سقط النظام وسقطت معه كثير من الأقنعة

أهل البيت في ليبيا 

كان من ضمن مظاهر الواقع الجديد منذ 2011/8/20 [سقوط نظام القدافي] تغيير الخطاب الديني بشكل يقتضيه التغيير!،حيث تم التهجم مادياً ومعنوياً على كل من ينتمي إلى مدرسة المالكية الأشعرية واختزالهم في وصف “صوفي”، وكأن هذا الوصف يسوء الموصوف به! ومورس الإرهاب أمام كل من أراد الخروج للتوضيح ورد الاتهام والتلبيس.

وعلى كل حال فقد رميت هذه الجدلية للشارع الانتهازي الذي نسي أو تناسى دور الزوايا الصوفية في تاريخه.

منذ تلك اللحظة تم طرد وتشريد والاعتداء على كل من يحمل هذا المنهج من المنابر والمساجد بمبرر أنهم مؤيدون لنظام القذافي تارة،ولفساد منهجهم تارة أخرى.

سيطر تيار معين وهم الإخوان المسلمون والسلفية الحركية على دار الإفتاء والأوقاف،واستوعب هذا الطرف في البداية تيار السلفية الجامية أو المدخلية وسهّل لهم السيطرة على المساجد والزوايا برسائل تكليف رسمية،بل إن بعض كبار المشائخ من الذين اعتدي عليهم بادر بتوجيه تحذير ومناشدة للمسؤولين من الطرف الأول لفداحة التصرفات التي ارتكبها حلفاؤهم والعربدة التي قاموا بها من أجل السيطرة، كان الرد بشيء من النهر والتوبيخ أن هؤلاء شباب نقي يريد تطبيق السنة ومحاربة البدعة، حتى حدث الشقاق بينهما سنة 2014م لأسباب معينة فجرى تبادل الاتهام والتحريض.

وبين هذين التاريخين كان مجرد وصف أي شخص يشتغل في العلوم الشرعية أو يتولى وظيفة دينية أنه أشعري أو صوفي كفيل بأن تتقاذف سيرته الألسنة بالشتم والتصغير والتحذير والتحريض،دون خروج بيان لرد اللغط ودرء الفتنة من الذين استهواهم اليوم المتاجرة بأصحاب مدرسة الهوية الدينية الوطنية في مماحكات السياسة.

ولن تجهد كثيراً اليوم لتعرف أن جماعة الإخوان المسلمين نفسها صارت وهابية،ولو تعنّت من ليس وهابياً منهم لإنكار هذه الحقيقة،ويكفيك ما يعرضه الدجال الألثغ منهم في كتبه المزيفة باتهام الأشاعرة والصوفية وحصر منهج أهل السنة في طائفة ابن عبدالوهاب النجدي وأسلافه من الحشوية،أو ما يصدر من دار الإفتاء في عدم مراعاة الهوية الدينية لليبيا خاصة والمغرب الكبير عامة الذي أوجزها الإمام ابن عاشر الفاسي:في عقد الأشعري وفقه مالك.. وفي طريقة الجنيد السالك.


أبوبكر عبدالسلام بوسعد

طالب علم ليبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى