صيانة وافتتاح الزاوية المدنية في بنغازي بعد الإعتداء الوهابي واحراقها وتدميرها

أهل البيت في ليبيا 

لا تكاد سلمت بقعة طاهرة من بيوت الله ورباطات الصالحين ومقامات وأضرحة السادة الأشراف وأهل البيت في ليبيا التي لطالما كانت حصنا منيعا ضد الغزو الثقافي والفكري والإحتلال والعدوان الأجنبي وتعطرت حجراتها بذكر الله وتلاوة كتابه الكريم وعلمت فيها العلوم الشرعية وودرس فيها أطفالنا مباديء اللغة والأدب وسائر العلوم الأخرى من الاعتداءات الوهابية الارهابية الممولة من جهاز المخابرات السعودي وتعمل وفق خطة ممنهجة لتفتيت النسيج الاجتماعي للشعب الليبي وتغيير هويته الثقافية والحضارية وعقيدته الدينية.

يعتبر مسجد الزاوية المدنية من أشهر مساجد مدينة بنغازي حيث شيد هذا المسجد من قبل الشيخ العارف بالله المجاهد الشهيد سيدي سعد التباني رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ ظافر المدني مؤسس وشيخ الطريقة المدنية الشاذلية.

وقد بني بجانب هذا المسجد زاوية لتعليم العلوم الشرعية الاسلامية المعروفة بالزاوية المدنية وتقول الرواية أن الشيخ سعد التباني رحمه الله عندما وصل إلى مدينة بنغازي أول مكان نزل به هو مسجد المكحل مع ثلة من رفاقه لنشر الطريقة المدنية الشاذلية في مدينة بنغازي.

وبعدها أشتهرت بأسمه (الطريقة الساعدية المدنية) وبعد سنوات من وصوله واستقراره في بنغازي شرع في تأسيس هذا المسجد (مسجد المدنية) عام 1878م في الشارع الذي حمل أسم هذا المسجد والزاوية المجاورة له في منطقة سيدي خريبيش قرب المنارة.

التقى الشيخ سعد التباني بشيخه سيدي محمد ظافر المدني شيخ الطريقة الشاذلية المدنية في مدينة مصراتة- ليبيا ومكث عنده ثلاث سنوات يدرس العلوم الشرعية في زاوية شيخه وأخذ عليه الطريقة والفترة التي مكث فيها هي من سنة 1845 إلى 1847م وبعد وفاة شيخه المدني انتقل إلى منطقة في مصراته تسمى بأرض الشراكسة وأسس فيها زاوية اشتهرت بالزاوية الساعدية بعدها انتقل إلى تونس وأسس زاوية في منطقة يقال لها زغوان وتبعد 70كم عن تونس العاصمة ومكث فيها حوالي 8سنوات وبعدها رجع إلى لبييا وإلى بنغازي تحديدا وبنى مسجدا وزاوية هنالك وإلى الآن المسجد موجود ويعرف بجامع المدنية لأن الشيخ أسس فيه الطريقة المدنية.

رجع الشيخ سعد إلى تونس وقاد عدة معارك للجهاد ضد الاستعمار الفرنسي واستشهد في احدى المعارك هو وسبعون من مريديه في معركة ضد الغزو الفرنسي في منطقة زغوان وقبره معروف يزار إلى الآن وكفى شرفا له وفضلا ومنقبة مقام الشهادة في سبيل الله تعالى.

سيدي سعد ترك ولدان هما سيدي محمد الطاهر وسيدي مسعود وبنتا تسمى السيدة شافية وزوجته السيدة ضاوية وقد دفنتا في بنغازي في زاوية سيدي سعد التباني.

الزاوية المدنية الشاذلية في مدينة بنغازي التي لا ينكر ولا يجحد عاقل فضلها ودورها التعليمي والاجتماعي والسياسي في مدينة بنغازي تعرضت لاعتداء وهابي ارهابي وأحرقت بالنار وتعرضت لدمار وضرر كبير من قبل ثلة وشردمة فاسدة العقل والدين ولكن بفضل تلاحم المؤمنين وتعاضدهم وتعاونهم على البر والتقوى شرع مند فترة في ترميمها وصيانتها رغم التهديدات المستمرة وبدات تعود تدريجيا في ممارسة نشاطها الديني والاجتماعي.


مؤسسة أهل البيت في ليبيا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى