شيعني أستاذي بدعاء كميل

(الاخوة القائمين على صفحة شيعة ليبيا وفقكم الله تلك هي قصة استبصاري واعتناقي لمذهب أهل البيت عليهم السلام أرجو نشرها على صفحتكم كما وعدتموني وقد جزئتها الى حلقات نزولاً عند رغبتكم وأعتذر سلفا لطول القصة وبامكان الاخوة متابعي صفحتكم الكريمة أن يتجاوزوها اذا ما كانت ستتعبهم قرائتهاكما اعتذر عن كل خطا املائي كان أو طباعي) أختكم عفاف الورفلي.
.
الجزء الأول
منذُ نعومة أظافري أدخلني أهلي حلقات تحفيظ القرآن الكريم على يد المشايخ وقد كان من بينهم عدد ممن كنت أراهم متشددين اذا لم أقل متطرفين وبالإضافة الى دروس التحفيظ كانوا يعطونا محاضرات عقائدية ومن بينها التعريف بالمذاهب الاسلامية وكانوا يذكرون جميع المذاهب الأربعة ولا يقولون لنا ان في ما بينها اختلافات وان ذكروا بعض الاختلافات فلا يقفون عندها ويصوروها لنا بانها مسالة اجتهادات ليس إلا وذات مرة سالت الشيخ زميلة لي في الدرس عن الشيعة وكنت حينها أول مرة اسمع بهذه التسمية فغضب الشيخ على الفتاة وقال لها (سكري فمك) اغلقي الموضوع واياك ان تتكلمين في هذا مرة ثانية وعاد ليعلمنا التلاوة مرة ثانية وبعد قليل عاد الى الفتاة وسالها من أين عرفتي الشيعة انت ؟ فاجابته الفتاة من جدي فقد كان في الحج هذا العام وقد كان روي لنا ذات مره بعضا مما حصل لهم وشاهدوه في رحلتهم الى الحج كما روي لنا ان جارنا الحاج العم عثمان الذي كان معه بنفس الحملة قد تعرض الى ازمة صحية خطيرة ولولا انه كان بالقرب منه حاج طبيب من ايران (تبين فيما بعد انه شيعيا) اسعفة لكان العم عثمان قد فارق الحياة ثم بعد الانتهاء من المناسك قاموا الحجاج الليبين بدعوة ذلك الحاج الشيعي وعددا من رفاقة على الغداء ليشكروه على ما فعله مع العم عثمان واستمرت الفتاة بسرد القصة كاملة وكانها تروي لنا احداث فلم او مسلسل شيق وكان الشيخ يستمع لها بكل اصغاء فقال لها (باهي) طيب اكملي وماذا قال جدك بعد ذلك … قالت فحضر الحاج الشيعي ورفاقه على الموعد المحدد لهم وبيدهم باقة من الزهور قدموها للعم عثمان وقضينا يومها بعد ان تناولنا الغداء ساعات ممتعه ومفيدة وكان جدي كل ما يذكرهم يقول والله (اخير منا) عندهم اخلاق (مش عادية) ولكنه كان يتبسم كثيرا وهو يحكي لنا قصته فقال له ابي لكني اراك تضحك وانت تتكلم عن الشيعه ما السبب اعلمنا به. فقال لنا وقد أزداد حجم ابتسامته على وجهه (ياودي كنا بالسيف نفهم على دوتهم) يقصد بصعوبة نفهم كلامهم لأن لغتهم العربية مكسرة وانتهت الفتاة من سرد قصة جدها فرد عليها الشيخ والله يا بنتي هذا غريب كنا نسمع غير هذا عنهم وبان لنا ان حتى الشيخ الذي كان يحدثنا عن الشيعة لم يرهم ولم يعرف حقيقتهم وكان هو الاخر قد سمع فقط ويقول لنا كلاما عن ان الشيعة يسبون السيدة عائشة ويطعنون بشرفها ووووو وغيرها من الامور التي كان يقشعر لها بدني كما يقشعر لها بدن كل مسلم واقول كيف يسبون زوجة رسول الله وكيف يطعنون بشرفها ووصل بي الحال الى ان لو كان امامي شيعيا في حينها لقتلته ثأرا لحرمة الرسول وزوجاته امهاتنا.
وفي عام 1998 عينت جامعتي (جامعة الفاتح) وهي الجامعة الأولى في ليبيا آنذاك استاذا عراقيا اسمه (قيس المختار) وهو لا زلت اتذكر انه (من العاصمة بغداد ومن مدينة تسمى الثورة) وبعد ايام من مباشرته بعمله في جامعتنا وقبل ان يدخل لنا في اولى محاضراته عرفت انا وبعض من زميلااتي (صديقاتي) انه شيعيا وقد استفزنا ذلك كثيرا لما نسمعه عن الشيعة فقررننا ان لا ندخل محاضراته التي كان يعطيها لنا لكونه شيعيا.
وبعد عدة ايام من الغيابات صادفني ذات مرة في ممر القسم وهو خارجا من المحاضرة والقى علية تحية الاسلام بعد ان قالت له احدى زميلاتي تلك هي عفاف فقـــال (السلام عليكم) ولم ارد عليه السلام فقال لي ابداء السلام مستحب لكن الرد عليه واجب ومن لم يجيب فهو آثم ولا اريد ان تؤثمي بسببي ثم سالني بكل ادب وقال لي (كيف حالك باهي) ثم قال لي بلهجته العراقية الجميلة (ليش مجاي) دخلين محاضراتي هل من سبب لعلي اذا عرفته اساعدك بايجاد حلا له قلت له بعصبية لا ولكني اختلف معك بالعقيدة فاستغرب وقال واين الاختلاف انا مسلم وانتى مسلمة اليس كذلك قلت له كلا انت شيعي كما عرفت من زميلاتي . فتبسم واجابني في منتهى الادب عزيزتي ان هذا المكان هو لطلب العلم وليس لطرح مثل هكذا امور وان اي مكان لطلب العلم علينا ان ندخله ونخرج منه بالفائدة العلمية فقط على اقل تقدير كي نخدم بلداننا وشعوبنا حتى وان كان من يعلمنا يهوديا اونصرانيا ناهيك عن انني مسلم مثلك.فعجبني كلامه هذا وقررت ان ادخل محاضراته فيما بعد وبعد ايام اصبحت المادة التي يحاضر لنا بها هذا الاستاذ احب المواد الي.وبعد اكثر من شهر عدت للتفكير بالامر مرة اخرى اي انه شيعيا وانا مسلمة وان الشيعة اعداء الدين والرسول والدليل انهم يسبون ام المؤمنين والصحابة , فقررت ان اساله عن ذلك ذات يوم فذهبت الى حجرة الهيئة التدريسية لاسأله فوجدته يصلي فقلت هي فرصة ان ارى صلاتهم كيف هي وماذا يقول بها . فجلست على احد المكاتب انظر له دون ان يعرف بوجودي وتفاجأت بان صلاته هي اربع ركعات وثماني سجدات كما حسبتها كصلاتنا ثم تشهد وسمعته يقول بتشهده (اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وآل محمد) واستمر بالتسليم وفي الاخر قام بالضرب على فخذية ثلاثا فاستغربت من تلك الحركة وتذكرت ان معلمي في الثانوي قال لنا ذات مرة ان الشيعة عند نهاية صلاتهم يقومون بالضرب على ارجلهم وهم جالسون ويرددون خان الامين خان الامين خان الامين وان ذلك يعني كما اتذكر انه قال لنا انهم يقصدون بها ان جبرائيل خان امانتهه ونزل الرسالة على محمد وكان من المفروض ان ينزل بها على (علي ابن ابي طالب) فخرجت من الغرفة مسرعة كي لا يقوم من مكانه ويراني . فذهبت الى نادي الطلبة وجلست في احدى زواياه لاكون لوحدي ولا ياتي احد لمجالستي ويقطع عليا سلسلة من التفكير الذي يكاد راسي ينفجر منه وبعد ساعة حملت حقيبتي وكتبي وخرجت مسرعة الى البيت حتى من دون ان أخذ اذن ادارة القسم . وبقيت طوال ذلك اليوم مرتبكة وكانني اخفي شيئا او اضعت شيئا مطالبة به لاخرين . وفي صباح اليوم التالي وكان ذلك اليوم هو يوم خميس وموعد وقت محاضرة الاستاذ العراقي في الساعة الحادية عشر وحينما حان وقت المحاضرة دخلت القاعة وجلست في آخر مقعد بالقاعة بعد ان طلبت من زميلة لي ان اجلس بمقعدها وتتقدم هي للامام لتجلس بمقعدي متحججتا بان صداع قد اصابني . فدخل الاستاذ وكان كعادته متانقا وعطره الـ (ديور هوم سبورت الرصاصي – كما قال هو ذات مرة عندما سالته احدى الطالبات بجرأة عن اسم عطره الذي يستخدمه) قد ملأ القاعة وراح يسترسل بحديثة الشيق وطريقته المميزة بايصال المادة للجميع وقد كان حريصا كل الحرص على ان يوصل المادة بشكل جيد للجميع وكان من عادته داخل القاعة ان يسير ذهابا وايابا بين مقاعد الطلبة بوجهه الباسم الذي جعل جميع الطلبة يحبونه لتواضعه وعلميته وقوة شخصيته التي كنت اشبهها بشخصية احد القادة العرب . وقبل ان تصبح الساعة الواحدة بخمسة دقائق وهو موعد انتهاء المحاضرة قال بعد خمســـة دقائــــق ستنتهي المحاضــرة هــــل عنــــد احدا منـــــــكم اي ســــوال حـــــول المـــادة التي القيتهـــا عليكـــم فكـــان رد الجميــــع وبالهجـــة اليبيــــة (صحيت دكتور ماقصرت) وانتهت المحاضرة وخرج الاستاذ وهو يسير بخطواته الواثقة في ذلك الممر الطويل فجريت خلفه مسرعتا كي الحق به لانني كنت قد تاخرت قليلا بالخروج من القاعة وعندما اقتربت منه ناديت عليه بصوت خافت واعتقدت بانه سوف لن يسمعني الا انه سرعان ما ادار بوجهه عليا وقال اهلا عفاف كيف صحتك (باهية) جيدة ان شاء الله فاجبته (يسلمك دكتور باهية) جيدة والحمد لله فقلت له ولكني عندي مجموعة اسالة اود ان اطرحها عليك فقال الم اقل في القاعة هل من سؤال فلماذا لم تسالي فقلت له صحيح دكتور لم يكن عندي سؤال بخصوص المحاضرة لكن عندي اسالة خاصة فاحمر وجهه وانحرج قليلا ثم استدرك نفسه وقال لي اوكي يا عفاف انا الان عندي التزام وان شاء الله ساسمعك المرة القادمة واجيبك عن كل اسالتك ثم قال لي بالمناسبة اليوم خميس اليس كذلك فقلت له نعم قال لا تنسيني في دعائك بعد صلاة المغرب ولم اعرف لماذا بعد صلاة المغرب بالتحديد آنذاك (وتبين لي فيما بعد ان بعد صلاة المغرب المسلمين الشيعة يقرأون دعاء كميل ويزورون الامام الحسين عليه السلام) ثم اخرج كتيب صغير من حقيبته وقدمه الي وقال اقرأي هذا الدعاء بعد صلاة المغرب فنظرت الى الكتيب وكان مكتوب على غلافة دعاء كميل اخذته من يده ثم استاذن وذهب . وبقيت انا اسير بخطوات ثقيلة بين ان افتح ذلك الكتيب او اخفيه عن اعيين زميلاتي لان مثل هكذا كتب كانت غير مسموح بها في بلادنا واعتقدت انه ربما لم يكن له علما بذلك وبقيت داخل الجامعة حتى انتهت المحاضرة الاخيرة ثم انصرفت الى البيت وما ان دخلت بيتنا حتى رميت حقيبتي وكتبي على الطاولة التي في مدخل البيت واسرعت لارمي بنفسي على سريري كي اقرأ ذلك الكتيب فبدأت اتصفحه وقرأت الصفحة الاولى والثانية والثالثة وكانت كلماته تحسسني براحة نفسية لم اعيشها من قبل ثم قررت ان اتركه لانني تذكرت انه قال لي اقرأيه بعد صلاة المغرب فقلت اكيد عندما طلب مني ان اقرأه بعد صلاة المغرب فان في ذلك سرا او ان في ذلك الوقت سيكون له شأنا اخر وروحانية اخرى فتركته . وخرجت من غرفتي وقضيت بعض اعمال البيت ثم تناولت شيئا من الطعام واخذت (القايلة) القيلولة ثم صحوت وانا نشطة جدا ولا اعرف سبب ذلك النشاط الذي كان على غير عادتي . وبعد آذان المغرب صليت والكتيب الى جوار سجادة صلاتي وما ان انتهيت حتى بادرت لاقرأه من جديد ونسيت نفسي تماما واذا بي ابكي بكاءا شديدا نتيجة تفاعلي وتاثري بما قراته من كلمات يتفطر لها القلب خشوعا لله وكانت كل كلمة فية هي لوحدها شهادة بتوحيد الله جل جلاله وبنفس الوقت احسستني باني فعلا عبدا لله . حتى دخلت عليا (حنايتي) جدتي بعد ان سمعت صوت بكائي وهي تقول بسم الله بسم الله (خيرك بنيتي خيرك يحضرك محمد وعلي) وعند سماعي كلمت يحضرك محمد وعلي صعقت بها وقلت لها (حناي) جدتي (مني علي هذا الي قوليلي يحضرك ونبي حناي قوليلي مني علي) وكنت اقسم عليها بالنبي ان تخبرني عن علي هذا من يكون مع العلم اني اعلم انها تقصد علي ابن ابي طالب ولكن اردت ان اتاكد ليس الا لانني بدأت اربط بعض الخيوط ببعضها (الشيعة والدكتور ودعاء كميل الذي كلماته فطرت قلبي والذي هو اصلا للامام علي ولكنه علمه لصاحبة كميل ابن زياد) وبقي فكري مشوش لأيام عديدة حتى سمحت الفرصة بان اقف مع الاستاذ في الجامعة بذلك الممر الطويل ولكن على جانب منه فاتحة كتاب لا على التعين بيدي كي يكون لــــــي (سبلة) أي عذر امام زميلاتي للوقوف مع الاستاذ كي اساله عن موضوع ما وهو الآخر كان محرج ايضا فسالته عدة اساله على وجه السرعة الاول لماذا انتم الشيعة تسبون ام المؤمنين عائشة والثاني لماذا تسجدون للتربة والثالث لماذا تقولون ان جبرائيل خان الامانه وانزل الرساله على محمد واسالة اخرى فضحك ضحكة لطيفة وقال (حيل حيل حيل) لا زلت اتذكر تلك الكلمات التي كان يرددها امامي ويقول حيل كل هذه الاسئلة تريدين مني ان اجيبك عليها الان فلا يمكن ان يحصل ذلك وبهذه الطريقة. فقلت له لك الحق اذن انتظر اجابتك عليها في وقت آخر فرد عليا وقال لا لي اقتراح وهو انك تكتبين كل ما عندك من اساله على ورقة وساجيبك عليها ايضا مكتوبة فاستحسنت الراي وودعنا بعضنا وذهبنا .على امل ان اكتب كل ما عندي على ورقة واعطيها اليه في المرة القادمة .
الجزء الرابع
في صباح اليوم التالي التقينا جميعا في الجامعة قبل دخول اول محاضرة وتوصلنا الى اتفاق باننا ننهي المحاضرة الاولى ونخرج الى المركز الثقافي الذي وصفه لنا الاستاذ وانتهت المحاضرة في الساعة العاشرة والنصف وغادرنا الجامعة متجهين الى المركز الثقافي وما ان وصلنا الى بوابته الخارجية حتى استوقفتنا ايمان وقالت سالتكم يوم امس ماذا لودخلنا وراجعنا المصادر وتبين ان كل شي صحيح واليوم اعيد نفس السؤال فلم تجيبونني فعجزنا على الاجابة عن سؤالها ثم قالت انا لي رأي قلنا لها وماذا تنتظرين قولي لنا ماهو واخرجينا من تلك الحيرة القاتلة التي نعيش بها فقالت انا اقترح ان نعود الى الجامعة ونترك هذا الامر وكاننا لم نخوض فيه … ثم سرعان ما قالت وقبل ان نجيب على مقترحها لكن ذلك من الجُبن وسنبقى نحتقر انفسنا طوال الحياة لو تركناه فقالت نسرين والله ان معاك بهذا الكلام ثم حتى اذا تركناه هل سنتمكن من ان ننام ليلنا ونحن لا نفكر فيه وكونو على يقين بانه سيكون موضوعنا الرئيسي والاهم في كل لقاء نلتقي فيه كل هذا الكلام يدور ونحن لا زلنا واقفات على بوابة المركز الثقافي وبعد ان طُرحت العديد من الآراء بين تاركين للامر وبين مواصلين به للآخر قالت مباركة طيب نصوت على من مع المواصلة ومن مع تركه فقلنا فكرة جيدة فقالت نسرين انا مع المواصلة ومن غير اي تردد الجميع قال انا مع المواصلة فدخلنا المركز الثقافي وجلسنا على طاولة كانت منفردة في احدى زواياه وكنا ننظر الى اعداد الكتب الهائلة التي تملا المكان فقالت نسرين فلنسئل المشرف على تلك المصادر فقمنا واعطيناه الورقة التي كتبنا بها جميع المصادر وقام معنا من مكانه ودلنا عليها فاخرجناها كلها دفعة واحدة ووضعناها على الطاولة وقسمنا الادوار كل واحدة منا تبحث في مصدر وكان الامر سهلا للغاية لان الاستاذ كان قد ذكر ادق التفاصل عن المصدر وكنا على طول نفتح الكتاب ونذهب للصفحة التي اشار اليها في اجابته فنجد ما قال عنه ثم قالت نسرين انا ساقوم بنسخ كل ما اشار له الاستاذ فقامت من مكانها وبدات تنسخ على جهاز التصوير كل ما اردناه وكان المشرف على قاعة المكتبة يساعدنا في ذلك ثم قال هل عندكم بحث تريدون تقديمه ام تحتاجون هذه المصادر لكتابة رسالة دراسات عليا فقالت له نسرين لا عندنا بحث نريد كتابته فقال ممكن ان اساعدكم فقالت له نسرين وكيف ستكون مساعدتك لنا قال ساسمح لكم بان تاخذوا تلك المصادر لمدة ثلاثة ايام فقط ثم ترجعوناها فقالت له نسرين ياريت استاذ تعمل فينا معروف لو سمحت لنا باستعارتها وسنترك لك بطاقة تعريف الجامعة حتى استرجاعها . فاخذناها وخرجنا واتفقنا على ان نلتقي في اليوم التالي بعد الانتهاء من الجامعة في بيت نسرين لمناقشتها ثم تناولنا وجبات خفيفة من الطعام وافترقنا .
الجزء الخامس
اتفقنا يوم الخميس في الجامعة انا والبنات على ان يكون لقائنا يوم الجمعة في بيت عائشة ونصلي عندها ومنها نذهب الى بيت الاستاذ لانه كان قريبا بعض الشيء منهم وفي مساء يوم الخميس خرجت انا وابي الى الاسواق واشتريت هدية بسيطة لتقديمها الى زوجة الاستاذ بمناسبة تعارفنا عليها.وعند الساعة الحادية عشر صباحا غادرتُ بيتي قاصدة بيت عائشة كما اتفقنا فوصلت ووجدت البنات قد حضرن قبلي بدقائق وانتظرنا حتى صلينا وبقينا بانتضار اتصال هاتفي من الشيخ بنسرين ليخبرنا بالتوجه الى بيت الاستاذ وبعد الصلاة اتصل بنا الشيخ وقال اذهبوا الى بيت الاستاذ وسنكون عندكم بعد قليل فخرجنا من بيت عائشة ووصلنا الى بيت الاستاذ وما ان طرقنا الباب حتى فتح واستقبلتنا زوجة الاستاذ بابتسامة جميله وقبلتنا واحدة واحدة وهي تردد اهلا وسهلا شرفتونا اهلا وسهلا تفضلوا ودخلنا البيت وكان بيت جميل يبعث على الراحة والطمأنينة حال دخولهُ فقدمنا الهدية البسيطة لزوجة الاستاذ وكانت تردد كلمات جميله باللهجة العراقية (أي ليش ياعيني زحمتوا نفسكم ما كان اكو داعي لهذه الهدية هذا بيتكم تتفضلون به بأي وقت) ولم يكن الاستاذ متواجدا في البيت ساعتـــها وبعد قليل رن جرس الباب فقالت يبــدو ان (قيس) قد وصل فغادرت الصالة ثم عادت وهي ترتدي العبائة العراقية والتي ابهرتنا بجمالها كما ابهرتنا بسحر احتشامها فدخل الاستاذ وهو يردد تفضلوا تفضلوا واذا بالمشايخ برفقته استغربنا مزامنة دخولهم فجلسنا جميعا ثم بدأت سندس بتقديم اخيها والشيخ رجب الى الأستاذ فقال لها الاستاذ أعرفهم جيدا فقد سبقناك بالتشرف بهم في المسجد فضحكنا جميعا وقلنا (واللهِ كيف حصل هذا) فقال الاستاذ في المسجد صليت الجمعة خلف سماحة الشيخ الله يحفظه وتعارفنا (وفي الحقيقة صدمنا الاستاذ بكلامه هذا لنا ولكن المكان لم يكن يسمح بنقاش الموضوع حيث اشتغربنا كيف ان الاستاذ شيعي وذهب ليصلي خلف شيخ سني!!) وبعد لحظات استأذنت زوجة الاستاذ وقالت اسمحو لي اجهز الطعام فقالت لنا نسرين هيا لنشاركها اعداد الطعام وخرجنا معها الـى (الكوجينه) المطبخ وقالت لا داعي لا تتعبوا انفسكم انا مجهزة كل شي فقد اضعه على الطاولة فحملت اطباق الطعام وكانت قد وضعت عليها اغلفة لتحافظ على سخونتها وكنا نشاركها بحمل الاطباق معها ولا نعرف على ماذا تحتوي تلك الاطباق الا ان رائحتها الزكية اعجبتنا جدا فوضعت كل طبق في مكانه وما ان انتهت حتى رفعت الاغلفة عنه ونادت على الاستاذ يا ( قيس ) يلا عيني تفضلوا نعم هكذا كانت تناديه يلا عيني فجلسنا على المائدة جميعا كان اخي والشيخ رجب والاستاذ في الجانب الايمن منها وكنا نحن وزوجة الاستاذ في الجانب الاخر اي لم نكن مقابلين للرجال. فقال الاستاذ هيا سمو بأسم الله وتفضلوا واكلنا بكل شراهه وكاننا لم ناكل طعاما من قبل لِما للطعام الذي اعدته زوجة الاستاذ من مذاق لم ناكله من قبل وقد كان سيد المائدة السمك ولكن بطريقة لا يمكن وصفها فسالناها عن تلك الطريقة فقالت تلك الطريقة التي يشتهربها البغداديون وتسمى (السمج المسكوف) كما كان الى جنبة الأرز الاصفر والذي اضيف اليه شيئا من (الكشمش كما اسمته هي) الزبيب المجفف واشكالا اخرى كانت حقا مائدة عامرة رافقتها نفوس طيبه باعدادها ثم انتهينا من تناول الطعام وعدنا الى الصالة لنشرب الشاي والذي كان هو الآخرعلى الطريقة العراقية… وفي الوقت الذي كنا فيه نشرب الشاي رن جرس الباب فقال الاستاذ يبدو ان المهندس (مشتاق) قد وصل فقام وفتح الباب ثم عاد معه رجل قدمه لنا انه الاستاذ المهندس ( مشتاق عراقي من مدينة البصرة في جنوب العراق) وكان ينتظرونه كما يبدو فقالت له زوجة الاستاذ يا اخ مشتاق الظاهر ( ان حماتك ما تحبك ) فرد عليها ايضا بالهجــة العراقية الجميلة( هي غير تجي وعود بعدين خليها لا تحبني ) وواصل يقول لها… وهو يضحك وهسه انطيني غداي اهم من حماتي وابو حماتي ترً اني ميت من الجوع وجاي قاطع ميتين كيلو متر) وما فهمناه من كلام المهندس مشتاق وهو يتحدث باللهجة العراقية الا انه لم يتزوج بعد وانه جائع جدا وقطع مسافة 200 كيلو متر كونه يقيم في مدينة جادو وهي مدينة جبيلة.
الجزء السادس
ثم بدأ الشيخ رجب بطرح سؤاله وهو لماذا تعتقد الشيعة بان جبريل اخطأ بنزول الرسالة ؟؟؟ ولماذا تقولن عند إتمام الصلاة وانتم تضربون بأيديكم على أفخاذكم (خان الأمين، خان الأمين، خان، الأمين…)؟فابتسم الاستاذ وسأل الشيخ رجب وهل رأيت ذلك بنفسك يا شيخنا !!؟ فاجابه الشيخ لا ولكن هذا ما نعرفة منذ زمن بعيد.
فقال الاستاذ انا ساجيبك على سوالك هذا بنص اجابة (للعلامة الشيخ جعفر السبحاني)حيث يقول يثبت بطلان الشبهة التي أثيرت ضد الشيعة بما يلي:الاستناد إلى الدليل القرآني في أسباب محذورية من يعادي وحي الله « من كان عدواً لله و ملائكته و رسله و جبرئيل و ميكائيل فإن الله عدو الكافرين».وثبوت نبوة محمد (ص) عن طريق القرآن الكريم « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» « وما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين» و « ومبشراً برسول يأتي من بعدى اسمه احمد» .(ثم يقول العلامة جعفر السبحاني مكملا حديثه في الرد على تلك الشبهة) لا يخفى على رواد العلم،أن ظمأ العالم البشري لمعرفة الحقائق في عصرنا الحاضر لا مثيل له. وعلى كل طالب علم أن يسعى ويجد من اجل المعرفة الحقيقية التي توصله في أخر المطاف إلى ساحل الأيمان. والمعرفة هي أساس الحياة وروحها ـ فمن لا معرفة له لا حياة له وكأنما هو ميت يمشي بين الأحياء. وبالمعرفة الحقيقية يتم الأيمان و يزداد بزيادتها. وإنها تأخذ حيزاً كبيراً من الحياة الإنسانية بكل أبعادها وجوانبها. حتى في الشريعة المقدسة، التي هي عبارة عن مجموعة قوانين شرعية،فالمعرفة لها حظ وافر على مستوى الأصول والفروع والأخلاق.
وبعد كل هذا كيف تعتقدون ان الشيعي يرى ،أن جبرئيل قد غلط في الوحي وهو يشهد الشهادتين في كل فريضة و نافلة وفي الأذان والإقامة. وما علي (ع) إلا عبدٌ من عبيد الله عز وجل. و مسالة خيانة جبرئيل،أقبح و أوبق، لأن الإمام على (ع) كان صبياً و عمره لا يتجاوز الست أو السبع سنوات ، وعمر النبي (ص) كان يقارب الأربعين عاماً حينما بعث بالرسالة والوحي؛ فكيف يا ترى يخطئ جبرئيل ولا يفرق بين محمد (ص) الرجل، وبين على (ع) الصبي.واريد ان ازيدك علما شيخنا،إن الشيعة هي الفرقة الوحيدة من بين كل الفرق الإسلامية الأخرى،التي تقول بعصمة الأنبياء والأئمة فإذا كان أئمتنا سلام الله عليهم معصومين عن الخطأ وهم بشر مثلنا فكيف بجبرئيل وهو ملك مقرب سماه رب العزة (الروح الأمين).
إن المطالع لكتب مذهب الشيعة الإمامية في الفقه والأصول والعقائد يجد أن كتبنا تشرقُ بنبوة نبينا محمد (ص) و تنزيهه من كل زيف و انحراف وعصمته في كل شئ على عكس كتب غيرنا الذين يقولون بعصمة النبي في أداء الرسالة فقط. فهل اكتفيتم بما قلت اخوتي أم ازيد ؟. فقال الشيخ (***** ) لقد اجبت عن السؤال بما يكفي وأجدت الاجابة.فرد عليه الاستاذ شكرا لجميل كلامك ونحن مستعدون لسماع باقي اسئلتكم تفضلوا ثم نادى الاستاذ على زوجته (آبلة نحتاج قهوة كي تاخذين دورك بعد المهندس ( م بالاجابة) فضحك الجميع.
الجزء السابع
بعد ان شربنا القهوة التي طلبها لنا الاستاذ من زوجته اللطيفة بطريقة مؤدبة ومعها شيئا من المزاح المؤدب ايضا في نهاية النقاش بالجزء الاول من المناظرة التي كان موضوعه (البسملة بالصلاة)…. عدنا مرة اخرى للمناظرة بسؤال أو بالأحرى بسؤالين طرحمها هذه المرة الشيخ رجب على الاستاذ العراقي … الاول هو (اننا نعرف بان الشيعة تقول بتحريف القرآن زيادة او نقصا. والسؤال الثاني هو والكلام للشيخ رجب ( نعلم ايضا ان للشيعة قرآن يسمى مصحف فاطمة وهو غير قرآن المسلمين فماذا تقول في ذلك يا استاذ) فاجاب الاستاذ قيس المختار ساترك الاجابة على هذين السؤاليين لاخي المهندس (مشتاق) كي يجيب عليهما واني لواثق من انه سيكون اكثر مني جدارة بالاجابة الوافية عليهما فأتمنى له الموفقية ثم التفت اليه وقال له تفضل مهندس (مشتاق) فتحدث المهندس (مشتاق) وقال … قبل ان أجيب على أسئلة سماحة الشيخ رجب أحب أن أقول بانني اقف صغيرا بين هكذا قامات في العلم والادب مثل سماحة الشيخ (****) وسماحة الشيخ رجب والاخوات الفاضلات وبين الاستاذ قيس المختار وزوجته المحترمة ولعلي سوف لن أصل الى مستوى الوعي والدراية التي كان عليها الاستاذ قيس المختار باجابته عن اسئلتكم وكل ما تم طرحه بشكل عام لكن يقيني بقضيتي وولائي لمحمد وآل محمد لهُوا جدير بأن يوفقني في الاجابة على اسئلة سماحة الشيخ رجب ثم قال: يعتبرالقرآن الكريم عند الشيعة كما هو عند عامة المسلمين هو الأصل الأول للتشريع، بل هو الحبل الممدود بين السماء والأرض كما وصفه النبي (ص) لأنه كتاب الهدى الذي أوصله المولى عز وجل إلى العباد عن طريق سفيره المصطفى(ص)،فهو يحوي كليات العقيدة وأطر الشريعة مع تفاصيل منها كثيرة،إضافة إلى الأطر العامة للتعامل مع الكون والتفكرّ والحوار والحرية والعدل والعفو والرحمة والمحبة والعمل والتقوى والإحسان، وكلها لا تنفك عن الإيمان الحقيقي. كما أن القرآن الكريم هو الذي أسس لمرجعية النبي(ص) من خلال الأمر بالخضوع إلى أوامره ونواهيه وجميع ما يأتي به ((فما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) (الحشر/ آية 7) وذلك لأنه ((لا ينطق عن الهوى.إن هو إلا وحي يوحى)) (النجم/الآية 3-4)، إلى درجة ربط الإيمان الحقيقي بالتسليم الكامل، الظاهري والقلبي، لما يحكم به النبي(ص) ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليماً)) (النساءالآية 65) – كل ذلك منعاً للتطفل والتحكم ممن لم يصطفيه الله تعالى لهذه المسؤولية الكبرى. ولأن القرآن الكريم هو كتاب الهداية النهائي فلا بد من تحقق الاطمئنان التام لنصوصه، ولأن البشر – من خلال الأمم السابقة لأمة الإسلام – أثبتوا أنهم يحرفون ويغيرون ويبدلون، فإن المولى عز وجل تعهد بحفظ كتابه الكريم بقوله تعالى ((إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون)) (الحجر/ الآية 9)، وهو ما فهمه المسلمون أنه صك ضمانة لأي تغيير في القرآن مهما حاول الأعداء.
وعليه، فإن من يشكك في القرآ ن الكريم، كلاً أو جزءاً، فإنه يشكك، بل يرد،هذه الضمانة التي تعهد بها المولى عز وجل، وهذا يعد خروجاً عن الملة.كما أن من يشكك في القرآن الكريم،كلاً أو جزءاً، فإنه يسقط الإسلام كله من خلال إدخال الشك على مرجعية النبي(ص) وعلى الكليات والجزئيات والأطر العامة الواردة في القرآن، ما يؤدي إلى الشك في أساس الرجوع إلى الأصل الثاني وهو السنة النبوية.
بالجملة،أن إلقاء الشك في القرآن هو هدم في العقيدة الإسلامية بشكل مباشر وغير مباشر.وهذا الذي جعل أعداء الشيعة يجدون في اتهام الشيعة بخصوص القرآن الكريم أفضل التهم التي من شانها ان تبني الجدران المنيعة المطلوبة لهم من أجل قطع أي لحمة ممكنة بينهم وبين اخوتهم المسلمين من أتباع المذاهب الأخرى وقد تبنى أعداء الشيعة في هذا الجانب الخطير تهمتين:
-الأولى – هي أن الشيعة يعتبرون أن القرآن الذي بين أيدينا محرف.
-الثانية – هي اتهام الشيعة بأن لهم قرآناً آخر غير هذا الذي بين ايدي المسلمين اسمه (مصحف فاطمة).
وسُأعرف بكل من التهمتين الفريتين والرد عليهما،ومنه سيتضح لكم اخوتي هل أن كتب الشيعة حوت من أحاديث التحريف أكثر من كتب غيرهم أم العكس؛ كما ايضا سنعرف حقيقة مصحف فاطمة.
التهمة الأولى – القول بتحريف القرآن:
يُتَّهَمون الشيعة أنهم يعتقدون أن القرآن الذي بين أيدينا محرف وذلك برفع أسماء أئمة أهل البيت(ع) أو اسم الإمام علي(ع) على الأقل، إضافة إلى رفع أسماء أعداء الإسلام (على الرغم من الإبقاء على اسم أبي لهب عم النبي (ص ) . وقد ذهب بعضهم الى اتهامنا باننا نقول أن الآية الكريمة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس))(آل عمران/ آية 110) هي كانت ((كنتم خير أئمة أخرجت للناس)).كما يفترون علينا ايضا باننا نقول ان الاية الكريمة ((وكفى الله المؤمنين القتال)) (الأحزاب:25) قد حذف منها كلمة “بعلي” لتصبح ((وكفى الله المؤمنين القتال بعلي)).
وسأرد على تهمة التحريف بالاتي :
اولا – أن الروايات التي تتحدث عن حذف أسماء الأئمة(ع) أو حذف أسماء أعداء الله ورسوله(ص) ويتهموننا بها هي مردودة جملة وتفصيلاً بآية حفظ القرآن كما ذكرتها قبل قليل وهي ((إنا نحن نزلنا الذكر،وإنا له لحافظون)) والتي لا يوجد شيعي واحد، عالم أو غيره، لا يؤمن بها،نصاً ومعنى. كما أن الله تعالى جعل تشخيص الأئمة (ع) في القرآن بطريقة أكثر نجاحاً من خلال الآيات الكثيرة فيهم كآية التطهير والولاية والمودة وغيرها الكثير من آيات أقل صراحة ولكنها تنطبق عليهم، إما بشكل خالص أو كمصداق من بين مصاديق كثيرة.أما أعداء الله ورسوله كأبي جهل وأمية بن خلف وأبي سفيان فإنهم ما حذفوا من القرآن تماماً لأن بعضهم نزلت فيه آيات أوضحها النبي(ص). أما ذكر اسم عمه أبي لهب فهو أولاً لأنه كان – وزوجته – من أشد أعداء النبي(ص)، وثانياً لأنه كان ينبغي أن يكون من أنصار ابن أخيه(ص) لمعرفته بصدقه،وثالثاً كطريقة من طرق القرآن لتأكيد انفصال القرآن الكريم عن النبي(ص) تماماً بحيث يذكر عمه ولا يذكر غيره من عتاة قريش،الأمر الذي كان ينبغي أن يكون حافزاً لهم لإعادة التفكير،إضافة إلى كونه حافزاً للتفكر لكل من يريد من الملل الأخرى عبر العصور… أن القرآن لو كان من تأليف النبي(ص) فلعله كان سيأتي على ذكر آخرين غير عمه. ولعل هناك نقطة أخرى،وهي أن ذكر العم الكافر فرصة للمسلم للمقارنة بينه وبين العم الكافل والمدافع والحامي،أعني أبا طالب الذي كان حظه التكفير من قبل اخوتنا أهل السنة (دون علمهم أن هذا ليس لكفره – حاشاه – بل لكونه أبا علي(ع) ليس إلا).
اما الروايات التي أوردت اسم علي(ع) ويحاول البعض ان يحتج بها علينا في مسالة تحريف القرآن إنما هي نصوص تفسيرية، أي أوردت الآية مع تفسيرها، فإن الله تعالى كفى المؤمنين القتال يوم الخندق بأمرين: الأول هي الريح التي أرسلها فأطفأت قدور جيش الأحزاب وهيجت الرمال، والثاني هو قتل علي(ع) لعمرو بن عبد ود بطل الأحزاب وهو ما أحدث ضربة نفسية هائلة في نفوسهم، فجاءت قراءة “((وكفى الله المؤمنين القتال)) بعلي” كتفسير للآية (ولعلها من قراءة الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود). (وهذه تشبه قراءة ابن عباس وابن مسعود لقوله تعالى ((فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن)) (النساء:24) بإضافة كلمة “إلى أجل مسمى” بعد كلمة ((منهن)) لتفسير أن الاستمتاع هو لمدة محددة، أي الزواج المؤقت.)
كما ان هناك ردود كثيرة من علمائنا على تهمة تحريف القرآن الكريم وذلك بالإعلان بشكل صريح ومباشر أن القرآن الكريم لم يتعرض للتحريف وأن القرآن الذي بين أيدي الشيعة هو نفسه الذي بين أيدي السنة هو نفسه الذي نزل على خاتم النبيين(ص) بلا زيادة حرف واحد أو نقصان حرف واحد. وقد صرح بذلك علماء كبار بعضهم من مراجع الشيعة المشهورين في كل زمان من الأقدمين وحتى المعاصرين، في فتاوى منشورة معروفة للجميع.
كما أن الله تعالى عندما تعهد بحفظ القرآن في الآية المعروفة، فأنه يعني حفظه بين المسلمين في كل زمان ومكان لأنه لو كان المقصود حفظه عند النبي فقط لما استفاد منه المسلمون ولكان ذلك عبثاً ولا يعد حفظاً، لاسيما وأن الله تعالى يعلم بما ستؤول إليه الأمورلانه علام الغيوب.
كما أن فقهنا الشيعي يفرض علينا قراءة سورة كاملة بعد الفاتحة في ركعات الصلاة،فلو كانت هناك سور ناقصة في القران الكريم لما تحقق ذلك،كما ان لوكانت تلك السور الناقصة معروفة عندنا فيما اذا كانت هناك سور ناقصة لكان على علمائنا أن يحذرونا من قراءتها في الصلاة كي لا تكون صلاتنا ناقصة مثل ما يحذرونا من قراءة سور العزائم التي تحوي السجدة الواجبة كيلا نضطر إلى السجود عند قراءتها وبالتالي ستكون في الصلاة ثلاث سجدات بدلاً من اثنتين).
أن إعجاز القرآن في آياته وكلماته وتعبيراته وعلومه وإخباره (ومؤخراً في الإعجاز العددي) لا يمكن العبث به لأن مثل هذا العبث سيفتضح بشكل أو بآخر.
ويمكنم في المستقبل ان تقرأون مناقشات المرجع الديني الأعلى في الفترة الماضية السيد أبي القاسم الخوئي رحمة الله عليه في كتابه (البيان في تفسير القرآن) حيث كتب مقدمة رائعة حول التحريف والقراءات (قبل بدئه بتفسير فاتحة الكتاب)، وفيها الرد الكافي والوافي على شبهة التحريف.وانا اعدكم ان شاء الله بان اتيكم بنسخة منه.
أما التهمة الثانية – والقول بوجود مصحف آخر للشيعة،وأن اسمه هو مصحف فاطمة.
فاقول ان رد الشيعة على هذه التهمة الفرية هو ماسياتي:
-اولا أن القرآن الكريم لا يسمى مصحفاً، فإن الذين أطلقوا عليه اسم المصحف هم الناس؛وذلك لأن القرآن قد سمى نفسه أسماء مختلفة ليس من بينها المصحف: فهو القرآن ((قرآناً عربياً غير ذي عوج)) (الزمر/ آية 28) والعديد من آيات غيرها، وهو الفرقان ((وأنزل الفرقان)) (آل عمران/ آية 4)، وهو الذكر ((وأنزلنا إليك الذكر)) (النحل/ آية44)، وهو الكتاب ((ذلك الكتاب لا ريب فيه)) (البقرة/ آية 2). وعليه، فأي شيء اسمه مصحف ليس بالضرورة له علاقة بالقرآن الكريم.
