوهة مع ملاعين الأجندات والغاز والكلاشنكوف في الخارج،وملّاك الدكاكين الحزبية،سمّار الليل في هيلتون المقرن بالخرطوم.

وفي نهاية الفيديو يخرج موتورٌ كان حبيس الخوف ليكسر مزهرية من الصلصال غضباً وحنقاً،ويهتفُ آخرون الموت للبشير ،الموت لجماعة البشير،الموت للصوص البشير وأوغاده الذين كان يخفيهم في جلابيبه وعمائمه وثنايا ديوانه الرئاسي.

كُسرت المزهرية وتناثرت وتشظّت وديست بأقدامٍ حافية لحانقين يستبشرون بقيظ الخرطوم عسى أن يعدو ربيعاً،وكُسِرَ مع هذه المزهرية حاجز أن يكون للسودان حصانة من الرعاع،وألّا تنظمّ إلى نادي الدول التي تزدهر فيها تجارة الأكفان والشعارات الرخيصة وشبح البلايا.

لقد وُعد السودانيون بالفقر والفضائع في نيفاشا،يومها وُضعت أقدامهم على أوّل عتبات طريق البنادق والبؤس والخنادق، وباتوا في إنتظار أن يزعق في آذانهم من يدعوهم ( فلننفر إلى الدم يا رفاق ثقالاً ). 

نداءٌ تتناقل منصّات التواصل الإجتماعي به أوّل ميعاد للسودان مع الهرج المسلّح،صبيان يتقافزون فوق عربة مسلّحة،ونسوة يزغردن إبتهاجاً بدنو الكارثة،ومهنيون يستعجلون المناصب والمكاسب،ويومها لا منجي للسودان من ضيم ما يتناثر بين أهلها من بارود وأجندات،وَمَنْ يفدْ إلى ديارهم من أنيابٍ وبنات آوى.

إلى الأمام أَيُّهَا السودانيين يا أهل الحنّة والكركديه.يا أهل الصحف الحزبية التي كانت بالأمس تكيل الثناء لحكمة وحصافة ورُشد البشير ونُبله واليوم تدعوه بربِّ البؤس وَالضَّرَّاء والضنك،إلى الأمام فموعدكم مع البنادق والعبوات اللاصقة والمفخّخات قد حلّ.

سارعوا إلى نارٍ أنتم وقودها وما أبقاه لكم بشيركم من دولة للتوِّ قد فارت مراجلها،فأبشروا بالسوء والنار والخراب لدولة وصفوها يوماً بسلّة العرب وأهلها جوعى يتسلّلون كل ضحى لآخذِ نصيبهم من الكسل والقرفصاء في الشمس.


كابتن طيار:مصطفى العدولي

كاتب ومحلل ومتابع سياسي ليبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى