من عادات الليبيين في ذكرى المولد النبوي الشريف
من أهم مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى لدى الليبيين إيقاد الشموع والقناديل والمشاعل وشراء الملابس الجديدة والحنة والألعاب والحلويات..والمولد النبوى الشريف يعتبر من الأعياد التى يحتفل بها الكبار والصغار كل منهم على طريقته وتعد الأيام الأولى من شهر ربيع الأول وقبل إطلالة ليلة الميلود موسمًا تجاريًا رائجًا في أسواق ليبيا ويستعد الجميع للتحضير له قبل قدومه حيث تكثر البضائع الخاصة به فى الأسواق وتعرض المحلات الجديد من الملابس والأحذية التقليدية المطرزة الخاصة بالكبار والصغار والسلع وتزين واجهات المتاجر والدكاكين والشوارع وتكدس الألوان المختلفة من حلويات المولد التي تعد خصيصًا بهذه المناسبة والخميسات والقناديل والدرابيك والبنادير وتكثر الروائح العطرية والبخور في الأسواق وتعرض الحِنّة واللوبان والرُّب والعسل أمام الدكاكين وكل ما له علاقة بهذه المناسبة وقبل ليلة الميلود تزدحم الشوارع والأسواق والمقاهى بالناس وتمتلىء شوارع المدينة بوسائل الإضاءة ومختلف مظاهر الزينة وتبقى الدكاكين أبوابها مفتوحة إلى فترة متأخرة من الليل.
وهذا العيد له مكانة خاصة عند الأطفال فإنهم ينتظروه بفارغ الصبر قبل قدومه،وفى ليلة المولد يستقبلونه بمواكب احتفالية صغيرة ومتفرقة،مقسمة إلى مجموعات حسب الشوارع التى يسكنونها،وتبدأ مراسم الاحتفال منذ غروب شمس ليلة المولد وتستمر ثلاثة أيام وما إن تغرب الشمس حتى يخرج الأطفال من بيوتهم فى مختلف أنحاء ليبيا ويبدأ الصبيان بالاحتفال أولاً قبل الفتيات وذلك بإطلاق أنواع من الألعاب النارية بعضها تصدر عنه أصوات فرقعة يسمى (خط ولوح) ونظرًا لما يسببه هذا النوع من خطر على الأطفال نتيجة لسوء استعماله تعمل الحكومة على منع بيعه واستيراده مما سبب فى ارتفاع ثمنه وصعوبة الحصول عليه ومع هذا يصر الصبيان على استعماله والحصول عليه ولا يعجبهم المولد بدون هذا النوع من الألعاب.
وفى طرابلس يصاحب خروج هؤلاء الأطفال بقناديلهم وشموعهم ومشاعلهم خروج الشباب والصبية الأكبر سنًا وقد حمل بعضهم برميلاً به كيروسين أو قطران مشتعل يطوفون به الحي ثم يضعونه فى وسط إحدى الساحات حيث يتبارى البعض فى القفز عليه وألسنة لهبه تتأجج وتشتعل،وقد جرت العادة على أن يخرج البعض قبيل حلول المولد للطواف كل عشية ببعض دكاكين الحي ينشدون أناشيدهم التى يدعون من خلالها أصحاب تلك الدكاكين وغيرهم من أهل الحي بأن يمدوهم بما تجود به أيديهم من نقود كى يشتروا بها ما يحتاجه برميلهم ليلة المولد من (قاز) أو قطران.
أما بالنسبة للفتيات فلهن طريقتهن الخاصة فى الاحتفال بهذه المناسبة،تبدأ عندما يسمعن صراخ الصبيان وهم يطلقون المفرقعات، فيخرجن من بيوتهن ويكونن مجموعات صغيرة، كل مجموعة تجلس عند عتبة بيت من البيوت على هيئة دائرة وتقوم الفتيات بإطلاق بعض الأنواع من الألعاب النارية الخفيفة مثل نجوم الليل ثم يجلسن ويرددن بعض الأغانى مع دق الطبلة ويتبادلن الرقص.
ويستمر الاحتفال إلى أن تنتهى ألعابهن،أما النساء فيحتفلن بهذه الليلة مع أطفالهن الصغار وذلك بمساعدتهم فى إشعال الشموع والقناديل والإشراف عليهن حتى لا تحدث حرائق، لأنه فى هذه الليلة الجميع يفضل أن يلعب بالألعاب النارية.
وتكتمل هذه الصورة عندما تنطلق أصوات الفتيات مع أصوات الصبيان التى تنساب عبر أرجاء الحى وكأنها أغاريد العصافير فيما تتخللها الزغاريد المنطلقة من حناجر أمهاتهن المليئة بالسعادة والسرور:
هذا قنديـل الرســول فاطمـــة جابت منصـور
هــــذا قنديــل النبــى فاطمــــة جـــابت عــلي
هذا قنديل الميــــــلاد فاطمة جــــابت يا ولاد
هذا قنديلك يا حــوة من المغرب يشعل لي توه
هذا قنديلك يا مناني يشعل بالزيت الغــرياني
هذا قنديلك يا مونـة يشعل بزيت الزيتونــــــة
وبعد نهاية الحفل ترجع الفتيات الصغيرات إلى بيوتهن ويقمن بوضع الحناء حيث تسهر النساء في هذه الليلة إلى وقت متأخر من الليل وهن متجمعات في حلقات دائرية حول إحدى الجدات يستمعن إلى القصص والأساطير الطريفة ويقمن بوضع الحنة على رؤس أصابع بناتهن الصغيرات، وفي الصباح تغسل الحنة ويدهن مكانها بزيت الزيتون حتى يصبح لونها داكن وتتفاخر الصغيرات صباح يوم المولد بأيديهن المصبوغة بالحنة الحمراء الداكنة في أصابعهن وكذلك بملابسهن وتعتبر الحنة من مواد التجميل المفضلة لدى النساء الليبيات،وفي هذه المناسبة لا يخلو بيت فى ليبيا من الحنة،ونحصل عليها من شجيرات الحنة التي تكثر زراعتها في مدينة طرابلس.
أما كبار السن من الرجال والشيوخ فإنهم يجتمعون فى المساجد حيث يحيون ليالي المولد بحلقات المدائح والأذكار قبل حلوله بأسبوع إلى وقت متأخر من الليل أما صباح يوم المولد فإنهم يستقبلونه باللباس التقليدي الجديد والذهاب إلى الصلاة في المسجد، ثم يشاركون في الحضرة التى ستنطلق لتطوف شوارع المدينة يوم المولد.
وفي فجر يوم المولد الشريف وهو يوافق يوم (12 من ريبع الأول) وعلى إثر صلاة الصبح يذهب الرجال إلى جامع القرية، وإذا كان جامع القرية صغيرًا يجتمعون في ساحة الحي ليستمعوا إلى قراءة السيرة النبوية للرسول التى يتلوها أحد الشيوخ ويشارك رجال الحي فى إنشاد ما جاء فيها من مدائح وأشعار وفي صباح يوم المولد تنصرف النساء في البيوت إلى إعداد الأكلة التقليدية الخاصة بهذه المناسبة وهي “العصيدة”.
والعصيدة عند الليبيين هي الأكلة التي تقدم عادة للمهنئين بكل مولود جديد ومن ثم فهي الأكلة التى تقدم في صباح ذكرى المولد النبوي، ويتم شراء متطلباتها مثل العسل والرب قبل ليلة المولد ويقال إن سبب طبخ هذه الأكلة بالذات في هذا اليوم هو أن السيدة آمنة أم النبي قُدمت لها العصيدة في نفاسها، ولذلك بقيت عادة العصيدة معمولا بها في المولد.
ويهدى بعض الناس في يوم المولد قصاع العصيدة إلى المصلين فى المسجد ويدعى الأجداد إلى منزل الأسرة ليشاركوا العائلة الصغيرة في فرحة المولد وبذلك تتجمع العائلات والأقارب والجيران،متحلقين حول قصاع العصيدة في منزل واحد،الرجال في جهة والنساء في جهة أخرى،وكذلك الأطفال ثم ينفضّ الجميع فيرتدون ألبستهم الجديدة ويتعطرون ثم يتبادلون الزيارات، إظهارًا للفرحة ويخرج الأطفال بحللهم التقليدية الأنيقة يزورون أقاربهم وجيرانهم وأيديهم مصبوغة بالحنة وكل منهم يمسك بلعبته المفضلة ويستمر الأكل الطيب والملبس الجديد لمدة ثلاثة أيام متوالية احتفالاً بهذه المناسبة.
الطرق الصوفية:
كان من عادة سكان طرابلس في المولد النبوي أن يأتى أتباع كل زوايا الطرق الصوفية من جميع المحلات فيدخلون المدينة: زاوية سيدي يعقوب والزاوية الكبيرة كانتا داخل المدينة القديمة – وكما تجرى عادات أنصار الطرق الصوفية يسيرون على الأقدام مسافات طويلة حتى يدخلوا المدينة من كل فج وجهة: من زاوية الدهماني وسوق الجمعة والشارع الكبير وشارع أبى هريدة، زوايا كلها مشهورة ومعروفة بأسماء الأولياء الذين ينتمى إليهم أتباع هذه الزوايا: سيدي الشعاب وسيدي محمد بن الإمام وسيدي سليمان والسيدة راضية، يحضرون بأدواتهم وألبستهم المزركشة والملونة وأعلامهم وعمائمهم المميزة.. الطبول والمزامير والدفوف تُغرق المدينة من صباح يوم المولد حتى المساء في الأفراح، الصغار والكبار يرتدون الملابس الجديدة، وتخرج النساء على سطوح البيوت يطلقن الزغاريد..طوال اليوم تتحول الأسقف إلى حياة غاصة،تقام المظلات ويجرى نقل الماء والطعام إلى هذه السطوح،وعندما تضيق أسطح البيوت بالنساء والأطفال فإن النوافذ والشرفات تفتح وتمتلئ بدورها، وهكذا ومنذ ساعات الصباح الأولى تتجاوب أصداء الزغاريد وتتنافس ربات البيوت في رش مواكب الزوايا بماء الورد والزهر، فيتساقط ماء الورد على جانبي الشارع في وقت واحد وعلى امتداده فيعبق الشذى حتى يملأ المدينة،ويصير الجو كله معطرًا.
أما الزوايا وأتباعها من المريدين وما يلاحقهم من الصغار فيتوقفون بين الفينة والفينة وسط الشوارع يرددون المدائح ويتلون الأذكار،وتتواصل جولة كل زاوية حتى تغطى جانبًا هامًا من المدينة،ثم يعود الجميع إلى مقر الزاوية فى المساء، وكل الزوايا تتنافس فيما بينها احتفالاً بهذه المناسبة الخالدة لميلاد النبى الكريم لمدة أسبوع كامل منذ اليوم الأول للمولد حتى اليوم السابع: حيث تبذل كل زاوية أقصى طاقاتها لتبرز دون غيرها.
ويمكننا أن نقرأ وصفًا مختلفًا لبعض مشاهد احتفالات المولد النبوي الشريف في مناطق أخرى مختلفة من ليبيا مثل وصف احتفالات المولد في طرابلس للآنسة ريشارد توللى، وإفالد بانزه – وفى بنغازى لصالح بن دردف – وفى غدامس يمكن الرجوع إلى كتاب قاسم يوشع “صور وملامح من غدامس” وكذلك وصف المولد فى فزان للرحالة جون فرانسيس ليون.
من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى بنغازي:
كانت احتفالاتنا على بساطتها وعفويتها تمثل لنا زادًا روحيًا نعتز به وموروثًا نحرص على ممارسته كنا نرى فى تلك الاحتفالات وتلك الممارسات جملة من المعانى التعبيرية السامية والقيم الجمالية الاجتماعية التى نرتبط بها ونلتف حولها لتتحول فيها أيامنا وليالينا إلى مهرجانات وأعراس للفرح تزخر بالمزيد من ألوان البهجة والسعادة .
عيد المولد وحلقات البغدادي:
ولعل ما يمكن أن نذكره عن تلك الاحتفالات ما كنا نعده ونتهيأ له من استعدادات ومراسم تحضيرية لاستقبال عيد المولد النبوي الشريف الذي نبدأ الاحتفاء به منذ إشراقة اليوم الأول من شهر ربيع الأول من كل عام وتمتد حفاوتنا به ما بعد انقضاء أيام هذا الشهر أحيانا،حيث تمتزج فيه مظاهر الاستعداد والتحضير بعاطفة التعبير وصدق المشاعر الروحية التى نترجمها عمليا عبر تزيين شوارع وساحات مدننا ودور العبادة بها بألوان من مظاهر الزينة وإقامة جلسات الإنشاد والذكر بما تعارفنا على تسميتها بليالى “البغدادى” التى كانت تعقد بعد غروب كل مساء إحياء وتمجيدًا لصاحب هذه الذكرى العطرة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، حيث تتلى السيرة النبوية الشريفة وتعقد حلقات الذكر داخل أروقة المساجد وخلوات الزوايا الصوفية وحتى فى بعض بيوت المدينة التى يتطوع أصحابها بفتحها أمام أبناء الحي الواحد لتقام فيها حلقات الذكر والإنشاد تقربًا وتبركًا إلى صاحب هذه الذكرى العطرة،والتي عادة ما تجمع هذه الحلقات والجلسات الإنشادية أبرز المقرئين وأشهر المنشدين من أبناء المدينة من حفظة القرآن الكريم والسيرة النبوية العطرة من شيوخ وأتباع الطرق الصوفية.
قناديل المولد:
تعد الأيام الأولى من ذلك الشهر وقبل إطلالة عيد المولد النبوي الشريف موسمًا تجاريا رائجا فى أسواق كل مدن بلادنا،حيث تعرض المحلات الجديد من الملابس والسلع،وتُكدَّس الألوان المختلفة من حلويات المولد التي تعد خصيصًا بهذه المناسبة، وينشط الحرفيون والصناع من أصحاب “الورش” ومحلات مشغولات الصاج والزنك،والزجاج في تغطية أسواق المدن بإنتاجهم وابتكاراتهم.
ولعل ما يمكن ذكره واستذكاره أن بعض المحلات فى مدينة بنغازى تتخصص طيلة تلك الأيام في عرض كميات كبيرة من القناديل والفوانيس الزجاجية الملونة والمصنعة محليا ذات الأشكال والأحجام المختلفة التى يتفنن صانعوها من الحرفيين فى ابتكار تصميماتها ونماذجها بما يجلب لها الرواج بين مقتنيها من أطفال المدينة.
كما يتفنن ويبدع أصحاب الهوايات في فن الرسم في إعداد آلاف القناديل الورقية المخروطية الشكل والمضغوطة ذات الأشكال والأنماط المتعددة والمحلاة برسومات وزخارف غاية في الإتقان والدقة والإغراء ولا سيما تلك الرسومات التي تحمل مناظر مصورة لدور العبادة في المدينة أو تلك القناديل التي تحلى برسومات مختلفة لأشجار النخيل ونباتات وزهور الزينة وأخرى تحمل مناظر لألعاب رياضية مختلفة يعشقها الأطفال كلعبة كرة القدم والملاكمة التي تجد رسوماتها رواجًا بينهم ويقبلون على شراء قناديلها الورقية لرخص ثمنها وسهولة حملها.
وكان من العادة أن تصنع تلك القناديل بمواد وخامات محلية صرفة تعتمد أساسًا على أعواد وسعف النخيل ومعجون الطفلة اللينة أو الطين لتثبيت أصابع شموع الإنارة داخلها.
غير أن ما جد من مقتضيات تطور الحياة ومتغيرات العصر ساهم فى اختفاء الكثير من الحرف والممارسات التى طالها النسيان وأصبحت مجرد إرث كان يمارس فى زمن بعيد بعد أن غزت أسواقنا المستحدثة من قناديل الإنارة المستوردة من تايوان والصين واليابان وغيرها من البلدان وغدا إنتاجنا منها مجرد صور عالقة فى ذاكرة أجيال عاشت ذلك الزمن وذلك التاريخ الذى يفصلنا عنه أكثر من نصف قرن.
يوم المولد:
ما أن يحل اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول يوم عيد المولد الشريف حتى تكون المدينة قد امتلأت شوارعها بوسائل الإضاءة والأعلام وازدانت بمختلف مظاهر الزينة وأقواس سعف النخيل وخرج الناس إلى الشوارع والميادين يشاركون في مهرجانات ومسيرات حاشدة ابتهاجًا بمقدم عيد المولد الشريف حيث تمتلئ الساحات بالألعاب الشعبية وسباقات الخيل ومواكب الزوايا الصوفية على مختلف انتماءاتها مغادرة مقارها لتطوف عبر الشوارع حاملة بيارقها وراياتها وأعلامها ذات الألوان المتباينة وسواريها المقرونة بالرنوك والتروس يتقدمهم شيوخ الطرق الصوفية يحف بهم مريدوهم وأتباعهم من المنشدين والعازفين وضاربي الدفوف وطبلات النقرة ذات الإيقاع المميز والطبول الكبيرة وحاملي المباخر ويتوسط حلقاتهم الراجلة والبطيئة المداحون.
مواكب تتلوها مواكب من أتباع الزوايا الصوفية كبارًا وصغارًا ليتجمعوا في نهاية المطاف بميدان المدينة حيث يتضاعف الفرح ويشتد التنافس والحماس بين الجميع وترتفع أصوات وترتيل المنشدين مع أنغام عزف الآلات والمزامير ونقرات الدفوف الخفيفة أحيانا والمرتفعة أحيانًا أخرى وتعلو الابتهالات وتراتيل الإنشاد لتملأ أجواء وسماء المدينة في لحظات تجل وشوق تفجر بين المداحين والسامعين طاقات مشحونة من الوجد والهيام الذى يضفى مهابة وإجلالاً وخشوعًا لهذه الذكرى العطرة ولصاحبها النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
ويتحول العيد وتلك المشاهد بين كل الناس إلى مهرجانات عامرة بألوان وصور الفرح والبهجة قلما نراها فى غير تلك المناسبة المباركة لتتواصل طوال ذلك النهار السعيد.
تلك صورة من صور احتفالاتنا وممارساتنا العفوية ذات الشفافية والتوهج ونحن نستقبل عيد المولد النبوي الشريف قبل أن يتغير بيننا نبض تلك الاحتفالات وتزحف إليها متغيرات الحياة العصرية لنعيش رهن نمط إيقاعها السريع الذي سلبنا كل ما هو أصيل ومثير وطيب.
الباحثة الليبية الأستاذة: سعاد بوبرنوسة.