ثم أنه لوحقا كان للشيعة قرآن آخر فأين هو؟ ولا بد أنه توجد منه نسخ في جميع مساجدنا وحسينياتنا ومراكزنا وبيوتنا لأنه هو كتابهم المزعوم،او على اقل التقاديران تكون هناك نسخ منه عند العلماء فقط وإلا كيف يتعبدون بكتاب غير موجود بين ايديهم ؟!!!. ثم اسأل الم يتمكن اي واحد من أن أعداء الشيعة، قديماً وحديثاً، أن يحصل على نسخة واحدة من هذا الكتاب المزعوم كي تكون لهم حجة علينا،فعلى الرغم من غياب التقوى في التعامل مع الخصم عندما يكون الشيعة هم الخصوم،وعلى الرغم من أن مساجد الشيعة ومراكزهم وبيوتهم قد استبيحت – ولا تزال – في مناطق كثيرة من العالم، وعلى مر التاريخ (ولا سيما في العراق ولبنان أيام الحرب الأهلية وأفغانستان والخليج)،ومن ضمنها بيوتات مراجع الدين، فلماذا لم تظهرلنا نسخة واحدة من مصحف فاطمة،أو ورقة واحدة على اقل تقديرمن هذا الكتاب المزعوم؟
أن مصحف فاطمة الذي ورد في الروايات يا اخوتي واخواتي واضح من اسمه ووصفه أنه غير القرآن، فقد ورد في الروايات الصحيحة أنه كان كتاباً فيه علوم لدنية وشرعية،أو هو القرآن الكريم نفسه مع تفسير بسيط في الحواشي كتبته فاطمة الزهراء(ع) أو كتبه زوجها علي(ع) لها. أما قول الإمام جعفر الصادق(ع) أن ليس فيه من القرآن شيء اذا كنتم سامعين بهذا الحديث ، والذي يتخذ حجة لإثبات وجود قرآن آخر لدى الشيعة، فهو على العكس من ذلك – هو حجة لإثبات أنه غير القرآن تماماً! ذلك، أنه لو كان الإمام الصادق (ع) يعني قرآناً آخر كيف يقول أن ليس فيه من القرآن شيء، فما هو هذا الشيء، ثم كيف يقرأ الشيعة في صلواتهم ودعائهم وجميع شؤونهم سوراً وآيات من القرآن الذي بين أيديكم وهاي هي نسخة منه اضعها بين يدكم لتطلعوا عليها (فقدم الاستاذ نسخة من القراآن كانت ببيته والتي جعل المشايخ يقرأون فيها سورة الفاتحة عندما كان يناقشنا بالبسملة في الصلاة ) وقارنوها مع جميع نسخ القران التي بيد المسلمين فستجدون اننا لا نقرأ ولا حرف من واحد شيء آخر مزعوم( مصحف فاطمة)؟ ثم هل ان احاديث التحريف هي من مختصات الشيعة فحسب.وهل ان فقد فاطمة عليها السلام كان لها مصحف ام ان هناك غيرها من كان له مصحف وقد اتى بآيات لم نجدها اليوم في مصاحفنا كما تذكر كتب الصحاح والسيرة والتاريخ هذا ما ساناظركم به في جلستنا القادمة ووشكرا لكم على حضوركم وتشريفكم لنا بهذه الزيارة المباركة وموعد الجلسة القادمة ساترك لكم حرية تحديد وقتها وبيتي مفتوح لكم احبتي. فرد عليه الشيخ(*****) بارك الله فيك استاذ وكانت جلسة مباركة كما نشكركم على حسن الضيافة . ثم شربنا الشاي وودعنا الأستاذ وزوجته والمهندس (مشتاق ) على امل اللقاء في المرة القادمة.
———————-
الجزء الثامن
بعد ان اكملنا جلسة مناظرة الاستاذ قيس المختار ورفيقه في بيته لعدد من الشبهات كمصحف فاطمة وغيرها أواصل اليوم كتابة ما طرحه الأستاذ وفريقه على الشيخ ( **** ) والشيخ رجب وصديقاتي وهو موضوع في غاية الأهمية بل يمكنني ان اقول عنه انه القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال في المثل لما للموضوع من اهمية خطيرة لم يكن الكثير بل اغلب اهل السنة منتبهين اليها وهي (مصحف عائشة) نعم لقد ارعبتنا تلك التسمية حينما نطق بها الاستاذ وكنا في بداية الامر نعتقد انه يستفزنا بها او يريد ان يلصق باهل السنة تهمة تقابل ما يتهم به اهل السنة الشيعة بمصحف فاطمة ولكن ما ان بدأ يسترسل بحديثة واذا بنا امام حقيقة هي في امهات كتبنا نحن اهل السنة فلم يعد باستطاعة المشايخ الذين بفريقنا ونحن ايضا إلا ان نبقى صاغين لكل حرف يقوله الأستاذ لعلنا نمسك عليه شيئا لنرد به على ما يقول كي نسكت صوته الهادر الذي كان لا يخرج عنه الا ماهو حقيقة وحجة دامغة علينا ومن مصادرنا وكان وفياَ بعهده لنا بان لا يحتج علينا بشي إلا وهو من امهات كتب السنه. واليكم ماقاله الاستاذ :-
( هل أحاديث التحريف من مختصات الشيعة فحسب؟)
من يرمي الآخرين بتهمة ما لا بد أن يكون بريئاً منها وإلا كان في غاية الصلف وقلة الإنصاف، فكيف إذا كانت التهمة بهذا الحجم والخطورة – تحريف القرآن الكريم؟ فهل أن من يرمون الشيعة بالقول بتحريف القرآن لا يقولون بذلك؟لا يوجد سنّيّ واحد – فيما اعلم – يؤمن بتحريف القرآن، فالكل يعتقدون أن القرآن الذي بأيدينا هو الذي نزل على النبي(ص) دون زيادة أو نقيصة – هذا عن العوام. أما العلماء والباحثون، فبعضهم يذهب إلى وجود اختلاف في بعض الكلمات ولكنهم يجعلونها من باب تعدد القراءات. وعلى الرغم من أن هذا ليس حلاً لبعض الروايات التي تصرح باختلافات واضحة، إلا أن المسلم، إذا كان منصفاً ويقدم حسن النية ومصلحة الإسلام العليا والكتاب العزيز بالذات، عليه أن يقبل بهذا التفسير لمثل تلك الروايات.
وهذا هو ايضا واقع المسلمين الشيعة،أي أننا – كما أسلفت –نعتقد بأن القرآن الذي بأيدينا اليوم هو نفسه الذي نزل على النبي (ص) ولم يتعرض للتبديل أو التغيير أو التحريف. وان من يتهم الشيعة لا يملك دليلاً واحداً على أن الشيعة يقولون بالتحريف ولكنه يذهب إلى تلك التهمة استناداً إلى روايات في كتب الشيعة لم يقصد بها ان القران محرف او فيه زيادة او نقيصة.
كما اتسائل هنا …. هل أن كتب السنة خالية من روايات التحريف؟
ولأني لا أريد ذكر روايات التحريف الان،ولأن الرد يحتم عليا ذلك، فسوف اذكر بعض الروايات من كتب أهل السنة التي تصرح بوقوع النقص والزيادة، علماً أن أكثر الروايات هي في وقوع النقص. ولكن هناك ايضا في كتب السنة من يقول بوقوع الزيادة:
ومنها أن آية سورة الليل ((وما خلق الذكر والأنثى)) (الليل:3) هي ((والذكر والأنثى)) بل أن البعض ذهب إلى أن المعوذتين،الفلق والناس، ليستا من القرآن،وبالتالي هناك زيادة سورتين كاملتين،ونسب ذلك حتى إلى ابن مسعود الذي هو من أكابر علماء القرآن من الصحابة (أكدها البخاري في صحيحه في باب تفسير سورة الناس ولكن على طريقة أن ابن مسعود كان يقول “كذا وكذا” وذلك دفاعاً عن الصحابي والقرآن معاً،مع أن الواجب أن يرفض الرواية، هذا إذا كان المطلوب هو نفس الحرص المطلوب من الشيعة) وأما من روايات وقوع النقص، أي الحذف أو النسيان أو الإهمال وسمه ما شئتم يا شيخنا الفاضل:فسقوط آيات،منها آية الرجم المروية لا كادعاء فحسب بل بنص، وذلك برواية عمر الذي صرح بها على المنبر… أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة،وهذا يعني ذهاب أكثر من مائتي آية من القرآن الكريم بل أن هناك سورتين كاملتين سقطتا من القرآن،إحداهما تسمى سورة الخلع والثانية سورة الحفد،وأن بعض الصحابة كعمر كان يقنت في الصلاة بهما بل سقطت سورة طولها كطول سورة التوبة/براءة، ليس كادعاء فحسب، بل ذكروا – برواية أبي موسى الأشعري – أن فيها آية “أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم” وهي كما ترى ليست ببلاغة القرآن وكلامه الذي يعلو ولا يعلى عليه (ولكن ذلك مبلغهم من العلم والذوق الأدبي) فإذا أضفت روايات تتحدث عن أن سورة التوبة/براءة سقط ثلاثة أرباعها بحيث لم تدع أحداً إلا ونالت منه (وأن البسملة سقطت بسقوط أولها)، فلك أن تتصور السورة التي سقطت!بل إنهم قالوا بذهاب “قرآن كثير” ولا سيما يوم اليمامة (حيث استشهد ألوف المسلمين في قتال مسيلمة وجماعته) أكثر من ذلك، برواية عمر أن القرآن كان أكثر من مليون حرف،ولما كان القرآن الذي بين أيدينا حوالي ثلاثمائة حرف فإن أكثر من ثلثي القرآن قد سقط.
