نواب في البرلمان الليبي يطالبون الحكومة باطلاق حملة رسمية وشعبية لدعم الشعب الفلسطيني
وحث البيان الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية إلى إصدار توجيهات لخطباء المساجد للحديث عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، والدعاء للمرابطين من أجل أن تبقى القضية حية تتوارثها الأجيال، وفق نص البيان.
وعبر النواب عن رفضهم الهجوم الغاشم على الشعب الفلسطيني، وحالة الشلل التي أصابت الأمة العربية والإسلامية،وتخاذلها عن نصرة المرابطين في الأقصى، معتبرين ذلك تواطؤاً مع آلة الحرب الصهيونية ومشروع التطبيع، وفق قولهم.
*مؤثرات دولية..
مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، أكد أن ليبيا ستشارك المجموعة العربية في نيويورك اجتماعاتها الطارئة للنظر في آليات التحرك العربي المشترك في الأمم المتحدة دعماً للقضية الفلسطينية.
وأوضح في تغريدات له على تويتر،أنهم يعملون على عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن والجمعية العامة لإيجاد موقف دولي موحد لإنهاء الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
وأكد السني موقف ليبيا الثابت ضد كل الانتهاكات التي تمارس على المدن الفلسطينية والمقدسات وعدالة قضيتهم، وشدد على ضرورة عودة الحقوق لشعبها بما يرتضون، وفق تعبيره.
مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني،قال إن ما يجري في بيت المقدس هو قضية الأمة الإسلامية كلها،وعلى المسلمين أن يهبوا بكل ما يملكون نصرة للأقصى.
وأضاف:«صاحب السلطان بنفوذه واجب عيني،عليه أن يفعل كل ما يقدر عليه من الضغوط السياسية والدبلوماسية والعلاقات، وكل من يملك شيئاً لا بد أن يفعله، صاحب السلطان بسلطانه، وصاحب المال بماله، ومن لا يملك إلا الدعاء فعليه بالدعاء».
احتشد المواطنون لأربعة أيام متواصلة في ميادين العاصمة طرابلس وميدان مصراتة وغيرها من المدن المركزية، منددين بما يحدث من اعتداء على الأراضي الفلسطينية، مطالبين بدعمهم ونصرتهم.
ورفعت بلدية طرابلس المركز، علم فلسطين في ميدان الشهداء الواقع وسط العاصمة الليبية طرابلس إلى جانب علم ليبيا، تعبيراً عن تضامن المدينة مع الفلسطينيين ورفضهم للاعتداء على القدس وغزة والأقصى، وبادرت بلدية مصراتة برفعه هي الأخرى .
وقد تصاعدت هتافات ومطالب الليبيين حتى وصلت حد المطالبة بفتح الحدود لايصال السلاح والعتاد إلى فلسطين، باعتبار أن ليبيا تمتلك مخزوناً جيداً من الأسلحة ويقع خارج إطار سيطرة الدولة .
إبان حكم الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، استطاع الليبييون إيصال شحنات كبيرة من الأسلحة إلى فلسطين وتحديداً إلى غزة، وذلك حسب تقارير أممية صدرت ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز
التقارير أكدت أن ليبيا أوصلت مضادات للطائرات ودبابات إلى غزة من خلال مصر والتي تعتبر الطريق الوحيد والأفضل للعبور والوصول إلى فلسطين، وتحديداً إلى حركة حماس الإسلامية من خلال مندوب أرسلته إلى ليبيا.
فترة حكم مرسي تعتبر من أنشطة الفترات التي استفادت بها حماس والمجاهدون في غزة من الأسلحة التي خرجت من ليبيا، بعد الحروب التي مرت بها، حتى تغير الحكم في جارة ليبيا، مصر، وانتهت بفعل تغيره هذه المناورات .
كما تحدثت صحيفة معاريف الإسرائيلية في تقرير نشرته في عام 2011 عن تهريب كميات كبيرة من «الوسائل القتالية» من ليبيا إلى قطاع غزة عبر مصر مروراً بشبه جزيرة سيناء.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الصحيفة أن مئات من صواريخ غراد القادرة على إصابة أهداف على مسافة بين ستين وسبعين كيلومتراً، وقذائف صاروخية قصيرة المدى، وقعت في أيدي حركة حماس.
*حفتر والسيسي..
في فترة حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المحايد نوعياً مع إسرائيل، توقفت تدفقات شحنات الأسلحة من ليبيا إلى غزة وانتهت، خاصة مع وجود صديقه في شرق ليبيا حفتر، الذي أقفل الطريق الساحلي وفصل شرق البلاد عن غربها.
مطالبات الليبيين حالياً بإيصال السلاح إلى فلسطين باتت صعبة التنفيذ بوجود حفتر والسيسي، وخاصة بعد ظهور تقارير أثبتت علاقة حفتر مع إسرائيل، حيث كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، أن ضباطاً إسرائيليين تولوا تدريب ميليشيات حفتر على حرب الشوارع في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2019.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الإمارات زودت ميليشيات حفتر بأنظمة دفاع صاروخية إسرائيلية لمواجهة الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية.
بينما تحدث الإعلامي الإسرائيلي يوسف ميلمان، في مقال نشره في صحيفة «ميدل إيست آي» عن تدريب مبعوثي المخابرات الإسرائيلية (الموساد) لبعض ضباط حفتر الأساسيين على «التكتيكات الحربية، وجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية، وكذلك على إجراءات التحكم والقيادة» في مصر.
وأشار الصحافي الإسرائيلي إلى أن حفتر التقى ما بين 2017 و2019 مبعوثي الموساد في العديد من المناسبات في القاهرة، والذين ساعدوا ميليشياته في «شراء تجهيزات الرؤية الليلية وبنادق القنص.
ومع مطالبات الشارع الليبي المتزايدة بدعم القضية الفلسطينية،ومد حركات المعارضة بالسلاح والعتاد وفتح الحدود،تبقى كل هذه المطالبات مهام صعبة التنفيذ في ظل وجود حليف يمنعها،ويبقى الرهان على القوى الدولية الضاغطة في وضع حلول حاسمة وجذرية ضد قتل الأبرياء واستهدافهم .
القدس العربي