خطبة موحدة ومصادرة كتب..السلفية يفرضون نهجهم شرق ليبيا
تصعيد خطير:
وأدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا (مستقلة)؛ هذه الممارسات، واعتبرتها “تصعيدا خطيرا ضد شريحة المثقفين والكتاب”، مطالبة منظمة “اليونسكو” ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بضرورة “التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات والأفعال المشينة والخطيرة”، بحسب بيان للمنظمة.
من جانبه، أكد وزير الأوقاف الليبي السابق، سالم الشيخي، أن “وزارة الأوقاف في الشرق الليبي مكّنت تيار الفكر السلفي المدخلي والمتشددين منهم من المساجد؛ لأنها تيارات داعمة للمشروع الإنقلابي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر”.
وأوضح : “في حين جهات الأمن تصادر الكتب للمثقفين والمفكرين، تسمح وتدعم إنشاء المعاهد والمدارس، ونشر الكتب والأشرطة التي تدعو إلى أفكار هذه التيارات”، كما قال.
وقال المدون الليبي، فرج كريكش”: “ما حدث؛ ليست معركة سياسية، ولا تدافعا بين تيارات أيدولوجية، لكنها معركة عتيدة مع الجهل وعدم الاطلاع فقط”، وفق تقديره.
بيان للمثقفين:
من جانبها،رأت الباحثة الليبية فى التاريخ، خيرية حفالش، أن “المواجهة لم تكن مع التيار السلفى أصلا، لكنها كانت مع إدارة البحث الجنائي فى وزارة الداخلية، بعد مصادرتها لشحنة كتب في مدينة المرج، لكن السلفيين اعتبروها حربا معهم وهاجمونا”.
وأكدت خفالش، وهي إحدى الموقعات على البيان الرافض للمصادرة،: أن “عددا من المثقفين وقعوا بيان إدانة واستنكار لما حدث في الشرق الليبي”، مشيرة إلى أن “هناك تصعيدا؛ لأن الموضوع مفتوح على كل الإحتمالات، كون ما حدث ليست هزلا”، لكنها “استبعدت حدوث صدام مسلح”.
وقال عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق عن مناطق الشرق الليبي، فوزي العقاب، أن “ما حدث من وزارة الأوقاف وقبلها مديرية الأمن؛ تطور خطير ضد أي توجه داعم للمدنية والديمقراطية”، موضحا أن ما جرى “شكّل خيبة أمل لكثير من الليبيين الذين يتوقون لعيش حر وكريم”.
صدام مجتمعي:
وأوضح أستاذ علم الإجتماع السياسي، رمضان بن طاهر، أن “هناك تحالفا بين التيار الوهابي وبين معسكر خليفة حفتر”؛لمواجهة تيار الإسلام السياسي المناهض للأخير”، مضيفا : “أتوقع حدوث صدام مجتمعي مسلح مع هذا التيار من قبل المجتمع الليبي وتياره المدني الرافضين لهؤلاء، لكنه صدام مؤجل الآن لإستقواء السلفيين بحفتر”.
وقال الناشط المدني من بنغازي، تامر الهدار، إن “الصدام كان متوقعا مع هذا التيار، فالدلائل كانت واضحة في حال وجهنا الأعين شطر المشرق، للمملكة السعودية، وما يعانيه مجتمعها من سطوة هذا التيار.
واعتبر الهدار أن “هذه الحادثة (مصادرة الكتب) وما تبعها من خطب تحريضية على التيارات الفكرية والدينية الأخرى، كالصوفية، لاقت استهجان المجتمع الليبي الذي بطيبعته يرفض الوصاية الدينية”.
وصادرت إدارة البحث الجنائي بالمرج الليبية؛ مجموعة كبيرة من الكتب التي كانت قادمة من الخارج، ومنها: رواية “حبيبي داعشي”، للكاتبة هاجر عبد الصمد، وهي رواية اجتماعية اعتبرها النقاد من أهم الروايات التي كشفت وجه تنظيم الدولة، وكذلك الكتاب الشهير “بروتوكولات حكماء بني صهيون”، وكتاب “حديث الجنود” للكاتب الأردني أيمن العتوم، ويتحدث عن الأحداث الطلابية في الأردن، ورواية “يوسف يا مريم” للكاتب، يامي أحمد، وهي رواية عاطفية لا علاقة لها بالتشيع، وهو ما قابله مثقفون في ليبيا بحملة تهكمية على تبرير مصادرة الكتب بمحاربة فكر الشيعة والإخوان المسلمين والعلمانية، وهو التبرير الذي استخدمته سلطات شرق ليبيا.