ان الذين يتهموننا انه يوجد لنا قرآن اسمه مصحف فاطمة كبديل للقرآن الكريم هل لديهم الجرأة وشيء من الإنصاف بحيث يعترفون بوجود شيء عندهم اسمه مصحف عائشة؟ اعرف انها صدمة لكم ولكن تلك هي الحقيقة وهذا ليس كلمة قيلت فحسب،بل ذكرت فيه آيات أنها كانت في مصحف عائشة أم المؤمنين، منها ما يختص بالرضاعة أنها قالت أن القرآن نص على عشر رضعات ثم أنقصها إلى خمس، ونحن نعلم أنه لا ذكر لا لعشر ولا لخمس في القرآن الذي بأيدينا. ومنها ايضا قولها أن آية ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى)) (البقرة:238) سقط منها “وصلاة العصر” بعد كلمة “والصلاة الوسطى” مؤكدة أنها سمعتها من النبي(ص).
ودخل ذلك في الفارق بين الكلمات على أساس خطأ الكتّاب الذين نسخوا القرآن.من ذلك أن أم المؤمنين كانت ترى أن آية ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ)) (المائدة:69) ينبغي أن تكون “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ” أي أنها معطوفة على ما قبلها فتكون مجرورة بالياء (في حين أن الصحيح هو الرفع لأنه استئناف للكلام من جديد)، وأن آية ((قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)) (طه:63) ينبغي أن تكون “قَالُوا إِنَّ هَذَينِ لَسَاحِرَانِ” أي أن “إنْ” هي “إنَّ” الحرف المشبه بالفعل وعليه تكون “هذين” إسمها منصوب بالياء،ولكن النّسّاخ أخطئوا.وهذه الروايات – وغيرها مثلها عن عائشة – لو صحت لدلت على عدم معرفة من أم المؤمنين،لا بالقرآن ولا بالبلاغة، وهو ما أشك فيه بلحاظ كونها من نفس البيئة ذات اللسان العربي الفصيح وأنها كانت متعلمة مقارنة بغيرها وأنها كانت قريبة من نزول الوحي.
فهذه وأمثالها في مصحف عائشة، مع أن هذا المصحف يتضمن النص صراحة على تحريف القرآن في حين لم يقل الشيعة أن مصحف فاطمة (الذي هو بالاساس لا وجود له على ارض الحقيقة) فيه زيادة أو نقيصة في آيات القرآن بل هو شيء آخر، ومع ذلك التهويل كل التهويل دائماً على الشيعة.
انتهى الاستاذ من كلامه وهو مستاء مما يُفترى به على مذهبه ثم تناول كأس من الماء فشربه كله على ثلاث جرعات وهذا ما اتذكره جيدا حتى هذه الساعه ثم قال بصوت خافت (السلام عليك يا ابا عبدالله) فسألته من هو ابا عبدالله؟ فقال لي لم افهم ما تقصدين بسؤالك أعدت السؤال عليه بطريقة أخرى وهي (عندما انتهيت من شربك للماء قلت السلام عليك يا ابا عبدالله فمن هو ابا عبدلله) فدمعت عينا الاستاذ وصديقه وزوجته بنفس الوقت فاعتقدت بأن أحداً قريب منهم قد وافاه الأجل بوقت سابق فتذكروه وبكوا.
ثم واصل الاستاذ قائلا بالمناسبة تذكرت مقال للدكتور عبد الرضا أسيري الأستاذ بجامعة الكويت نشرت له في صحيفة الوطن الكويتية في الثمانينيات،رد فيها على مقالة للدكتور أمير الحداد اتهم الشيعة فيها بأنهم يعتقدون بتحريف القرآن.من ضمن رده قال بأن هناك حوالي 120تفسيراً للقرآن، منها ما هو موجود ومنها ما لا يوجد ذكره إلا في الفهارس، ولكن حوالي 80 تفسيراً هي للشيعة الإمامية الإثني عشرية.وهذا يعني أن أهل السنة قدموا للأمة 40 تفسيراً،أي نصف ما قدمه الشيعة،وبما أن عدد أهل السنة إلى عدد الشيعة حوالي 4 أضعاف فإن اهتمام الشيعة بالقرآن يعادل 8مرات اهتمام أهل السنة.فهل يعقل بأن الشيعة لو كانوا لا يؤمنون بهذا القرآن الذي بأيدينا كانوا سيبذلون كل هذا الجهد عبر العصور في حين أن الذين يتهمونهم بالتحريف لا يبذلون إلا القليل نسبتة الى ما بذلوه؟! فعلى علماء اخوتنا اهل السنة ان يتقوا الله في القرآن الكريم:
وكما قلت في أول كلامي،إن القرآن الكريم هو أهم ما في أيدي المسلمين، وهو نصف تركة النبي(ص)، والنصف الأكبر حيث سماه “الثقل الأكبر”، وأكد ذلك الإمام علي(ع) عندما قال: ((ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر)) يعني بالأكبر القرآن والأصغر الحسن والحسين عليهما السلام. فيجب على المسلمين جميعاً أن يتقوا الله تعالى في هذا الكتاب العظيم، الذي فيه ليس هداهم فحسب بل أيضاً هدى الناس جميعاً وفي شتى العصور، بإعجازه اللغوي والعلمي والتاريخي والتشريعي وكل شيء.
وإنه لمن أعظم الآثام – في عقيدتي – أن يُستغل هذا الكتاب،وهو العهد بين الله وخلقه والتنزيل على خاتم رسله، الفصل ليس بالهزل، في ساحة الصراعات المذهبية والطائفية، فإنه سيؤدي إلى ضرب عقيدة المسلمين في الصميم، فيعود جميع الخصوم بالخسارة وهم يقدمون بأيديهم معاول الهدم إلى أعدائهم. فاليتقوا الله وليتقوا يوماً يرجعون فيه إلى الله.
——————————————
( يتبع في الجزء التاسع )
ملاحظة في الجزء ساذكر جميع المصادر من كتب السنة التي توكد كل ما قاله الاستاذ وما سيقولة بالصفحةوالجزء ورقم الحديث وصور فوتغرافية لبعض ما قاله واحتج به من روايات عن مصحف عائشة وغيرها .
الجزء العاشر